التطوير المهني
الأنتخابات مشاريع لها حاجات فنية وسياسية ، وتتطلب ادارة سليمة ومهارات اختصاصية . يتوقع من هيئات ادارة الانتخابات EMBs في الوقت الذي تكون فيه تحت ضغط السياسة وعامل الوقت ، ان تدير انتخابات ذات مصداقية ومقبولة من جميع ذوي المصلحة . ولتحقيق هذه الاهداف ، يجب على هيئات ادارة الانتخابات ان تضمن كونها ليست سليمة من الناحية الفنية فقط ، ولكن مقبولة سياسيا ايضا وشرعية . ونتيجة لذلك ، هناك حيز ضيق من الاخطاء والتي قد تشكك في نزاهة العملية الانتخابية . الا انه بالرغم من الخبرة الواسعة المطلوبة لأدارة انتخابات ناجحة . ، فمازال مجال ادارة الانتخابات غير معتبر كمهنة لدى العديد من الدوائر وان التطوير المهني وتنمية قدرات موظفي الانتخابات لا توضع له اولوية كما يجب ، لا من قبل الحكومات ، او المانحين ، او مقدمي المساعدة الانتخابية ، ولا من قبل مدراء الانتخابات انفسهم .
ان التنفيذ الحرفي والدقيق للسياقات الانتخابية ، والموظفين الماهرين المناسبين ، هما عنصرين رئيسيين لتحقيق انتخابات ذات مصداقية . تحتاج هيئات ادارة الانتخابات EMBs الى التأكد من ان جميع موظفي الانتخابات سواء كانوا من الموظفيين الدائميين او العاملين الوقتيين هم على درجة عالية من التدريب وقد تلقوا المهارات الضرورية لتطبيق مقاييس مهنية عالية في تنفيذ الجانب الفني في عملهم . يحتاج اعضاء وموظفي هيئات ادارة الانتخابات EMB الى المهارات المناسبة ، والاكثر اهمية هو الالتزام بمبادئ الادارة الانتخابية ، وبضمنها النزاهة ، عدم التحيز ، الاستقلالية ، الشفافية ، الكفاءة والذهنية المنفتحة على تقديم الخدمات.
يتطلب التدريب المهني ثقة الجمهور في ان العملية هي في " أيـــد أمينة" ومهنية مشهودة لهيئة ادارة الانتخابات والتي تعطي الاحزاب السياسية ، والمجتمع المدني ، والناخبين ، والمانحين ، وسائل الاعلام واصحاب المصلحة ، الثقــــة في كون مدراء الانتخابات قادرين على تولي واجباتهم بشكل فاعل . ومن جانب اخر ، سيؤدي النقص في المهنية المشهودة في الادارة الانتخابية الى شكوك شعبية وانشطة غير دقيقة وربما أحتيال ، وسيسهل انعدام الثقة تقديم الشكاوى من الاطراف الخاسرة في الانتخابات للحصول على دعم شعبي بغض النظر عن كون الشكوى صحيحة ام لا . ان مهنية الادارة الانتخابية ستعزز من استقلالية هيئة ادارة الانتخابات EMBs ويجعلها اقل عرضة للتلاعب السياسي .
لا تجنى فوائد انشطة التدريب والتطوير المهني بشكل مباشر ، وغالبا مايكون قليل الاهمية للحكومات وهيئات ادارة الانتخابات ، والتي تجد صعوبة على العموم ، في متابعة الحكومات ووزارات المالية للمصادقة على الميزانيات التي تتضمن التمويل الكافي لمثل هذه الانشطة .
ان التغيرات في السياقات الانتخابية والتعقيد المتزايد في العمليات ، اصبحت بالشكل الذي حتى اكثر الموظفين مهنية لايستطيعون الاعتماد على خبرتهم فقط لغرض اداء واجباتهم بشكل كاف . والأكثر من ذلك ، يجب على هيئات ادارة الانتخابات EMBs ان تتعود"هجرة الادمغــة" والتي تؤدي غالبا الى انتقال الموظفين الاكثر كفاءة الى مناصب افضل مرتبا في القطاع الخاص أو مع منظمات دولية . ويترتب على ذلك فقدان الذاكرة المؤسساتية .