ماهي الدورة الأنتخابيـــــة ؟

الدورة الأنتخابية هي أداة تخطيط وتدريب بصرية مصممة لمساعدة وكالات التنمية ومقدمي المساعدة الأنتخابية وموظفي الأنتخابات في الدول الشريكة ، لفهم الطبيعة الدورية للتحديات العديدة التي تواجه في العمليات الأنتخابية .  جرى تطوير الدورة الأنتخابية من قبل المفوضيــة الأوربيـــة  (EC) والمؤسسة الدولية للديمقراطية والأنتخابات (International IDEA)  وبرنامج الأمم المتحدة الأنمائي  (UNDP) ، أستجابة منها لمعوقات تنفيذ مساعدة طويلة الأمد في حقل الأنتخابات وبأقرار مبادئ أعلان باريس حول فاعلية العون ^[1].

أن الدورة الأنتخابية تعتبر الأنتخابات كعمليات مستمرة أكثر مما هي أحداث منفردة . في المستوى الأكثر عموما , تقسم الدورة الأنتخابية الى ثلاث فترات رئيسية : فترة ماقبل الأنتخابات ، الفترة الأنتخابية ، وفترة ما بعد الأنتخابات . ويلاحظ ان الدورة الأنتخابية ليس لها نقاط بدء وأنتهاء ، وينطبق هذا أيضا على على الفترات الثلاث وعلى التقسيمات ضمن الدورة . نظريــــــا ، قد يمكن القول ان الدورة الواحدة تنتهي عندما تبدأ الأخرى . وعلى أية حال ، فان بعض فعاليات فترة ما بعد الأنتخابات قد تكون ماتزال جارية عندما تبدأ فعاليات الدورة اللاحقة . وبصورة مشابهة ، فان بعض التقسيمات مثل توعية المواطنين والدعم للأحزاب السياسية ، تتشابك عبر الدورة بأكملها وعليه فأنها تعتبر كفعاليات مستمرة عبر جميع الفترات الثلاث .  

تتألف الأنتخابات من عدد من قطاعات البناء المتكاملة ، و عدد من أصحاب المصالح ممن يتفاعلون ويحدثون التأثير على بعضهما البعض . أن المكونات الأنتخابية وأصحاب المصلحة ليسوا بمعزل ، فهي تعتمد على بعضها البعض ، ولهذا فان تجزئة جانب واحد (على سبيل المثال أنهيار نظام معين للتسجيل الأنتخابي ) ، يمكن أن يؤثر سلبيا على أي جزء آخر ، وبضمنها التأثير على مصداقية الأنتخابات نفسها . , وهكذا على شرعية الحكومة المنتخبة وعلى عملية التحول نحو الديمقراطية للبلد الشريك ، وعلى أهداف التنمية ككل . 

ان اندماج وتشعب الفعاليات المتعلقة بالانتخابات والأعتماد المتبادل بين أصحاب المصلحة ، يسلط يوضح الطبيعة الدورية للعمليات الأنتخابية ويشدد على الحاجة الى مساعدة وبناء قدرات طويلة الأجل في مقابل المساعدة القصيرة الأجل القائمة على حدث الأنتخابات بحد ذاته . 

كيف يمكن أستخدام الدورة الأنتخابيــــــــــــــــة ؟ 

تدعم الدورة الأنتخابية وكالات التنمية والدول الشريكة لتخطيط وتنفيذ المساعدة الأنتخابية ضمن أطار عمل الحكم الديمقراطي بالتفكير سلفا لخمس أو عشر سنوات , بدلا من اتخاذ الاجراء تجاه كل حدث أنتخابي لدى حصوله . ولغرض تحقيق ذلك ، من الضروري الاقرار على المستويات السياسية والعملياتية ، أن  في كل مرة يتخذ فيها قرار لدعم عملية أنتخابية ، فان هكذا قرار ينطوي على مشاركة والتزام شامل تجاه الديمقراطية الناشئة في البلد المعني أبعد كثيرا عن الحدث الفوري المراد دعمه . ان اي قرار لتقديم دعم انتخابي متخصص ، رغم كونه مايزال مقبولا على المستوى السياسي ؛ يجب ان يرافقه الأخذ بالاعتبار انه لن يحل الثغرة الديمقراطية في اي بلد شريك ، ولكنها بدلا عن ذلك ، ستطلق عملية تعاون تنموي أكثر تداخلا . 

في الحقيقة ، ان الخطأ الجوهري في مشاريع المساعدة الأنتخابية السابقة لم تكمن في شروط الدعم الانتخابي المتخصص قصير الأجل ، ولكن في الاعتقاد بان مثل هذا الدعم سيضمن استدامة العمليات الأنتخابية اللاحقة ، والنتائج المتينة في استقلالية وشفافية هيئات ادارة الانتخابات المعنية والتنمية الديمقراطية اللاحقة في البلد الشريك . 

أن نهج الدورة الانتخابية مفيد في اشراك اصحاب المصلحة الآخرين وتزويدهم بادوات لتحسين تقييمهم لأوقات وأدوار عملهم . وبناءا على ذلك ، يجب ربط الدعم المالي بستراتيجية مالية متكاملة وطويلة الأمد ، والتي يجب ان تتضمن الفترة الأنتخابية كمرحلة واحدة من عملية طويلة الأمد للتحول نحو الديمقراطية .  

[1] ألزم أعلان باريس (2005) الموقعين على المبادئ الخمس المتعلقة بالملكية ، والتحالفات ، والتنسيق وأدارة النتائج والمسائلة المتبادلة . جدد المشاركون خلال اجتماع المنتدى الثالث العالي المستوى في أكرا (2008) ألتزامهم بمساعدة حكومات الدول النامية على تشكيل وتنفيذ خططها الوطنية ، باستخدام انظمتهم لوضع الاولويات والتخطيط والتنفيذ قدر المستطاع .