كما هو الحال مع أنظمة الأقتراع اليدوي ، يتوجب فرض رقابة على أنظمة الأقتراع الألكتروني ، أي يجب أن يكون بالامكان إختبار العمليات المستخدمة لجمع وعـد الأصوات ، إعادة عد الأصوات لغرض التشديد على دقة النتائج . والخطر الأعظم على أنظمة الأقتراع الألكتروني هو إن كان هناك إمكانية للتدخل الخارجي ويستمر من دون كشفه مما يؤثر على نتائج الأقتراع . لذلك كان هناك حاجة الى الرصد والرقابة الأمنية المكثفة والتدقيق المتداخل لتكون جزءا بالغ الأهمية من منظومة الأقتراع الألكتروني .
هناك آليات مختلفة للرقابة على منظومة الأقتراع الألكتروني . تتضمن بعض المنظومات ما يدعى بـــ طريقة الناخب الرقابية للتحقق ، "voter verified audit trail" VVAT ، وتدعى أيضا بــ أوراق أقتراع الناخب الموثقة "voter verified paper ballots". تتضمن هاتين المنظومتين سجلات ورقية للأصوات ، والتي جرى التحقق منها من قبل الناخب في وقت الأدلاء بالصوت ، ويمكن استخدامها لأعادة العــد في أي وقت آخر . يمكن استخدام VVAT فقط في منظومات الأقتراع الألكتروني الموقعية وليس عن بعد ، أي في مكان الأقتراع الألكتروني طالما يتوجب على الناخب أن يكون متواجدا في المكان حيث سيسجل صوته / صوتها فعليا وتجري طباعته لغرض السيطرة .
وتتضمن منظومات الأقتراع الألكتروني الأخرى طريقة الناخب الرقابية للتحقق . والفرق بين المنظومات الأولى والثانية ، هو إن الحالة الأولى يكون فيها إجباريا أن يدقق الناخبين أصواتهم قبل الأدلاء بها . وفي الحالة الثانية ، يحق للناخبين تدقيق أصواتهم من دون أن يكون ذلك بالضرورة . في بعض المنظومات ، تطبع أوراق الأقتراع فقط بعد الأدلاء بها ويجري خزنها في منطقة مغلقة . ويمكن استخدام اوراق الاقتراع هذه لغرض اعادة عد الصوات . ولكن ينبغي ملاحظة ان الناخبين لم يقوموا بتدقيق اوراق الاقتراع المطبوعة هذه .
تتضمن أنظمة أخرى الكشف عن شفرة المصدر و / أو التوثيق حول نظام الأقتراع الألكتروني ، بحيث يكون للناخبين أو / وممثلي الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ، الفرصة لفحص دقتها .
مهما يكن النهج المنتخب للرقابة ، فمن الضروري أن يكون هناك وسائل رقابية لمنظومة الأقتراع الألكتروني في كل من المراحل الرئيسية لعملية الأقتراع (الأقتراع ، عـــد الاصوات). يجب ان يمنح النظام الرقابي القدرة على تهيئة المراقبين المستقلين لرصد الانتخابات او الاستفتاء (من دون الكشف عن النتائج المحتملة لعد الأصوات). يجب ان يكون النظام الرقابي قادرا على الكشف عن الغش الانتخابي وتوفير الدليل على ان جميع الأصوات التي جرة عدها هي حقيقية.
الأنظمة الرقابية بطبيعتها تجمع الكثير من المعلومات . وعلى أية حال ، اذا تم الحفاظ على الكثير جدا من المعلومات ، فقد يكون هناك خطر على سرية الأقتراع . يجب على منظومة الرقابة الانتخابية أن تديم سرية اسماء الناخبين في جميع الأوقات . وفي جميع الحالات ، فان المعلومات التي يجري عن طريق المنظومة الرقابية يتوجب حمايتها تجاه الوصول اليها والأطلاع الغير مخول عليها .
التالي: الفرص والمخاطر والتحديات أمام الأقتراع الألكتروني