لقد تطورت التدابير الامنية في مختلف البلدان لتعزيز الامن خلال الانتخابات . ان تطبيق هذه التدابير تتباين وفق الظروف الفريدة لكل منها . في أدناه قائمة بالتدابير الخاصة غير المـُستنـزِفة او الترتيبات التي يمكن اخذها بالاعتبار من قبل مسؤولي الامن والانتخابات :
مركز العمليات المشتركة (JOC)
لقد اصبح تأسيس مركز العمليات المشتركة (JOC) علامة مشتركة للجهود في تنسيق الامن والعمليات الانتخابية . عادة ما يجري انشاء مركز العمليات المشتركة قبل بضعة اشهر من الانتخابات ، ويضم المركز ممثلين عن عدد من المؤسسات ويعمل كنقطة اتصال لتبادل المعلومات والتخطيط والايجاز ورصد العملية الانتخابية .
التدريب المتخصص حول الامن
ويعنى بتطوير واجراء حزمة تدريبية لمسؤولي الامن ممن لهم علاقة بالانتخابات . تتعزز هذه الخطوة عادة بتوزيع "بطاقات انتخابية" الى افراد قوى الامن – بتحديد النقاط الرئيسية حول هذه العملية ، والسلوك والسلطة القانونية المتوقعة منهم . وبشكل مشابه ، فان التدريب لموظفي الانتخابات ، يجب ان يتضمن مكونات تحدد دور وتكامل افراد الامن في فعالياتهم .
مناطق حظر الاسلحة
قد يجري فرض احكام قانونية خاصة خلال التسجيل والحملة الانتخابية و ممارسات الاقتراع وعد الاصوات ، والتي تنشئ مناطق منزوعة السلاح حول هذه المواقع . والاشخاص الوحيدون الذين يحملون السلاح قانونيا ضمن هذه المناطق عادة ، هم الافراد المخولين امنيـــا .
تنسيق منافسات الحملة الانتخابية
وفقا لأحكام القانون العام والنظام ، يمكن لمسؤولي الامن والانتخابات ان يطلبوا من الاحزاب السياسية تسجيل تاريخ ووقت ومكان حملاتهم الانتخابية . وقد يفرض المسؤولين في هذه الظروف جدولا معينا ، لضمان عدم وقوع الحملات المضادة في تقارب يمكن ان يؤدي الى نزاع . يمكن القول ان بالامكان اعتبار هذا التحديد على حق حرية تكوين الجمعيات في بعض الظروف ، ولكن يمكن تبرير هذا التحديد اذا كانت مواضيع النظام والحق العام لها تمثل خطرا .
فترة "تهدئة" الحملة الانتخابية
تفرض العديد من الدول فترة من التهدئة فيما بين نهاية فترة الحملة ويوم الاقتراع . والهدف من فترة التهدئة هذه هي لتقليل حجم التوتر والخطاب السياسي بين الاحزاب السياسية ، في الوقت الذي يتجه فيه انصارهم سوية الى محطات الاقتراع.
مكونات الامن الاعلامي (الاستباق ورد الفعل)
قد تصبح قوى الامن في خضم الانتخابات خاضعة لحملات التضليل . فقد تسعى هذه الحملات الى تضليل الناخبين حول دور وسلوك ومصداقية قوى الامن . وفي المقام الاول ، تهدف الحملة الاعلامية الاستباقية الى شرح دور قوى الامن في العملية ، والتي يمكن ان تردع جهود التضليل . وفي ظروف رد الفعل ، ينبغي ان تمتلك قوى الامن القدرة على الاستجابة السريعة والمؤثرة في الاعلام على الاستفسارات الصحفية او التضليل .
تقوية شبكات الاتصالات
تعرف انظمة الاتصالات الفعالة بانها "معزز للقوة" للفعاليات العملياتية . وبالنسبة للانتخابات ، فان التأكيد على امتلاك كل من موظفي الانتخابات والامن لمعدات الاتصالات والاشتغال الداخلي المناسبة في المستويات ارئيسية - تعزز بشكل كاف الاستجابة والكفاءة ، اضافة الى تجنب سوء الفهم .
الاجتماعات الامنية الاستشارية والارتباط
في ظروف معينة ، قد يكون من الضروري لمسؤولي الامن مواصلة الاتباط والتشاور مع المجتمعات المحلية لشرح دورهم في الانتخابات . ويمكن لهذه الاجتماعات والتي فرصة لتبادل التوقعات ، ان تكون مثمرة للغاية في تخفيف حدة المخاوف . واذا كانت المتابعة ضرورية ، يمكن تعيين نقطة اتصال امني يعتمد عليها ( أو فريق) باعتباره قناة مكرسة لجوانب الامن المتعلق بالانتخابات . ويوصى بشدة عند بدء مثل هذا النوع من الاشتباك ، ان يتدخل ممثلي السلطات الامنية بشكل مباشر لتجنب اي تباين في توصيل الرسائل المعنية .
قواعد الاشتباك أو سياسات استخدام القوة
غالبا ما ترسم قوى الامن اطار عمل للسياسة والتي يصطلح عليها بـــ"قواعد الاشتباك" ‘Rules of Engagement’ (RoE) او "سياسة استخدام القوة" ‘Use of Force Policy’ (UoF) ، لتوجيه عمل افرادهم في ظروف معينة . من الاعتيادي ان توجه هذه السياسات قوى الامن حول العمل الواجب اخذه بالاعتبار ليكون كاستجابة معقولة ومتناسبة تجاه انواع معينة من التهديدات . وقد تكون هناك حاجة لمراجعة هذه السياسات خلال الانتخابات مع التاكيد على عدم "ايقاع" قوى الامن في اي عمل يمكن ان يفسر سياسيا في وقت لاحق . في حالة كون القائمين بتوفير الامن قد جرى التعاقد معهم من قبل مؤسسة انتخابية ، فينبغي عندئذ تحديد نموذج القوة بشكل واضح في ترتيبات التعاقد .
مدونــــة السلوك
كما جرى ذكره في وقت لاحق ، قد تدخل عدة مجاميع مختلفة ، كالاحزاب السياسية والاعلام ؛ في مدونة السلوك لتوجيه سلوكهم خلال الانتخابات . وقد تدرج قوى الامن ايضا في مدونة السلوك لأدارة سوك افرادهم خلال الانتخابات .
فريق عمل التحقيق
بغض النظر عن المحفل الذي تعرض عليه النزاعات الانتخابية ، وكذلك القدرة التحقيق السريع والكفوء في وقائع الدعوى هي ضرورية لنزع فتيل الشكوك . ويمكن للوعي بان اي ادعاء سيجري التحقيق فيه بشكل تفصيلي وكفوء ، سيردع نشوء اي خلاف تافه او خبيث . سيكون لتشكيل فريق عمل موثوق به ومحايد وكفوء مخصص للشؤون الانتخابية فقط من شأنه ان يجهض اي نزاعات غير ضرورية .
ان الاجراءات المحددة اعلاه نموذج لعدد من الحلول الامنية التي يمكن اخذها بالاعتبار خلال اي عملية انتخابية . وان استدامة اجراءات معينة مرغوبة ، او الجمع فيما بينها ، ينبغي ان ينشأ من مراحل تحليل التهديد والتخطيط الستراتيجي .
التالي : الخلاصــــــة