المراقبة الدولية للأنتخابات
لقد اصبحت المراقبة الانتخابية الدولية آلية مهمة لضمان نزاهة الأنتخابات في البلدان التي تمر بتحول نحو الديمقراطية أو في المجتمعات التي مرت بصراع . تتمتع المراقبة الدولية اليوم بقبول عالمي تقريبا ، وتساعد في رفع ثقة الناخب وتقييم شرعية العملية الأنتخابية ومحصلتها . وقد أصبحت أيضا فرصة للتعلم لمدراء الانتخابات المحليين والمشاركين في الانتخابات . وهي تعزز التبادل الثنائي للمعرفة والمعلومات حول الممارسات الأنتخابية ، بما يؤدي أحيانا الى علاقات دولية دائمة .
تجري المراقبة الانتخابية اعتياديا ، عندما يكون هناك مخاوف بشأن حرية ونزاهة انتخابات معينة . ولأجل أن تكون المراقبة الأنتخابية أداة كشف فاعلة ورادع لمشاكل النزاهة ، فهي تحتاج الى موائمتها مع نمط النظام الأنتخابي والانتخابات التي تقوم بتغطيتها . تتطلب الانتخابات في المجتمعات التي اجتازت الصراع ، نوعا مختلف تماما من المراقبة عن تلك التي تجري في بلد يتبنى أصلاحات أنتخابية .
تنظم بعثات المراقبة الدولية من قبل عدد واسع من الأطراف ، مثل الأتحاد الأوربي European Union ، منظمة الأمن والتعاون في أوربا OSCE ، مركز كارتر Carter Center ، الأتحاد الأفريقي African Union ، منظمة الدول الأميركية OAS ، المعهد الجمهوري الدولي IRI ، المعهد الديمقراطي الوطني NDI ، مجلس أوربا Council of Europe وغيرها .
القـــرار على تنظـــيم بعثـــة مراقــــبة دولـــــــية
يقوم معظم المراقبين الدوليين ببعثاتهم بــدعــوة . والسؤال الذي يبرز هنا هو فيما اذا كان يتوجب على العملية الأنتخابية ان تحترم القواعد الأساسية لأنتخابات حرة ونزيهة لتستحق مراقبتها . تشعر بعض المنظمات بان على البلد ان يفي بمعايير أساسية معينة قبل أن تقرر على ارسال بعثة مراقبة دولية . وهم يتخذون هذا الموقف خشية ان ينظر الى المراقبة الدولية كونها تمنح الشرعية لأنتخابات غير شرعية . وعلى أية حال ، قد يحتاج أيضا البلد الذي يتخلف في تلبية المتطلبات الأساسية لعملية أنتخابية للمراقبين الأنتخابيين للمساعدة في الكشف عن الممارسات الغير قانونية وغير النزيهة .
فاعليــــــة المراقبــــــــة الدوليــــــــــــــة
لغرض أن تكون المراقبة الدولية فعالة وتضمن نزاهة الأنتخابات ، ينبغي أن تغطي العملية الأنتخابية بأكملها بدلا من جانب معين منها ، كعملية الأقتراع أو عـــد الأصوات . وينبغي أن يتمتع المراقبين بالمؤهلات المناسبة والتدريب . أحد اكثر الأنتقادات شيوعا والموجهة الى المراقبة الدولية ، هو انها اصبحت فرصة لــــ "السياحة الأنتخابيـــة" : في بعض الأحيان يبدون المراقبين انهم في حاجة الى الخبرة المهنية . ، وانهم قد وصلوا للبلد منذ بضعة ايام فقط قبل يوم الأنتخابات . يتوجب الايفاء بعدة شروط لغرض ضمان ان تكون بعثات المراقبة فعالة ويعتمد عليها :
- فترة كافية من الوقت . يجب ان يكون لبعثات المراقبة الوقت الكافي لتنظيم نفسها ومراقبة خطوات ما قبل الأنتخابات (مثل تسجيل المرشحين والناخبين) ، وخطوات ما بعد الأنتخابات (عـــد أوراق الأقتراع ، توحيد النتائج وتعزيز القانون ، ان امكن).
- مـوارد كافيــــة.
تتطلب البعثات الفاعلة العدد الكافي من المراقبين المؤهلين والوسائل
(الأتصالات ، النقل ، المترجمين ) لمساعدتهم في اداء عملهم بشكل مناسب .
- مـراقبـــين مؤهلــــين. ينبغي ان يكون المراقبين مؤهلين ومدربين لضمان ان عملهم يتمتع بالمصداقية .
- تغطيــــة شاملـــــــة. على المراقبين ان يقوموا بمراقبة العملية الأنتخابية بشكل تفصيلي قدر الأمكان ليكونوا قادرين على اتخاذ قرار ذو مصداقية . والأكثر أهمية هو التدقيقات الواسعة النطاق التي تغطي العملية الأنتخابية بأكملها ، والمنفذه وطنيا عن تلك المنفذه اقليميا ، وتتضمن جميع الجوانب بدلا من شمول جانب واحد من المشاكل .
الأعتمـــــاد
To لغرض التمكن من دخول المواقع الأنتخابية وأجراء مراقبة ذات مصداقية ، ينبغي أعتماد المراقببين الدوليين من قبل هيئة ادارة الانتخابات او هيئة مقررة للسياسات ، حيث ان الاعتماد الانتقائي أو عدم الاعتماد قد يثير شكوكا حول النزاهة .
المشاكل الأمنيــــــــــــــة
في البلدان التي تعاني مشاكل أمنية ، تكون يبعض المناطق خارج نطاق عمل المراقبين ان لم تضمن قوات الأمن الحكومية من سلامتهم . والكيفية التي ستؤثر بها مثل هذه التحديدات على نزاهة ونوعية المراقبة ، سوف تعتمد بشكل كبير على المناطق الواقعة خارج نطاق عمل المراقبين في ذلك البلد .

