رصف حدود الدوائر الإنتخابية
مع حدود التقسيمات الإدارية
في الكثير من الدول وبالذات تلك
الدول التي تعتمد الدوائر الإنتخابية متعددة الأعضاء، تتبع حدود الدوائر الإنتخابية
حدود التقسيمات الإدارية القائمة – عادة ما تكون حدود الولايات أو المحافظات. وغالباً
يكون لهذه التقسيمات الإدارية بعض الأهمية التاريخية. ولكن تعود بعض التقسيمات
الحديثة إلى العهد الجديد والذي قد لا يحظى بأهمية كبيرة من قبل المواطنين.
هنالك مزايا معينة لعملية رصف
الدوائر الإنتخابية للتقسيمات الإدارية حيث يتوجب على الدائرة الإنتخابية حينها أن
:
- تتوافق مع الكيانات التي تدير وظائف الحكومة المحلية.
- تتماشى مع المؤسسات الإجتماعية والسياسية والمؤسسات غير
الحكومية الأخرى، التي تنظمها المناطق الادارية.
- تكون أكثر وضوحاً أمام الناخبين إذا ما كانت الدوائر الإنتخابية
تتماشى مع تقسيمات إدارية منظمة.
- تعكس إهتمام المجتمعات الجغرافية حينما تقوم التقسيمات
الإدارية بذاتها بتوضيح إهتمام مجتمعات
مختلفة.
التوافق مع الوظائف الحكومية
من الممكن أن تنسب التقسيمات الإدارية
إلى وظائف حكومية هامة. على سبيل المثال، قد تتحمل الكيانات الحكومية المحلية مسؤوليات
فرض الضرائب أو إدارة العدل والتعليم والصحة العامة. وقد ينتفع الناخبون من
الكيانات الحكومية المحلية بسبب قدرتهم على معرفة الممثلين، والتواصل مع الممثلين
المنتمين إلى دوائر إنتخابية تتوافق وهذه التقسيمات الإدارية، خاصة إذا كان
الناخبون بحاجة للمساعدة في عملية التعامل مع هذه الوكالات الحكومية.
إضافة إلى ذلك، قد يتم تنظيم
آلية الإنتخابات في دولة ما حول التقسيمات الإدارية. وإذا كان الأمر كذلك، قد تكون
مسألة إجراء عملية إنتخابات أكثر سهولة في حال تطابق حدود الدوائر الإنتخابية مع
حدود التقسيمات الإدارية.
التوافق مع المؤسسات غير
الحكومية
لا تعتبر الوكالات الحكومية
المؤسسات الوحيدة التي تعمل في ظل تقسيمات إدارية محددة، ويتم تنظيم الكثير من
المؤسسات الإجتماعية والسياسية حسب المناطق الإدارية. وقد تتضمن مثل هذه المؤسسات
أحزاباً سياسية وجمعيات مهنية ونقابات مهنية إضافة إلى الكثير من المؤسسات المهنية
والاجتماعية والثقافية. وقد ينتفع اعضاء هذه المؤسسات بسبب قدرتهم على معرفة
الممثلين، والتواصل مع الممثلين المنتمين إلى ذات المنطقة الإدارية. كما وقد
يستسهل الممثلون المنتخبون العمل والتواصل مع أعضاء هذه المؤسسات غير الحكومية.
الإعتراف بالدوائر الإنتخابية
تكوِّن الحدود القائمة منذ زمن
طويل والخاصة في دولة أو محافظة ما هوية واضحة حيث يستطيع الناخبون الإنتماء إليها
بشكل أكثر سهولة من الدوائر الإنتخابية الصطنعة. وقد يستطيع الناخبون التمييز ما
بين دوائرهم الإنتخابية وغيرها من الدوائر، كأن يتعرفوا على ممثلهم المنتخب بشكل أكثر
سهولة وذلك إذا ما تم تعريف الدوائر الإنتخابية من خلال حدود التقسيمات الإدارية.
إنعكاس المجتمعات ذات
المصالح
قد تعكس الدوائر الإنتخابية
التي تتألف من ولاية أو محافظة جرى الاتفاق على حدودها منذ زمن طويل، اهتمام
المجتمعات التي تتمركز في مناطق جغرافية معينة إستناداً إلى تراث مشترك، أو
أخلاقيات عرقية مشتركة، أو صفات دينية أو لغة مشتركة. ومع ذلك، قد يكون هنالك بعض
الجذور المشتركة لبعض الكيانات الإدارية الأكثر حداثة والتي تشكل أساس الدوائر الإنتخابية.
وبالتالي، لا تجمع هذه الدوائر الإنتخابية ناخبين بمصالح مشتركة.
مساوئ إستخدام التقسيمات الإدارية
لا تحظى التقسيمات الإدارية
بذات المستوى من الأهمية في جميع أنحاء العالم، مع أنها تعكس اختلافات إقليمية
مهمة في بعض الدول، إلا أن التقسيمات الإدارية في دول أخرى تعتبر أمراً حديث الإنشاء.
في هذه الدول، وتعتبر الحدود مصطنعة كما أنها لا تحظى بأهمية كبيرة من قبل المواطنين. وفي الحقيقة، قد تقسم هذه الحدود
مجتمعات طبيعية ذات مصالح مشتركة مثل المجتمعات العرقية التي نشأت منذ زمن طويل،
أو المجتمعات التي يجمع ما بينها العرق أو الدين أو اللغة المحكية. وفي هذه
الحالة، قد تتناقض عملية إستخدام حدود الكيانات الإدارية من أجل تشكيل دوائر إنتخابية
مع تشكيل دوائر إنتخابية تعكس مجتمعات قوية ذات مصالح مشتركة.
الدوائر الإنتخابية الفردية
والتقسيمات الإدارية
تعتبر ممارسة رصف حدود الدوائر
الإنتخابية الحدود الإدارية أمراً شائعاً في الدول التي تعتمد دوائر إنتخابية
تعددية. ولكن يعتبر أمر توافق التقسيمات الإدارية مع الدوائر الإنتخابية أكثر
تعقيداً في الدول التي تعتمد دوائر إنتخابية فردية فقط. ويعود ذلك بالعادة إلى
وجود تضارب ما بين ترسيم حدود الدوائر الإنتخابية فردية تتطابق مع حدود تقسيمات إدارية
قائمة، كما تعتبر مسألة ترسيم حدود الدوائر الإنتخابية الفردية متساوية نسبياً في
عدد السكان أمراً معقداً.
هذا لا يعني أنه لا يمكن
للدوائر الإنتخابية الفردية أن تتوافق مع التقسيمات الإدارية داخل دولة ما. وتؤكد
الكثير من الدول التي تستخدم دوائر إنتخابية فردية على الحاجة لإحترام الحدود الإدارية.
ولكن يختلف مستوى الأهمية المردفة الى هذه المسألة اعتماداً على أهمية مسألة
التكافؤ في عدد السكان ومعايير إعادة تقسيم المناطق، والذي بدوره قد يتضارب مع التقسيمات
الإدارية. على سبيل المثال، تمّ في المملكة المتحدة احتمال انحرافات كبرى في أعداد
السكان بهدف استيعاب تقسيمات المناطق الإدارية المحلية. وفي الولايات المتحدة، لا
تتعدى حدود الدوائر التشريعية حدود الولايات؛ مع أن تطبيق نظام صارم خاص بتكافؤ
عدد السكان ما بين الدوائر الإنتخابية يعتبر أمراً أكثر أهمية بكثير من إحترام
حدود التقسيمات الإدارية المحلية.