وفقا لنظرية المعايير والممارسات الحالية للانتخابات، يصرف القسم
الأكبر من النفقات على الأنشطة التالية: تسجيل الناخبين، وترسيم الحدود، وعملية
الاقتراع، وفرز النتائج ونشرها، والبت في النزاعات، وتوعية الناخبين وإعلامهم ،
والحملات الانتخابية من قبل الأحزاب السياسية والمرشحين، واليقظة أو الرقابة من
جانب ممثلي الأحزاب والمراقبين المحليين أو الدوليين (غودوين غيل - 1994، لوبيز بنتور2000؛ منظمة الأمن والتعاون 2001؛ الاتحاد الأوروبي
عام 2002؛ المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات-ايديا 2002). وبالتالي فإن التكاليف
الانتخابية تشمل جميع التكاليف التي تكبدتها الهيئة في إجراء مثل هذه الأنشطة، بغض
النظر عن نوع الهيئة المعنية، سواء كانت وطنية أو محلية، عامة أو خاصة.
أنواع التكاليف الانتخابية
يتم تنفيذ عمليات تسجيل الناخبين ورسم الحدود والتصويت وفرز النتائج
ونشرها والبت في النزاعات بأشكال مختلفة من قبل الإدارات الانتخابية في جميع الحالات
تقريبا (أي من قبل السلطة التنفيذية للحكومة، والمسؤولون تحت إشراف لجنة انتخابية
أو لجنة انتخابية مستقلة). وقد يتم الاشتراك في توعية وإعلام الناخبين مع السلطات
الانتخابية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، في حين أن النشاط السابع (نشاطات الحملة) ، يتم تنفيذه بصورة كاملة من
قبل الأحزاب السياسية والمرشحين. ولذا فإن المتغير الرئيس لتحليل التكاليف يرتبط مباشرة
بمنظمة معينة أو هيئة مسؤولة عن نشاط انتخابي معين – منظمة واحدة أو عدة منظمات
داخل الحكومة الوطنية أو الحكومات المحلية أو الهيئات القضائية، وشركات القطاع الخاص (على
سبيل المثال، الخدمات البريدية شبه العامة والاتصالات السلكية واللاسلكية)
والمنظمات غير الحكومية والأحزاب السياسية.
ويجوز أن
تقوم ميزانية الانتخابات خلال إحدى السنوات بتغطية انتخابات واحدة أو عدة
انتخابات، وفي الحالة الأخيرة ينبغي للمرء أن ينظر فيما إذا كانت الانتخابات تجري
في وقت واحد أو بشكل منفصل في أوقات مختلفة. تؤثر هذه العوامل بشكل كبير على أرقام
الميزانية العامة فضلا عن توزيعها حسب بنود الميزانية.
ويمثل عدد الانتخابات
وتسلسلها الزمني متغيرات تجعل من الصعب مقارنة التكاليف الانتخابية بين مختلف الدول.
وليس من السهل دائما تقسيم الميزانيات وتخصيص تكاليف الانتخابات المختلفة.
ويستخدم التمييز بين تكاليف الموظفين والتكاليف
التشغيلية عادة كمعيار رئيس في بناء الميزانية الانتخابية.
وتصبح هناك بمرور
الوقت، تكاليف ثابتة للتشغيل العادي للإدارة الانتخابية، وتصرف هذه
التكاليف بشكل مستقل عن وقوع الانتخابات في سنة معينة. وترتبط التكاليف
المتغيرة في الوقت نفسه، بإجراء الانتخابات بصورة فعلية. ويتكون القسم الأكبر من
الميزانية المحددة لإجراء الانتخابات من التكاليف المتغيرة.
ويمكن تحديد
ثلاثة فروق رئيسة لمصطلح "مصدر التمويل". يتمثل الأول (ا) بميزانية انتخابية مستقلة وهي جزء من الميزانية
الموحدة للأمة، أو (ب) ميزانية مرتبطة بالانتخابات تشكل جزءا من ميزانية المؤسسات
العامة والتي لا يدخل في مسؤولياتها إلا القليل أو لا شيء له علاقة بالانتخابات (مثل
السجلات المدنية والشرطة والخدمات البريدية). والثاني هو الفرق بين التمويل الوطني
والدولي في الميزانيات الانتخابية، وله أهمية قصوى في حالة إجراء الانتخابات بعد
انتهاء الصراع، أو إجراء الانتخابات الثانية في الديمقراطيات الناشئة. أما الفرق
الثالث فهو بين التمويل العام والخاص، وينطبق في المقام الأول على تمويل الأحزاب
السياسية والحملات الانتخابية.
وتمثل تكاليف
الميزانية الانتخابية التي يمكن التعرف عليها بسهولة بصورة موثقة، ميزانية التكاليف
المباشرة. وهناك أيضا التكاليف المتنوعة ، التي قد يصعب أو يستحيل
إجراء تقييم دقيق لها، حتى لو حددت بشكل صحيح. ويمكن تقسيم هذه الفئة إلى مزيد من الأنواع،
على سبيل المثال، يمكن أن تكون بعض التكاليف للأنشطة المحددة بوضوح ، ولكن لا يزال
لا يمكن فصلها من داخل الموازنة العامة للهيئة المعنية (مثل مساهمة السجلات
المدنية في توفير المعلومات للهيئات الإدارية للانتخابات من أجل إنتاج قوائم
الناخبين، أو إنتاج قوائم الناخبين من قبل هيئة وطنية مسؤولة عن التعداد
والإحصاء). وإن الحصول على معلومات محددة حول هذه التكاليف يكون مستحيلا في كثير
من الأحيان، لأن مراجعة حسابات التكلفة بصورة مركزة لا يمارس في كثير من الأحيان
من قبل المنظمات المسؤولة عن عدد وافر من البرامج، مثل تلك المذكورة أعلاه. وكما
أشير أعلاه في فئة تمويل المصدر، قد تشمل تكاليف أخرى متنوعة فعلية ترتبط بصورة
خفية بالعمليات العادية للهيئات التي تقدم مختلف أشكال الدعم للعملية الانتخابية
(أي قوة الشرطة، والخدمات البريدية، والمدارس، والحكومات المحلية والتلفزيون الرسمي).
وإن كانت هذه تكاليف حقيقية، فلا يتم تضمينها في الميزانية الانتخابية، ولا يسهل تقييمها
في كثير من الحالات.
ثمة ميزة
أخرى إضافية ومهمة جدا، وهي الفرق بين كلفة النزاهة وبين الكلفة الأساسية .
قد يكون هذا التمييز ضروريا لفهم عملية تمويل الانتخابات بصورة جيدة، وعلى الأخص
في الديمقراطيات الناشئة التي تقوم بعد انتهاء الصراع. وهي تتعلق بدرجة كبيرة بضمان
ظروف آمنة وبيئة سياسية محايدة ومتكافئة.
وتقوم سلامة
عملية التصويت أساسا على توفير الأمن للناخبين والأمن لعملية الاقتراع. ويشمل أمن الناخبين
توفير الأمن للأفراد أثناء عملية التصويت، والأمن لمرافق التصويت والفرز؛ وإزالة
التهديدات وعوامل الترهيب، وضمان سهولة الوصول إلى مراكز الاقتراع. ويعني الأمن في
عملية الاقتراع، ترتيب التصويت والفرز بطريقة تكون فيها قوائم الناخبين وأوراق
الاقتراع وفرز الأصوات وسجلات النتائج غير قابلة للتزوير. وتتمثل الأهداف الرئيسة في
الحفاظ على سرية التصويت (الأوضاع في غرف الاقتراع)، لتجنب التصويت المزدوج
(صناديق اقتراع آمنة، واستخدام الحبر الذي لا يمحى)، والقضاء على التلاعب بمواد
التصويت (مراقبة الطباعة والتخزين والنقل)، بحضور ممثلي الأحزاب ومراقبي
الانتخابات، المحلية منها والدولية، التي قد تكون ضرورية في مواقع الاقتراع
والفرز.
وخلاصة
القول، ترتبط تكاليف النزاهة بسلامة الترتيبات الأمنية عموما من أجل
التسجيل ومراكز الاقتراع. ويمكن أن تشمل تمويل الموظفين الدوليين العاملين في إطار
الإدارة الانتخابية؛ وحماية المواد الانتخابية من العبث بسبب انخفاض مستوى الثقة
بين المتنافسين، وبعثات المراقبة الانتخابية طويلة المدى؛ وحملات مكثفة لتوعية
وإعلام الناخبين والدعاية الانتخابية، وتقديم المساعدة للأحزاب السياسية على
المستويات الوطنية والمحلية كجزء من نهج شامل لبناء القدرات.
وتسمى تلك
التكاليف المرتبطة بشكل روتيني بإجراء الانتخابات بالتكاليف الأساسية. ويتم
تحملها بصرف النظر عن درجة عدم اليقين والأمن في بيئة سياسية، ولها علاقة بقوائم الناخبين ومواد الاقتراع
والكفاءة بين موظفي الاقتراع والمعلومات التي توفر للناخبين، والترتيبات التنظيمية
واللوجستية. ويفترض أن تكون التكاليف الأساسية ثابتة وليست متغيرة، ويتم تكبد
تكاليف النزاهة عندما يتطلب الأمر نفقات خاصة غير متوقعة في كثير من الأحيان،
لضمان سير عملية الانتخاب بكفاءة.
الحصة
النسبية لتكاليف الانتخابات العامة التي يمكن أن تخصص للسلامة أو التكاليف
الأساسية، تعتمد بشكل عام على مدى ابتعاد السياسة في بلد معين عن الصراع وانعدام
الأمن. وفي تقييم حديث للانتخابات في الدول التي
خرجت من الصراع، فان التمرين الغبي التالي يقدم دليلا مفيدا حول كيفية تقدير التكاليف.
وضع منهجية لتقدير التكلفة الانتخابية
إن تصنيف
التكاليف الانتخابية يمكن تحديده من خلال أنواع التكاليف الانتخابية كأساس لتطوير
منهج لتقدير التكلفة. والمطلوب هو اتخاذ الخطوات التالية:
• تحديد البيئة السياسية- التي يتعين اتخاذها كعامل
ثابت- وهي أمر ضروري بغض النظر عما إذا كانت الديمقراطية مستقرة أو انتقالية أو في
مرحلة ما بعد الصراع.
• النظر في ما إذا كانت الميزانية الانتخابية لعام
الانتخابات تغطي عملية انتخابية واحدة أو عدة انتخابات، وفي الحالة
الأخيرة، فيما إذا كانت الانتخابات تجرى في وقت واحد أو بشكل منفصل.
• فصل التكاليف الثابتة لأداء الإدارة الانتخابية
العادية، عن التكاليف المتغيرة التي تحدد لانتخابات معينة- ويتم التمييز بعد ذلك
بين الموظفين والتكاليف التشغيلية ذات الصلة، إذا كانت لميزانية حدث معين.
• تحديد قائمة الأنشطة ذات الصلة بالانتخابات، والتي قد
تشمل تسجيل الناخبين، وترسيم الحدود، وعملية التصويت، والفرز، ونشر النتائج، والبت
في النزاعات، وتوعية وإعلام الناخبين، والحملات الانتخابية من قبل الأحزاب
السياسية والمرشحين.
• فصل التكلفة الأساسية وتكلفة النزاهة فيما يتعلق بكل
من الأنشطة المدرجة في القسم د أعلاه.
• حدد بصورة منفصلة التكاليف المباشرة والمصاريف
المتنوعة التي تكبدتها مختلف المنظمات المشاركة في الأنشطة الانتخابية، مثل
التكاليف الأساسية وتكاليف النزاهة. وحدد كمية التكاليف المباشرة على وجه التحديد،
وقدر التكاليف المتنوعة استنادا إلى أرقام تعتمد على الظروف أو بصورة تقديرية
واضحة.
• حدد مصادر التمويل لكل فئة من فئات التكاليف، سواء
كانت وطنية أو خارجية، عامة أو خاصة.
• وأخيرا، إجراء التعديلات اللازمة من خلال مقارنة تطور
التكاليف خلال فترة زمنية (الزيادة أو النقصان في التكلفة الإجمالية أو في بنود معينة
في الميزانية) داخل بلد معين أو بين الدول المختلفة، بما في ذلك رؤوس الأموال والمعدات
واستثمارها وتقييمها. وقد يكون من الضروري في كل من الحالتين وضع جدول لقيمة
العملة خلال سنة معينة.
الجدول 1 (أدناه) يبين تواتر التكاليف التي تم صرفها
وقيمها المختلفة، اعتمادا على البيئة الديمقراطية.
ثلاثة اتجاهات واضحة عند مقارنة السيناريوهات الانتخابية
في الديمقراطيات المستقرة أو الانتقالية أو التي تحدث بعد انتهاء الصراع.
أولا، تكون تكاليف النزاهة في المرحلة الانتقالية أعلى
نسبيا مما هي عليه في الديمقراطيات المستقرة، وأعلى من ذلك في حالات ما بعد انتهاء
الصراع. هذا هو في المقام الأول، وإن لم يكن ذلك حصريا، وذلك بسبب المتطلبات
الخاصة بوجود الشرطة والجيش لتولي الأمن في كل مرحلة من مراحل العملية الانتخابية،
أو وجود قوة دولية في كثير من الأحيان.
ثانيا، إن التكاليف المتنوعة الأساسية تكون كبيرة بصورة
خاصة في الديمقراطيات المستقرة، حيث يتم تغطية جزء كبير من النفقات الانتخابية
الفعلية من ميزانيات إدارات الدولة المختلفة، ولن يكون من السهل دائما أو ممكنا في
مثل هذه البيئات قياس التكاليف التي تخصص في ميزانياتها للأنشطة الانتخابية. من
ناحية أخرى، إن تكاليف النزاهة المتنوعة تكون أكبر في ظروف المرحلة الانتقالية
ومرحلة ما بعد الصراع، بسبب الحاجة للحصول على تمويل من ميزانية حفظ السلام ، التي
يصعب قياسها كميا. وإن التكاليف المتنوعة التي تعزى لتمويل الأحزاب السياسية هي
كبيرة، ويصعب تحديدها في الديمقراطيات الراسخة وغيرها من الديمقراطيات.
ثالثا، يمكن خفض مقدار تكاليف الأمن واليقظة لبعض
التكاليف الأساسية لممثلي الأحزاب في الديمقراطيات المستقرة، ولكنها ستكون أكبر
بالنسبة للمراقبين المحليين والدوليين في ظروف الديمقراطيات الأخرى، ولا سيما في
حالات ما بعد انتهاء الصراع.
|
الجزء 1-الجدول 1. تكاليف الانتخابات في الديمقراطيات
الراسخة والانتقالية والقائمة ما بعد الصراع
|
|
ما بعد الصراع
|
الانتقالية
|
الراسخة
|
|
|
نفقات النزاهة*
|
النفقات الأساسية*
|
نفقات النزاهة*
|
النفقات الأساسية*
|
نفقات النزاهة*
|
النفقات الأساسية*
|
|
عالية
|
ذات صلة
|
ذات صلة
|
عالية
|
غير ذات
صلة
|
عالية
|
تسجيل الناخبين
|
|
ذات صلة
|
ذات صلة
|
غير ذات
صلة
|
ذات صلة
|
غير ذات
صلة
|
ذات صلة
|
رسم الحدود
|
|
عالية جدا
|
عالية جدا
|
عالية جدا
|
عالية جدا
|
عالية
|
عالية جدا
|
الاقتراع: العمليات ، المواد
، الوجستك ، التدريب
|
|
عالية جدا
|
عالية جدا
|
عالية
|
ذات صلة
|
غير ذات
صلة
|
عالية
|
الفرز ونشر النتائج
|
|
عالية
|
عالية
|
غير ذات
صلة
|
عالية
|
غير ذات
صلة
|
ذات صلة
|
حل الخلافات
|
|
عالية جدا
|
عالية
|
عالية
|
عالية جدا
|
غير ذات
صلة
|
عالية
|
تثقيف الناخبين
|
|
عالية جدا
|
عالية جدا
|
عالية جدا
|
عالية
|
غير ذات
صلة
|
عالية جدا
|
حملات الاحزاب الانتخابية
|
|
عالية جدا
|
عالية جدا
|
عالية جدا
|
عالية جدا
|
غير ذات
صلة
|
عالية
|
اليقظة : ممثلو
الأحزاب ، المراقبون المحليون ، المراقبون الدوليون
|
|
*تشمل فئة النفقات كل من النفقات المباشرة والمتفرقـة
|
التالي: ميزانيات الانتخابات ومصادر الدخل لتمويل إدارة
الانتخابات