يمكن تعريف قوة الحزب بأنها عدد المقاعد
النيابية التي يفوز بها حزب ما في دائرة إنتخابية معينة.
وتعتبر قوة الحزب عاملاً هاماً في تحديد من
الذي سيتم إنتخابه. وإذا جرى انتخاب مرشح واحد من حزب ما في دائرة إنتخابية معينة،
فإن الأحزاب السياسية سوف تسعى لتقديم مرشح يتأكدون من نجاحه نسبياً. وهذا ما يعني
عادة أن الأحزاب في الدوائر الإنتخابية التي تكون فيها قوة الحزب مجرد
"واحد"، سوف تدفع بمرشح يكون عادة من الفئة العرقية والإجتماعية
المهيمنة، والذي من المرجح أن يكون رجلاً حيث ستكون حظوظ فوزه هناك أكثر. ومن جهة
ثانية، فإنه إذا كان الحزب السياسي يعتقد أن أكثر من مرشح واحد سيفوز في الإنتخاب
من الدائرة (بمعنى، أن قوة الحزب أكبر من واحد)، فإن لديهم هناك فرصة لتقديم من
يعتقدون أنهم يشكلون "الفريق الرابح" أو "بطاقة قائمة الترشيح
المتوازن" (باختيار مرشحين من فئات مجتمعية متعددة). وعندها، فإن من المرجح
أن يحصل كل من النساء والشباب والأفراد من الجماعات العرقية والإجتماعية الأخرى،
على مكانة لهم في قائمة الترشيح المتوازن. وكلما إزداد نزول الحزب بعمق نحو الاسفل
في قائمة ترشيحاته في الدائرة المعنية، كلما ازداد احتمال تنوع المرشحين من
مجموعات مختلفة، وكانوا أكثر تمثيلاً لمجمل سكان الدائرة.
وبصورة عامة، فإن ثمة علاقة تبادلية قوية بين معدل قوة الدائرة (بمعنى،
مجموع عدد المقاعد الموزعة على جميع الأحزاب في دائرة إنتخابية)، وبين معدل قوة
الحزب. وكلما ازداد عدد المقاعد لكل دائرة، فإن الأحزاب سوف تنزل بعمق نحو الأسفل
في قائمتها الترشيحية بصورة متوازنة (مما يعني أنها سوف تكسب المزيد من المقاعد)،
وأن المزيد من الأحزاب سوف يكون لديها وفوداً متعددة الأعضاء. وكلما كانت الدوائر
الإنتخابية أكبر (بحدود سبعة مقاعد أو أكثر في الحجم) وكان عدد الأحزاب نسبياً
أقل، فإن ذلك من شأنه زيادة قوة وأهمية الدائرة الإنتخابية.