عندما تعمل هيئة إدارة الإنتخابات على تصميم وتنفيذ سياساتها وأنشطتها،
فإنها تحتاج الأخذ بعين الإعتبار للإهتمامات والإحتياجات الخاصة بالأحزاب السياسية
والمرشحين، لأن الأحزاب السياسية والمرشحين شركاء رئيسيون في الإنتخابات- حيث أنهم
يقومون بالحملات الإنتخابية، ويراقبون العملية، وفي نهاية المطاف، فإنهم قد يفوزون
أو يخسرون في الحصول على المنصب الإنتخابي. ويعتبر من مصلحة هيئة إدارة الإنتخابات
والأحزاب والمرشحين الحفاظ على علاقات جيدة طوال فترة العملية الإنتخابية. وما لم
تمارس هيئة إدارة الإنتخابات سياسة الباب المفتوح، وتتعامل مع جميع الأحزاب
والمرشحين على قدم المساواة، فإن سياساتها سوف تتعرض للإنتقاد والمعارضة مما يجعل
من الصعب على هيئة إدارة الإنتخابات أن تحظى بدعم واسع وشامل. ومن شأن اللقاءات المشتركة المنتظمة – بمعدل
مرة واحدة على الأقل في الشهر، وربما بمعدل أكبر خلال فترة الإنتخاب- أن توفر هيكل
إطار لهذا التعاون المشترك.
ومن الهام أن تنخرط الأحزاب السياسية في
المشاورات المتعلقة بعملية وضع الأهداف الإستراتيجية لهيئة إدارة الإنتخابات وفي
تقييمات أدائها. وبصفتهم عملاء رئيسيين، فإن آراء الأحزاب السياسية والمرشحين بشأن
تركيز إهتمامات هيئة إدارة الإنتخابات، وأولوياتها، وخدماتها المقدمة، تعتبر عوامل
مفيدة في تحسين أداء إدارة الإنتخابات. ، ومن
شأن الإستشارات المنتظمة مع الأحزاب السياسية والمرشحين خلال فترات الإنتخابات ان
تعزز الموافقات على الجداول الزمنية والعمليات والمنتجات التي تصدر عن هيئة إدارة
الإنتخابات، كما أنها تعمل على ضمان بقاء الأحزاب والمرشحين على إطلاع تام بكل
جوانب العملية الإنتخابية. وبعد كل عملية إنتخاب، فإن من المفيد لهيئة إدارة
الإنتخابات أن تشرك الأحزاب السياسية في الإستشارات العامة مع أصحاب العلاقة بشأن
كيفية تحسين الإطار القانوني الإنتخابي.
وتختلف من بلد لآخر طبيعة العلاقة القائمة بين
الأحزاب السياسية والمرشحين من ناحية وهيئة إدارة الإنتخاب من ناحية أخرى. وفي بعض
الحالات، فإن الأحزاب تشكل جزءاً من مجلس الهيئة الإدارية للإنتخابات، بينما في
حالات أخرى، فإنه من النادر حتى وجود آليات للمشاورات بين الجهتين.