الإدارة الناجحة في حملة تسجيل الناخبين
تتضمن وجود موظفين مدربين في المقر الرئيسي وفي المكاتب المحلية. ويجب أن يكون لدى
إدارة الانتخابات المركزية موظفون بعقود طويلة الأمد وبشروط توظيف حسب نظام الخدمة
المدنية، أو أن يكون هؤلاء الموظفين تحت إدارة هيئة انتخابات مستقلة تماماً عن
الحكومة.
ومحلياً، تعتبر عملية توظيف وتدريب موظفي
التسجيل من أكثر المهام أهمية بالنسبة للمسؤولين الإداريين قبل بدء عملية التسجيل
الفعلية (سواء من خلال عملية التعداد أو مراكز التسجيل أو البريد). بالنسبة
للقائمة المرحلية، يتم توظيف كادر التسجيل لمدة زمنية قصيرة، ويمكن ملء العديد من
الوظائف بموظفين لا يمتازون بمهارات عالية. ويعطي مستوى ونوعية موظفي التسجيل
المحليين مؤشراً مبكراً على نجاح ونزاهة عملية الانتخابات نفسها. فعمال المكاتب
الميدانية يكون لديهم مسؤوليات محددة أثناء فترة التسجيل الوجيزة. لذلك فإن الاضطرار
لتكرار أي من خطوات عملية التسجيل يعتبر فشلاً في الأداء ويثير الشكوك حول السلوك
المتبع في تنفيذ العملية برمتها.
طالما أن موظفي التعداد ومراكز التسجيل
المحلية هم مسؤولو الانتخابات الوحيدون الذين يقابلهم الناخبون. فهم بمثابة الوجه الخارجي
لجهاز إدارة الانتخابات برمته، لذلك عليهم التصرف بطريقة سليمة ومحترمة أمام جمهور
الناخبين، كذلك عليهم أن يكونوا على استعداد للتعامل مع المواطنين الذين يتصرفون
بطريقة غير لائقة، كقيام أحد الأشخاص بعرقلة إجراءات التسجيل بمحاولة تضليل مسؤول
التسجيل.
كما يجب على المسؤولين المحليين أن تكون
لديهم القدرة على الإجابة على الأسئلة التي من المتوقع ان تطرح، وأن يعرفوا متى
وكيف يطرحوا الأسئلة على مشرفيهم.
فئات العاملين
تعتمد فئات الموظفين المطلوبين لعملية
التسجيل على طريقة جمع البيانات، فالنظام الذي يعتمد على التعداد السكاني يتضمن
أساليب تختلف بعض الشيء عن النظام الذي يستخدم مراكز للتسجيل. وفي بعض الدول قد تقْدم
الأحزاب السياسية أو المرشحون على ترشيح أسماء لمأموري التعداد. لكن لا بد من وضع
معايير لضمان حيادية هؤلاء الكوادر، كأن يعملوا
في مجموعات من الأحزاب المختلفة. أما عندما يقوم الناخبون بالتسجيل عبر البريد،
فإن عمل موظفي التسجيل يكون بعيداً عن الأنظار.
لكن هناك متطلبات توظيف عامة ومشتركة تنطبق
على كافة أساليب التسجيل، فيكون على رأس الهيكل التنظيمي المحلي مسؤول تسجيل أو
ضابط تسجيل أول (بغض النظر عن التسمية)، ويكون له المسؤولية الإجمالية على استكمال
التسجيل في تلك الدائرة بنجاح. يساعده في ذلك مسؤول مساعد أو نائب أو مساعد إداري.
وهناك ثلاث مهام مستقلة تقع تحت صلاحية ضابط التسجيل الأول، ويمكن تعيين فريق
منفصل لكل من هذه المهام، وهي:
·
التعداد السكاني.
·
إعداد القائمة (يشمل معالجة البيانات).
·
مراجعة القائمة.
التوظيف
إحدى المسؤوليات الرئيسية الموكلة لإدارة
الانتخابات المحلية هي توظيف طاقم من الموظفين المحليين. وقد يتم تفويض بعض هذه
المسؤوليات لموظفين مختلفين، كما قد تختلف إجراءات التوظيف من مكان إلى آخر. فمثلاً،
يتم في بعض الأماكن اختيار مأموري التعداد من قوائم الأسماء التي تم رفعها من قبل
مكاتب الأحزاب، بينما ينظر في أماكن أخرى إلى ذلك على أنه ابتعاد عن شرط الحيادية.
المهم في الأمر هو أن يثق الناخبون بنظام التسجيل وأن يرونه نزيهاً وغير متحيز.
إذا نظر إلى اختيار الموظفين من قائمة الأسماء المقدمة من الأحزاب على أنها غير
شرعية، فيجب ببساطة إسقاطها. على أي حال، ينبغي أن يفهم كل شخص يتم توظيفه أن عمله
كموظف انتخابات هو عمل غير حزبي.
التدريب
يمكن لإدارة الانتخابات المركزية تسهيل
عملية تدريب الموظفين، وذلك عن طريق إصدار كتيبات تدريب وتنظيم دورات تدريبية. ويجب
تحديد مسؤوليات كل موظف بشكل صريح، ومناقشة كيفية أدائه وإنجازه للمسؤوليات
المناطة به. وتشكل هذه الدورات التدريبية فرصة ممتازة لتذكير العمال والموظفين
بأنهم مهمون جداً لضمان نزاهة الانتخابات بشكل عام.
دفع الأجور
تقع على عاتق إدارة الانتخابات المحلية
مسؤولية التحقق من دفع رواتب وأجور الموظفين والعمال بشكل رسمي وحسب مقاييس نزيهة
وعادلة، ويجب أن يتضمن بروتوكول الأجور المخصصات المالية لكل وظيفة، إضافة إلى
ساعات العمل الإضافية المتوقعة وأداء المهمات. ويجب أن يوضح هذا البروتوكول ما إذا
كان الدفع سيتم على أساس الأداء أم على أساس ساعات العمل، فمثلاً يمكن منح مبلغ
ثابت لكوادر التعداد عن كل عملية تسجيل كاملة يقومون بها، إضافة إلى أجر ثابت عن
كل ساعة عمل. أما طريقة الدفع المعتمدة على الأداء، فهي مصممة لأغراض تطوير نوعية
العمل. فهي تجعل من صالح الموظف استكمال تسجيل أكبر عدد من الناخبين في وحدتهم
الإدارية. ولكن هذه العملية تنطوي على خطورة قيام موظفي التعداد بإضافة أسماء
وهمية من أجل الحصول على أجر أعلى.
مصاريف السفر
قد يتطلب تسجيل الناخبين أحياناً سفر بعض
الموظفين أو المتطوعين، حين يطلب منهم مثلاً تنفيذ زيارات منزلية خارج نطاق
منطقتهم، أو تأسيس مركز تسجيل في موقع آخر، أو تشغيل وحدة تسجيل متنقلة. وإذا كان
هذا السفر من أجل العمل، فيجب أن يتضمن بروتوكول الأجور نظاماً من أجل دفع مصاريف
السفر. وهذا عادة ما يتم على أساس احتساب الكيلومترات المقطوعة، واعتماد مبلغ مقطوع
لتغطية تكاليف الإقامة، بالإضافة إلى العلاوة اليومية أو بدل المصروفات لتغطية
تكاليف الغذاء والنفقات المتنوعة الأخرى. إن وجود معايير وحدود عليا يضمن أن يكون
الإنفاق بشكل مسؤول وطبقاً للسياسات العامة لإدارة الانتخابات.
الأمانة والنزاهة
يلعب موظفو الانتخابات المحليين دوراً
مركزياً لضمان شرعية نظام تسجيل الناخبين والعملية الانتخابية نفسها، ولا بد من
تذكيرهم بأهمية أداء واجباتهم بكل أمانة وصدق ونزاهة، ناهيك عن التأكيد الدائم على
العواقب المترتبة على السلوك غير القانوني والمنحرف. ويطلب من جميع الموظفين
والمتطوعين أداء القسم وتأكيد التزامهم الكامل والرسمي بالشروط القانونية
والأخلاقية للعمل.
السجل الدائم
في هذا السجل تختلف عملية اختيار
الموظفين وتدريبهم من عدة زوايا:
·
يحتاج السجل الدائم لأعداد أكبر من
الموظفين الدائمين. أما في نظام القائمة المرحلية، فتقوم إدارة الانتخابات بتوظيف
عدد كبير خلال ذروة التسجيل ومن ثم إنهاء خدماتهم عند استكمال العمل والذي غالباً ما
يكون خلال أشهر من توظيفهم. وعدد قليل منهم فقط هو الذي يستمر إلى ما بعد نهاية
فترة التسجيل. بينما تتطلب الحاجة للتحديث المستمر للسجل الدائم تواجد الموظفين
بصورة مستمرة.
·
إن وجود عدد كبير من الموظفين بعقود
طويلة الأجل يزيد من فرص برامج التطوير المهني، كما يشجع على تبني طرق أكثر كفاءة
ومهنية في إدارة تسجيل الانتخابات.
·
مع وجود أعداد كبيرة من الموظفين، هناك
احتمال كبير أن يكون هؤلاء الموظفين قد تلقوا تدريباً مسبقاً أو أنهم سيتلقون
تدريباً في إجراءات عملية إدارة الانتخابات.
·
يكون الموظفون الأكثر كفاءة على استعداد جيد
لأداء واجباتهم، من حيث تحديث القائمة والمتابعة والتدقيق.
·
إن احتمالات حوسبة القائمة الدائمة أكبر
بكثير من قائمة الناخبين المرحلية، بالرغم من أن كلا النظامين يمكن أن يعملان بدون
حوسبة. ومع تزايد حوسبة إجراءات تسجيل الناخبين ينبغي على إدارة الانتخابات أن
تكون قادرة على توفير أجهزة الحاسوب وتطويرها. ومن أجل أن تقوم بذلك فهي بحاجة
لموظفين بعقود طويلة الأمد.