قد لا تجد إدارة الانتخابات أي مبرر
للاتصال مع جمهور الناخبين خلال السنة العادية أو حتى الدورة الانتخابية لأغراض
تثقيف الناخبين. ولكن الأمر يختلف أثناء حملة تسجيل الناخبين، حيث يتوجب على تلك
الإدارة إيصال بعض الحقائق والرسائل للناخبين وهذا يمنحها فرصة تثقيف وتوعيتهم.
والأولوية هي تقديم المعلومات الأساسية للجمهور والتي تخص عملية تسجيل الناخبين
ومن له حق الاقتراع وكيفية التسجيل....الخ. ومن المهم أيضاً إضافة بعض الرسائل عن
أهمية التصويت، وقد تكون هذه الرسائل موجهة لفئات معينة من الناخبين كالشباب
والنساء والأقليات والمشردين.
العناصر التي تؤثر على
برامج التثقيف
إن الطريقة المستخدمة لتسجيل الناخبين
تحدد نوعية الرسائل الموجهة لتثقيف الناخبين. فإذا كان التسجيل يتم عن طريق تنقل موظف
التعداد من بيت إلى آخر، فإن التركيز يكون على شرح ما يجري ولماذا. ويتم الإعلان عبر
هذه الرسائل عن أن مسؤولي الانتخابات والتسجيل سيأتون إلى منازل المواطنين وسَيَرون
وثائقهم الثبوتية، ومن ثم سيقومون بجمع المعلومات المطلوبة لإضافة أي من ساكني
البيت المؤهلين إلى سجل الناخبين.
أما في النظام الذي يستخدم مراكز التسجيل
فالتركيز يختلف تماماً. فالرسائل يجب أن تشرح للناخبين شروط التسجيل وتخبرهم متى
وأين يتم التسجيل. وفي الدوائر التي تحتوي
على وحدة تسجيل متنقلة، تقوم الرسائل بإعلام الناخبين بمواعيد عمل هذه الوحدات في مناطقهم.
التعداد
إذا كان التعداد هو الطريقة المعتمدة لتسجيل
الناخبين فيجب على برنامج التثقيف أن يعمم عن تواريخ وساعات إجراء التعداد، لا
سيما وأن الفترة الزمنية التي يقوم فيها موظفو التعداد بجولاتهم عادة ما تكون
قصيرة. الجانب الآخر لتثقيف الناخبين هو البطاقة التي يتركها مأمور التعداد لدى
العنوان عندما لا يعثر على أحد في المنزل. فالبطاقة يجب أن تشرح الخطوات اللاحقة
لتسجيل الناخبين في ذلك العنوان، مثل إعطاء تاريخ للزيارة اللاحقة أو رقم التليفون
للمزيد من المعلومات.
إن الأمن مسألة مهمة في التعداد، وحيث
أنه يطلب من الناخبين فتح أبوابهم لمأموري التعداد فربما يقوم أحد بانتحال شخصية هذا
الموظف من أجل الدخول إلى المنزل بطريقة غير قانونية. لذلك فيجب أن تشرح البرامج التثقيفية
كيفية التعرف على مأموري التعداد الحقيقيين وما هي الأوراق الثبوتية التي يجب أن
تكون بحوزتهم.
كذلك فإن من المهم تأمين سلامة فريق التعداد،
وإحدى الطرق الشائعة لتأمين سلامتهم هي أن يعملوا بشكل زوجي. ورغم ان ذلك يرفع من
التكاليف ويجعل من الضروري بذل الجهود من أجل إيجاد كوادر تعمل مع بعضها البعض
بانسجام، إلا أنه يعود بفوائد أمنية كبيرة. إن تعليمات التسجيل نفسها قد تنص على
وجوب أن يعمل كل اثنين مع بعض بحيث يمثل كل واحد وجهة سياسية مختلفة أو أن يتم
ترشيحه من قبل حزب سياسي مختلف.
مراكز التسجيل
يكون برنامج تثقيف الناخبين في الأنظمة
التي تستخدم مراكز التسجيل مركزاً على أهمية التسجيل ويبان تواريخ وأوقات التسجيل
ومواقع مراكز التسجيل. ويتم إعلام الناخبين بالأوراق الثبوتية الواجب إحضارها إلى
مركز التسجيل، مثل البطاقة الشخصية والعنوان أو إثبات الجنسية. كما يتم توعية
الناخبين حول إمكانية تسجيل أفراد عائلاتهم بالإضافة إلى أنفسهم، وما الذي يجب فعله
إذا لم يتمكنوا من الحضور إلى مركز التسجيل خلال ساعات العمل المعلن عنها.
الشركاء في تثقيف وتوعية
الناخبين
يجب أن تسعى برامج تثقيف الناخبين إلى
إشراك وسائل الإعلام الرئيسية من أجل نشر المعلومات المهمة، وذلك من خلال الدعاية مدفوعة
الأجر أو إعلانات الخدمة العامة المجانية. وفي الدول التي تكون فيها وسائل الإعلام
مملوكة للدولة أو مدارة من قبل الحكومة، يكون هناك تحدياً كبيراً لضمان النزاهة
والحياد السياسي. وإذا كان الأمر كذلك فإن المنظمات الأهلية والمنظمات غير
الحكومية والأحزاب السياسية نفسها قد تساعد في نشر التوعية حول أهمية تسجيل
الناخبين وكيفية التسجيل.
يمكن في الدول حديثة العهد بالديمقراطية
أن تقوم منظمات أجنبية غير حكومية بتقديم المساعدة من أجل تثقيف الناخبين. وفي
معظم الأحيان تكون الرسالة المركزية للمواطنين ببساطة: "التسجيل شرط أساسي
للانتخاب".
السجل الدائم والسجل المدني
تكون متطلبات توعية الناخبين خلال
المراحل الأولية من إعداد السجل الدائم مماثلة لمتطلبات القائمة المرحلية، والفرق
هو ان القائمة المرحلية تستخدم فقط في دورة انتخابية واحدة، وسواء كان الفرد مسجلاً
أم لا فإنه لا أهمية لذلك بعد تلك الانتخابات. وعلى العكس، فإن نجاح عملية التسجيل
الأوّلي في السجل الدائم يساعد على زيادة هذا النجاح بصورة أكبر على المدى البعيد،
وينعكس ذلك على العملية الانتخابية نفسها. ومن الضروري أن تنصب جهود التثقيف على
هذا الشق بحيث يفهم الناخبون عواقب عدم التسجيل.
هناك دور للتثقيف المدني أيضاً في الدول
التي تستخدم نظام السجل المدني. وحيث أن الاشتراك في السجل المدني عادة ما يكون
إلزامياً، فلا بدّ من مخاطبة المواطنين عن أية شروط مستجدة والعقوبات المترتبة على
عدم الالتزام بهذه الشروط. كما يجب أن يفهم المواطنون كيف أن امتثالهم/ عدم
امتثالهم سيؤثر في حقوقهم المدنية والديمقراطية. فمثلاً إذا أخفقوا في التسجيل قبل
التاريخ المحدد، فقد يترتب عليهم دفع غرامة، ولن يكون هناك أي وسيلة أخرى لإثبات
أهليتهم للتصويت في تلك الانتخابات.
مستوى جهود التثقيف
والتوعية
تعتمد برامج التثقيف المدني على الخبرات السابقة
للدولة في جمع البيانات الخاصة بمواطنيها وتنظيم الانتخابات الديمقراطية. فإذا كان
هناك تقليد في تحديث سجلات مدنية وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة، فإن وعي الناخبين
سيكون عالياً بشكل عام ويمكن أن يكون برنامج التوعية بسيطاً. ولكن ينبغي بذل جهود
جبارة في حالة إجراء تعديلات على نظام التسجيل أو إذا كان للدولة خبرة قليلة في عملية
التسجيل أو الانتخابات الديمقراطية.
بخصوص التوعية والتثقيف