عند التخطيط لتسجيل الناخبين من المهم
تحديد نوع البيانات المطلوبة، وعادة ما ينص دستور الدولة أو قانون الانتخابات على نوع
البيانات المطلوب جمعها، وهي دائماً تشمل اسم الناخب وعنوانه السكني إن وجد وما يتعلق بمواطنته، إضافة إلى السن
وتاريخ الميلاد (من أجل التأكد من بلوغ المواطن لسن الانتخاب). وعادة ما يتم توثيق
جنس الناخب كذلك، على الرغم من صعوبة الحصول على معلومات من هذا القبيل في بعض
الحالات.
وتساعد البيانات الخاصة بتاريخ الميلاد
والجنس على التأكد من دقة البيانات التي تم جمعها أثناء عملية التسجيل وكشف أية
تسجيلات مزدوجة.
وأحياناً قد يكون التوقيع مطلوباً ولكن
ذلك يعتمد على نسبة التعليم. وإذا كانت الإدارة تنوي إصدار بطاقات شخصية للناخبين
فإن البيانات المطلوبة للبطاقات تؤثر على نوعية البيانات التي يتم جمعها. وبشكل
خاص، على السلطات أن تقرر ما إذا كانت هناك حاجة لإضافة أي خصائص تعريفية على
البطاقة، كصورة فوتوغرافية أو بصمة الناخب.
خطة العمل
بعد تحديد البيانات المراد تجميعها يمضي
مديرو الانتخابات في تطوير خطة عمل مفصلة، آخذين في الاعتبار العناصر التالية:
·
عدد المواطنين المؤهلين للتسجيل.
·
الخصائص الجغرافية والديمغرافية للدولة
أو الدائرة الانتخابية.
·
الفترة الزمنية المطلوبة من أجل إتمام
عملية تسجيل كل ناخب.
·
استخدام أو عدم استخدام أجهزة الكمبيوتر،
وفي حالة الاستخدام تحديد مجالات الاستخدام.
·
الأعمال اللوجستية المطلوبة لمختلف
مجالات التسجيل.
·
عدد موظفي التسجيل أو أي موظفين آخرين
يقومون بجمع البيانات.
·
عدد الموظفين الذين يقومون بإدخال
البيانات وأماكنهم في حالة استخدام أجهزة الحاسوب.
·
عدد موظفي التسجيل وأماكنهم في حالة
استخدام السجلات اليدوية.
·
عدد المشرفين الضروريين وأماكن عملهم.
عند إعدادها خطة العمل يجب على إدارة الانتخابات
المركزية إيلاء الاهتمام ببرامج التدريب المطلوبة من أجل تنفيذ هذه الخطة بشكل
ناجح وصحيح، إضافة إلى توفير المواد المطلوبة لتدريب الأفراد. وبالطبع فإن الخطة
يجب أن تغطي عملية التسجيل نفسها، مثل توفير نماذج التسجيل والمذكرات والبطاقات
البريدية ونماذج إدخال البيانات.
تجميع البيانات في
القائمة المرحلية
في النظام الذي يستخدم القائمة المرحلية توجد
عدة خيارات لتجميع ومعالجة بيانات التسجيل، ويجب تصميم خطة العمل حسب الخيارات المعتمدة.
فهل سيتم جمع البيانات من خلال قيام موظفي التعداد بزيارات منزلية على سبيل المثال،
أم هل يتم إنشاء مراكز تسجيل حيث يتوافد الناخبون للتسجيل؟ هل يمكن إجراء التسجيل
بواسطة البريد؟ وهل سيكون ذلك الخيار الوحيد أم سيكون بديلاً للتعداد أو مراكز
التسجيل؟ هل سيتم التسجيل وجهاً لوجه بين مسؤول التعداد أو التسجيل وبين الناخب؟
وإذا لم يكن كذلك كيف يمكن لسلطة الانتخابات التأكد من أن البيانات التي تم جمعها
هي بيانات دقيقة وصحيحة؟ وما هو نوع الإثبات المطلوب لتحديد هوية الناخب؟ وهل سيتم
إصدار بطاقات شخصية للناخبين؟ وإذا كان الأمر كذلك ما الذي يجب تدوينه في البطاقة؟
هل يجب وضع صورة فوتوغرافية؟ وهل سيتم تغليفها؟ وهل هذا الغلاف بارداً أم حرارياً؟
تجميع البيانات في سجل الناخبين
الدائم
في النظام الذي يستخدم السجل أو القائمة
الدائمة فإن الطرق المستخدمة في جمع البيانات من أجل إعداد السجل الأوّلي للناخبين
تختلف عن الطرق المستخدمة في تحديث البيانات بشكل دائم. فإنشاء السجل الأوّلي يستخدم
طرقاً تشبه تلك المستخدمة في القائمة المرحلية، وهي تعداد المساكن والتسجيل في
المراكز التي أنشئت لهذا الغرض والتسجيل بالبريد. لكن بعد الانتهاء من الإعداد
الأوّلي يحدث تحوّل واضح في أسلوب جمع المعلومات، حيث تقوم إدارة الانتخابات
بمتابعة التغيرات التي تطرأ على بيانات الناخبين بصورة دائمة ولا سيما عناوين
الإقامة، وإضافة الناخبين المؤهلين الجدد وحذف أسماء المتوفين أو الأفراد الذين
انتفت أهليتهم للتسجيل.
ومن أجل إعداد سجل دائم يمكن لإدارة الانتخابات
عقد اتفاقيات شراكة لتبادل البيانات مع مؤسسات عامة أخرى. وهذا يسهل عليها عملية
تتبع التغييرات في العناوين التي يبلغ عنها المواطنون لدى مكتب الضرائب، أو تلك
التغييرات المسجلة لدى مؤسسة الإسكان. وفي هذه الحالة ينبغي على إدارة الانتخابات
أن تقوم بأعمال تختلف كثيراً عما هو مطلوب من أجل إعداد القائمة المرحلية.
تخزين البيانات
عند الانتهاء من عملية جمع البيانات يجب
تخزينها بصورة آمنة. والطريقة الدارجة حالياً هي التخزين في قاعدة البيانات
الرئيسية في الحاسوب، حيث يقوم موظفو التسجيل بترحيل البيانات من نماذج تسجيل الناخبين
إلى الملفات المحوسبة. ويمكن استخدام هذه الملفات من أجل إصدار بطاقات شخصية للناخبين
وقائمة الناخبين نفسها، ويمكن تدوين هذه البيانات باليد أو الآلة الكاتبة، ومن ثم
فرز ملفات الناخبين طبقاً للمعايير المختلفة (على سبيل المثال حسب التسلسل الأبجدي
أو عناوين الشوارع)، ولا بد من اتخاذ التدابير اللازمة من أجل الحفاظ على سرية
وأمن هذه الملفات، سواءً تمت حوسبتها أم لا.
الأمر الآخر المهم والذي يشكل تحدياً هاماً
هو تخزين الوثائق الثبوتية مثل بصمات الناخبين وتواقيعهم وصورهم. ويعتبر ذلك مؤشراً
على دقة القائمة ومدى توفر الغطاء القانوني لسجل الناخبين. وتكمن المهمة الأخرى في
ترحيل الملفات المحوسبة من المكاتب المحلية للانتخابات إلى إدارة الانتخابات
المركزية، من أجل الإعداد النهائي لإصدار قوائم الناخبين. وإذا لم تكن هذه الملفات
محوسبة، فإن هناك ضرورة لترحيل البيانات من استمارات تسجيل الناخبين إلى قائمة
الناخبين، إضافة إلى اتخاذ خطوات من أجل إصدار قائمة الناخبين الأولية. ويتوجب
تخزين كل من استمارات التسجيل وقوائم الناخبين بشكل آمن وصحيح.
الإجراءات والتركيبة المبسطة
والواضحة
عادة ما يتم القيام بحملة تسجيل عامة
وشاملة قبل أو بعد الدعوة لإجراء الانتخابات بوقت قصير. ويجب أن تعطي خطط الحملة الأولوية
لإرساء نظام تسجيل منفتح ونزيه. إن إحدى الطرق المجربة هي تسهيل الإجراءات من جهة،
واتخاذ تدابير أمنية مقبولة من جهة أخرى. فاستمارة تسجيل الناخبين يجب أن تكون
بسيطة وألا تكون مصممة لقياس مستوى التعليم والكفاءة، فالهدف منها ببساطة إدراج البيانات
الأساسية وتأكيد أهلية الفرد للانتخاب. وتشكل عملية الدعوة لتسجيل الناخبين وقصر
الفترة الزمنية أهم التحديات في هذا المجال. وإذا سارت تلك الإجراءات بصورة مبسطة
وسلسة، فإن ذلك ينعكس إيجاباً على إدارة العملية وتنظيمها.
من المهم أيضاً وجود تركيبة تنظيمية مصممة
جيداً من أجل أداء العمل بسهولة ويسر، فمثلاً
يقوم المشرف بالاطلاع المباشر على العمل الذي يؤديه سبعة إلى تسعة من موظفي
التعداد أو التسجيل، ويكون نائب مدير التسجيل الإقليمي مسؤولاً عن سبعة إلى تسعة
مشرفين، وهكذا مع بقية السلم الإداري. هذا، ويمكن التقليل من هذه الهرمية بوجود
هيكل تنظيمي واضح ومحدد، رغم ان عدم وجود إشراف إداري يؤدي عادة إلى تراجع في
كفاءة العملية.