الإطار القانوني
إن الإطار القانوني الذي يحكم عملية الانتخابات
هو الذي يوضح إرشادات تسجيل الناخبين، وهذه النصوص القانونية عادة ما يتضمنها
الدستور أو قانون الانتخابات أو تشريع يسن خصيصاً لتسجيل الناخبين. وعادة ما يتم
إصدار هذه القوانين قبل عملية التسجيل، ويفضل أن تكون بمشاركة عامة للمجتمع.
هذا، وتشرح برامج تثقيف الناخبين
الإرشادات الخاصة بأهلية الناخبين. أما الإرشادات الأخرى فتُعنى بكيفية إدارة
عملية التسجيل، فمثلاً، قد يحتاج الناخبون إعلامهم مسبقاً بتواريخ وأوقات وأماكن
تعداد السكان، أو عملية التسجيل، وقد يتم تحديد الموظفين والمسؤولين المشاركين في
عملية التسجيل.
الإطار الإداري –
المستويات التنظيمية
يوجد مستويان تنظيميان للهيكل الإداري المسؤول
عن تصميم وتطبيق الإجراءات الخاصة بتسجيل الناخبين. المستوى الأول هو إدارة الانتخابات المركزية، والتي قد تكون
منظمة وطنية أو حسب النظام الفيدرالي مجموعة من الهيئات الوطنية والإقليمية/ المحلية.
وعادة ما تكون الإدارة المركزية مسؤولة بالكامل عن عملية الانتخاب، كونها متمثلة
في جهاز حكومي دائم أو لجنة لها اليد الطولى في هذا الخصوص.
تقوم لجنة الانتخابات المركزية بتصميم
نظام تسجيل الناخبين، ويشمل ذلك النماذج وأجهزة الكمبيوتر وبرمجيات التشغيل
والسياسات والإجراءات. كما تقوم اللجنة بتصميم كتيبات التدريب وتشرف على التطبيق
الفني لجميع أوجه هذا النظام. وعندما توكل الإدارة إلى لجنة انتخابية، فإن هذه
اللجنة تقوم بالإشراف على تطبيق النظام بطريقة منظمة ورسمية ونزيهة.
المستوى التنظيمي الثاني هو المستوى
المحلي، وحيث أن إجراءات التسجيل لا مركزية إلى حدٍ كبير، فلا بد من وجود بنية
إدارية محلية متطورة جداً للتعامل مع القضايا المحلية. أما في الأنظمة التي تستخدم
القائمة المرحلية، فإنه عادة ما يتم إنجاز جميع مهام التسجيل المحلية من قبل
موظفين لهم باع قصير بجهاز تنظيم الانتخابات، حيث ان غالبيتهم تنقصهم الخبرة السابقة
في إدارة الانتخابات أو تسجيل الناخبين. وهذا يحتم وجود كوادر قادرة على الإشراف
على تنفيذ النظام محلياً، إضافة إلى وجود بروتوكولات عريقة لتقديم الدعم
والمساندة. وفي بعض البلدان، يوجد موظفون
محليون يعملون بشكل دائم في الحكومة أو الإدارة التي أوكلت إليها مهمة تنفيذ أعمال
التسجيل.
إضافة إلى المستويات المركزية والمحلية،
هناك جهات إقليمية توكل إليها مسؤولية ضمان التنفيذ المطلوب محلياً وتنسيق
البيانات المرسلة إلى إدارة الانتخابات المركزية.
أهمية التخطيط المبكر
تستطيع إدارة التسجيل أو الانتخابات أداء
مسؤولياتها بشكل فعال، فقط إذا توفرت لديها المواد والموارد البشرية والمالية. وتقوم
الإدارة العليا بإعداد الميزانية مسبقاً، بعيداً عن التدخلات السياسية. ويجب النظر
للمسؤولين القائمين على التسجيل على أنهم محترفون مهنياً وذوو كفاءة عالية، وإذا
لم يكونوا كذلك، فإن شرعية عملية تسجيل الناخبين تصبح محل تساؤل ومحل جدل وسجال.
تشتمل إدارة نظام تسجيل الناخبين على
ثلاثة بنود:
·
الموارد البشرية.
·
شبكة المكاتب أو المقرات والبنية التحتية.
·
المواد والمشتريات.
الموارد البشرية
يجب أن يكون موظفو التسجيل على درجة
كبيرة من التدريب، وأن يُشار إليهم بالأمانة والنزاهة، كما يجب أن لا تكون لديهم
أي ميول سياسية ولا يخضعون لتأثير أو ضغوطات أثناء أدائهم لمهامهم وواجباتهم. وإذا
كان مسؤولو التسجيل هم موظفين حكوميين، فيجب أن تقدر إدارة الانتخابات ما إذا كان لهؤلاء
أن يعملوا على تهديد الناخبين، أو ما إذا عرف عنهم أنهم قاموا بذلك في الماضي.
على المستوى الإقليمي، عادة ما يتم تعيين
أحد مسؤولي التسجيل ليكون ضابط ارتباط بين إدارة الانتخابات المركزية واللجنة
المحلية. هذا، وتطلق مسميات مختلفة على هذا المنصب في الدول المختلفة، لكننا
سنعتمد هنا لقب مدير التسجيل الإقليمي. وعادة ما يكون هذا المدير مسؤولاً عن
الإنجاز الكامل لعملية تسجيل الناخبين في الإقليم الذي يقع تحت صلاحيته، كما يشرف هذا
المدير بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على الموظفين الذين يؤدون أعمالاً مهمة.
في الأنظمة التي تعتمد القائمة المرحلية
عادة ما تحتاج عملية التسجيل الى الإجراءات التالية:
·
وجود مساعد مراجعة أو ضابط مساعد
للمراجعة أو مشرف توظيف للعمل مباشرة مع مدير التسجيل الإقليمي. يقوم هذا الشخص
بالإشراف على عملية التسجيل ويكون مخولاً للعمل بالإنابة عن مدير التسجيل الإقليمي
في ظروف معينة.
·
إذا تم إجراء تعداد منازل للسكان، فإن
مشرف التعداد يقوم بتدريب مأموري التعداد أو كتبة التسجيل ويشرف على عملهم. أما في
البلدان الصغيرة، فيمكن
لمدير التسجيل الإقليمي أن يقوم بالإشراف المحلي اللازم (من الأفضل تحديد الوظائف
والرتب الإدارية شريطة أن لا يؤثر ذلك على الكفاءة والفعالية).
·
يكون مأمور التعداد أو ضابط مركز التسجيل
مسؤولاً عن الحصول على البيانات مباشرة من كل ناخب على حده أو من مصدر معتمد.
·
يعتمد دور أخصائي الكمبيوتر على الدرجة
التي يتم فيها حوسبة نظام التسجيل. ففي النظام
المحوسب جيداً يكون هذا المنصب مهماً لعملية التسجيل، أما في النظام غير المحوسب
فإن هذا المنصب غير ضروري.
·
يقوم مدخلو البيانات بجمع البيانات
الأولية من سجلات منفذي التعداد أو ضابط التسجيل ومن ثم إدخالها في قاعدة البيانات
المصممة خصيصاً لإصدار قائمة الناخبين. أما إذا لم يتم استخدام الكمبيوتر فإن مُدوّن
البيانات يقوم بإدراجها في نظام الملفات.
شبكة المكاتب والبنية التحتية
يقوم مدير التسجيل الإقليمي بالإشراف على:
·
تركيب المعدات وتأثيث مكاتب ومقرات التسجيل
المحلية.
·
أمن المعدات والأثاث.
·
إغلاق المكاتب المحلية بعد انتهاء عملية
التسجيل.
تساعد الإرشادات الواضحة الصادرة عن
إدارة الانتخابات المركزية مدير التسجيل الإقليمي في هذه المهمة. وفي بعض الدول،
يكون من الضروري التكيف مع البنية التحتية المتوفرة، فعلى سبيل المثال، قد يكون من
غير الممكن إنشاء مكاتب مجهزة بالكامل في جميع أنحاء الدولة أو في بعض المناطق
بسبب ارتفاع التكلفة أو بسبب جغرافية الموقع أو قلة الموارد.
مواد التسجيل
عادة ما يتم توفير معظم أن لم يكن كل
مواد التسجيل الفعلية من قبل إدارة الانتخابات المركزية وشحنها مباشرة إلى المكاتب
المحلية للاستخدام. وتتمحور أهم القضايا المتصلة بتوزيع مواد التسجيل حول سلامة
عملية نقل المواد وأماكن تخزينها، ويمكن وضع بروتوكولات واضحة لهذه الأمور قبل
عملية التسجيل بفترة كافية.
في النظم التي تعتمد القائمة المرحلية للناخبين
فإن عملية التسجيل تستغرق وقتاً قصيراً نسبياً، وغالباً ما تجري مع اقتراب موعد
الانتخابات. أما إذا تمت إدارة عملية التسجيل بشكل سيء فإن ذلك يثير شكوكاً حول
مجمل العملية الانتخابية. ويمكن توفير الكثير من العناصر الرئيسية للإطار الإداري
قبل بدء عملية التسجيل بوقت كاف، وعليه فإنه من المفضل بذل الجهد والوقت لإنشاء
هذا النظام في وقت مبكر وعندما يكون عبء العمل قليلاً نسبياً.
هناك العديد من إدارات الانتخابات التي لا
تتوفر لديها الموارد الكافية للتخطيط، وعلى النقيض من ذلك، يحصل أحياناً تهاون وهدر
أثناء فترة الانتخابات نفسها، والتي هي أصلاً مكلفة. لذلك فإن المخصصات المالية
المناسبة في فترات ما بين الانتخابات يمكن أن تخفف من الضغوطات المتعلقة بإدارة عملية
التسجيل. وفي واقع الأمر، فإن الإنفاق المخطط له جيداً ما بين الانتخابات يمكن أن
يؤدي إلى مزيد من النجاعة وتوفير كبيرة في الكلفة.
أما بالنسبة للنظام الذي يستخدم القائمة
الدائمة، فإن عملية تسجيل الناخبين تكون غير ظاهرة للعيان. فعلى سبيل المثال، قد
تقوم إدارة الانتخابات باستخدام موظفي التعداد لحملات تسجيل محدودة وموجهه فقط،
كما أنها قد لا تقيم مراكز تسجيل للناخبين باستثناء فترة المراجعة التي تتبع إصدار
القائمة الأولية. مثل هذا النظام يكون بحاجة كبيرة لجهاز إداري مساند ودائم، ولكنه
يتفادى الأعباء الكبيرة الموجودة في الأنظمة التي تستخدم القائمة المرحلية.