عندما يتخذ قرار
نشر النتائج الأولية للانتخابات فمن المفضل تنفيذ ذلك بأسرع ما يمكن. ويعتبر القيام
بذلك خلال فترة تتراوح من بضعة ساعات إلى يوم واحد بعد إقفال باب الاقتراع أمراً مقبولاً،
وذلك بحسب الظروف السياسية واللوجستية المحلية والنظام الانتخابي المعتمد بطبيعة الحال.
في الحالات التي
يستغرق فيها عد الأصوات أياماً عدة، فعادةً ما يتم نشر تقرير مرحلي في نهاية كل يوم
منها.
وفي الحالات التي
يتم فيها عد الأصوات تدريجياً، أو التي يتم فيها إعادة العد عدة مرات، وحيث يتم نشر
النتائج الأولية قبل تحديد النتائج النهائية للانتخابات، فقد يؤدي ذلك إلى بعض الإرباك
وإعطاء مؤشرات خاطئة. فعلى سبيل المثال قد تشير النتائج الأولية إلى فوز مرشح أو حزب
ما بمقعد تمثيلي، أو بعدد منها، بينما يختلف ذلك في النتائج النهائية. لذلك يجب أخذ
الحيطة والحذر لمنع وقوع حالات من الإرباك أو حتى العنف المدني والسياسي.
يجب أن يتم نشر
النتائج الأولية من خلال استخدام لغة حذرة، حيث يجب على الجهة المسؤولة عن نشرها أن
تشير وبوضوح إلى أن تلك النتائج ليست رسمية ولا نهائية، وبأنها قد تخضع للتعديلات لاحقاً
إلى حين تحديد وإعداد النتائج النهائية للانتخابات.
لا يفرض على إدارة
الانتخابات نشر النتائج الأولية بالضرورة. ففي بعض البلدان يعتبر ذلك من مهام وسائل
الإعلام ومؤسسات استطلاع الرأي وغيرها من المنظمات غير الحكومية المعنية. إلا أنه وبهدف
التأكيد على شفافية العملية وخضوعها التام للمحاسبة، فمن المفضل أن تأخذ الإدارة الانتخابية
على عاتقها نشر تلك النتائج الأولية للانتخابات.
وبحسب الظروف السائدة
في كل حالة، فقد يفضل أن تشتمل النتائج الأولية المعلنة على كافة الأصوات (بما فيها
أصوات الغائبين، والبريد، والاقتراع المبكر، ومحطات الاقتراع المتنقلة، إلخ)، وذلك
لتفادي الفروقات بين تلك النتائج والنتائج النهائية للانتخابات. وعلى أية حال يجب إيضاح
الشروط والظروف التي يتم بموجبها نشر النتائج الأولية بوضوح، كأن تتم الإشارة إلى اشتمالها
على كافة الأصوات أم لا، أو إذا ما كانت الأصوات ستخضع لإعادة العد مثلاً.
في حالات أخرى
فقد لا يكون ممكناً الانتظار حتى تتوفر نتائج هذه الأصوات لإعلان النتائج الأولية،
وفي هذه الحالة فمن الضروري إيضاح ذلك أثناء نشر النتائج الأولية بحيث يعي الجميع بأنها
لا تحتوي على نتائج عد تلك الأصوات الخاصة.
وفي بعض البلدان
يمكن عد تلك الأصوات (الغائبين، إلخ) قبل يوم الاقتراع، بحيث يمكن ضم نتائجها إلى النتائج
الأولية التي يتم الإعلان عنها بعد الانتخابات.
وفي حال عد هذه
الأصوات الخاصة قبل يوم الاقتراع، يجب التحفظ على نتائجها وحفظها في مكان آمن، إلى
حين انتهاء الانتخابات.
وفي حين يسهل ذلك
إعداد نتائج أولية مكتملة وإعلانها يوم الانتخابات، إلا أنه قد يؤثر على العملية الانتخابية،
وعلى نسب المشاركة أو النتائج أو نزاهة الانتخابات في حال تم تسريب أي من تلك النتائج
أو الإعلان عنها قبل يوم الاقتراع أو خلاله. خاصةً وأنه يسمح عادةً لممثلي الأحزاب
والمرشحين بحضور عد هذه الأصوات قبل يوم الاقتراع، الأمر الذي يرفع من إمكانيات حدوث
ذلك.
وفي البلدان التي
تعمل بمناطق توقيت مختلفة، فإن لنشر النتائج الأولية في بعض المناطق قبل إقفال باب
الاقتراع في مناطق أخرى انعكاساته غير المرغوب فيها على ممارسات الناخبين وسير العملية
الانتخابية.
وفي هذه الحالات
عادةً ما يتم العمل بمبدأ عدم الإعلان أو استثناء بعض المناطق من الإعلان عن النتائج
الأولية، وذلك للسماح لكافة الناخبين بالاقتراع دون التأثر بنتائج الانتخاب في مواقع
أخرى. وفي بعض الحالات فقد لا ينظر إلى هذه الإجراءات على أنها ملائمة أو ضرورية، وفي
بعض البلدان يعتبر ذلك وجهاً من أوجه التمييز السلبي.
الفروقات بين النتائج
الأولية والنهائية
عادةً ما تكون
الفروقات بين النتائج الأولية والنهائية صغيرة عندما يتم تصميم الإجراءات بحذر وبشكل
جيد وتنفيذها بمهنية ودقة. وبينما يمكن أن تؤثر تلك الفروقات على النتائج في الدوائر
الانتخابية الصغيرة أو أحادية التمثيل التي تتقارب فيها نتائج المتنافسين كثيراً، عادةً
ما يكون تأثيرها قليل على المستوى العام.
وفي حال حدوث تلك
الفروقات يكون على إدارة الانتخابات إصدار وشرح تقارير تبين أسباب تلك الفروقات، وذلك
عملاً على الحفاظ على ثقة العامة في العملية الانتخابية وإدارتها.
قرار عدم نشر النتائج
الأولية
في حال وجود وضع
سياسي غير مستقر، فقد تقرر إدارة الانتخابات عدم نشر النتائج الأولية للانتخابات، والاكتفاء
بنشر النتائج النهائية الرسمية، لتفادي أية أخطاء ومنع تصعيد الصراعات والمواجهات السياسية.
إلا أن لذلك القرار أخطاره كذلك، حيث أن أي تأخير في إعلان النتائج النهائية من شأنه
أن يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار والصراع كذلك.
وهذا الخيار غير
وارد في الحالات التي يحضر فيها ممثلو الأحزاب والمرشحين عمليات عد وفرز الأصوات، حيث
أن ذلك يجعل النتائج في متناول الجميع على أية حال. أما محاولة التحفظ على بعض المعطيات
في محاضر النتائج في هذه الحالة فهو أمر أو خيار غير واقعي على الإطلاق.
في حال وجود اعتبارات
سياسية أو أمنية ملحة، فقد يتطلب الأمر تنفيذ عمليات العد والفرز بشكل سري، بحضور موظفي
العد فقط، أو من خلال إرغام ممثلي الأحزاب والمرشحين على أداء القسم بالحفاظ على سرية
النتائج حتى الإعلان عن النتائج النهائية.
وبشكل عام يفضل
نشر النتائج الأولية إن أمكن عملاً على تعزيز شفافية العملية الانتخابية.
الاعتبارات الأمنية
يجب على إدارة
الانتخابات أخذ الاحتياطات اللازمة واعتماد إجراءات أمنية خاصة لمنع محاولات التزوير
أثناء إعداد النتائج الأولية والنهائية على حد سواء.
لذلك لا يجوز السماح
لغير الأشخاص المصرح لهم والمعتمدين رسمياً بالمشاركة في عملية تجميع وإعداد نتائج
الانتخابات.