تنطوي بعض نظم
الانتخابات على إعادة عد وفرز الأصوات كجزء من عمليات العد. وهو ما يحصل عادةً في النظم
الانتخابية الأكثر تعقيداً كالنظم التفضيلية أو المتوازية. بينما تلجأ نظم أخرى لإعادة
العد كوسيلة لحل النزاعات والاعتراضات الانتخابية.
بعد الانتهاء من
عمليات العد والفرز والحصول على نتائج الانتخابات، فمن المعتاد السماح للمرشحين والأحزاب
السياسية بطلب إعادة العد. وهو ما يعني القيام بإعادة كلية أو جزئية لعد الأصوات للتأكيد
على قناعة كافة الأطراف بصحة النتائج.
وبحسب التكنولوجيا
المستخدمة، فقد يكون بالإمكان إعادة عد الأصوات الإلكترونية كذلك، مثلاً من خلال إعادة
معالجة البيانات أو المعطيات التي تم إدخالها للنظام أساساً.
عادةً ما يتم طلب
إعادة العد والفرز خطياً. وطالما أن إعادة العد قد تتطلب متسعاً من الوقت، بالإضافة
إلى كونها عملية مكلفة، فعادةً ما يعطى الموظف الانتخابي المسؤول صلاحية الموافقة أو
الرفض على إعادة العد.
وبشكل عام يتم
تنفيذ إعادة العد في الحالات التي تكون فيها الفروقات في عدد الأصوات بين المرشح أو
الحزب الفائز والذي يليه من الخاسرين ضئيلة جداً، مع وجود بعض الشك في دقة وصحة النتائج.
وفي بعض البلدان يجب القيام بإعادة العد أوتوماتيكياً في حال كان تقارب النتائج ضمن
حدود معينة، وفي بلدان أخرى فقد تكون إعادة العد إلزامية في حال وجود اعتراض على النتائج،
بغض النظر عن الفروقات.
وفي حال تعادلت
النتائج بعد العد الأول، فمن المنصوح به القيام أوتوماتيكياً، وكقاعدة عامة، بإعادة
عد وفرز الأصوات للتحقق من أية أخطاء محتملة، والتي في حال تصحيحها من شأنها أن تنهي
حالة التعادل في النتيجة. فيما عدا ذلك فإن تعريف أو مفهوم النتائج المتقاربة يعتمد
على الظروف المحلية، بالإضافة إلى تقديرات حدود الخطأ المتوقعة في عمليات عد وفرز الأصوات
الأولى.
أما الاعتبار الأهم
في كافة الحالات فيبقى التحقق من قناعة كافة الأطراف المعنية بصحة النتائج. وإذا ما
كان رفض إعادة العد من شأنه أن يؤدي إلى رفض أي من الأحزاب أو الأطراف لنتائج الانتخابات،
فمن المفضل القيام بإعادة العد.
يمكن أن تكون عملية
إعادة العد والفرز كلية أو جزئية. فبحسب ظروف كل حالة، قد يكون من الممكن انتقاء فئة
معينة أو جزء ما من أوراق الاقتراع لإعادة عده وفرزه، بدلاً من إعادة عد كلية لكافة
الأوراق. فعلى سبيل المثال قد يكفي العمل على إعادة عد وفرز عينة عشوائية من أوراق
الاقتراع للتحقق من دقة العملية وصحتها.
يمكن القيام بإعادة
عد للتحقق فقط من فرز كافة الأصوات بشكل صحيح. كما ويمكن أن تتمثل عملية الإعادة في
العودة خطوة أو خطوات ما إلى الوراء في مجمل عملية العد ومتابعتها من تلك النقطة أو
الخطوة، وكأنها عملية عد وفرز أولية للأصوات.
يجب الاحتفاض بتقارير
وتوثيق شامل ودقيق لكافة عمليات إعادة العد والفرز. حيث أن ذلك ضرورياً لإقناع كافة
الأطراف بأن كافة الإجراءات المطلوبة قد تم تنفيذها، كما ويمكن أن تظهر الحاجة لها
في حال تم الاعتراض على نتائج الانتخابات لاحقاً. ويجب اعتماد حد زمني لطلب إعادة العد
والفرز.
في غالب الأحيان
يسمح بطلب إعادة العد خلال مدة زمنية قصيرة بعد انتهاء عمليات عد الأصوات وفرزها الأولى.
فقد يتم تحديد ذلك بـ 24 أو 48 ساعة مثلاً. وفي بعض الحالات قد لا يكون ممكناً طلب
إعادة العد والفرز إلا قبل الإعلان عن النتائج الرسمية النهائية للانتخابات. وبعد ذلك
فقد لا يسمح إلا باللجوء لمحاكم القضاء من خلال الاعتراض على النتائج.
في حال رفض موظف
الانتخابات المسؤول طلب أحد المرشحين أو الأحزاب بإعادة عد الأصوات وفرزها، يجب أن
يمتلك ذلك المرشح أو الحزب الحق في استئناف ذلك القرار أمام سلطة أعلى. حيث تقوم تلك
السلطة باتخاذ القرار المناسب حول إعادة العد أو رفضه، ويمكن أن يتخذ ذلك القرار من
قبل مسؤول انتخابي أعلى من الموظف الأول أو لجنة الانتخابات مثلاً.