يجب اتخاذ كافة
التدابير والترتيبات اللوجستية بعناية، على المستويين الوطني والمحلي (الدائرة الانتخابية)
للتحضير لاستقبال النتائج من مواقع ومحطات عدة ومختلفة في نفس الوقت يوم الانتخابات.
ومما يسهم في نجاعة العملية، إن أمكن، تزويد مختلف المحطات برقم هاتف أو فاكس واحد
يعمل داخلياً بعدد كبير من الخطوط، بحيث يقوم النظام بتحويل المكالمة بشكل أوتوماتيكي
لأول جهاز أو محطة استقبال خالية أو جاهزة لاستقبال المكالمات.
يجب تزويد الموظفين
القائمين على الإجابة على المكالمات الواردة من محطات الاقتراع لإبلاغ النتائج بنماذج
خاصة مطبوع عليها نوعية المعطيات التي يجب أخذها من كل حالة، مع فراغات خاصة بالإجابات
عليها. وعلى سبيل المثال يجب أن يقوم فريق من الموظفين باستقبال المكالمات وتعبئة النماذج
بالنتائج التي يتم الإبلاغ عنها، ومن ثم نقل ذلك إلى فريق آخر مسؤول عن إدخال البيانات،
أو فريق أو موظف مسؤول عن تجميع النتائج لكل دائرة انتخابية.
كما ويجب إعداد
نماذج عد كبيرة الحجم، أو لوح خاص بذلك تظهر عليها كل واحدة من محطات الاقتراع، بحيث
يتم تعبئة النتائج الخاصة بكل منها على تلك النماذج أو الألواح. وبعد استلام كافة المعطيات
والنتائج من كافة محطات الاقتراع الواقعة ضمن حدود الدائرة الانتخابية، يجب تجميعها
وإعداد نتائج الانتخابات الكلية لتلك الدائرة. وهو ما يتم إرساله إلى المستوى الوطني،
كملخص للنتائج عن تلك الدائرة.
على المستوى الوطني
يجب استخدام ذات
الوسائل والترتيبات اللوجستية على المستوى الوطني، ولكن على نطاق أوسع. وعلى هذا المستوى
فقد يكون من الأسهل استخدام الفاكس. فطالما أن المعلومات المطلوبة متوفرة بصورتها المكتوبة،
فذلك يمكن أن يسرع عملية إدخال البيانات أو الجمع اليدوي للنتائج. ويجب استخدام نماذج
مشابهة لتلك المستخدمة في الدوائر الانتخابية، ولكن في هذه الحالة يتم تدوين النتائج
بحسب الدوائر الانتخابية وليس محطات الاقتراع.
يجب القيام بتحقق
أولي للتأكد من أن النتائج الواردة تبدو منطقية وصحيحة. أما التدقيق المفصل النهائي
للنتائج الواردة من كل دائرة انتخابية ومحطات الاقتراع الواقعة ضمنها فيتم عند القيام
بتجميع وإعداد النتائج الرسمية النهائية للانتخابات.
وفي حال كانت رقعة
البلد متسعة جداً بحيث يعمل فيها بمناطق توقيت مختلفة، فإن نتائج الانتخابات سترد إلى
المستوى الوطني في أوقات مختلفة كذلك (بالاستناد إلى مواعيد إقفال باب الاقتراع في
كل حالة). لذلك فمن الضروزري التحقق من توافر الموظفين الضروريين في كافة الأوقات للقيام
بعمليات تجميع النتائج الأولية على المستوى الوطني.
وعند إعداد النتائج
الأولية يجب احتساب كافة الأصوات قدر الإمكان، وذلك لتفادي أية فروقات هامة بينها وبين
النتائج النهائية للانتخابات.
لذلك يجب أن تشتمل
النتائج الأولية على كافة الأصوات العادية بالإضافة إلى الأصوات الواردة من عمليات
الاقتراع الخاصة، أو الاقتراع المبكر، أو الاقتراع المتنقل، أو الاقتراع بالبريد، إلخ.
وبحسب التأخير
الذي يمكن السماح به قانونياً في كل حالة، يمكن عد الأصوات الواردة من مختلف عمليات
الاقتراع الخاص قبل يوم الانتخابات ببضعة أيام، أو فور إقفال باب الاقتراع يوم الانتخابات.
وفي هذه الحالة يجب اتخاذ الترتيبات والإجراءات الكفيلة بأخذ نتائج عد هذه الأصوات
ضمن النتائج الأولية.
بالنسبة للاقتراع
الخاصن يتم فرز وترتيب المغلفات المستلمة في مكتب الانتخابات المركزي ضمن فئات مختلفة:
اقتراع الغائبين، قوى الأمن والقوات المسلحة، إلخ. ومما يسهل ذلك الفرز استخدام ألوان
مختلفة لكل فئة من المغلفات.
أما بالنسبة للإقتراع
عبر البريد، فيتم إرسال ثلاثة مغلفات للناخب الذي يرغب بالاقتراع بهذه الطريقة: مغلف
خارجي يحتوي على مغلف يستخدم من قبل الناخب لإرسال صوته (يمكن أن يظهر عليه، مطبوعاً،
رقم أو رمز وتوقيع الناخب ومعلومات إدارية أخرى)، ومغلف خاص بورقة الاقتراع التي يقوم
الناخب بالإدلاء بصوته من خلالها.
بعد التحقق من
هوية الناخب وأهليته للاقتراع، ومن أن اسمه مدرج على قوائم الناخبين وعدم اقتراعه مسبقاً،
يتم وضع مغلف الاقتراع الذي يحتوي على صوت الناخب، دون فتحه، بداخل صندوق اقتراع معد
لهذا الغرض.
وفي حال عد الأصوات
الخاصة قبل يوم الانتخابات ببضعة أيام، يجب الاحتفاظ بالنتائج في مكان آمن والتحفظ
عليها وعدم نشرها إلا بعد انتهاء الاقتراع يوم الانتخابات. وفي بعض البلدان يتم عد
هذه الأصوات بعد يوم الانتخابات أو أثنائه.
في حال تنفيذ عمليات
اقتراع مبكر على مدى عدة أيام، يمكن القيام بعمليات مطابقة مع نهاية كل يوم من أيام
الاقتراع، ولكن دون عد الأصوات. بل أن المطابقة تتم لتدقيق استخدام أوراق الاقتراع
وضبطها ليس إلا.
بعد ذلك يتم الاحتفاظ
بصناديق الاقتراع المبكر في موقع آمن حتى يوم الانتخابات، حيث يتم فرزها وعدها مع نهاية
الاقتراع العادي في أحد مكاتب الإدارة الانتخابية. ويجب أن يتم ذلك بحضور ممثلي الأحزاب
والمرشحين والمراقبين، أما إجراءات العد فهي ذاتها المعمول بها لعد وفرز الأصوات العادية.
يمكن تنفيذ عملية
عد الأصوات لمحطات الاقتراع المتنقلة في آخر موقع تصل له المحطة أثناء تجوالها، أو
في أحد مكاتب الإدارة الانتخابية. وأما بالنسبة لأصوات السجناء والناخبين القابعين
في مقرات الاعتقال فيمكن العمل بذات الإجراءات المتبعة لعد أصوات الاقتراع المبكر في
حال قاموا بالاقتراع قبل يوم الانتخابات.
في حال تسليم صناديق
الاقتراع والنتائج معاً وبشكل متزامن (مثل الحالات التي لا تتوفر فيها الهواتف ووسائل
الاتصال الأخرى)، يجب على مكتب الانتخابات المحلي التخطيط مسبقاً وبعناية فائقة لكيفية
تنظيم عملية الاستلام، وللتحقق من استلام ومعالجة الصناديق من جهة والنتائج من جهة
أخرى.
ويجب أن تشتمل
الخطط التنفيذية على الإجراءات الخاصة بالتعامل مع كافة صناديق الاقتراع ومحاضر النتائج
التي يتم تسليمها في نفس الوقت وبأعداد كبيرة. وكخطوة أولى فقد يفضل قيام الموظف المسؤول
في مكتب الانتخابات المحلي بإعطاء كل موظف انتخابات يحضر لتسليم صندوقه ومحضره رقماً
تسلسلياً حسب ترتيب وصوله إلى مكتب الانتخابات.
بعد ذلك يتم اتباع
ذلك الترتيب للتحقق من هوية كل موظف، ومن رقم محطة الاقتراع التي يعمل فيها، واستلام
محضر النتائج ووضعه مباشرةً، ودون أي تأخير، في الموقع المعد لتجميع النتائج ومعالجتها.
بعد ذلك يقوم الموظف
المسؤول عن الاستلام بمعاينة الصندوق والتحقق منه، ومن أقفاله، وبتحضير وصل استلام
للشخص الذي يقوم بعملية التسليم. بعد ذلك يجب نقل الصندوق من منطقة الاستقبال والاستلام،
ووضعه في مخزن آمن حيث يمكن القيام بمزيد من عمليات التحقق التفصيلية.
استخدام الوسائل
التكنولوجية
ينتشر استخدام
الهواتف والفاكس لنقل نتائج الانتخابات. وللتحقق من هوية الشخص الذي يقوم بنقل النتائج
بهذه الوسائل، يطلب منهم عادةً إعطاء رقم أو رمز أو كلمة سر تؤكد على هويتهم. وذلك
عبارة عن طريقة بسيطة وفعالة لمنع غير المرخص لهم قانونياً من الاتصال وإعطاء نتائج
مزورة للانتخابات.
كما ويمكن إبلاغ
النتائج عن طريق الحاسوب والإنترنت (البريد الإلكتروني). وهنا كذلك يجب اتخاذ تدابير
الأمان المطلوبة، واستخدام كلمات السر للتحقق من عدم ولوج أي شخص غير مخول للنظام ونقل
نتائج مزورة للانتخابات.
وبغض النظر عن
الطريقة أو النظام المتبع لنقل وإبلاغ النتائج، يجب اختبار كافة الوسائل والطرق قبل
الانتخابات للتحقق من قدرتها على التعامل مع كم كبير من المعلومات والفعاليات التي
سيكون عليها تنفيذها مع نهاية يوم الانتخابات. كما ويجب التحقق من توافر الفنيين المتخصصين
بالتعامل مع أي خلل فني غير متوقع في كافة الأوقات. أخيراً يجب إعداد واختبار واعتماد
خطط ووسائل احتياطية بديلة.