في بعض البلدان،
ولأسباب تمت الإشارة لها في أشكال عد الأصوات المختلفة
ومتطلباتها، يتم أولاً عد الأصوات في محطة الاقتراع، وبعد ذلك يتم عدها
مجدداً، في بعض الحالات، في مراكز عد وفرز الأصوات. إلا أنه هناك حالات لا يتم فيها
عد الأصوات في محطات الاقتراع، حيث يتم نقلها إلى مراكز مركزية خاصة بتنفيذ عمليات
عد وفرز الأصوات.
وفي ظل العد في
مراكز العد والفرز، حيث يتم خلط أوراق الاقتراع أو الأصوات من أكثر من محطة اقتراع
واحدة والإعلان عن نتائج الانتخابات بحسب مركز العد وليس المحطة، يكون من الأصعب الربط
بين طبيعة الأصوات وأصحابها. وهو ما يسهم في حماية سرية الاقتراع، وخاصة في التجمعات
السكانية الصغيرة (عادةً ما تتم عملية العد لكل محطة اقتراع، إلا أنه يمكن الخلط في
حال العمل بمركز خاص بعد الأصوات).
وحتى في البلدان
التي يتم فيها عد الأصوات في محطات الاقتراع، فإن قيام مركز أو أكثر لعد الأصوات من
شأنه أن يسهل من عملية العد بالنسبة لبعض أوراق الاقتراع أو النظم الانتخابية. وهو
ما يتعلق مثلاً بأصوات الغائبين، أو أصوات القوات المسلحة المرسلة عبر البريد، أو من
قبل البعثات الدبلوماسية للبلد، أو أصوات اللاجئين، أو أصوات السجناء وأصوات الناخبين
المقيمين خارج منطقة الدائرة الانتخابية التي يتبعون لها، إلخ.
حيث يتم إرسال تلك الأصوات إلى المركز المحدد لعد
الأصوات، مما يجعل تنظيم عملية العد أكثر سهولة، ويسهم في الحفاظ على سرية الاقتراع
في هذه الحالات.
قد يتم العمل بعدد
من مراكز العد أو بمركز وطني واحد لعموم البلد. أما الحد الذي يمكن فيه اعتماد مركزية
العد فيتعلق بالمستوى الذي يتم فيه ترجمة الأصوات إلى مقاعد منتخبة. ففي ظل نظام الفائز
الأول عادةً ما يكون مركز العد على مستوى الدائرة الانتخابية (في قاعة المدينة مثلاً)،
وليس على المستوى الوطني.
أما في ظل نظام
تمثيل نسبي قائم على أساس القوائم فلا يجوز أن يعمل مركز العد على مستوى أعلى من المستوى
الذي تمثله القائمة الواحدة (الدائرة، الإقليم، المحافظة، عموم البلد، إلخ).
نقل الأصوات إلى
مركز العد الفرز
عند إقفال باب
الاقتراع، يقوم موظفو محطة الاقتراع بإقفال صناديق الاقتراع وبتحضيرها للنقل إلى مركز
العد والفرز جنباً إلى جنب الوثائق الانتخابية الهامة، كنماذج العد مثلاً.
عندها يتم فرز
كل صندوق وعده. ويمكن عد الأصوات في كل صندوق اقتراع منفصل وعلى حدة، أو من خلال خلط
الأصوات الخاصة بصندوقين أو أكثر مع بعضها البعض، وذلك بعد تنفيذ عمليات المطابقة لكل
منها، وبهدف حماية هوية الناخبين والحفاظ على سرية الاقتراع.
ويتم إرسال محضر
النتائج الخاصة بالمركز إلى المركز الوطني وممثلي الأحزاب والمرشحين. ويسمح للمراقبين
بنسخ تلك المحاضر أيضاً.
عادةً ما تكون
عملية الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات أبطأ في ظل العمل بمراكز لعد وفرز الأصوات.
وهناك عدة أسباب خلف ذلك، منها:
·
لا يمكن البدء بعملية العد عادةً إلا بعد وصول كافة صناديق
الاقتراع إلى مركز العد.
·
يشارك في العملية عدد أكبر من الموظفين (يعملون في استقبال،
وتخزين وفرز الصناديق).
·
قد تتأخر عملية العد إذا ما تتطلب الأمر أياماً لإتمام مهام
نقل واستلام وعد كافة الأصوات.
·
يتطلب الأمر اتباع إجراءات أكثر تعقيداً (بسبب الحجم الكبير
للمواد والأوراق والموظفين).
·
يجب اعتماد وتنفيذ وسائل رقابة وإشراف أكبر (لضبط الدخول
إلى المركز من قبل المراقبين، والمرشحين، وممثلي الأحزاب، إلخ).
كما وأن التعقيدات
اللوجستية الناجمة عن نقل صناديق الاقتراع والمواد الانتخابية الأخرى إلى مراكز العد
والفرز قد تشكل عائقاً إضافياً في حال عدم توفر وسائل جيدة للنقل أو صعوبة ظروفها.
وفي الوقت الذي
يتطلب فيه الأمر إجراءات ناجعة لتنظيم عمليات استلام وتخزين صناديق الاقتراع، فقد يجعل
نقلها من الصعب الحفاظ على شفافية العملية الانتخابية ومصداقيتها، بما فيها مصداقية
عمليات العد والإدارة الانتخابية بحد ذاتها.
وقد يؤدي التأخير
في الإعلان عن النتائج الناجم عن استخدام مراكز العد والفرز إلى ظهور ادعاءات حول التلاعب
أو التزوير أثناء عمليات نقل وتسليم صناديق الاقتراع أو أثناء تجميع النتائج.
وللتحقق من نجاح
عملية العد والفرز هناك مجموعة من الاعتبارات الإدارية والاحتياجات التدريبية المتعلقة
بعد وفرز الأصوات في مراكز العد، والتي يجب التطرق لها مبكراً أثناء التحضير للانتخابات
وتنفيذها.
إجراءات العد في
مراكز العد والفرز
بعد إقفال باب الاقتراع يبقى في محطة الاقتراع كل
من يحق لهم أو يخولهم القانون بذلك، بالإضافة إلى موظفي المحطة الذين يقومون بتحضير
صندوق الاقتراع لنقله إلى مركز العد.
عندها يتم ختم
فتحة الصندوق وختمه، وإتمام عمليات المطابقة الأولية قبل القيام بتعبئة نموذج أو محضر
العد. بعدها يتم التحقق من أقفال الصندوق ومن كافة الوثائق والمواد الموضوعة في مغلفات
محكمة الإقفال والتي يتم إرفاقها مع صندوق الاقتراع. ويتم عندها تعبئة نموذج أو وصل
النقل، حسب نظام ووسيلة النقل المستخدمة.
يجب اتخاذ إجراءات
أمن مناسبة للتحقق من وصول صناديق الاقتراع بأمان إلى مراكز العد. وعند وصولها يجب
العمل على إنزالها واستلامها ونقلها بحذر وبإشراف مباشر ودقيق من مسؤولي الانتخابات.
يتم عندها تعبئة
واستكمال كافة الوثائق والنماذج المتعلقة بنقل وإيصال واستلام صناديق الاقتراع، بحيث
يمكن متابعة أي صناديق ضائعة أو ناقصة.
بعدها يتم تفحص
صندوق الاقتراع والتحقق من سلامته من قبل موظف انتخابات مختص، ومن ثم نقله إلى مكان
محدد مسبقاً لعده وفرزه مع باقي صناديق الاقتراع الجاهزة لذلك في المركز. ومن هذه النقطة
فصاعداً يتم توزيع كل صندوق اقتراع إلى طاولة العد والفرز الخاصة به.
يتم فتح صندوق
الاقتراع وبعد إفراغ محتواه، يتم التحقق من صلاحية كل ورقة اقتراع وفرزها في رزم قبل
عدها، حيث يتم فرز الأصوات الصالحة إلى رزم (بحسب الأحزاب أو المرشحين)، وفصل الأوراق
المرفوضة. ولتسهيل العملية يجب توفير تعليمات وقواعد واضحة مسبقاً لموظفي الانتخابات
حول رفض أو قبول ورقة الاقتراع، والإعلان عن تلك التعليمات والقواعد.
يجب السماح لممثلي
الأحزاب والمرشحين بمعاينة وتفحص أوراق الاقتراع، المرفوضة منها بشكل خاص، وفي حال
عدم موافقتهم على قرار الموظف المسؤول، يجب السماح لهم بتقديم اعتراض رسمي قد يشكل
الأساس للاعتراض على نتائج الانتخابات لاحقاً.
ومن خلال استخدام
أوراق أو نماذج خاصة للعد، يتم عد وتوثيق أوراق الاقتراع الصالحة، والمرفوضة، والتالفة،
ولا يجوز إتلاف أية أوراق منها في هذه المرحلة من العملية.
يجب إعادة التحقق
من العد والمطابقة مرة أخيرة قبل تعبئة محضر النتائج الخاص بكل واحد من صناديق الاقتراع.
عندها يمكن إعادة إقفال وختم صندوق الاقتراع، بعد استكمال نماذج ووثائق العد الخاصة
به ووضعها بداخله أو إرفاقها معه بمغلفات مقفلة ومختومة.
بعدها يتم نقل
صندوق الاقتراع إلى الموقع المحدد مسبقاً للصناديق التي تم عدها لتخزينها. وهنا يقوم
الموظف المسؤول بالتحقق من كل صندوق وتوثيقه. ويتم الاحتفاظ بصناديق الاقتراع في مركز
العد إلى إشعار آخر من قبل إدارة الانتخابات.
يتم إبلاغ النتائج
الموثقة في محضر النتائج الخاص بكل صندوق اقتراع للموظف المسؤول عن تجميع النتائج الخاصة
بمركز العد والفرز. وبينما يتم إعداد النتائج التجميعية للمركز، يتم إعداد تقارير جزئية
حول النتائج تدريجياً وإبلاغها إلى المقر المركزي أو الوطني لإدارة الانتخابات، وذلك
حسب ورود واكتمال النتائج الخاصة بالدائرة الانتخابية. ويتم إرسال النتائج مباشرة إلى
المستوى الوطني بحيث يمكن الإعلان عنها هناك حسب ورودها.
يجب السماح لممثلي
الأحزب والمرشحين والمراقبين الحاضرين بنسخ تقارير النتائج الفرعية التدريجية، ومحضر
النتائج الخاص بكل صندوق اقتراع، بالإضافة إلى محضر النتائج التجميعي للمركز.
يقوم مكتب الانتخابات
الوطني بتجميع النتائج من مختلف المراكز، وإضافة النتائج الخاصة بالاقتراع الخاص، والاقتراع
المبكر وأصوات محطات الاقتراع المتنقلة، إلخ. حيث يجب عد وتجميع الأصوات الخاصة بكل
واحد من الأحزاب و/أو المرشحين والإعلان عنها باسرع ما يمكن. وفي حال الاعتراض على
النتائج فقد يتطلب الأمر المزيد من الإجراءات.
التدريب الفعال
لموظفي عد الأصوات
للتمكن من تنفيذ
إجراءات العد في مراكز عد الأصوات فمن الضروري تنفيذ عمليات تدريب ملائمة لموظفي العد.
حيث يجب أخذ متطلبات التدريب والاعتبارات الإدارية الأخرى (راجع السياق العام) بعين الاعتبار عند وضع الميزانية
الخاصة بالانتخابات أو الاستفتاء.
ويجب التركيز من
خلال التدريب على ضرورة العمل بحياد تام في إدارة مراكز عد الأصوات والعمل على تنفيذ
مهامها وإجراءاتها بنزاهة ومهنية.
كما وتفرض العديد
من البلدان على موظفي العد والفرز التوقيع على قسم يلتزمون بموجبه بالحياد والسرية
والولاء، وتوثيق ذلك والتأكيد عليه بشكل خطي. حيث يجب على موظفي الانتخابات والعد الامتناع
عن الإدلاء بأية تصريحات أو التعبير عن أي ميول أو ولاءات سياسية شخصية، أو ارتداء
وعرض أية رموز أو ثياب تحمل شعارات أو رموزاً سياسية أو حزبية.
وبما أن موظف العد
هو المسؤول عن التعامل مع الاعتراضات الخاصة بقبول أو رفض أوراق الاقتراع، فهو أول
من سيواجه ويتعامل مع ممثلي الأحزاب والمرشحين.
وسيقوم هذا الموظف
كذلك (حسب الإطار القانوني طبعاً) باتخاذ القرار النهائي فيما يتعلق بقبول أو رفض ورقة
اقتراع ما. لذلك فالحياد وعدم الانحياز يعتبران أمراً مفصلياً في اتخاذ تلك القرارات.
وفي الكثير من
البلدان يمكن ملاحقة موظفي العد قانونياً وإنزال العقوبات بهم في حال ثبت عملهم بانحياز
أثناء عملية عد وفرز الأصوات.
حضور ممثلي الأحزاب
والمرشحين في مراكز العد
للتأكيد على الالتزام
بمبادئ المساواة والعدل في العملية الانتخابية، ينصح بقيام الأحزاب السياسية والمرشحين
بتعيين ممثلين ينوبون عنهم في حضور عمليات العد في كل واحد من مراكز العد والفرز ومراقبة
عمليات عد الأصوات فيها. أما إرسال ممثل عنهم لكل واحدة من طاولات العد في المركز فيبقى
خيار بيد الحزب أو المرشح المعني.
وتعتبر كثير من
البلدان حضور ممثلي الأحزاب والمرشحين أمراً أساسياً للتحقق من النزاهة، وضمان منهجية
العمل وعدم التمييز، وتوفير شهود على شفافية العملية.
وعندما يتطلب الأمر
إدخال أية تعديلات على محاضر أو نماذج سبق وتم تعبئتها أثناء العد، يجب قيام مختلف
ممثلي الأحزاب والمرشحين بالتوقيع على ذلك للتأكيد على اطلاعهم على تلك التغييرات وموافقتهم
عليها.
ويوفر تنفيذ هذه
الإجراءات بحذر برهاناً ملموساً حول موضوعية القواعد وشفافية العملية.
توثيق تاريخ كل
واحد من صناديق الاقتراع
كما هي الحال بالنسبة
لمحطات الاقتراع، فكذلك بالنسبة لمراكز العد يجب أن تتمكن إدارة الانتخابات من متابعة
تاريخ كل واحد من صناديق الاقتراع وضبط تحركاته منذ لحظة خروجه من مكتب الانتخابات
وحتى عودته وبداخله الأصوات المعدودة (وهو ما تتزايد أهميته عندما يتم خلط أوراق الاقتراع
لصندوقي اقتراع أو أكثر).
وتوثيق ذلك يمكن
إدارة الانتخابات من ضبط صناديق الاقتراع والحد من إمكانية التزوير من خلال التلاعب
بها إلى أبعد حد ممكن، والتحقق من اكتشافها في حال حدوثها. ويمكن تحقيق ذلك من خلال
إجراء بسيط يقوم على إعطاء كل صندوق رقم خاص به.
ويجب أن يظهر ذات
الرقم المعطى للصندوق على كل واحد من النماذج المستخدمة في محطة الاقتراع وفي مركز
عد الأصوات. وتكمن أهمية متابعة وضبط الصندوق في إمكانية الحاجة له كدليل إثبات أمام
المحاكم.
ملخص عملية عد
الأصوات في مركز العد
بشكل عام تشتمل
مكونات عملية عد الأصوات وفرزها في مراكز العد على ما يلي:
·
تحضير صناديق الاقتراع قبل نقلها من محطات الاقتراع إلى مراكز
العد والفرز.
·
نقل صناديق الاقتراع إلى مراكز العد والفرز.
·
تمكين ممثلي الأحزاب، والمرشحين والمراقبين من مرافقة الصندوق
أثناء نقله.
·
استلام وتوثيق وتوزيع صناديق الاقتراع في مراكز العد والفرز.
·
فتح صناديق الاقتراع.
·
تنفيذ عمليات المطابقة، كمطابقة عدد الأوراق في الصندوق مع
عدد الناخبين المقترعين.
·
فرز وعد الأصوات، بحيث يمكن إعداد ونقل النتائج إلى المستوى
التالي في إدارة الانتخابات، والذي يقوم بتجميعها وبنقلها إلى أعلى مستوى حيث يتم الإعلان
عنها.