بغض النظر عن طريقة
العد المعتمدة، يدوياً أم إلكترونياً، فإن عملية عد الأصوات يجب أن تشتمل على المكونات
التالية:
·
التحقق من أعداد أوراق الاقتراع ومطابقتها مع مواد انتخابية
أخرى.
·
فرز وتوزيع أوراق الاقتراع في رزم بحسب الأحزاب، أو القوائم،
أو المرشحين أو الخيارات في الاستفتاء.
·
عد الأصوات.
·
تعبئة نماذج عد الأصوات ومحاضر النتائج.
·
توثيق نتائج الانتخابات.
·
الإعلان عن النتائج.
لتحقق من أوراق
الاقتراع
ويشتمل ذلك على
ما يلي:
·
توثيق عدد أوراق الاقتراع غير المستعملة وتلك التالفة (والأوراق
التالفة هي التي يتلفها الناخب بغير قصد، من خلال ارتكاب خطأ في تعبئتها أو التأشير
عليها، ومن ثم يقوم باستبدالها بورقة اقتراع أخرى، أو أوراق الاقتراع التي تحتوي على
خطأ مطبعي، أو التي تتعرض لأي تلف أو عطب، إلخ).
·
توثيق العدد الكلي للناخبين الذين أدلوا بأصواتهم، استناداً
إلى قائمة الناخبين التي تم استخدامها أثناء عملية الاقتراع.
·
فتح صندوق الاقتراع وعد وتوثيق العدد الكلي لأوراق الاقتراع
الموجودة بداخله.
·
مطابقة عدد أوراق الاقتراع الموجودة في الصندوق مع عدد الناخبين
المقترعين الموثق.
فرز (ترتيب) أوراق
الاقتراع
حيث يتم فرز أوراق
الاقتراع المستخرجة من صندوق الاقتراع وترتيبها في مجموعات أو رزم بحسب القوائم، أو
الأحزاب أو المرشحين، أو بحسب الخيارات المختلفة في الاستفتاء.
وفي بعض الحالات،
يسمح لوكلاء المرشحين والأحزاب الحاضرين لعملية فرز الأصوات الاعتراض على هذه الخطوة
من العملية أمام موظف الاقتراع المسؤول عن عملية العد، إما شفهياً أو خطياً حسبما ينص
عليه القانون. ويكون على الموظف المسؤول اتخاذ القرار الذي يراه مناسباً (راجع قواعد تحديد صلاحية الأصوات).
عد الأصوات
هنا يقوم موظفو
العد بعد الأصوات التي حصل عليها كل حزب، أو قائمة أو مرشح (أو خيار في الاستفتاء).
وفي بعض الحالات،
يسمح لوكلاء المرشحين والأحزاب الحاضرين لعملية فرز الأصوات الاعتراض على هذه الخطوة
من العملية أمام موظف الاقتراع المسؤول عن عملية العد، إما شفهياً أو خطياً حسبما ينص
عليه القانون. ويكون على الموظف المسؤول اتخاذ القرار الذي يراه مناسباً.
ويقوم موظف العد
بوضع أوراق الاقتراع المعترض عليها جانباً واتخاذ القرار حول صلاحيتها من عدمه استناداً
إلى القواعد المعتمدة (راجع قواعد تحديد صلاحية
الأصوات).
تعبئة نموذج النتائج
ومحضر العد والفرز، وتوثيق النتيجة
تتم تعبئة نماذج
النتائج ومحاضر العد والفرز، والتوقيع عليها وإيصالها إلى مكتب الانتخابات المحلي قبل
نقلها إلى مستويات أعلى في الدائرة أو على المستوى المركزي. ويمكن هنا لممثلي الأحزاب
والمرشحين والمراقبين المحليين والدوليين نسخ النتائج التي تنص عليها تلك المحاضر.
ولا يجوز قطع أو
إيقاف عملية العد قبل الإعلان عن نتائجه في المحطة وإرسالها إلى مكتب الانتخابات المحلي.
وبعد الانتهاء من العد يتم جمع مختلف المواد الانتخابية في المحطة ونقلها لمكتب الانتخابات
لتخزينها بأمان.
كما ويتم في نفس
الوقت إرسال النتائج الأولية إلى المستوى المركزي حيث يتم إعلانها. ويجب اعتماد إجراءات
خاصة لاتباعها أثناء عملية العد والفرز في حال الاعتراض على النتائج.
وكما هي الحال
بالنسبة لباقي جوانب العملية الانتخابية، هناك اعتبارات إدارية ترتبط مباشرةً أو بشكل
غير مباشر بمسألة عد الأصوات في محطات الاقتراع. ولكل واحدة من الاعتبارات والإجراءات
خصوصيتها وحساسيتها التي يجب أخذها بعين الاعتبار.
يجب تمكين ممثلي
الأحزاب السياسية والمرشحين من تفحّص أوراق الاقتراع، وفي حال عدم موافقتهم على قرار
موظف العد بشأن صلاحيتها، تقديم اعتراض رسمي يمكن الاستناد إليه لاحقاً للاعتراض على
النتائج.
ومن خلال استخدام
نماذج العد نتحقق من عد وتوثيق عدد أوراق الاقتراع الصالحة، وتلك الباطلة (المرفوضة)
والتالفة، بحيث يتم عد كافة أوراق الاقتراع ولا يتم إتلاف أي منها. حيث يجب التحقق
من الأعداد بالإضافة إلى مراجعة عمليات التطابق مرةً أخيرة قبل تعئبة النماذج والمحاضر.
بعد ذلك يمكن إعادة
إقفال صندوق الاقتراع (مع التحقق من تدوين رقم القفل الجديد من قبل ممثلي الأحزاب والمرشحين
والمراقبين)، بحيث يتم حفظ مواد العد بداخل الصندوق أو إرفاقها في مغلف خاص مقفل.
ويجب إعطاء ممثلي
الأحزاب والمرشحين الفرصة لوضع ختمهم أو توقيعهم على صندوق الاقتراع بعد إقفاله.
يتم نقل النتائج
المدونة في محضر الفرز والعد من قبل موظف العد وإبلاغها إلى مكتب الانتخابات المحلي
أو المركزي عبر الهاتف أو بأية وسيلة معتمدة أخرى. ويمكن لممثلي الأحزاب والمرشحين،
وكذلك للمراقبين في حال وجودهم، نسخ المحضر والنتائج، حيث يسمح القانون بذلك.
وبذلك تعتبر عملية
العد في محطة الاقتراع منتهية عند هذا الحد، ويمكن بعدها نقل كافة المواد الانتخابية
إلى مخزن آمن. وفي حال إعادة عملية العد، ستكون هناك حاجة لاستعادة كافة الوثائق. من
هنا أهمية الحذر والحرص على إقفال صندوق الاقتراع والحفاظ على المواد الانتخابية بعناية.
ويقوم مكتب الانتخابات
المحلي أو الوطني بتجميع النتائج الواردة إليه من مختلف محطات الاقتراع في كل دائرة
انتخابية، بالإصافة إلى نتائج أي من الأصوات أو عمليات الاقتراع الخاصة، أو الاقتراع
المبكر أو محطات الاقتراع المتنقلة، إلخ.
ويجب أن تشتمل
النتائج الأولية للانتخابات على النتائج الناجمة عن كافة العمليات، بحيث نتفادى قدر
الإمكان أي اختلاف بينها وبين النتائج النهائية. ويجب أن يشتمل إعلان النتائج الأولية
على ما حصل عليه كل واحد من المرشحين والأحزاب، وليس الفائزين منهم فقط، وعرضها للجمهور
بكافة الوسائل المتاحة.
يجب العمل على
نشر النتائج الأولية وغير الرسمية بأسرع ما يمكن، وهو ما تقوم به عادةً وسائل الإعلام
والأحزاب السياسية، تاركةً مهمة الإعلان عن النتائج النهائية للإدارة الانتخابية.
وفي الأيام التالية
ليوم الاقتراع، تقوم مكاتب الانتخابات بعملية العد النهائية وبإعداد النتائج الرسمية
للانتخابات. وفي حال الاعتراض على تلك النتائج فقد نضطر للجوء لإجراءات وعمليات عد
إضافية.
عد الأصوات يدوياً
أم إلكترونياً، أم الجمع بينهما؟
بينما لا تزال
وسائل العد اليدوية الأكثر شيوعاً، فإن وسائل الاقتراع والعد الإلكتروني آخذة في الانتشار،
حيث يزداد عدد البلدان التي تختار استخدامها.
قد تكون الحلول
التكنولوجية والإلكترونية أقل كلفة، وأسرع، وأكثر دقة من الوسائل اليدوية.
كما ويمكنها الإسهام
في تعزيز العملية الديمقراطية وتطويرها، من خلال تسهيل عملية العد في ظل نظم انتخابية
مركبة أو معقدة.
يمكن استخدام الوسائل
التكنولوجية لاستبدال الاقتراع الورقي التقليدي. حيث أن الاقتراع من خلال الوسائل الإلكترونية،
أو بواسطة أوراق اقتراع يمكن للأجهزة الإلكترونية قراءتها، تلغي الحاجة لتنفيذ عمليات
عد يدوية للأصوات وبذلك تسريع عملية العد إلى حد كبير.
عادةً ما يستخدم
الحاسوب لاحتساب النتائج التي تتمخض عن العد اليدوي للأصوات، لإنتاج ملخصات في مركز
عد الأصوات، أو على مستوى الدائرة أو المستوى الوطني. ويمكن اللجوء لاستخدام البرامج
والتطبيقات القائمة أصلاً، كبرامج الحساب وقواعد البيانات، لتجميع النتائج وإعداد الملخصات
والتقارير المختلفة حول النتائج، وذلك إما مطبوعةً أو بشكل إلكتروني فقط.
تتطلب برامج الحاسوب
المعدة لعد الأصوات للتعامل معها بحذر لكي تعمل بالشكل المطلوب، حيث أن أي خطأ في الحسابات،
أو في إدخال البيانات أو ضياع لها، من شأنه تعريض العملية الانتخابية برمتها للخطر.
لذلك يجب العمل
على اختبار كافة الوسائل الإلكترونية الانتخابية للتحقق من صلاحيتها وعملها بدون أخطاء
قبل الشروع في إنتاجها، حتى ولو اقتصر استخدامها على تجميع النتائج الأولية أو لفترة
محدودة.
يجب تصميم النماذج الخاصة بعمليات إدخال
البيانات بما يضمن الحد من إمكانيات ارتكاب الأخطاء وتسهيل عملية الإدخال بحد ذاتها.
ومن المعتاد تصميم نماذج لإدخال البيانات تكون نسخة طبق الأصل عما يراه المدخل عل شاشة
الحاسوب. ويجب التأكيد أثناء تدريب القائمين على تعبئة هذه النماذج يدوياً على ضرورة
توخي الدقة والحذر أثناء التعبئة، وعلى أهمية وضوح البيانات ودقتها.
وكما هي الحال بالنسبة لأي نظام لعد
الأصوات، يجب على النظم الإلكترونية أو المؤتمتة أن تشتمل على وسائل تدقيق وتحقق داخلية
مبنية ضمنها. حيث يجب أن يشتمل النظام على وسائل متابعة واضحة لتدقيق مختلف مراحل عملية
العد، ويجب استخدام الأعداد التجميعية ونتائج الجمع لمطابقتها مع الأعداد المعبئة في
الخانات المختلفة للنموذج، بحيث يمكن التحقق من أن النتيجة صحيحة وتساوي مجموع ما تم
عده أو إدخاله.
فعلى سبيل المثال لا يجوز أن يكون المجموع
الكلي للأصوات على النموذج أعلى من مجموع كافة أوراق الاقتراع التي تم صرفها للناخبين
أو تسليمها لهم أثناء عملية الاقتراع في ذات الموقع أو المستوى الذي يتم العد فيه.
يجب تدقيق البيانات المدخلة في أي نظام
عد إلكتروني ومطابقتها مع البيانات الأصلية الموثقة على النماذج. وهو ما يمكن القيام
به من خلال المطابقة اليدوية، أو من خلال اعتماد ما يعرف بعمليات الإدخال المزدوجة
أو الثنائية العمياء، والتي تتم من خلال قيام شخصين منفردين، كل على حدة، بإدخال ذات
النموذج وذات البيانات بشكل متوازي، واستخلاص النتائج على أساس التطابق التام بين عمليتي
الإدخال في كل حالة.
كما ويجب التحقق من وجود خطط احترازية
لحالات الطوارئ كجزء مكمل لأي نظام عد ألكتروني للأصوات. حيث يجب العمل على إعداد نسخة
احتياطية من البيانات بشكل دوري معتاد (وتخزين تلك النسخة في موقع يختلف عن موقع العد
إذا استمرت عملية العد لبعض الوقت). ومن ناحية أخرى فمن المطلوب التحقق من وجود أجهزة
حاسوب أخرى غير المستخدمة في العملية كاحتياط لموجهة أية أعطال غير متوقعة في الأجهزة.
كما ويجب التحقق من توافر الفنيين لتقديم
الخدمات الفنية في كافة الأوقات عند الحاجة. بالإضافة طبعاً إلى وجود وسائل احتياطية
لتوريد الطاقة في حال انقطاع التيار الكهربائي فجأةً، حتى في البلدان الأكثر تطوراً.
من ناحية أخرى، يجب حماية مصادر الطاقة
من إمكانية التلاعب بقوتها واستقرارها، لتفادي إمكانية تخريب أو إتلاف ملفات الحاسوب.
وحتى الخطوات البسيطة، مثل العمل على حفظ نسخة احتياطية من الملفات بشكل دائم على قرص
صلب خارجي أو إضافي، من شأنها أن تساعد على تفادي المشكلات.
أخيراً ينصح بالتفكير في أسواء الاحتمالات
واستباقها. حيث من الحكمة بمكان أن نكون قادرين ومستعدين دوماً للتحول كلياً من العد
الإلكتروني إلى اليدوي في حال أخفق النظام المحوسب لأي سبب كان ولم نتمكن من إصلاحه
بالسرعة المطلوبة. لذلك تعتبر الآلات الحاسبة المحمولة وسيلة احتياطية ضرورية دائماً.
(راجع الانتخابات والتكنولوجيا)