تسمح بعض البلدان
بإمكنية الاقتراع من خارج حدود البلاد، حيث تحدد القوانين الانتخابية شروط ومتطلبات
تنفيذ ذلك. وبشكل عام تشتمل فئات المقترعين من خارج حدود البلاد على العاملين في السفارات
والبعثات الدبلوماسية، والجنود وقوى الأمن العاملين في مهام خارجية، والمواطنين الدارسين
أو العاملين في الخارج، والمسافرين خارج البلاد وقت الانتخابات، وفي بعض الحالات المقيمين
خارج البلاد كذلك.
وتسمى الأصوات
التي يدلي بها المقترعون من الخارج أصوات أو أوراق اقتراع خاصة. وعادةً ما يتم إرسال
تلك الأصوات إلى مكتب الانتخابات الوطني في البلد. وفي بعض الحالات يتم الاقتراع عبر
السفارات، وفي مثل هذه الحالات يتم عد الأصوات في مكتب السفارة، عملاً بذات الإجراءات
المعمول بها في البلاد لعد الأصوات، وبعدها يتم إبلاغ النتائج مباشرةً إلى مكتب الانتخابات
المركزي.
وبحسب القواعد
والإجراءات المعمول بها، وما ينص عليه الإطار القانوني والتسهيلات اللوجستية المتوفرة،
فقد لا يتم استلام الأصوات المرسلة من الخارج إلا خمسة أيام قبل موعد الانتخابات في
البلاد، وقد يمتد ذلك حتى يوم الاقتراع. وفي هذه الحالة، يجب تصميم إجراءات العد والفرز
بما يضمن عدم تأخير الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات بسبب عد الأصوات الخارجية.
يتم فرز مغلفات
الأصوات الخارجية المستلمة لدى المكتب الوطني للانتخابات حسب الفئات المختلفة: القوات
المسلحة، الغائبون، إلخ. وفي حال استخدام أوراق اقتراع مختلفة ينصح كذلك باستخدام مغلفات
بألوان مختلفة للدلالة على كل فئة على حدة. وهو ما يسرع عملية الفرز.
وتبدأ العملية
في مكتب الانتخابات، بعد الاستلام، بالتحقق من خلال الاستلام، والمقارنة أو التحقق
من هوية الناخب، بواسطة التوقيع أو الرموز الأخرى المستخدمة في كل حالة. ويجب أن يكون
قد تم تزويد الناخب بثلاثة مغلفات: مغلف معنون خاص بإعادة إرسال صوته، ومغلف خارجي
يظهر عليه توقيعه، وأخيراً مغلف الاقتراع الداخلي بحد ذاته والذي يضع فيه ورقة الاقتراع.
ولا يشتمل هذا المغلف الأخير على أية علامات للحفاظ على سرية الاقتراع.
يتم فتح المغلف
الخارجي أولاً، واستخراج الغلف الذي يحوي بداخله مغلف الاقتراع. وبعد التحقق بنجاح
من هوية وأهلية الناخب، يتم فتح المغلف الثاني، واستخراج مغلف الاقتراع الذي بداخله
(بدون فتحه أو استخراج ورقة الاقتراع منه) ووضعه في صندوق اقتراع.
وبحسب الموعد الأخير
المحدد في كل حالة للاقتراع عن بعد أو إرسال الأصوات الخارجية، يمكن أن يبدأ عد هذه
الأصوات قبل يوم الاقتراع، أو مع بداية يوم الاقتراع، أو بمجرد إقفال باب الاقتراع.
وعلى أية حال،
فقد تستغرق عملية عد هذه الأصوات وقتاً طويلاً، وذلك استناداً إلى عدد الأصوات والإجراءات
المتبعة في كل حالة. ومن الشائع القيام بعد الأصوات الخاصة قبل يوم الاقتراع، وهو ما
ينصح العمل به، إلا أن ذلك يتطلب إجراءات أمان خاصة ومضاعفة للتحقق من عدم الإعلان
عن نتائج عد تلك الأصوات إلا بعد معرفة نتائج الانتخابات العادية. أما بالنسبة للاقتراع
المبكر واقتراع المساجين، فعادةً ما يتم اتباع إجراءات خاصة مختلفة.
ففي حال تنفيذ
الاقتراع المبكر على مدى عدة أيام، يتم تنفيذ عمليات المطابقة مع نهاية كل يوم من أيام
الاقتراع، كما وتفرض بعض القوانين ضرورة فتح صناديق الاقتراع عند نهاية كل واحد من
أيام الاقتراع المبكر، والقيام بإقفال كل من أوراق الاقتراع غير المستعملة، وتلك الموجودة
في الصندوق، أي المستعملة (دون عدها)، وتلك التالفة في مغلفات منفصلة، بالإضافة إلى
قوائم الناخبين وكتاب الاقتراع أو المحاضر. وذلك بهدف متابعة العملية والإشراف الجيد
عليها وعلى استخدام أوراق الاقتراع.
ويمكن تطبيق ذات
الإجراءات بالنسبة لاقتراع السجناء، ولكن فقط عندما يتم ذلك قبل يوم الانتخابات.
يتم حفظ صناديق
الاقتراع الخاصة بالاقتراع المبكر في مكان آمن حتى انتهاء الاقتراع العادي يوم الانتخابات.
حيث يبدأ عد الأصوات لهذه الصناديق بشكل متزامن مع باقي عمليات عد الأصوات العادية.
وإذا أمكن يفضل أن يقوم موظفو الاقتراع الذين عملوا أثناء عملية الاقتراع المبكر بتنفيذ
عملية عد تلك الأصوات. ويجب أن يتم ذلك في مقر مكتب الانتخابات في الدائرة الانتخابية،
بحضور ممثلي الأحزاب والمرشحين. وتتم العملية بموجب ذات الإجراءات والترتيبات التي
يتم بموجبها عد الأصوات العادي.
من أجل التحقق
من الإفصاح عن نتائج الاقتراع المبكر وعمليات الاقتراع الخاصة الأخرى، ومتابعتها، يفضل
عدم الخلط بينها وبين نتائج الانتخابات العادية، وذلك من خلال إعلان هذه النتائج بوضوح
وبشكل منفصل.
ترتيبات النقل
لنقل الأصوات من خارج البلاد
تتطلب عمليات نقل
الأصوات عبر الحدود الوطنية ومن مناطق مختلفة حول العالم لترتيبات مختلفة عن تلك المتبعة
محلياً داخل البلد، وإلى تخطيط حذر ودقيق. حيث أن اعتبارات كثيرة من قبيل الاختلافات
في التوقيت الرسمي من منطقة لأخرى، أو إجراءات الجمارك، أو مواعيد عمل شركات النقل،
وغيرها من شأنها أن تؤثر في موعد البدء بعمليات العد.
في حال تمت عمليات
الاقتراع الخارجية في مقرات البعثات الدبلوماسية فقط، فقد يمكن استخدام الحقائب الدبلوماسية
لهذا الغرض لتفادي إجراءات الجمارك التي تؤخر الإرساليات عادةً. إلا أن تلك الحقائب
قد لا تتوفر بالسرعة أو الدورية المطلوبة في العملية الانتخابية.
وفي حال كانت عملية
الاقتراع الخارجي منتشرة في العديد من المدن التي يقيم فيها أبناء البلد، فقد يكون
من المفضل الاستعانة بإحدى شركات النقل المعروفة والموثوقة للقيام بعمليات نقل الأصوات.
وفي هذه الحالة يجب اللجوء للموردين القادرين على تنفيذ عمليات النقل الخاص والآمن،
والتي توفر وسائل موثوقة لمتابعة أي إرسالية منذ لحظة تسليمها لشركة النقل وحتى وصولها
إلى هدفها.
كما وأن تلك الشركات
تمتلك عادةً معرفة جيدة حول كافة الإجراءات الجمركية وممارساتها، الأمر الذي يمكنهم
عادةً من الحد من التأخير الذي تتسبب به تلك الإجراءات والممارسات أحياناً كثيرةً.
بعد الاتفاق مع
أحد الموردين حول ترتيبات الأمن لنقل الأصوات، ينصح بإيضاح برامج ومواعيد الاستلام
والتسليم، حيث أن ذلك أساسي للتمكن من التخطيط لعمليات الاستلام في مركز العد والفرز.
ومن المفضل أن
يكون موقع مركز العد والفرز في البلاد في أقرب نقطة ممكنة من المطار أو مركز عمليات
شركة النقل، وذلك للحد من أي تأخير إضافي محتمل في عملية النقل بعد وصول صناديق الاقتراع
إلى أرض الوطن. كما ويفضل، إن أمكن، وجود موظفو الانتخابات وممثلو الأحزاب والمرشحين
في المطار لحظة وصول الصناديق، للتعامل مع أي تأخير غير متوقع في الإجراءات وتسريع
العملية.
أما الإعلان عن
تفاصيل عمليات النقل ووسائلها فيجب أن تنحصر في أولئك الذين يحتاجون لتلك المعلومات.
لذلك يجب على الإدارة الانتخابية تعيين موظف مسؤول أو وحدة تقوم بمتابعة كل ما يتعلق
بعمليات النقل، وبحل كافة المسائل التعاقدية والأمنية واللوجستية وغيرها مع الشركة
الناقلة.
أما بالنسبة لأوراق
الاقتراع المرسلة عبر البريد، فيجب اعتماد ترتيبات خاصة مع سلطة البريد لتنظيم عملية
فرز خاصة بالأصوات المرسلة من خارج البلاد قبل انتهاء المدة الزمنية المتاحة لذلك.
كما ويجب الاتفاق على عمليات نقل وتسليم خاصة من قبل خدمات البريد إلى مركز العد والفرز،
للتحقق من استلام أكبر قدر ممكن من هذه الأصوات في ذلك المركز قبل انتهاء المدة الزمنية
القانونية للاقتراع بهذه الوسيلة. ومما يمكن أن يسهل من هذه العملية الاتفاق المسبق
مع سلطة البريد على اعتماد رمز بريدي محدد لمركز العد والفرز تتم طباعته على المغلفات
التي يستخدمها الناخبون لإرسال أصواتهم.