إن تنظيمات ومجموعات أصحاب المصالح غير مرتبطة بصورة
مباشرة في المنافسات الانتخابية. ويتمثل الغرض المستهدف لديهم في محاولة التأثير
على السياسة العامة ونتائج الانتخابات. وقد تكون هذه المجموعات مهتمة بقضية
إنتخابية محددة بصفة خاصة، أو بشأن مرشح أو حزب سياسي يشاطرهم وجهات النظر والآراء. وتتفاوت هذه المجموعات في الحجم والموارد
والقوة والأهداف ، ولكنها تشترك في استخدام كافة الأساليب من أجل التأثير على
الرأي العام وتعزيز مواقفهم - بما في ذلك حشد الجهود وإملاء الضغوط ، والقيام بالحملات
الدعائية، والإعلان عبر وسائط الإعلام الجماهيري ، وتقديم المعلومات للنواب والمرشحين،
وصانعي السياسات.
ويناقش هذا القسم مسألة
مجموعات المصالح التي تؤازر المصالح الشخصية ، أو الاقتصادية، أو المادية، كما ستجري مناقشة مجموعات المصلحة العامة
التي تعمل نيابة عن الجمهور في باب المنظمات غيرالحكومية.
وقد تلعب جماعات
المصالح دوراً إيجابياً في الحفاظ على نزاهة الانتخابات من خلال مراقبة العملية
الإنتخابية لضمان عدم حصول أصحاب المصالح المتعارضة معهم على معاملات تفضيلية لهم. ومع ذلك، فإن الكم الهائل من الأموال التي
تنفقها اليوم مجموعات المصالح بهدف التأثير في الرأي العام يثير قضايا عديدة حول
النزاهة . وستجري مناقشة هذه المسائل بعمق أكبر في باب
"تمويل الحملات
الإنتخابية".
وتلجأ معظم مجموعات
المصالح الخاصة، إلى توظيف جماعات ضغط محترفة للتركيز على نشر وتعزيز أولويات المجموعة
التي تتعاقد معها؛ وهذه الأولويات قد لا تتطابق بالضرورة مع المصلحة العامة. وتنفق
جماعات الضغط المال الوفير للتأثير على صناع القرار؛ كما يعملون أيضا على مؤازرة
المرشحين والأحزاب الذين يدعمون وجهات نظرهم بهدف تمكينهم من الفوز في الانتخابات. وتعمل جماعات الضغط على ترفيه المرشحين وصانعي السياسات في حفلات بمطاعم باهظة أو بتقديم
نزهات لهم مدفوعة التكاليف خلال عطلات نهاية الأسبوع. كما يستخدمون المال لوضع
إعلانات في وسائل الإعلام لدعم حملة إنتخابية معينة أو موقف خاص يرمي لتحقيق
أهدافهم ومصالحهم.
وتعتبر كميات
الأموال وكيفية إنفاقها مثاراً لمخاوف كبيرة من حيث أن جماعات أصحاب المصالح تعمل
على شراء النفوذ والمعاملة الخاصة لصالحها. ونتيجة لذلك ، فإن معظم البلدان تتطلب تسجيل
جماعات المصالح الخاصة، والإفصاح عن أنشطتها ونفقاتها.
وعلى الرغم من أن
جماعات المصالح الحزبية قد تكون منحازة ومتحيزة بصورة عالية ومهتمة فقط في نشر وتعزيز
أولوياتها ، فإنه يجب عليها الالتزام والتقيد التام بنفس معايير السلوك الأخلاقية المفروضة
على غيرها من المشاركين في العملية الانتخابية.