تعتبر هيئة إدارة
الانتخابات هي المسؤولة عن إدارة الانتخابات، ويتعين عليها تنفيذ الإجراءات
المحددة في الإطار القانوني بكل أمانة ونزاهة. وهذا ينطوي على
التعامل مع القضايا الفنية واتخاذ القرارات. وفي بعض الحالات ، فإنه يجب عليها أيضاً
وضع مسودات مشاريع اللوائح الانتخابية ، وعادة ما تعمل على تطوير إجراءات تسجيل
الناخبين والمرشحين ، والتصويت ، وفرز الأصوات.
ومن أجل القيام بأداء
دورها الأساسي لعقد انتخابات حرة ونزيهة وموثوق بها ، فإنه يتعين على هيئة إدارة الانتخابات
القيام بالمهام التالية:
إدارة العملية الإنتخابية وفقاً للقانون
من
المفترض في مسؤولي الإدارة الانتخابية إدارة العملية بكل تجرد وحيادية وفقاً
للمتطلبات القانونية. وتهدف القوانين لحماية حقوق المواطنين والمبادئ الأساسية
لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وكذلك للحد من السلطة التمييزية للمسؤولين الإداريين. كما
يجب التقيد
والإلتزام التام بالقوانين وتعتبر الهيئة الانتخابية مسؤولة
عن الالتزام بتلك القوانين. وإذا كانت هناك أية مشكلة مع القانون، فإنه يجب على هيئة إدارة
الانتخابات إشعار السلطات المختصة من أجل تصحيح الوضع فيها، بدلاً من تنفيذ
القانون بشكل انتقائي، مما قد يؤدي إلى مشاكل خطيرة في مسألة النزاهة. وعلى سبيل
المثال ، فقد حصل في انتخابات عام 1998 في كمبوديا ، [1] أن هيئة
إدارة الإنتخابات في البلاد لم تتقيد بجميع الأحكام القانونية ، مما أدى بالتالي إلى
تقويض العديد من الضمانات والإحتياطات المدرجة في القانون (مثل الاجراء الخاص بالشكاوى).
المحافظة على إدارة مهنية ، محايدة، وشفافة
إن وجود إدارة محترفة وشفافة في العملية الإنتخابية يعتبر أمراً ضرورياً
لإجراء انتخابات حرة ونزيهة. وينبغي اتخاذ القرارات وإجراء العمليات بصورة دقيقة
وشفافة بقدر الإمكان. كما يتعين في هيئة إدارة الانتخابات أن يـُنظر إليها على أنها
محايدة ، وإلا لن يكون لها آنذاك أي مصداقية. ولتفادي الانطباع
بتوخي الحصول على نتيجة معينة ، فإنه يتعين على الإدارة أن تكون شفافة وتعمل على
توفير أكبر قدر من المعلومات الممكنة في الوقت المناسب للأحزاب السياسية ، ووسائل
الإعلام والجمهور على السواء.
وقد أعـدت المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات مدونة نموذجية
لقواعد السلوك للمسؤولين الانتخابيين [2] لمساعدتهم في الحفاظ على
نزاهة الانتخابات.
تبني
إجراءات لحماية نزاهة عملياتها
إن الإدارة الداخلية والإجراءات التشغيلية المعتمدة من قبل هيئة إدارة
الانتخابات لها وقع كبير على نزاهة العملية الإنتخابية. كما ينبغي
تدوين الإجراءات وتوفيرها للجمهور بصورة منهجية. ويجب أن تشمل الإجراءات عادة على كل
جانب من جوانب الإدارة الانتخابية ، بما في ذلك إدارة الانتخابات ، والإدارة
الداخلية، والتوظيف والإشراف ، وإجراءات التشغيل ، وقواعد شراء المستلزمات. وللإطلاع على نقاش أكثر تفصيلاً لآليات حماية النزاهة في كل مرحلة من مراحل إدارة
الانتخابات، يرجى الرجوع إلى موضوع "النزاهة في إدارة الانتخابات".
تحديد وتقييم المخاطر التي تهدد النزاهة ، واتخاذ الإجراءات التصحيحية
حيثما كان ذلك ضرورياً
ينبغي أن تشتمل إجراءات الإدارة الداخلية والإجراءات التنفيذية على آليات
لتحديد الأخطار التي تهدد النزاهة، وتقييم مدى عوامل الخطورة التي تنطوي عليها ،
وضمان إجراء الاتصال المناسب مع الأشخاص المعنيين والجهات الملائمة أو هيئات
الرقابة واتخاذ الإجراءات التصحيحية على الفور. كما يتعين على هيئة إدارة
الانتخابات ان تضمن وجود آليات لاستقبال الشكاوى المقدمة من جانب الأحزاب السياسية
والمراقبين أو وكالات الرقابة والتعامل معها. ويعتبر
هذا المطلب أحد العوامل الهامة التي تسهم في نزاهة النظام وتعزيز المساءلة لدى
المسؤولين والمشاركين.
تعزيز وعي الناخبين بقضايا النزاهة الانتخابية
وبقدر الإمكان ، فإنه ينبغي على هيئة إدارة الانتخابات تقديم معلومات
للمواطنين حول النظام الانتخابي ، وآليات الحفاظ على نزاهة النظام ، وضرورة قيام
المواطنين بلعب دور فعال في حماية العملية الانتخابية. كما يمكن القيام بنشر وتوزيع المعلومات من خلال المؤتمرات الصحفية ،
وبرامج تثقيف الناخبين، وبرامج التربية المدنية في المدارس.
ملاحظات
[1] كاسي
نيو، وجفري غالوب ، "إجراء انتخابات كمبوديا" ، مجلة الديمقراطية ، المجلد10 (2) ،
1999 ، ص- 152.
[2] المؤسسة
الدولية للديمقراطية والانتخابات ، "مدونة قواعد السلوك للإدارة الأخلاقية
والمهنية للانتخابات" ، عام 1997.