قد تنشأ مشاكل السلامة على طاولة الاقتراع حيث يتم فرز الأصوات أو في
تبويب مجاميع الأصوات بمحطة الاقتراع. كما قد
تكون نتيجة لخطأ حقيقي أو محاولة متعمدة للتلاعب في النتائج.
إن العد بالآلة يعمل على الحد من مخاطر الخطأ ولكن الآلة لا يمكنها
تحديد نية ناخب ما إذا لم يضع علامة الاقتراع في البقعة المخصصة لقراءتها من قبل
الجهاز.
وللحفاظ
على نزاهة العملية الانتخابية ، فإن عملية فرز الأصوات يجب أن تسفر عن نتائج صحيحة
ودقيقة ومقبولة من قبل جميع المشاركين . كما يجب اتخاذ عدد من التدابير الهامة لتحقيق هذا الهدف.
ينبغي الفرز بأسرع وقت بعد إغلاق صناديق الاقتراع
كلما طال الوقت في بقاء الإقتراعات دون عد ، كلما ازداد خطر التلاعب في
النتائج. ومع ذلك، فإنه قبل البدء في العد ، من المهم التأكد من أن الموقع آمن
والمراقبين موجودون.
في حالة وجود
مشاكل أمنية أو تخويف ، فإن الفرز على مناضد فردية قد يصبح مستحيلاً. وفي هذه الحالة، فإنه يتعين تحويل العد إلى موقع مختلف (مثل، مركز إقليمي) حيث يتم تجميع الأصوات من عدة طاولات تصويت معاً قبل الشروع في عملية العد . ويتم تضمين هذا النص في قوانين الانتخابات في عدة
بلدان ، بما في ذلك جنوب أفريقيا التي تمنح مسؤولي العملية الانتخابية بعض السلطة للقرار
على نقل موقع الفرز والعد.
يجب فهم نية
الناخب بشكل صحيح
قد
يؤشر الناخب على بطاقة الإقتراع ولكنه قد يتخطى المربع أو الحيز الصحيح المخصص للتأشير
عليه في بطاقة الإقتراع، مما يجعل من الصعب معرفة كيفية فرز واحتساب الصوت. وقد يؤدي التفسير الصارم في تفسير القواعد إلى إبطال صوت لم يكن
بالامكان إبطاله لولا ذاك التفسير المتشدد للقواعد.
وعلى سبيل
المثال خلال الانتخابات الرئاسية عام 2004 في اندونيسيا ، أصبحت بطاقات الاقتراع
المثقبة مرتين مثاراً لقضية رئيسية في العملية الانتخابية. وكانت كل بطاقة اقتراع مطوية في مثل تلك الطريقة تمكن الناخب من ثقبها
وتخريمها دون فتح بطاقة الاقتراع بالكامل. وقد تسبب سوء التصميم في بطلان عدد من بطاقات الإقتراع المدلى بها . وكانت هيئة الانتخابات العامة في اندونيسيا قد أصدرت أمر طوارئ تسمح بموجبة
باستخدام معيار النية الواضحة. ومع ذلك ، فإن بعض مراكز فرز الأصوات لم تمتثل لذلك الأمر. [1] وعليه، فإن عدم استخدام المساحة المخصصة لوضع علامة التصويت فيها يصبح معضلة كبرى
إذا تم استخدام آلات لفرز الأصوات حيث لا تستطيع آلات الفرز إلا قراءة المساحات أو النقاط المخصصة للتأشير عليها
بالإقتراع المفضل ولا يمكنها أن تأخذ بعين الاعتبار لنية الناخب الظاهرة.
يجب ضمان دقة العد
ينبغي تطبيق
الإجراءات التالية لضمان دقة الفرز:
• تعتبر الإدارة الجيدة لعملية العد ضرورية ، كما هو الحال بالنسبة لتوفير
التدريب المناسب لجميع العدادين.
• إجراء العد بشفافية مع وجود المراقبين والملاحظين أمر مرغوب فيه. ويعمل المراقبون والملاحظون على مقارنة النتائج الرسمية مع النتائج
التي تلقوها ؛ كما تعد مشاركتهم آلية جيدة لضمان إحتساب الأصوات بدقة. وفي بعض البلدان ، مثل الدانمرك ، فإنه يسمح لأي شخص بحضور الفرز ، مما
يعمل على زيادة الشفافية في العملية أكثر فأكثر. [2]
• ينبغي أن تكون هناك قواعد محددة سلفاً تجاه ما يجب
فعله بشأن أصوات البطاقات التالفة وبطاقات الاقتراع التي لا تظهر فيها نية الناخب بوضوح.
• يتعين فرز البطاقات التالفة أو المرفوضة عن البطاقات التي تحمل علامة
إقتراع صحيحة وسارية المفعول.
• كما يتعين فرز بطاقات الاقتراع المتنازع عليها لمراجعتها على مستوى إداري أعلى.
• يتعين تسجيل جميع المعلومات ذات الصلة في كشف مركز الإقتراع
، بما في ذلك : عدد البطاقات المسلمة لمركز الاقتراع ، وعدد البطاقات المتوفرة عند
بدء التصويت ، والنتائج ، وعدد بطاقات الاقتراع المتنازع عليها أو التالفة أو الغير
مستخدمة.
• وفي معظم البلدان التي يجرى فيها عد الأصوات يدوياً ، فإن قراءة كل
خيار ملحوظ على الاقتراع بصوت عال . كما يتم عرض بطاقة الاقتراع لجميع المراقبين وموظفي الانتخابات المتواجدين هناك
لإثبات أنه قد تم إحتساب الصوت بشكل صحيح.
• من المهم إستمرار الرصد والمراقبة طوال عملية توحيد ودمج
العد حتى صدور النتائج الرسمية، لأن التلاعب قد يحدث بعد الفرز الأولي.
• في كثير من النظم ، يواصل المراقبون متابعة عملية العدد، ويوقعون على كشف
البيانات للإعراب عن موافقتهم أو إختلافهم مع النتائج (مع بيان الأسباب في حالة
الخلاف).
• من الضروري وجود عملية فعالة لتقديم الطعون. كما يجب أن يكون لدى المرشحين والمراقبين القدرة على الطعن في نتائج
الفرز. وعادة ما يتم تحديد عملية الطعن في الإطار القانوني. ونظرا لأن الطعون قد تتطلب اعادة فرز الاصوات ، فإنه
يتعين الاحتفاظ عادة ببطاقات الإقتراع طوال الفترة التي يشترطها القانون.
• إن تطبيق القانون بصورة جيدة أمر بالغ الأهمية. وفي كل نظام ، تعتبر جريمة أي عملية تلاعب في نتائج الانتخابات من
خلال عدم احتساب بعض بطاقات الإقتراع، أو تعمد قراءة الأصوات بطريقة خاطئة ، أوتغيير
النتائج ، أو إتلاف أوراق الاقتراع أو تزوير كشوف سير عملية الإقتراع والتصويت. ومن
الممكن تجنب تزوير الانتخابات من خلال التحقيق في مزاعم التلاعب فور الإبلاغ عنها
، وتطبيق القانون.
يجب حماية سرية
التصويت
يتم
الحفاظ على سرية التصويت عندما لا يجري وضع أي علامة بطريقة تدل على معرفة الناخب. وإذا كانت المصادقة على صحة بطاقات الاقتراع تتم بواسطة ختم أو توقيع ما،
فإن من شأن استخدام علامة قياسية موحدة بدلاً من الأختام والتواقيع ان يقلل من
امكانية إعزاء بطاقة الاقتراع إلى الناخب.
وقد تتعرض سرية
التصويت للخطر عندما يتم فرز الأصوات محلياً. وإذ أدلى عدد قليل من الناس بأصواتهم
لدى طاولة تصويت، وجرى فرز الاصوات على نفس الطاولة ، فإنه يصبح من الواضح معرفة
من صوت ولمن صوت.
ملاحظات
[1] مركز كارتر ، تقرير مركز
كارتر عن انتخابات اندونيسيا لعام 2004، صادر في شهر يونيو (حزيران) 2005.
[2] البرلمان الدنماركي (فولكيتينغ) ،
"الانتخابات البرلمانية وإدارة الانتخابات في الدنمارك".