نظرة عامة على الاعلام والانتخابات – أهمية الاعلام للانتخابات
يلعب الإعلام دورًا لاغنى عنه لتعمل الديمقراطية بشكل صحيح. عادة ما تركِّز مناقشة وظائف الإعلام في السياقات الانتخابية على دوره "كرقيب": فمن خلال التمحيص غير المقيّد ومناقشة النجاحات والإخفاقات التي يتعرض لها المرشحون والحكومات وهيئات إدارة الانتخابات، يستطيع الإعلام تعريف الجماهير بمدى فعّالية أدائهم والمساعدة على وضعهم موضع المساءلة. إلا أن الإعلام له أيضًا أدوار في تمكين المشاركة العامة الكاملة في الانتخابات، وذلك من خلال:
• تثقيف الناخبين حول كيفية ممارسة حقوقهم الديمقراطية؛
• تغطية تطورات الحملات الانتخابية؛
• توفير منبر للأحزاب السياسية والمرشحين لإيصال رسائلهم إلى الناخبين من خلاله.
• توفير منبر للجمهور لإيصال مخاوفهم، وآرائهم، واحتياجاتهم إلى الأحزاب/المرشحين، وهيئة إدارة الانتخابات والحكومة وغيرهم من الناخبين وللتفاعل بشأن هذه القضايا؛
• السماح للأحزاب والمرشحين بمناقشة بعضهم البعض؛
• من خلال تغطية النتائج ومراقبة فرز وعد الأصوات؛
• تمحيص العملية الانتخابية ذاتها، بما فيها إدارة الانتخابات، لتقييم مدى عدالة وفعالية واستقامة العملية.
• إعطاء المعلومات التي تتجنب إلى أقصى حدٍ ممكن اللغة المثيرة، للمساعدة على منع العنف المتعلق بالانتخابات.
الإعلام هو ليس المصدر الوحيد للمعلومات بالنسبة للناخبين، ولكن في عالمٍ تهيمن عليه وسائل الاتصال الجماهيرية، فإن الإعلام يحدد بصورة متزايدة الأجندة السياسية، حتى في الدول الأقل تقدمًا من الناحية التقنية. ويعبر تقرير مقدم من مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان عن هذا بقوله:
يلعب الإعلام دورًا رئيسيًا في إطلاع المواطن على الأحداث الجارية وزيادة الوعي بالقضايا المختلفة الموجودة في أي مجتمع. كما أن له دورًا هامًا للغاية في التأثير على وجهات نظر الجمهور وأسلوب تفكيره. الإعلام هو الوسيلة الرئيسية التي يتشكل من خلالها الرأي العام بل ويتم التلاعب به في بعض الأحيان. إذا كان هذا هو دور الإعلام في المسار الطبيعي للأحداث، فإن دوره يصبح أكثر حيوية في الفترات الاستثنائية التي يصبح فيها الإعلام أحد اللاعبين الأساسيين، مثل فترة الانتخابات. تمثل الانتخابات تحديًا أساسيًا للإعلام، حيث تضع حياده وموضوعيته على المحك. مهمة الإعلام، وبخاصة منافذ الإعلام الوطني، ليست أن يصبح بوقًا لأي جهة حكومية أو مرشحٍ بعينه، ولا ينبغي له أن يكون كذلك. فدوره الرئيسي هو تنوير وتثقيف الجمهور والعمل كمنصة محايدة وموضوعية للمناقشة الحرة لجميع وجهات النظر.[1]
لهذا السبب، تصدر فرق مراقبي الانتخابات، على سبيل المثال، تعليقات دورية على تمكن وسائل الإعلام من الوصول إلى الجوانب المختلفة للعملية الانتخابية وتغطيتهم لها كمعيار للحكم على نزاهة الانتخابات. تدريجيا، أصبح رصد الإعلام أثناء فترات الانتخابات ، بإستخدام مزيج من التحليل الإحصائي وتقنيات الدراسات الإعلامية وتحليل الخطاب، ممارسة معتادة تستخدم لقياس دور الإعلام في الانتخابات.
عادة ما تندرج الطرق المتعددة التي يضمن بها الإعلام إجراء عمليات انتخابية ديمقراطية تحت واحدة من الفئات التالية:
• الإعلام كرقيب على الشفافية
• الإعلام كمنبر للحملات الانتخابية
• الإعلام كمنتدى مفتوح للمناظرات والمناقشات/صوت الجماهير
• الإعلام كوسيلة لتوعية الجمهور
وسنستكشف كل فئة من هذه الفئات في أقسام منفصلة.
________________________________________
[1] "الإعلام والانتخابات البرلمانية في مصر: تقييم أداء الإعلام في الانتخابات البرلمانية" قضايا حركة حقوق الإنسان 26 (القاهرة، مصر: مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، 2011): 27