آلية التنفيذ للوائـح الاعلام والانتخابات
إحدى الجوانب الأكثر أهمية في القانون أو اللوائح الخاصة بوسائل الإعلام في الانتخابات هو تحديد المسؤول عن تنفيذها. وسيكون هناك غالباً اتصال أكبر يوما بعد يوم بين المحررين والسلطة التنظيمية المسؤولة عن وسائل الإعلام خلال الانتخابات، أكثر مما يكون هناك اتصال بالمسؤول عن تنظيم البث مثلا. ومن المرجح أن تكون العلاقة (أو على الأقل ينبغي أن تكون) علاقة تعاون.
وهناك العديد من الأساليب الممكنة التي يمكن اتخاذها:
• قد يتم تكليف هيئة تنظيمية قائمة بالمسؤولية عن قضايا محددة قد تنشأ خلال فترات الانتخابات.
• قد تقوم وسائل الإعلام بإنشاء هيئة تنظيمية خاصة بها، وربما بالتعاون مع الأحزاب السياسية نفسها.
• قد تتحمل هذه المسؤولية الهيئة الانتخابية المشرفة والقائمة، مثل لجنة الانتخابات، وأحياناً من خلال لجنة فرعية متخصصة.
• يمكن تشكيل هيئة متخصصة لتنظيم وسائل الإعلام خلال الانتخابات بصورة خاصة - وهذا حل غير عادي، ولكن تم تبنيه على سبيل المثال، في الانتخابات الديمقراطية الأولى التي جرت في جنوب إفريقيا في عام 1994.
• قد يتم وضع المسؤولية على القضاء.
هذا العرض هو بلا شك تخطيط أولي إلى حد ما. ومن الشائع جدا أن يتم تنظيم مختلف جوانب التغطية الانتخابية من قبل هيئات مختلفة. ففي بولندا مثلا، يكون تنظيم البث مجاناً من خلال حصص "الوصول المباشر" من مسؤولية اللجنة الانتخابية للدولة، في حين أن مسؤولية تغطية الحملة تقع على عاتق تنظيم البث المعتاد، المجلس الوطني لهيئة الإذاعة [1]. وميزة هذا النهج هو أنه يفصل بين المناطق التي قد تضطر فيها الجهة المنظمة إلى وضع قواعد صارمة وملزمة في مسائل خاصة بالممارسة المهنية التي من الأفضل أن يترك تحديدها لوسائل الإعلام نفسها. والجانب السلبي في ذلك هو وجود هيئتين رقابيتين مختلفتين تعملان في مجالين على صلة وثيقة يبعضها البعض، مع وجود خطر التعارض أو الازدواجية في عملهما.
ومهما كان النظام الذي يعتمد، سيكون لوسائل الإعلام (والمتضررين أو أي شخص آخر، مثل الشكوى الفردية) الحق في الاستئناف أمام هيئة مستقلة عليا، وتكون في العادة محكمة قانونية.
___________________________________________________________________
[1] كارول ياكوبوفيتش. الحملة الانتخابية في بولندا عام 1993: أسلوب المقاومة الأقل. في: ياشا لانج واندرو بالمر (محرران). الإعلام والانتخابات، دليل المعهد الأوروبي لوسائل الإعلام: دوسلدورف، 1995.