تخصيص الوقت للمرشحين والأحزاب
عادة ما تشجع المعايير الدولية إتاحة الوصول المباشر إلى محطات البث، وبخاصة في النظم الديمقراطية الجديدة.
طبقًا للاتحاد الأوروبي، "تتحمل محطات البث المملوكة للدولة، وبخاصة في ظل نظام إعلامي يتميز بقطاع خاص إعلامي مسموع ومرئي تتحدد ملامحه طبقًا للحزبية، مسؤولية خاصة لتكون خدمة عامة حقيقية ولتنشئ منتدى للنقاش لجميع الرسائل الانتخابية أثناء فترة الانتخابات."[1]
وسوف تكون هناك حاجة إلى أن ينص الإطار الانتخابي على كيفية تخصيص الإعلام لإتاحة البث المباشر. ولابد أن يكون التشريع شاملاً لهذا الغرض وأن تنتقى عباراته بحرص. يمكن أن تنشأ المشكلات بسهولة من القواعد والإجراءات الغامضة. على سبيل المثال، طبقًا لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي راقبت انتخابات عام 2001 في كازاخستان، كان هناك "ارتباك في النصوص التي تنظم إتاحة الوصول المباشر إلى وقت البث فيما يتعلق بالمرشحين والأحزاب وتوقيت الفترات الزمنية، بالإضافة إلى عدم القدرة على التفرقة بين الأحزاب الراسخة والأحزاب الجديدة من حيث إتاحة الوصول." كما يبين هذا التقرير الصادر عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أنه لم تكن هناك نصوص تتيح للإعلام رفض البث لإعلان انتخابي (في بعض الظروف المحددة)، ولا حماية منافذ الإعلام من المسؤولية القانونية عن البيانات الصادرة أثناء الإعلانات الخاصة بالحملات الانتخابية.[2]
إعلانات مدفوعة، إتاحة الوصول المجاني أم مزيج من الإثنين؟
سوف تنشأ الحاجة إلى أن تنص الأطُر التنظيمية على ما إذا كانت إتاحة الوصول المباشر للأحزاب السياسية مجّانية أم مدفوعة الأجر، أو كما هو الحال في العادة، مزيجٌ من الإثنين. أحيانًا يخصص لجميع الأحزاب إتاحة وصول مباشرة مجانية للإعلام ولكن يمكن الزيادة على ذلك من خلال الإعلانات المدفوعة. وعادة ما تعتمد أيضًا قواعد مختلفة للإعلام المطبوع والمذاع.
كيفية تقسيم وقت أو مساحة إتاحة الوصول؟
في نظام الإعلانات المدفوعة، قد لايمثل هذا مشكلة - فالوقت ببساطة يخصص لمن يستطيعون الدفع. (قد يرى الكثيرون أنه لهذا السبب تعد الإعلانات المدفوعة خيارًا غير عادل) ولكن، إذا كانت الجهة التنظيمية هي التي تخصص إتاحة الوصول المباشر إلى البث، فكيف سيتم ذلك؟ ماهي المعايير المطلوبة لتقسيم وقت البث المتاح أو مساحة الطباعة المتاحة. هل يتم ذلك بناءً على مبدأ المساواة، بحيث يحصل كل حزب على نفس الوقت، أم على الإنصاف (العدل)، حيث يخصص الوقت للأحزاب طبقًا لدرجة الدعم الشعبي الذي تتمتع به. في الحالة الأخيرة، كيف يتم تحديد الشعبية؟ هل يجب تخصيص وقت البث على أساس الانتخابات السابقة (عدد المقاعد التي يمتلكها حاليًا في البرلمان)، أو استطلاعات الرأي أو عدد المرشحين المنتظرين - أو معيار آخر أو مزيج منها جميعًا؟ وقد اعتمدت البلدان المختلفة على نظم شديدة التباين.
توقيت الفترات أو المساحات الزمنية المتاحة في الإعلام
هل ستخضع الأوقات التي تُبَث فيها المساحة الممنوحة لجميع الأطراف للتنظيم؟ إذا كان الجميع سيحصل على فرصة للبث في وقت ذروة المشاهدة، فكيف سيتم تخصيص هذه الفترات الزمنية؟ ماهو ترتيب السماح للأحزاب بالبث؟
من يدفع - ومن يضع البرنامج؟
هل سيكون المرشح أو الحزب مسؤولاً عن إنتاج المادة التي سيبثها أو المحتوى المطبوع أم هل ستتيح محطة البث العامة المرافق؟ ومن يتحمل فاتورة تكاليف إنتاج هذا المحتوى؟
من يقرر ما يُبّث؟
هل لجهة التنظيم أي رأي في محتوى البث المباشر أو الإعلانات السياسية؟ هل يسمح للأحزاب والمرشحين بقول ما يريدون؟ ما هي الحدود؟
________________________________________
[i] “Final Report, Parliamentary Elections, Lebanon, 7 June 2009”, (بعثة مراقبة الانتخابات التابعة للاتحاد الأوروبي, 2009), 31, http://www.eueomlebanon.org/en/files/doc/1253861855_Rapport%20final%20EN%20OK.pdf
[2] “Review Of The Legal Framework For Media Coverage Of Elections, Republic Of Kazakhstan,” (منظمة الأمن والتعاون في أوروبا / تقرير مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان, 2001), http://www.osce.org/odihr/elections/kazakhstan/14794