رفع التقارر حول الأحداث السياسية
في معظم البلدان، فإن الأحداث السياسية المهيأة مثل الاجتماعات في المجالس البلدية أو التجمعات السياسية أو المناقشات العامة، لاتزال أدوات هامة في استراتيجيات الإعلام للحزب والمرشح. هذه الأحداث تخدم ثلاثة أغراض رئيسية هي:
• الحفاظ على الحزب أو المرشحين تحت أنظار الجمهور، و
• إعطاء الحزب أو المرشح فرصة للتعبير عن المواقف السياسية مباشرةً للناخبين، دون منافس، و
• بناء هالة من الألفة مع الناخبين.
ويمكن للتجمعات السياسية أن تقدم أشياء أخرى كذلك. وغالبا ما تستخدم التجمعات السياسية لتسليط الضوء على دعم أحد المطربين المعروفين، أو أحد الممثلين، أو إحدى الشخصيات التلفزيونية، وبالتالي زيادة "الإعجاب" بالمرشح من خلال قربه من الشخصيات الشعبية. على هذا النحو، فإن دعم المشاهير هو سمة مشتركة في الحملات السياسية.
وكل من هذه الأهداف يتطلب، إلى حد ما، تعاون وسائل الإعلام. يبقى المرشحون تحت نظر الجمهور فقط في حال تغطية وسائل الإعلام للأحداث. وتبقى المواقف دون منازعة فقط في حال فشلت وسائل الإعلام في تقديم وجهات نظر بديلة. وهذا ما يضع الصحفيين والمحررين في مواجهة معضلة جديرة بالذكر: فالتجمعات السياسية هي أحداث كبيرة، وعلى هذا النحو فهي ذات أهمية إخبارية، ومع ذلك من ناحية أخرى، عادةً ما يكون مضمون هذه التجمعات معروف سلفاً وبالتالي ليس جديراً بالنشر. لكن عقلية الجماعة تميل إلى التغلب في هذه المعضلة - فالافتراض يقوم على أن وسائل الإعلام الأخرى ستقوم بالتغطية وبالتالي جميع المنافذ الأخرى ستفعل ذلك أيضاً.
مع ذلك، لايزال إخضاع البرامج السياسية للسياسيين لفحص دقيق يشكل جزءاً ضروريا من التغطية الانتخابية. إن مجرد تكرار اختزال تصريحات السياسيين لا يمتّ كثيراً لمهنة الصحافة. فينبغي السعي لبلوغ التوازن، من خلال نقل ردود الفعل على ما يقوله السياسيون ومن خلال ضمان الإبلاغ النزيه عن الأحداث السياسية لمختلف الأحزاب والمرشحين. ومن المرجح أن يشمل تقرير شامل ومتوازن بشأن تجمع سياسي أو حدث آخر جميع هذه العناصر وكذلك:
• كم من الناس حضر الحدث (تقدير الصحفي، وليس تقدير الحزب الذي نظم الحدث/ أو المرشح أو المعارضين)،
• رد فعل الجمهور على الخطب، كمجموعة وبشكل فردي على السواء،
• رد فعل الأحزاب أو المرشحين الآخرين،
• معلومات هامة أخرى عن الحدث أو تقديم سياق وصورة شاملين، مثل حصول اضطراب وعنف، ومصادر التمويل أو الدعم.