عـد الأصوات والنتائج
تعد الشفافية في عدّ الأصوات وإعلان النتائج ضمن أهم مهام هيئة إدارة الانتخابات. فنتيجة الانتخابات هي الخبر الذي ظلت تنتظره البلد بأسرها - وأحيانًا العالم بأسره - وأحيانًا يكون مصحوبًا بضجة وتضارب في التغطية الإخبارية.
واعتمادًا على الظروف والإجراءات المحددة للانتخابات، قد تمتد فترة العدّ إلى ساعات وربما إلى أيام أو حتى أسابيع. يؤثر طول هذه الفترة إلى حدٍ كبير على طبيعة وحجم مهمة إدارة العلاقات الإعلامية.
في الحالات التي يكون فيها عد الأصوات مسألة لا تتجاوز بضع ساعات أو يوم واحد على الأكثر، فيحتمل أن تصدر إدارة العلاقات الإعلامية التابعة لهيئة إدارة الانتخابات تحديثات مستمرة حول تقدم العد حتى تعلن في النهاية النتائج النهائية والرسمية. أثناء هذا الوقت، عادة ما يكون الإعلام موجودًا في مراكز عد الأصوات، أو مراكز النتائج أو كليهما. وطبقا للوائح الخاصة بالتغطية الإعلامية أثناء عد الأصوات، فقد يفرض صمت على التغطية الإعلامية أو قد تعج بالنشاط مثل النتائج المتوقعة أو استطلاعات الرأي أو نتائج استطلاع الخارجين من مراكز الاقتراع وما إلى ذلك. للمزيد من المعلومات حول تغطية استطلاع الخارجين من مراكز الاقتراع واستطلاعات الرأي يرجى الرجوع إلى تغطية استطلاعات الرأي.
على الجانب الآخر، قد تستغرق فترة عد الأصوات عدة أيام أو حتى أسابيع قبل إعلان النتائج الرسمية. وفي حالات أخرى، قد تعلن النتائج الأولية، والتي تبدأ بعدها فترة يجب أن تحسم الشكاوى الانتخابية خلالها، قبل إعلان النتائج الرسمية. قد تستغرق هذه العملية شهورًا كما كان الحال أثناء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وانتخابات مجالس المقاطعات في أفغانستان في عام 2009 و2010. ويحتمل أن يكون دور العلاقات الإعلامية لهيئة إدارة الانتخابات أثناء فترات العد المطولة أكثر صعوبة بالمقارنة بفترات العد القصيرة، نظرًا للحساسيات والشك الذي يتولد من العمليات المطوّلة. ويعد هذا وقتًا معينًا يستفيد فيه موظفو العلاقات الإعلامية في هيئة إدارة الانتخابات من اليقظة الدائمة في متابعة اتجاهات الإعلام، والإلمام الكامل بجميع عمليات العد. وسوف تكون هذه الفترة التي تكون فيها الشفافية حاسمة تمامًا لتحقيق شرعية الانتخابات.
هناك الكثير مما يلزم إنجازه من طرف هيئة إدارة الانتخابات لتعزيز التغطية الدقيقة والمهنية للنتائج. ومن المهم على وجه الخصوص حين تظهر النتائج بالتدريج أن يتم الإعلان عن النتائج بسرعة ودقة. ويسهل هذا مراقبة الجمهور لعملية العد ويقلل من احتمال التلاعب بالعد.
كما أن التسلسل القيادي يعد أمرًا بالغ الأهمية عند إعلان النتائج. يجب أن يعرف جميع العاملين والمفوضين في هيئة إدارة الانتخابات من المسؤول عن إعلان النتائج، ومتى وأين سيتم الإعلان عنها. في بابوا غينيا الجديدة في عام 2012، كانت هناك اتهامات بطلب العاملين في مراكز التصويت لرشاوى من الصحفيين للإدلاء بمعلومات حول نتائج الانتخابات.[1] ولابد من أن تتجنب هيئة إدارة الانتخابات هذه الممارسات وأن تحظرها.
سوف يؤدي توفير مركز إعلام إلى تيسير وصول الإعلام إلى النتائج بصورة كبيرة، وبخاصة إذا كانت عملية العد مركزية. المرافق والإجراءات في مراكز العد اللامركزية سوف تحدد إلى حدٍ كبير مدى تمكن الإعلام من الإدلاء بأرقام دقيقة.
قد يكون هناك أنشطة متزامنة تولِّد نتائج يشارك فيها الإعلام. وتتضمن هذه الأنشطة استطلاع رأي الخارجين من مراكز الاقتراع والعد السريع غير الرسمي واستطلاعات الرأي. من المهم أن تكون إدارة العلاقات الإعلامية التابعة لهيئة إدارة الانتخابات على دراية بهذه الأنشطة وما يتم منها وكيفية تأثيرها على مجمل النقاش العام.
ومجمل القول، إن فترة العد هي فترة مشغولة للغاية، ومن المحتمل أن تعمل إدارة العلاقات الإعلامية في هيئة إدارة الانتخابات "بكامل طاقمها" حيث يعمل طاقم العمل على مدار الساعة لضمان توفير معلومات دقيقة وموقوتة للإعلام.
________________________________________
[1] "Interference in Media Reporting of Elections in PNG", International Federation of Journalists Asia Pacific, 16 يوليو/تموز،2012، http://asiapacific.ifj.org/en/articles/media-interference-in-electoral-reporting-in-png