فترة العـد والفرز والنتائج
نتائج الانتخابات هي تتويج للانتخابات وهي الأخبار التي ينتظرها الجميع. من المهم أن تقوم وسائل الإعلام بالإبلاغ عن هذه النتائج بدقة وبأسرع وقت ممكن. كما لا يقل عن ذلك أهميةً قيام هيئة إدارة الانتخابات بتسهيل هذه العملية. قد يبدو الإبلاغ عن النتائج هو الجانب الأقل تعقيدا في عملية الإبلاغ الانتخابي برمتها، على الأقل من حيث المبدأ. مع ذلك، من اللافت للنظر أنه يمكن لهذه المرحلة أن تكون في كثير من الأحيان المرحلة الأكثر فوضوية أو إرباكاً للانتخابات ولوسائل الإعلام وللجماهير على حد سواء. في استفتاء زمبابوي عام 2000، لم تنجح صحيفة واحدة أو محطة إذاعة واحدة في الإبلاغ عن النتائج الصحيحة الصادرة عن مكتب المسجِّل العام.[i]
اعتمادا على إجراءات الانتخابات وعلى البنية التحتية للبلد أو أية قضايا غير متوقعة، يمكن لنتائج العد والفرز أن تستمر بضع ساعات إلى بضعة أسابيع. في أفغانستان، استغرقت فترة الفرز في انتخابات كلٍ من عامي 2009 و 2010، عدة أشهر. فعمليات العد والفرز اليدوي بشكل خاص تستغرق وقتا طويلا. كذلك يمكن لإعادة فرز الأصوات أيضا، أو إجراءات آلية الشكاوى، أن تؤجل إعلان النتائج الرسمية.
أي فترة للعد والفرز يطول أمدها قبل الإفراج عن النتائج النهائية، يرجح أن تكون فترة حساسة. وهيئة إدارة الانتخابات عادة ما تسعى إلى إنجاز جميع العمليات في أسرع وقت ممكن لأن أي تأخير في إعلان النتائج قد يؤدي إلى الاعتقاد بأن النتائج قد تم العبث بها. تحقيق التوازن بين التدقيق والسرعة هو تحدي صعب يتعين على مسؤولي الانتخابات مواجهته.
وفي الوقت نفسه سوف تتنافس وسائل الإعلام فيما بينها غالباً لتكون أول من يعلن عن النتائج المتوقعة. وبينما يمكن للتوقعات ذات الأسس الضعيفة إضافة المزيد من الارتباك، وربما الإضرار بالعملية الانتخابية، فإن التنبؤات ذات الأسس السليمة يمكنها أن تفيد هذه العملية وأن تعززها.
ستقوم هيئة إدارة الانتخابات في بعض الأحيان بالإعلان تدريجياً عن النتائج. ومع ذلك، هناك وسائل أخرى أمام وسائل الإعلام للتكهن بالنتيجة النهائية أيضاً. ويشمل ذلك عمليات العد واستطلاعات الخروج السريعة. في بعض الحالات يمكن أيضا لهذه الأدوات أن تكون قيمة في ردع الاحتيال من خلال إلقاء الضوء على الفروقات الهامة بين النتائج المتوقعة للعد والفرز والنتائج النهائية. وهذا مفيد أو دقيق إذا أجريت عمليات العد أو استطلاعات الخروج سريعاً في مقرات للإحصاء دقيقة وذات مصداقية. على سبيل المثال، من المهم أن يكون حجم العينة المختارة وطبيعتها ممثلة لجمهور الناخبين. لكن، حتى استطلاعات الرأي الدقيقة أو عمليات العد السريعة يمكنها إلحاق الضرر بالعملية الانتخابية. هذا صحيح بشكل خاص في استطلاعات الخروج التي يتم إجراؤها في ظروف خطرة. تقدم الصفحات التالية مناقشة لهاتين الطريقتين وتشمل الأخطار المحتملة لكل منهما.
________________________________________
[i] مشروع رصد وسائل الإعلام في زمبابوي، ومسألة التوازن: وسائل الإعلام في زمبابوي والاستفتاء على الدستور (هراري: مارس/آذار 2000).