أنظمة الحاسوب
الانتخابية كسجلات الناخبين، وأنظمة التصويت الإلكتروني، وأنظمة نتائج الانتخابات،
وأنظمة إدارة العاملين قد تم تطويرها وتنفيذها لتخزين والاستفادة من البيانات. يُعد
ضمان موثوقية هذه البيانات في غاية الأهمية لأية عملية انتخابية.
هناك العديد
من التدابير التي يمكن اتخاذها لضمان موثوقية البيانات المستخدمة في نظم الحاسوب
الانتخابية.
استخدام
مصادر البيانات الموثوقة
على أساليب
جمع والتقاط البيانات ضمان أن تكون البيانات موثوق بها وأنه لم يتم تغييرها في هذه
الأثناء. فالمعلومات عن الناخبين، على سبيل المثال، تكون أكثر دقة لو تم الحصول
عليها مباشرةً من الناخبين أنفسهم وليس من مصادر غير مباشرة كقواعد بيانات المؤسسات
الأخرى، والتي قد يكون هناك شك في مصداقيتها. كذلك فإن بيانات النتائج الانتخابية
الأكثر دقة هي تلك التي يتم الحصول عليها مباشرةً من مراكز الاقتراع أو مراكز
العد، بدلاً من تقارير وسائل الإعلام، ومراقبي الانتخابات أو الأحزاب السياسية.
أساليب التقاط
البيانات
الخطوة
التالية هي النظر في الطريقة التي يتم بها التقاط البيانات من المصدر. يمكن التقاط
البيانات بمجموعة متنوعة من الطرق: على نماذج ورقية (والتي يمكن أن تكون مكتوبة
بخط اليد، أو تحمل علامات يمكن للحاسوب قراءتها)، أو هاتفياً (والتي يتم بعدها عادةً
تدوين البيانات أو إدخالها على حاسوب من قبل أحد العاملين)، أو عن طريق السؤال وجهاً
لوجه (والتي يقوم فيها الموظف أيضا بتدوين البيانات بخط اليد أو إدخالها على حاسوب)،
أو عن طريق قيام المستخدمين مباشرةً بإدخال البيانات من خلال نماذج إلكترونية
متصلة بقاعدة بيانات المؤسسة، أو من خلال جهاز تصويت إلكتروني، الخ.
بعض سبل التقاط
البيانات يمكن الاعتماد عليها أكثر من غيرها. فالنماذج المكتوبة بخط اليد ربما تكون
الأكثر عرضة للخطأ، إذ إن الكتابة بخط اليد في كثير من الأحيان يكون من الصعب قراءتها
أو فك شفرتها. لتسهيل قراءة خط اليد، يمكن
حث الأشخاص الذين يقومون بملء النماذج على الكتابة بخط واضح بالحبر الأزرق أو الأسود.
ويمكن أيضا طباعة النماذج مشفوعة بإرشادات تهدف إلى حمل المستخدمين على كتابة كل
حرف أو رقم في خانة مستقلة في النموذج. إذا كان من الممكن طباعة أية بيانات معروفة
مسبقاً عن المعلومات المطلوبة في النموذج، قد يساعد ذلك على خفض كم الكتابة بخط
اليد، مما يقلص من نسبة الخطأ.
حيثما يتم تلقي
البيانات شفهياً من قبل الموظف، يمكن للتدريب المناسب والإجراءات الملائمة أن يضمنا
أن الموظف قادرا على التقاط المعلومات الصحيحة. على سبيل المثال، يمكن إعادة قراءة
المعلومات للعميل للتأكد من أنها صحيحة، مع التحقق من هجاء الكلمات إن أمكن.
النماذج التي
تشمل إحدى وسائل التعرف الضوئي على العلامات، مثل الباركود يمكن أن تستخدم لتسهيل
إدخال البيانات ورفع مستويات الدقة. ويمكن استخدام الباركود لتحديد نوع النموذج
المستخدم، ومن أين تم الحصول على النموذج، وما هو الرقم الفريد للنموذج ، الخ.
البيانات التي
يتم التقاطها إلكترونياً، حيث يقوم المستخدم بكتابة البيانات المستخدم مباشرةً في
نموذج مقدم من قبل الحاسب الآلي يمكن أن تكون أكثر موثوقية من البيانات التي تم
التقاطها بالنماذج المكتوبة بخط اليد أو الملتقطة شفهياً، إذ يُنتظر أن يعرف المستخدمون
بالضبط كيف ستظهر البيانات الخاصة بهم. بيد أن درجة موثوقية هذه البيانات تتوقف
على مدى دقة المستخدم.
تدريب موظفي
إدخال البيانات
ينبغي تدريب الموظفين
على التقنيات التي تهدف إلى الوصول بدقة المدخلات إلى الحد الأمثل وضمان وجود بيئة
عمل آمنة. على سبيل المثال، فترات الراحة المنتظمة تمنع إجهاد العين والتعب. كما
أن الأثاث وأجهزة الحاسوب يمكن أن تكون في وضعية ملائمة بحيث تضمن الراحة الجسدية
للمستخدمين. كذلك ينبغي الحد من مسببات التشويش كالمحادثات والمناقشات بين الموظفين
أثناء إدخال البيانات لضمان دقة المدخلات.
التحقق من
البيانات
إحدى أفضل
الطرق لضمان دقة البيانات هي تطبيق تقنيات التحقق من البيانات. أكثر تقنيات التحقق
من البيانات شيوعاً (حيث يجري إدخال البيانات إلى الحاسوب من نموذج ورقي) هو إدخال
كل قطعة من البيانات مرتين على يد موظفين مختلفين لكل مجموعة بيانات. يجري الحاسوب
مقارنة بين نتائج الإدخالين. ويتم تمييز أي اختلاف، وتكليف مشرف بإجراء التصحيح
اللازم. هذا الأسلوب عادةً يعطي معدلات عالية جداً من الدقة.
كما أن
الإدخال المزدوج للبيانات يمكن أن يُستخدم أيضاً لتحديد مدخلي البيانات الذين لا يحققون
مستوى عالٍ من الدقة. في حالة تحديد مدخلي البيانات ذوي الأداء المنخفض، قد يشير ذلك
إلى أن هناك حاجة إلى المزيد من التدريب أو إلى أن الموظف ليس مناسباً لهذا النوع
من العمل.
ويمكن أيضاً
التحقق من البيانات عن طريق إدخال البيانات مرة واحدة، ثم تكليف موظف آخر، أو ربما
مشرف، بإعادة فحص البيانات التي تظهر على شاشة الحاسوب أو بعد طباعتها، للتأكد من
أنها صحيحة، أو لإجراء أية تصحيحات ضرورية.
عند استخدام
أي من الأساليب المذكورة أعلاه، يكون من المستحسن أن يتم إدخال البيانات من قبل
شخص ما مرة ومن ثم إما إعادة إدخالها أو إعادة فحصها من قبل شخص آخر، حيث يحتمل أن
يرتكب الأشخاص أخطاء منهجية، وبالتالي يكررون نفس الأخطاء في كل مرة. ومع ذلك، فمن
غير المرجح أن يرتكب أشخاص مختلفون نفس الأخطاء المنهجية، لذلك فالاحتمال الأكبر
هو أن يكتشف الشخص الثاني الأخطاء التي ارتكبها الشخص الأول.
ومن الممكن
أيضا أن يتسبب تصميم النموذج في وقوع المستخدمين أو مدخلي البيانات في أخطاء
منهجية. فإذا تم اكتشاف أعداد كبيرة من الأخطاء المشابهة بانتظام عند إدخال بيانات
نموذج ما، ربما يكون هناك خطأ في تصميم النموذج. ومن ثم فإن إعادة تصميم النموذج
قد يساعد في خفض معدلات الخطأ في هذه الحالة.
يمكن أيضا التحقق
من بعض البيانات عن طريق سبل المراجعة المدرجة في برامج التقاط البيانات. على سبيل
المثال، عند إدخال أماكن التصويت في قاعدة البيانات، قد يعمل برنامج إدخال
البيانات على التحقق من عنوان مكان التصويت بمقارنته بجدول حاسوب يضم جميع العناوين
الصحيحة ليقبل فقط أماكن التصويت ذات العناوين الصحيحة. هذا الأسلوب في التحقق لا يضمن
بالضرورة إدخال العنوان الصحيح لمكان التصويت، ولكنه يضمن أن جميع العناوين
المسجلة حقيقية بالفعل.
وبالمثل،
يمكن إدراج سبل المراجعة الحسابية والاختبارات المنطقية في أنظمة إدخال البيانات التي
تنطوي على إدخال الأرقام بحيث يُطلب من الموظف إدخال البيانات القيام بتصحيح
البيانات، وإلغاء البيانات المدخلة، وإعداد سجل بالخطأ أو أي إجراء آخر تم اتخاذه.
على سبيل المثال، إذا كان الموظف يقوم بإدخال بيانات التصويت في مكان اقتراع، يمكن
برمجة النظام للاستعلام عن أية نتيجة تُظهر أن عدد الأصوات التي أحصيت في صناديق
الاقتراع يفوق عدد الناخبين المسجلين في ذلك المكان. ويمكن أيضاً حساب الاتجاهات بواسطة
أنظمة الحاسوب، وأية نتائج تختلف عن الاتجاه بقيمة غير عادية يمكن تحديدها والاستفسار
عنها.
ضمان موثوقية
البيانات بعد التقاطها
بمجرد إدخال البيانات
في نظام الحاسوب، من المهم تخزينها بشكل آمن والحفاظ عليها، فضلاً عن استخدامها بطريقة
لا تمس سلامتها.
ضمان توافر
البيانات
بمجرد التقاط
البيانات وتخزينها بشكل آمن في نظام الحاسوب، يتعين أن تكون متاحة للمستخدمين
بطريقة لا تسمح بالوصول الذي لا داعي له إلى البيانات ولا إلى احتمال تلف البيانات.
هناك عنصران
رئيسيان لضمان توافر البيانات، مما يقلل من مخاطر ائتمان التكنولوجيا على البيانات
القيمة. هذان العنصران هما التأكد من أن الأنظمة تعمل على توفير البيانات حسب
الحاجة، والنسخ الاحتياطي للبيانات لحمايتها من تعطل النظام أو فقدان البيانات.
إتاحة
البيانات
إن إتاحة
البيانات للمستخدمين هي أحد المقاصد الرئيسية لنظام الحاسوب. ولكن في نفس الوقت، فإن
ضمان سلامة البيانات له أهمية رئيسية. عند التعامل مع البيانات الحساسة، ينبغي قصر
الوصول إليها على أولئك المستخدمين الذين يحتاجون إليها فقط وذلك باستخدام كلمات
المرور، وأذونات الدخول أو غيرها من آليات التحكم المتاحة.
عندما يمكن
تبادل البيانات على نطاق أوسع، يجب التمييز بين المستخدمين الذين يحتاجون إلى
الوصول إلى البيانات للاطلاع عليها وأولئك الذين يحتاجون إلى الوصول إليها بغرض تغييرها
أو تحديثها. يمكن استخدام آليات مماثلة، ككلمات المرور وأذونات الدخول، لقصر حق تغيير
البيانات على أولئك الذين لديهم حاجة فعلية إلى القيام بذلك. بالإضافة إلى ذلك،
حيثما يُسمح للمستخدمين بتغيير البيانات، يمكن استخدام تقنيات التحقق للحد من فرص
حدوث الأخطاء.
النسخ
الاحتياطي للبيانات
الإجراء
الوقائي الأخير للحماية ضد تعطل النظام وفقدان البيانات هو النسخ الاحتياطي
للبيانات. فالنسخ الاحتياطي المعتاد يمكن أن يعني اتخاذ هذه الاحتياطات مرة على الأقل
كل يوم عمل، أو بمعدل أعلى عند جمع البيانات بالغة الأهمية، كأثناء الحدث
الانتخابي. يمكن نسخ البيانات احتياطياً بمجموعة من التنسيقات وعلى طائفة واسعة من
الوسائط كالأقراص القابلة للإزالة بمختلف أنواعها، والأقراص الصلبة المتعددة وأسطوانات
الدي في دي، والأشرطة الممغنطة، على سبيل المثال لا الحصر.
يمكن للاستراتيجية
العامة لتكنولوجيا المعلومات بالمؤسسة توثيق نظام رسمي للنسخ الاحتياطي. في أفضل
الأوضاع، يمكن أتمتة عملية النسخ الاحتياطي للبيانات لضمان ألا يتسبب الخطأ البشري
في وقوع المشكلات. ومع ذلك، فإن الفحص الدوري للنسخ الاحتياطية المؤتمتة سيظل ضرورياً
لضمان عدم تسبب أخطاء الحاسوب في وقوع المشكلات.
كذلك يمكن النسخ
الاحتياطي للبيانات الحية بمجرد إنشائها، من خلال استخدام الأقراص الصلبة المتكررة،
والتي يمكن أن تقع على نفس الخادم أو على خوادم منفصلة. باستخدام الأقراص المتكررة،
يمكن تخزين نفس البيانات على قرصين أو أكثر في وقت واحد. وهذا يعني أنه إذا تعطل
قرص، يمكن استعادة البيانات من الآخر. ومن الأفضل استخدام خوادم منفصلة بدلاً من
نفس الخادم للأقراص المتكررة، بحيث يمكن استخدام الخادم الثاني في حالة تعطل الأول
تماماً.
برمجيات
الحاسوب، سواء التجارية أو تلك التي تم تطويرها بالمؤسسة، يمكن أيضاً حفظها
احتياطياً كي يتم إعادة تحميلها في حالة فقدان أو تلف النسخ النهائية من البرنامج.
تُباع معظم البرمجيات على أقراص. ولكن تزايد تحميل البرامج من شبكة الإنترنت. وفي
هذه الحالة يجب أن يتم النسخ الاحتياطي على أقراص صلبة محلية لأنه ليس هناك ما
يضمن توافر نفس البرامج في المستقبل. ويمكن تخزين أقراص البرمجيات في مكتبة
للبيانات تُدار من قبل موظف مسؤول أو وحدة من العاملين. إذا لزم الأمر، يمكن
العثور على أقراص البرنامج بسهولة واستخدامها.
ينبغي الحرص،
عند النسخ الاحتياطي لبيانات البرامج، على عدم انتهاك تراخيص البرمجيات. تسمح معظم
التراخيص بالاحتفاظ بنسخ احتياطية من البرامج.