الإنترنت هي شبكة عالمية لأجهزة الحاسوب يمكن الدخول إليها من قبل أي شخص يملك التكنولوجيا اللازمة. وهي تُستخدم للأغراض الانتخابية بمختلف الطرق.
تشمل بعض التطبيقات الانتخابية للإنترنت:
- نشر المعلومات للناخبين والأحزاب السياسية والمرشحين ووسائل الإعلام وغيرهم
- الشبكات الداخلية الخاصة بمؤسسة بعينها
- البريد الإلكتروني
- التوريدات
- نشر نتائج الانتخابات
- تقارير تمويل الحملات الانتخابية والإفصاح عن المعلومات
- الاقتراع الإلكتروني
تطورت شبكة الإنترنت من كونها مجموعة من شبكات أجهزة الحاسوب تم إنشاؤها في الستينيات والسبعينيات من قبل وزارة الدفاع الأميركية وبعض الجامعات وغيرها من المؤسسات. فبحلول التسعينيات، تحولت شبكة الإنترنت إلى شبكة عالمية تسهل الدخول إلى خضم هائل من المعلومات وتفتح الباب أمام الاتصال الإلكتروني والتجارة الإلكترونية.
تتألف الإنترنت من شبكة ضخمة من أجهزة الحاسوب تربطها خطوط الهاتف، أو خطوط "النطاق العريض" وهي الأسرع والأكثر موثوقية، والتي تشمل الوسيط اللاسلكي. تشهد الكابلات وخيارات الاتصال تطوراً سريعاً، مما يجعل الدخول إلى الإنترنت أسرع وأقل تكلفة. تتصل أجهزة الحاسوب بهذه الخطوط عبر محولات الاتصال، التي يُعتبر المودم من أشهر أمثلتها.
يستخدم أغلب مستخدمو الإنترنت خاصيتين أساسيتين، وهما الشبكة العنكبوتية الدولية والبريد الإلكتروني.
الشبكة العنكبوتية الدولية
تتألف الشبكة العنكبوتية الدولية من شبكة عالمية من أجهزة الحاسوب، تقدم كل منها خدمات أو بيانات، تُسمى بالمواقع. تضم هذه المواقع "صفحات" مترابطة فيما بينها تحتوي على بيانات على هيئة نصوص وصور ثابتة وفيديو وصور متحركة وأصوات. وبالتالي، فإن مواقع الإنترنت تستطيع توفير معلومات باستخدام مجموعة متنوعة من أساليب التوصيل، على العكس من الكتب التقليدية أو أشرطة الفيديو والأشرطة الصوتية، الثابتة والتي تفتقر إلى إمكانية البحث السريع. لهذا السبب، فإن مواقع الإنترنت وبرامج الأسطوانات المدمجة التي تشمل نفس الخواص تُوصف ﺒ"الوسائط المتعددة".
تضم برمجيات الوسائط المتعددة "روابط مدمجة" تمكن المستخدم من الإبحار عبر صفحات البيانات. يستطيع المستخدمون تتبع النقاط التي تهمهم، بدلاً من أن يظلوا عالقين في تعاقب المعلومات كما يحدث عند الاطلاع على كتاب أو مشاهدة فيديو. تسهل الروابط المدمجة على الإنترنت الإبحار عبر نفس الموقع أو الانتقال من موقع إلى آخر، مع توفير إمكانية الدخول المرنة إلى المعلومات.
يتم إنشاء مواقع الإنترنت البسيطة باستخدام لغة برمجة تُسمى لغة رقم النص الفائق (HTML). ويمكن الدخول إلى المواقع باستخدام برنامج يُسمى متصفح الشبكة العنكبوتية (كبرنامج إنترنت إكسبلورير من ميكروسوفت أو فايرفوكس من موزيلا أو سافاري من آبل وغيرها الكثير)، المتاحة مجاناً أو مقابل سعر زهيد. أما المواقع التي تخدم المئات بل الآلاف من المستخدمين، والتي تقدم البيانات وخدمات الوسائط المتعددة الأكثر تقدماً تُنشأ الآن باستخدام لغات مثل PHP، جافا وغيرها، باستخدام وباتباع مسارين هيكليين أساسيين. Net من ميكروسوفت وJ2EE (جافا إنتربرايز الإصدار الثاني) وهو برنامج مفتوح المصدر.
أغلب الوثائق على مواقع الإنترنت هي عبارة عن صور ويمكن الاطلاع عليها من خلال برنامج يُدعى أدوبي أكروبات، يعتمد على نسق PDF. تتمثل الفائدة من الأدوات المدرجة أعلاه (HTML، جافا، أدوبي أكروبات ومتصفحات الإنترنت) في أنه يمكن تشغيلها على أغلب أجهزة الحاسوب، التي أضحت الآن محمولة ولاسلكية، مما يوسع من قاعدة الدخول إلى الشبكة العنكبوتية.
كل واحدة من صفحات الموقع يتم تحديدها بواسطة عنوان يُشار إليه ﺒ (URL)، وهو عنوان إلكتروني فريد يُمكِّن من الدخول إليها بواسطة متصفحات الشبكة عبر الإنترنت. تُسمى الكلمات الأولى في العنوان "المجال"، ولقد أصبحت جزءا ثابتاً من هوية العديد من الشركات، والهيئات الحكومية وغير الحكومية. وبالفعل بعض الشركات الخاصة على الإنترنت معروفة فقط باسم المجال. اسم المجال لمشروع أيس هو www.aceproject.org.
استخدامات الإنترنت
تُعد شبكة الإنترنت وسيطاً سلبياً ونشطاً. تركز الاستخدامات السلبية على انتقال البيانات، عبر الصور الثابتة والمتحركة، بحيث يتلقى المستخدم المعلومات فحسب. أما الاستخدامات النشطة فتنطوي على الاتصال مزدوج الاتجاه، حيث يستطيع المستخدمون إعادة إيصال بعض المعلومات إلى مقدم الخدمة والعكس. تشكل الاستخدامات النشطة البريد الإلكتروني والتجارة على الإنترنت وتبادل المعلومات على الإنترنت، كالاقتراع الإلكتروني أو تسجيل الناخبين.
الكثير من الهيئات الانتخابية لديها الآن مواقع على الإنترنت. في البلدان التي يتمتع فيها عدد كبير من الناخبين بإمكانية الدخول إلى الإنترنت، أضحت المواقع الانتخابية جزءاُ لا يتجزأ من إستراتيجيات توصيل الخدمة التي تتبعها الهيئات الانتخابية.
تُعد مواقع الإنترنت طريقة ممتازة لإيصال كم كبير من المعلومات للمستخدمين. فطرق الاتصال التقليدية كالصحف والكتيبات والإذاعة والتلفاز تستطيع حمل كم محدود فقط من المعلومات الانتخابية. في حين تستطيع السلطات الانتخابية الآن توسيع إمكانياتها في توصيل المعلومات بوضع إشارات إلى مواقعها في إعلاناتها. ويمكن تصميم المواقع بحيث تقوم بإيصال قدر قليل أو كبير من المعلومات وفقا لرغبة المستخدم.
وبالإضافة إلى توصيل المعلومات، من الممكن أن تكون المواقع الانتخابية أيضاً تفاعلية. يستطيع المستخدمون إتمام المعاملات على الإنترنت، كالتقدم بطلب للتسجيل الانتخابي أو للإدلاء بصوت في الانتخابات. يمكن ملء الاستمارات على الإنترنت، كتقارير الإفصاح عن تمويل الحملات الانتخابية، أو يمكن تنزيل الاستمارات لطباعتها على طابعة المستخدم وإعادتها بالبريد (خاصةً في حالة طلب نسخة مطبوعة من توقيع المستخدم).
من الممكن نشر نتائج الانتخابات تباعاً "مباشرةً" على المواقع أثناء عد الأصوات وعقب ليلة الاقتراع. بنهاية التسعينيات، كانت بعض الهيئات الانتخابية قد بدأت في استبدال غرف العد "الفعلية" بأخرى "افتراضية" على مواقعها (مثلما فعلت اللجنة الانتخابية الأسترالية في استفتاء عام 1999 لتعديل الدستور الأسترالي).
كذلك من الممكن وضع نتائج الانتخابات في صورة جداول بيانات أو قواعد بيانات بحيث تكون متاحة على المواقع. ويستطيع الأكاديميون والصحفيون وغيرهم من الباحثين تحميل هذه البيانات لاستخدامهم الشخصي.
كما تُعد المواقع ذات نفع في نشر البيانات المالية لتمويل الحملات الانتخابية، والتي في بعض الولايات القضائية قد تستلزم المئات بل الآلاف من الصفحات. ومن الممكن استخدام تكنولوجيا قواعد البيانات لفحص هذه البيانات على الإنترنت من أجل استخراج معلومة بعينها ذات أهمية من بين خضم هائل من المعلومات.
كما يمكن أيضاً إنشاء مواقع الإنترنت لاستخدامها داخل مؤسسة ما. فالشبكات الداخلية، تعمل تماماً كالإنترنت، إلا أن الدخول إليها يقتصر فقط على المستخدمين المصرح لهم. قد تضم الشبكات الداخلية التي تستخدمها الهيئات الانتخابية موارد داخلية، كقوائم العاملين، وأدلة المستخدمين، وبرامج التدريب، والقوائم الانتخابية على الإنترنت وقواعد البيانات.
تصميم المواقع
يُعد تصميم المواقع أساسياً لعمل المواقع. فالمعروف عن مستخدمي الإنترنت نفورهم من المواقع بطيئة التحميل أو التي يصعب فهمها أو الإبحار فيها. هناك الكثير من الكتب ومواقع الإنترنت التي تهدف إلى تعليم حسن تصميم المواقع. وبوصفها وسيطاً حديثاً نسبياً، فإن تصميم المواقع هو علم لا يزال قيد التطوير.
يمكن للهيئات الانتخابية أن تعهد بتصميم وصيانة مواقعها إلى مصممي المواقع المحترفين، أو يمكنها الاعتماد على طاقمها من العاملين للقيام بهذه المهمة. وكلا الخيارين ينطوي على مميزات وعيوب. فالمصممون الخارجيون على الأرجح سيعطون نتائج أكثر احترافاً، لكنهم قد يكونون أكثر تكلفة وأبطأ في الاستجابة لطلبات التحديث من المصممين العاملين بالهيئات ذاتها. وعلى الجانب الآخر، فإن المصممين العاملين بالهيئات الانتخابية قد لا يتمتعون بمهارات المصممين المحترفين، إلا أن تكلفتهم أقل وسيعملون على تحديث الموقع على نحو أسرع وأدق.
إليكم بعض النقاط التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند تصميم وصيانة موقع انتخابي:
- يختلف تصميم الموقع عن تصميم كتاب أو كتيب. فبعض عناصر التصميم المطبعي قد لا تظهر بشكل جيد على الشاشة، كما أن مواقع الإنترنت أكثر مرونة من المطبوعات.
- احرص على أن تكون مدد التحميل عند الحد الأدنى لها. لا تستخدم صوراً أو رسوماً معقدة تستغرق وقتاً طويلاً في تحميلها، حيث إن الكثير من المستخدمين سيتركون موقعك بدلاً من أن ينتظروا.
- دع المستخدمين يتصفحون بسرعة. لا تجبر المستخدمين على الخوض في معلومات غير ذات صلة قبل الوصول إلى ما يحتاجون إليه.
- احرص على أن يكون الأسلوب موجزاً وبسيطاً، إلا حين تكون هناك حاجة واضحة إلى معلومات معقدة.
- احرص على تحديث موقعك. فمواقع الإنترنت حالياً تُعد من عناصر الواجهة العامة للكثير من الهيئات الانتخابية والمواقع المتقادمة تفتقد إلى المصداقية.
- اعهد إلى أحد أعضاء طاقم العاملين أو وحدة العمل بمسؤولية واضحة تتمثل في صيانة الموقع.
- حاول استخدام الطرق القياسية في مواقع الإنترنت، كالروابط الداخلية المميزة، خرائط الموقع الواضحة وغيرها من طرق التصفح التقليدية. سيجد المستخدمون موقعك أسهل في التعامل معه إن لم يتعين عليهم تعلم قواعد جديدة فقط لأجل موقعك.
- تأكد من أن موقعك يمكن استخدامه مع كل مكونات الحاسوب والبرمجيات الشائعة. فبعض التصميمات لا تعمل بشكل جيد على كل المنصات.
الأمن على الإنترنت
يُعد الأمن على الإنترنت من الموضوعات الأساسية للهيئات الانتخابية التي توفر المعاملات على الإنترنت مع العملاء، لاسيما الاقتراع على الإنترنت. كما يُعتبر الأمن أيضاً هاماً بالنسبة لأنظمة البريد الإلكتروني حيثما قد يتم نقل بيانات حساسة. حتى المواقع البسيطة ينبغي حمايتها من التغييرات غير المصرح بها، كحذف أو تغيير صفحات الموقع أو إعادة توجيه المستخدمين إلى عناوين أخرى خارج الموقع.
إن الأمن على الإنترنت مجال معقد يتطور باستمرار مع تطور الإنترنت ويظل "مخترقو" الإنترنت يجدون سبلاً جديدة لمهاجمة المواقع. يجب على الهيئات الانتخابية استشارة محترفو الأمن على الإنترنت للاطلاع على أحدث الإستراتيجيات المتاحة لهم.
نسرد أدناه بعض الإستراتيجيات الأمنية العامة:
- تشفير البيانات بحيث لا يستطيع فك شفرتها إلا الراسل والمتلقي.
- حماية المواقع بحيث لا يستطيع المستخدمون غير المصرح لهم بتغيير البيانات.
- توفير المواقع الأمنية التي تحظر دخول الغرباء على البيانات التي يتم نقلها.