تحتاج أغلب مؤسسات الإدارة الانتخابية إلى التشارك في البيانات المخزنة على أجهزة الحاسوب داخل إدارتها ومع المؤسسات الخارجية والجمهور. تسمح شبكات الحاسوب لجهازين أو أكثر بالتواصل والتشارك في البيانات والأوامر.
هذه الشبكات، كما هو مبين أدناه، يمكن إنشاؤها من خلال توصيل أجهزة الحاسوب بالكابلات أو المودم أو الموجات اللاسلكية أو مزيج من كل ما سبق.
- تغطي الشبكات المحلية منطقة محلية، كمكتب أو مجموعة صغيرة من البنايات.
- تغطي الشبكات الحضرية في المعتاد مدينة أو منطقة شاسعة كحرم جامعي. تعتمد الشبكات الحضرية على بنية تحتية لاسلكية أو توصيلات بالألياف الضوئية لربط مواقعها.
- تغطي الشبكات واسعة النطاق منطقة جغرافية عريضة، تضم مجموعة كبيرة من أجهزة الحاسوب والشبكات المحلية. أفضل مثال على الشبكات واسعة النطاق هو شبكة الإنترنت.
الشبكات المحلية
يمكن للشبكات المحلية أن تصل بين أجهزة الحاسوب ووحدات العمل وغيرها من الأجهزة كالطابعات والماسحات الضوئية في نطاق منطقة جغرافية صغيرة كمكتب أو بناية إدارية من خلال خطوط الاتصال العامة أو لاسلكياً. رغم أن هناك عدة طرق لإنشاء شبكة محلية، إلا أنه في المعتاد، يتراسل كل حاسوب مع عقدة في الشبكة المحلية تستطيع تشغيل البرامج والتشارك في موارد معالج حاسوب واحد أو خادم. يعني ذلك أن بوسع عدة مستخدمين التشارك في الأجهزة وكذلك البيانات التي توجد في أماكن بعيدة عنهم. كما يستطيع المستخدمون استخدام الشبكة المحلية للاتصال ببعضهم البعض عن طريق إرسال البريد الإلكتروني أو المشاركة في الدردشة.
يمكن للشبكات المحلية نقل البيانات بسرعات عالية كما أنها تستطيع أن تخدم مستخدمين اثنين أو ثلاثة وحتى آلاف المستخدمين. إلا أن المساحة الجغرافية للشبكة المحلية محدودة وهناك حد أقصى لعدد أجهزة الحاسوب التي يمكن ربطها بواسطة شبكة محلية واحدة.
وإلى جانب مكونات الحاسوب المتخصصة، تستلزم الشبكة المحلية برنامج تشغيل خاص يسمح لمختلف الأجهزة المرتبطة بالشبكة المحلية بالاتصال ببعضها البعض ولضمان أمن موارد الشبكة المحلية وأيضاً للتحكم في حقوق دخول المستخدمين إلى هذه الموارد.
بالإضافة إلى الفوائد المترتبة على التشارك في البيانات والبرامج، تسمح الشبكات المحلية لمسؤولي الأنظمة بفرض معايير لمكونات الحاسوب والبرمجيات وإجراءات المستخدمين. وقد يُطلب من المستخدمين تخزين البيانات على خادم الملفات المركزي بدلاً من أقراصهم الصلبة المحلية، وذلك لضمان أن تتم إدارة بيانات مؤسساتهم مركزياً وإنشاء نسخ محلية منها، وكذلك توافر هذه البيانات في متناول كل العاملين المصرح لهم بالدخول إلى الشبكة المحلية.
الشبكات واسعة النطاق
يمكن ربط عدة شبكات محلية لإنشاء شبكة واسعة النطاق. ويمكن للشبكات واسطة النطاق أن تسمح لأجهزة الحاسوب المتباعدة جغرافياً أن تتواصل مع بعضها البعض وأن تتشارك في البيانات. على سبيل المثال، مؤسسة الإدارة الانتخابية ذات المكاتب المتعددة، والتي توجد بكل منها شبكة محلية، تستطيع أن تحظى بشبكة واسعة النطاق تضم المؤسسة برمتها، مما يسمح بالتشارك في البيانات في المؤسسة.
يمكن استخدام الشبكات واسعة النطاق للربط بين أجهزة الحاسوب ذات إمكانية الوصول إلى سبل الاتصال عن بعد من أي موقع في العالم. ويمكن أن تتصل الشبكات واسعة النطاق عن طريق الكابلات أو الألياف الضوئية، أو بروابط الموجات متناهية الصغر أو اللاسلكي، باستخدام وحدات الإرسال الأرضية أو عبر الأقمار الصناعية. هذه الروابط قد تكون ذات ملكية خاصة، إلا أنها في المعتاد تكون جزء من البنية التحتية العامة للاتصالات عن بعد.
تكون الكثير من الشبكات واسعة النطاق خاصة بمؤسسة بعينها، إذ تربط كل موظفي المؤسسة في شبكة واحدة بغض النظر عن مواقعهم الفعلية. ولا يرى الكثير من المستخدمين فرقاً بين شبكتهم المحلية والشبكة واسعة النطاق.
الإنترنت
أكبر الشبكات واسعة النطاق هي الإنترنت، وهي عبارة عن مجموعة من الشبكات تربط بين الملايين من أجهزة الحاسوب حول العالم. وهي تتألف من الآلاف من الشبكات التجارية والأكاديمية والمحلية والحكومية الصغيرة. وهي تحمل الكثير من البيانات والخدمات، كالبريد الإلكتروني وتبادل الملفات والشبكة العنكبوتية الدولية.
فإلى جانب الوصلات المادية المعقدة التي تصنع بنيتها التحتية، تقوم الإنترنت على مجموعة من الاتفاقيات متعددة الأطراف وكذلك المواصفات الفنية والبروتوكولات التي تصف كيفية تبادل البيانات على الشبكة. وأية شبكة اتصالات، سواء سلكية أو لاسلكية، قادرة على حمل بيانات رقمية في اتجاهين يمكنها أن تحمل حركة مرور الإنترنت.
يتمتع الملايين حول العالم بإمكانية الوصول السلس والفوري إلى كم هائل ومتنوع من البيانات على الإنترنت من خلال البحث باستخدام الكلمات الدالة من خلال محركات البحث مثل غوغل وياهو.
قد تعتمد الشبكات الخاصة على تكنولوجيا للأمان والتحقق والتشفير التي تحد من وصول العامة إلى بعض أو كل ما تحمله من معلومات، في مقابل تشجيع اللجوء إلى أساليب مختلفة من العمل بالمنزل والتعاون وتبادل المعلومات بين المستخدمين المصرح لهم.
ولقد أثبتت الإنترنت بالفعل فائدتها بالنسبة لمؤسسات الإدارة الانتخابية من حيث إيصال المعلومات إلى الناخبين في البلدان التي ينتشر فيها استخدام الإنترنت. كذلك شرعت بعض البلدان في استخدام الإنترنت للسماح للناخبين بالإدلاء بأصواتهم في الاستفتاءات وأيضاً في الانتخابات القومية والإقليمية والمحلية.
الشبكات الداخلية
الشبكة الداخلية هي شبكة محلية أو حتى شبكة واسعة النطاق يتم إنشاؤها على غرار شبكة الإنترنت، إلا أنها تُستخدم داخل مؤسسة لتسهيل الاتصال والوصول إلى البيانات، غير أنها تقتصر على العاملين بالمؤسسة والمستخدمين المصرح لهم.
كذلك تُستخدم تكنولوجيا الإنترنت لتوفير واجهات جديدة لأنظمة إدارة البيانات بالشركات، كأنظمة إدارة الموارد البشرية وأنظمة التوريدات، والأنظمة المالية.
ولقد قامت العديد من مؤسسات الإدارة الانتخابية بالفعل بإنشاء شبكات داخلية تتألف من موقع خاص بالمؤسسة لا يمكن الدخول إليه إلا من قبل العاملين بالمؤسسة لأغراض الإدارة والتدريب.
هذه الشبكات الداخلية قد لا تكون متصلة هي ذاتها بالإنترنت، ولكن إن كانت متصلة بالإنترنت، فالأرجح أنه سيكون هناك برنامج جدار الحماية الذي يعمل بمثابة بوابة مرور لتصفية كل محاولات الوصول إلى بيانات المؤسسة والتي يمكن مراقبتها من قبل قسم الأمن بالمؤسسة. وفي حالة توفير إمكانية الدخول إلى البريد الإلكتروني الخارجي، تستطيع المؤسسة حظر المصادر المعروفة لرسائل البريد الإلكتروني غير المرغوب فيها وكذلك أنواع معينة من المرفقات. وينبغي الإشارة إلى أن رسائل البريد الإلكتروني التي يتم إرسالها واستقبالها بهذه الطريقة قد يُشترط أن تكون صادرة عن المؤسسة حال وقوع دعوى قضائية من قبل طرف ثالث ضدها.
الشبكات الخارجية
على غرار الشبكة الداخلية، فإن الشبكة الخارجية هي شبكة خاصة لأجهزة الحاسوب تعتمد على تكنولوجيا الإنترنت والأنظمة العامة للاتصالات عن بعد لأغراض التبادل الآمن لجزء من معلوماتها التجارية أو عملياتها مع الموردين والشركاء والعملاء أو الشركات الأخرى. أما دخول العامة فهو غير مصرح به.
يعني ذلك أن الشبكة الخارجية تستلزم الأمن والخصوصية. قد يشمل ذلك برامج جدار الحماية، وإدارة الخوادم، واستخدام الشهادات الرقمية وتشفير الرسائل.