كان موضوع
الانتخابات والتكنولوجيا من أيس هو أحد الموضوعات الثلاثة الجديدة بعد نشر
الموضوعات التسعة الأصلية على الموقع عام 1998. (الموضوعان الجديدان الآخران هما
الإعلام والانتخابات ونزاهة الانتخابات.)
بعد إطلاق
الموقع بات جلياً لفريق المشروع أن استخدام التكنولوجيا للأغراض الانتخابية يؤثر
على العديد من جوانب الإدارة الانتخابية بحيث يستحق تخصيص موضوع مستقل له. وبخلاف
الموضوعات الأخرى، التي تركز على جوانب معينة تتعلق بتنظيم الانتخابات، كالنظم
الانتخابية، والأحزاب السياسية والمرشحون، وتوعية الناخبين وترسيم الدوائر
الانتخابية، فإن موضوع التكنولوجيا والانتخابات يمس كافة أوجه العملية الانتخابية.
في عام 2000،
تولت تيريس لانيلا، مدير مشروع أيس لصالح المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات
(آيديا)، وظيفة منسق موضوع الانتخابات والتكنولوجيا. وقد اختارت فيل غرين، عضو
اللجنة الانتخابية بمقاطعة العاصمة الأسترالية، ليكون الكاتب الرئيسي، وذلك بعد أن
أسهم في موضوع عد الأصوات الانتخابية.
عمل فيل كعضو
للجنة الانتخابية بمقاطعة العاصمة الأسترالية منذ عام 1994، وهو منصب لا يزال يشغله
حتى وقت كتابة هذه الوثيقة عام 2006 وعمل قبل ذلك لدى اللجنة الانتخابية
الأسترالية من 1982 إلى 1992. ثم تم إنشاء اللجنة الانتخابية بمقاطعة العاصمة
الأسترالية عام 1994 لإجراء الانتخابات للجمعية التشريعية بمقاطعة العاصمة
الأسترالية، وهو البرلمان المحلي للعاصمة القومية الأسترالية. وبفضل ما أتيح له من
ميزة إنشاء مؤسسة إدارة انتخابية جديدة، تمكن فيل من أن يصبح ضمن أول من أدخلوا
التكنولوجيا للأغراض الانتخابية، من خلال استخدام الحاسوب لأتمتة العديد من المهام
الانتخابية.
حين بدأ فيل
العمل في موضوع الانتخابات والتكنولوجيا، كان مكلفاً بإدخال نظام الاقتراع والعد
الإلكترونيين من أجل انتخابات الجمعية التشريعية بمقاطعة العاصمة الأسترالية. وقد
استُخدم هذا النظام (انظر www.elections.act.gov.au/Elecvote.html )
وحقق نجاحاً كبيراً في انتخابات الجمعية التشريعية في عامي 2001 و2004. وكان نظام
الاقتراع الإلكتروني بالمقاطعة هو أول نظام اقتراع إلكتروني يُستخدم في الانتخابات
البرلمانية في أستراليا (اعتباراً من مارس 2006).
رأى فيل أن
الموضوع ينبغي أن يتم تناوله من منظور الإدارة الانتخابية، وليس من وجهة النظر
التقنية. ورغم توافر الكثير من كتيبات الإرشادات التقنية، لم يكن هناك دليل يوضح
للمواطن العادي كيفية تطبيق التكنولوجيا في الانتخابات. وبعد الحصول على توجيهات
أولية من تيريس وآخرين بفريق العمل في مشروع أيس، بدأ فيل الكتابة، بعد أن حصل على
إجازة غير مدفوعة الأجر من وظيفته كعضو باللجنة الانتخابية بمقاطعة العاصمة
الأسترالية لعدة أشهر.
أُطلق الإصدار
الأول من موضوع الانتخابات والتكنولوجيا على موقع أيس عام 2001، مشفوعاً بدراسات
حالة قدمها أصحاب الإسهامات من مختلف أنحاء العالم، كفلسطين وروسيا وسانت لوسيا والولايات
المتحدة. ونظراً لطبيعة التكنولوجيا، سرعان ما تقادم المحتوى بسبب ظهور برمجيات
جديدة ومكونات حواسب جديدة وتجارب جديدة في تكنولوجيا الاقتراع. فالانتخابات
الأميركية عام 2001 ركزت أنظار العالم على "مخلفات التثقيب العالقة" من
بطاقات الاقتراع المثقوبة وأطلقت الدعوات إلى استبدال "آليات التدقيق الورقي
للناخبين" بأنظمة الاقتراع الإلكتروني.
ونظراً
ليقينهم بأن موضوع الانتخابات والتكنولوجيا سيحتاج إلى التحديث المستمر ليظل
حديثاً وذا صلة بالواقع، طلب فريق مشروع أيس من ماريا هيلينا ألفز، وهي من الأعضاء
المؤسسيين لمشروع أيس، ومدير المشروع لإدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية
والاجتماعية حتى نهاية عام 2002، أن تتولى المهمة.
كانت هيلينا
قد عملت كمهندس نظم وبرمجيات في الشركات الخاصة حتى انضمت إلى مركز الحاسوب بالأمم
المتحدة في نيويورك عام 1981. في عام 1990، انضمت إلى مجلس إدارة التعاون الفني
والتنمية، حيث عملت كمستشار لأنظمة تكنولوجيا المعلومات لهيئات القطاع العام في
البلدان النامية. وفي عام 1992، بدأت تشارك في تنظيم الانتخابات ومنذ ذلك الحين
قامت بتصميم وإدارة العديد من مشروعات المساعدة التقنية للأمم المتحدة/للبرنامج
الإنمائي التابع للأمم المتحدة. كذلك شاركت في العديد من بعثات المساعدات التقنية
للوقوف على احتياجات اللجنة الانتخابية والمساعدة في تناول مسائل تقنية بعينها.
كان لتقديمها
المساعدة التقنية لمؤسسات الإدارة الانتخابية المسؤولة عن تنظيم الانتخابات الفضل
في أن أدركت هيلينا أن هناك حاجة ماسة إلى توافر المعلومات حول الجوانب المتعلقة
بالإدارة الانتخابية. وفي عام 1995، تلقت هيلينا دعوة من قبل هوراشيا بونيو،
المدير الأول للمساعدة الانتخابية للمؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات
(آيديا)، والتي كانت حديثة الإنشاء وقتها، للمشاركة في جلسة من التفكير الجماعي
برفقة مجموعة من الخبراء من شتى أنحاء العالم حول كيفية إنشاء وتنفيذ مصدر
للمعلومات يتعلق بإدارة وتكلفة الانتخابات بحيث يمكن الوصول إليه من شتى أنحاء
العالم.
تبنت هيلينا
المشروع التجريبي الذي أثمر عنه الاجتماع وظلت تعمل في المشروع لتحديد المنهج
التقني وشروط المحتوى اللازمين لنشرة أيس الإلكترونية، حتى بعد تقاعدها من الأمم
المتحدة. وقد قامت بتنسيق الإعداد لموضوعات ترسيم الدوائر الانتخابية ونزاهة
الانتخابات والإطار القانوني للانتخابات وعمليات الاقتراع لمشروع أيس الإصدارات 0
و1.
وتفخر هيلينا
بما حققه مشروع أيس وهي تعتز بالعمل مع مجموعة رائعة من المنظمات الأعضاء. وهي
تقول أن التجربة كانت واحدة من أكثر التجارب المجزية في حياتها المهنية.
تتفق هيلينا في الرأي مع فيل وغيره من أعضاء فريق
مشروع أيس من حيث إن موضوع الانتخابات والتكنولوجيا يُفضل أن يتم تناوله من منظور
الإدارة الانتخابية. يتضمن الموضوع في مختلف أجزائه إشارات إلى مصادر معلومات
تقنية متخصصة لتلبية الاحتياجات الخاصة للتقنيين.