إن برنامج التوعية هو عبارة عن ترتيبات مخططة ومتسلسلة لأنشطة خاصة بالتوعية تهدف إلى تحقيق مجموعة من نتائج التوعية المحددة سلفًا بصراحة ووضوح. وقد يكون البرنامج بسيطًا، بحيث يتكون من محاضرة لمدة أربعين دقيقة في فصل دراسي، أو قد يكون محاولة مفرطة الطموح بالقدرة على توعية كل شخص في البلاد للتصويت وفهم التشريع الانتخابي الذي يتنازع حوله السياسيين والقضاة منذ سنوات.
وفي الحالة الأولى، قد يتكون البرنامج المكتوب من عدة صفحات في مفكرة. أما الحالة الثانية فتتطلب تحقيق التوازن بين مجموعة من عناصر البرنامج في استراتيجية متماسكة، وتنمية الموارد ومواءمتها لتلبية سلسلة من أهداف التوعية.
دورة التصميم
يتطلب هذا الموضوع قيام اختصاصيو التوعية بدراسة البرنامج الأكبر وأيضًا تنظيم الطرق التي يمكن بها تصميم البرامج الأصغر من أجل تحقيق أهداف معقدة.
ومن أجل القيام بذلك، ينبغي على اختصاصيي التوعية:
· استخدام دورة التصميم،
· بناء فريق عمل مختلف للمساعدة في التخطيط والتنفيذ، (انظر إعداد فريق العمل)،
· قضاء الكثير من الوقت مع هذا الفريق وأصحاب المصلحة الآخرين لوضع وتطوير أهداف التوعية،
· الحصول على التزام واسع بالخطة بعد تطويرها (انظر الحصول على الالتزام بالخطة والحفاظ عليه ).
نظرة عامة على نظرية تصميم البرنامج
من الممكن بناء مجموعة مختلفة من برامج التوعية لتحقيق مجموعة متفق عليها من الأهداف. ويتمثل التحدي الذي يواجهه اختصاصي التوعية في اختيار ذلك البرنامج الذي يحقق أهدافة في أقصر فترة ممكنة، وبأقل الموارد، وبإتاحة أقصى فرص لحدوث التعلم الفعال.
فمن الممكن، على سبيل المثال، معرفة المزيد عن نظرية الدينامية الهوائية بالعمل كمتدرب في ورشة تبني طائرة تجريبية، أو تزور نفق هوائي، أو تراقب عمله على شريط فيديو، أو تبني نموذج طائرة من الخشب، أو تقرأ كتابا عن نظريات الدينامية الهوائية. تعد كل محاولة مما سبق برنامج توعية صحيحا، ولكن يجب على اختصاصيي التوعية القيام بخياراتهم بناءً على ما يعرفوه عن الدائرة الانتخابية التي يعلمونها، والموارد المتاحة، بما في ذلك المال والوقت، والأهداف التي يجب تحقيقها، ومستوى الكفاءة المطلوب.
يتطلب تصميم البرنامج تطبيق مبدأ "نصل أوكام" لوضع برنامج يتسم بالفعالية والكفاءة. [1] وينطبق هذا بشكل خاص على البرامج التي يغريها توافر أموال الدولة. كما أن توقعات القوة والنفوذ قد تشكل تشتيتًا للانتباه، بنفس القدر الذي يمكن أن يشكله الاعتقاد الخاطئ بأن المظهر العام للبرنامج أهم من قدرته على تمكين المواطنين من التعامل مع البيئة الاجتماعية والسياسية.
عادة ما يتضمن أي برنامج أنشطة غير ضرورية لتحقيق الأهداف، أو التي تتجه لتحقيق أهداف أخرى. وينتج هذا عن عدم الخبرة أو عدم وجود أحداث ماضية يمكن تحليلها. وتحتاج هذه العناصر غير الضرورية إلى إلغائها من البرنامج.
في البرامج المقامة وجهًا لوجه، قد تتضمن تلك العناصر غير الضرورية تمرينات خاصة أو مدخلات نظرية. وفي برامج التوعية العامة، قد تتضمن هذه أحداثا عامة أو دعاية، والتي رغم كل ما تتضمنه من الإمتاع والحماسة، إلا أنها لا تضفي إية إضافة على سلوك الأفراد أو معارفهم.
ملاحظات:
[1] نصل أوكام هو أسلوب من التفكير يتضمن تجزئة الأسئلة، التي عادة ما يطرحها العلماء، واختصارها إلى الأسئلة الضرورية مع إجاباتها المحتملة. ترجع نشأة هذا الأسلوب إلى الفيلسوف ويليام أوكام (توفي في 1349)، ولقوله، "لا يجب زيادة عدد الكيانات إلا للضرورة".