يستخدم اختصاصيو التوعية كلمات وتعبيرات مختلفة لوصف الرسائل المحورية التي ينبغي توصيلها خلال توعية الناخب. وقد يناقشون "الموضوع الرئيسي" للبرنامج على سبيل المثال أو "شعارات" حملة توعية الناخب. وبشكل أساسي، فإن تلك أجزاء من مجموعة من رسائل التوعية التي ينبغي أن تصل إلى الجمهور المستهدف من الناخبين وأن يستوعبها هذا الجمهور.
قد تكون هذه الرسائل كبسولات للمعرفة العامة التي ينبغي أن تكون لدى المواطنين لكي تكتمل مشاركتهم في العملية الديمقراطية، سواء في فترة الانتخابات أو في أنشطة مدنية أو سياسية أخرى، أو في حركة المد والجزر العام لمجتمع يؤمن بالتعددية حيث يطلب منهم المساعدة في صنع القرار وبناء مستقبلهم بأنفسهم.
وهي كرسائل تجعل الناس على علم بنواحي القصور في المهارات والتي ينبغي عليهم التغلب عليها. ونتيجة لهذا الوعي فقد يبدو لاحقا أنهم يشيرون إلى التوجه المحتمل لبرنامج التوعية يأخذ في الاعتبار كل من السلوك، والمواقف والمعرفة. ولكن اختصاصيو التوعية الذين يعتمدون أكثر من اللازم على خلق الرسائل التعليمية ويهملون بذلك مجموعة أهداف التوعية غالبا ما سيتغاضون عن العناصر الفعالة وعناصر الماهرة في البرنامج التعليمي لصالح العناصر الإدراكية.
وبما أن الرسائل التعليمية مهمة في توجيه البرنامج ولأنها متاحة أيضا كوصف صريح وأسهل في فهم ما هو مقصود مقارنة بالتصريحات الموضوعية لغير أخصائيي التوعية، فمن الضروري توخي الحرص في صياغتها وتطويرها:
- تأكد من أن هناك علاقة مباشرة بين احتياجات التوعية الموصوفة والرسالة قيد الإعداد. إذا لم يحدث ذلك، فمن المرجح أن يضيع الوقت والجهد في وضع البرامج التي تفي بالاحتياجات والتي لا أهمية لها بالنسبة لغالبية الجمهور المستهدف، بغض النظر عن مدى أهميتها لاختصاصي التوعية.
- صمم تلك الرسائل بشكل يوفر لها الدعم من مجموعات أصحاب المصلحة.
- اختبرها للتأكد من وفائها بالفعل باحتياجات البرنامج التعليمي والمواطنين الذين يعتزم البرنامج التعليمي خدمتهم.
من بيان الاحتياجات إلى الرسالة
عادة ما يتم التعبير عن بيانات الاحتياجات من خلال الفجوة التي تفصل ما بين المثالية والواقع. ونتيجة لذلك، غالبا ما يكون هناك مجموعة كاملة من مثل هذه البيانات. وقد ينبغي على أخصائيي التوعية في المقام الأول فصل البيانات المرتبطة باحتياجات لا يمكن الوفاء بها من خلال التدخل التوعوي، أو إعادة صياغتها بحيث تصبح قابلة للتدخل التوعوي.
وما أن يتم ذلك، حتى يصبح أخصائيو التوعية في وضع يسمح لهم بجمع وتصنيف قائمة الاحتياجات وتحديد إمكانية وصف الاحتياجات التعليمية في سلسلة من المتطلبات المفاهيمية من خلال عملية غربلة وفرز لهذه الاحتياجات. حيث قد تمكن هذه السلسة من المتطلبات المفاهيمية الاختصاصيين من كتابة مجموعة من البيانات المتعلقة بالرسائل التي يمكن للجمهور المستهدف استيعابها. وهذه المهمة ضرب من الفن أكثر منها علما، ولهذا السبب سيرغب اختصاصيو التوعية في التفكير في تطوير الرسائل بالتعاون مع آخرين ذوي خبرة في هذه الأمور.
دور الهيئات التشريعية
غالبا ما سيكون لدى سلطة الانتخابات والهيئات التشريعية رأي حول الرسائل التي ينبغي توصيلها بواسطة برنامج التوعية. وبخلاف محتوى هذه الرسائل، قد يكونون أيضا قلقين على دقة واتساق الرسائل وبالدعم المتبادل التي تؤدي إليه، لكي يتأكدوا من أن الناخبين يتم تزويدهم بالمعلومات حقا وليس تضليلهم أو إرباكهم.و قد تجد آراؤهم طريقها إلى وثيقة "الشروط المرجعية" أو "الأسئلة الشائعة" التي يتم توزيعها على كافة المنظمات المشاركة في أنشطة توعية الناخب، سواء بشكل مستقل أو من خلال شراكة إستراتيجية، كتلك التي قد تقوم بين سلطة الانتخابات وقطاع المجتمع المدني مثلا. كما أن هذه الآراء ستنعكس في الغالب على دعوات عروض الأسعار التنافسية، أو المناقصات، والتي سيتم اختيار موردي الخدمات والتعاقد معهم من خلالها.
وحيث يكون المقصود هو التوعية المدنية العامة، قد يتم ربط الرسائل بشعارات وطنية معينة أو قضايا اجتماعية معينة أو بالدستور. وحين يكون المقصود هو توعية الناخب، قد يتم ربط الرسائل في الغالب بمفاهيم معينة، كسرية الاقتراع، أو بافتراض معين يتعلق بجمهور الناخبين.
إن وجود رأي مبدئي للهيئات التشريعية – لا يحتمل تغييره ما لم يستطع اختصاصيو التوعية نشر معلومات جيدة لصالح التغيير - قد يكون على نفس القدر من الأهمية التي لرأي هذه الهيئات في المجموعة النهائية من الرسائل. ولذلك فإن رؤيتهم للبرنامج ولنجاحه سيتأثران بالحنكة التي ستصاغ بها بيانات الرسائل، وبما إذا كانت تلك الرسائل تعكس الآراء الخاصة لتلك الهيئات.
وحيث من المرجح أن يكون على السلطات التشريعية توفير الموارد، وخصوصا المال، والوصول إلى المواطنين، فإن إيمانهم بالبرنامج أمر ضروري. إلا أن هناك حالات في المجتمعات غير الديمقراطية لن تُعتبر السلطات التشريعية فيها مركزا رئيسيا للسلطة والدعم لبرنامج توعية الناخب. بل وقد تكون هناك حالات توجد فيها برامج تتنافس في المجال. وفي تلك الحالات، من الواضح أن الرسائل سيتم تطويرها بعيدا عن السلطات يل أنها قد تطور لتناقض رسائل الحكومة.
إلا أن سلطة الانتخابات الوطنية في حالات آخر قد يكون لديها تفويض قانوني بتقديم توعية الناخبين وقد تحتل دورا قياديا في تشكيل الشراكات الإستراتيجية. كما قد يكون لها أيضا دور في تقييم، وقبول ودعم رسائل برنامج توعية الناخب. ولدعم تلك الرسائل، قد تبدي هذه السلطة اهتماما أيضا بتنسيق البرامج الاجتماعية الأخرى لضمان الانسجام بينها وبين التدخل التوعوي.
دور المجموعات المستهدفة
من المستحيل وضع كل متلقي للتوعية في اتصال مباشر مع فريق اختصاصي التوعية خلال تطوير مجموعة من الرسائل. إلا أنه من الضروري التفكير في وسائل يمكن من خلالها لاختصاصيي التعليم فهم أثر تلك الرسائل على المتلقين. وبما أن بيانات الرسائل تستخدم بانتظام كشعارات في الإعلان، أو كبيانات لتعبئة الدعم للبرنامج من المشاركين المحتملين في المنظمات، ولأنها ستشكل أساسا لتطوير المواد، فإن اختصاصيي التوعية سيرغبون في مناقشتها مع مجموعات من الجمهور المستهدف. قد يتم اختيار مثل تلك المجموعات بشكل عشوائي، بنفس طريقة اختيار مجموعات النقاش، ويمكن مناقشة الرسائل المحتملة معهم. كما يمكن أيضا إقامة اتصال مع المنظمات التي قد تتقدم بمجموعات من متلقي التوعية خلال البرنامج. لمزيد من المعلومات حول احتياجات التوعية للجمهور المستهدف، انظر المجموعات، والجمهور، والناخبون المستهدفون.
سيكون لهذه المنظمات علاقة مع متلقي التوعية سيرغبون في حمايتها، وسيمثل مناقشة الرسائل الأمر الأهم بالنسبة لهم. وحقا أن الأمر قد يكون أنهم يرغبون في التأكد من أن البرنامج يتعامل مع الرسائل التي لم يتم أخذها في الاعتبار بعد، أو قد يرغبون في استبعاد بعض الرسائل تماما. على سبيل المثال، قد يكون لدى المصالح التجارية التي اختارت توفير توعية الناخب لموظفيها قلق بشأن المناقشة المحتملة للموضوعات التي ترتبط بالتصويت والديمقراطية في مكان العمل أو بصناعة القرار الصناعي. أو قد يفضلون أن تركز الرسائل بقدر أكبر على مسؤولية المواطنين عوضا عن حقوقهم.
وقد لا يكون من الممكن الوفاء بكافة توقعات أولئك الذين سيصل البرنامج إلى متلقي التوعية من خلالهم. ولكن في برنامج وطني، قد يكون من الممكن تطوير مجموعة من الرسائل ذات التوجه العام وترك الرسائل الأكثر تخصصا كما هي، للمنظمات نفسها.
دور مجموعات اختصاصيي التوعية
إن تأييد أسلوب ميسر يقوم فيه الآخرون بتحمل بعض المسؤولية عن الرسائل لا يفترض التنازل من قبل اختصاصيي التوعية. فالمساعدة التقنية التي تقدمها مثل هذه المجموعات أو مثل هؤلاء الأفراد ضرورية. فهم من سيستطيعون أخذ العلاقة بين أهداف البرنامج، والرسائل، و"القدرة على تلقي التوعية" بعين الاعتبار. كما أنهم سيكونون من يقوم بالتحقيق في العلاقة بين الاحتياجات المعلنة وإعداد بيانات الرسائل.
وعلى وجه الخصوص، سيكون عليهم تحمل مسؤولية تلك الرسائل ما أن يتم بدء البرنامج، وفيما يتعلق بذلك سيكون عليهم أن يكونوا قادرين على شرحها للآخرين وتوصيلها لمن يقومون بتوفير الخدمات والمواد.
الاختبار
ما أن يتم تطوير مجموعة من الرسائل، حتى يصبح من المهم اختبارها. ويصمم اختبار الوسائل بحيث يحدد:
- مدى وضوحها وعدم التباسها
- مدى جاذبيتها
- مدى إمكانية فهمها من قبل متلقي التوعية وإمكانية توصيلها من قبل اختصاصيي التوعية.
وحيث يتم تطوير الرسائل بلغة واحدة وهو الأمر الغالب في معظم الحالات، سيكون من الضروري تحديد ما إذا كانت المفاهيم الموصوفة قابلة للترجمة. حيث ستكون هذه الترجمة مطلوبة إذا تم إنتاج المواد. ولكن سيحدث الأمر أيضا بشكل تلقائي حين يتعرض متلقو التوعية ممن تختلف لديهم لغة الأم للرسالة. فسيكون من الضروري اختبار ما إذا كان سينجم عن الترجمة التلقائية مفهوم مشابه أو مفهوم مختلف تماما.
وفي النهاية، فإن الاختبار سيضمن أن يتم تجريد بيانات الرسائل بحيث تظهر عناصرها الضرورية، سواء في المحتوى البسيط للرسالة نفسها (مثل "صوتك يهم") أو في الوصف القياسي لهذه الرسالة.
ويمكن القيام بالاختبار بعدة وسائل. فيمكن في المقام الأول أن توفر المناقشات مع السلطات التشريعية، وأخصائيي التوعية، والمجموعات المستهدفة الجولة الأولى من الاختبار. في حين توفر مجموعات النقاش الجولة الثانية. ولكن أخصائيو التوعية سيرغبون في اختبار الرسائل من خلال مجموعة من الأحداث التعليمية التجريبية المحدودة. وسينبغي أن تكون مثل هذه الأحداث قيد السيطرة التامة. في بعض الحالات، يستحيل إقامة أحداث تجريبية في تدخلات توعوية حيث يكون "الأمر قد انكشف بالفعل" منذ الحدث الأول، وبسبب عدم احتمال حصول اختصاصي التوعية على فرصة لتصحيح ما قد يحدث من الأخطاء.
ولذلك فإن الاختبار عادة ما يتم مع مجموعة غير ساذجة (أي أن أفرادها قد طلب إليهم بالفعل أن يكونوا جزءا من الاختبار وبالتالي أن يكونوا مدركين لمشاركتهم)، لذا فلن يمثلوا تماما الفئة المستهدفة في الحقيقة. ولكن الأخطاء الجسيمة غالبا ما سيمكن ملاحظتها.
وثيقة الرسالة
ما أن يتم قبول الرسائل واختبارها، حتى يحتاج الأمر إلى إعداد وثيقة للتأكيد على ذلك ولتجعلها متاحة لكافة الأطراف المعنية في نفس الصورة وبنفس المحتوى. حيث قد تؤثر مسودات الوثائق المختلفة على الأطراف المتشككة، وقد تؤدي إعادة إصدار مسودة كبديل عن النموذج المتفق عليه إلى إثارة المشكلات.