وثمة برنامج توعية معقد - يجري في ظل ظروف الضغوط المصاحبة لفترة الانتخابات أو في إطار القيود التي يفرضها برنامج وطني للتوعية المدنية - يمكن إجراءه بشكل أفضل من خلال فريق عمل يتكون من اختصاصيي التوعية متعددي التخصصات. ويجب أن يتم تطوير فهمًا جيدًا بين أعضاء الفريق. يغطي هذا الجزء التنوع في فريق العمل، والاتصال بأصحاب المصلحة الآخرين، وتمارين على كيفية بناء فرق العمل.
أهمية تكوين فريق العمل وتنمية قدراته
يجب تكوين فريق العمل في وقت مبكر جدًا حتى أنه قد يكون أول مهمة تقوم بها المنظمة أو السلطة الانتخابية.
ومتى تم تكوين مثل هذا الفريق ليأخذ مكانه ويبدأ عمله، يجب إيلاء الاهتمام بتنمية قدراته. سوف يعمل فريق عمل اختصاصيي التوعية في بيئة يتم فيها التفاوض بانتظام بشأن الأدوار والمسئووليات، ويكون فيه التفاعل بالغ الأهمية بين أي عضو من أعضاء الفريق الأساسي وهؤلاء العاملين في الشبكات والمنظمات لتنفيذ البرنامج.
ومع ما للوقت من أهمية بالغة، لا يمكن أن ينتظر فريق عمل اختصاصيي التوعية أن يقوم شخص بعينه بالإجابة عن سؤال، أو أن يعقد اجتماع لوضع سياسة، إلا بعد اتخاذ قرار بذلك. من الضروري أن يفهم أعضاء فريق العمل استراتيجية البرنامج وأهدافها.
قد تتكون فرق عمل اختصاصيي التوعية من أشخاص لم يسبق لهم العمل معًا، وربما يكونون قد تعاونوا من قبل ولكن لعلهم يأتون من منظمات وخلفيات مختلفة. لذا ينبغي المسارعة بالعمل المكثف حتي يبدأ الجميع في التعاون كل في مجاله.
وقد يرى القائمون بتكوين الفريق أنه يمكنهم اختصار هذه العملية عن طريق اختيار فريق عمل متجانس، ولكن هذا التفكير يتسم بقصر النظر.
التنوع
إن فريق العمل المقصود تنوع اختصاصات أعضائه يأتي معه بمجموعة من الميزات للبرنامج.
أولا، يأتي التنوع بمهارات وخبرات مختلفة، وهو ما يعد من العناصر الضرورية لبرنامج متعدد الأوجه. ويضمن أيضًا هذا الضرب من التنوع أن يتنافس أعضاء فريق العمل، متى أُدير الجدل بطريقة بناءة، بحيث يزداد الإبداع في البرنامج.
ثانيًا، يساعد التنوع في الوصول إلى مجتمعات مختلفة، سواء بسبب اللغة، أو الخلفية، أو الخبرة العملية. وتعد هذه القدرة على الوصول إلى مختلف المجتمعات ضرورية، سواء كانت لمجرد فهم جماعة محددة من الدارسين أو للدخول الفعلي في المجتمع، في برنامج تُمثل فيه الثقة، والمصداقية، والشرعية أهمية بالغة.
وأخيرًا، يفيد التنوع في اكتساب قبول الجمهور وتقديره. يتمتع عدد قليل من البلدان بالتجانس بين أفراد شعوبها. لذلك، يمكن بل يجب أن ينعكس التباين فيما بين البلدان في فريق عمل اختصاصيي التوعية. وحتى في البلدان التي تتمتع بتجانس واضح تظهر أسئلة عن الطبقة الاجتماعية، والجنس، والأماكن الجغرافية يجب وضعها في الاعتبار.
ويقدم فريق العمل المتنوع الواعي بتنوعه صورة للمجتمع الذي ينهض به برنامج التوعية.
الاتصال
هناك مجال واحد يجب أن تتوافر فيه بعض التخصصات المتفق عليها حيث سيرغب الفريق في تطوير ثقة كبيرة فيما بين أعضائه. هذا المجال هو مجال الاتصال مع المنظمات الأخرى أو المستويات الوظيفية التي أنشئت داخل المنظمات لغرض البرنامج. في أدوار كهذه الأدوار، تعد الاستمرارية أمر ضروري.
ونتيجة لهذه الاستمرارية، يمكن أن ينتهي الأمر بأحد الأشخاص إلى أن يكون الناطق الرسمي باسم الفريق، أو أن يقوم باتخاذ القرارات نيابة عنه. عندما تنخفض مستويات الثقة أو يسود سوء الاتصال داخل الفريق، قد يصبح هذا معوقًا لتحقيق برنامج شامل وفعال وقد يؤدي إلى إهدار الفريق لكثير من الوقت في التعامل مع ديناميات شخصية.
تمرينات بناء فرق العمل
هناك مجموعة من التمارين لبناء فرق عمل تناسب تنمية قدرات فرق عمل اختصاصيي التوعية. ويجب أن يُركز الاهتمام في التمارين على ما يلي:
· التأكد أن جميع أعضاء فريق العمل لديهم فهمًا مشتركًا للتفويض ولأهداف التوعية الخاصة بالبرنامج
· أن لديهم فهمًا جيدًا لأنماط أعضاء فرق العمل الأخرى ومواطن الضعف والقوة فيها
· أنهم ملتزمون بمساعدة بعضهم البعض في معالجة مواطن الضعف هذه وتنمية القدرات الشخصية طوال مدة البرنامج
· أنهم يتناولون مسائل الإدارة العامة والإجراءات التنظيمية بوضوح