يقدم هذا الجزء طرقا يمكن من خلالها جمع المعلومات اللازمة لاكتشاف حاجات التوعية. وتشتمل هذه الطرق على:
- إجراء الدراسات الاستقصائية
- التعلم من المتحادثين والوسطاء
إن المواطنين والناخبين لديهم العديد من الحاجات التي تُتَرجَم في الانتخابات إلى موضوعات أو قضايا أو مفاهيم أو اهتمامات أو مشكلات، والتي سيجاوب عنها المتنافسون في الانتخابات من خلال مواد حملتهم الانتخابية. وعلى الجانب الآخر، لا يهتم اختصاصيو التوعية سوى بالحاجات التي من الممكن تلبيتها من خلال تلقي التوعية أو من خلال صور أخرى للتدخل التوعوي.
قد يكون هناك بالطبع بعض الحاجات التي لا يمكن إشباعها سوى من خلال تغيرات في علاقات القوة أو في البيئة الانتخابية. سيتمثل أحد الأمثلة على ذلك في حاجة الناخبين للأمن في مراكز الاقتراع. وقد يكون في مقدور اختصاصيي التوعية شرح الترتيبات التي يتم القيام بها، إلا أن الترتيبات وحدها هي التي ستقوم بتلبية هذه الحاجة.
وفي المثال المذكور أعلاه، قد يختار اختصاصيو التوعية التابعون لمنظمات حقوق الإنسان بالفعل تنظيم برامج تتجاوز شرح الترتيبات التي يتم القيام بها إلى الخطوات التي يمكن أن يتخذها الناخبون من أجل ضمان سلامتهم. ولكن تحديد مجموعة من الحاجات لن يُحِد من الاختيارات الأيديولوجية والاستراتيجية التي يجب أن يقوم بها اختصاصيو التوعية لتحديد الأهداف أو النتائج الملائمة للبرنامج.
على الرغم من ذلك، فمن الضروري الذهاب لما هو أبعد من مجرد وصف خلفية الناخبين أو فهم القضايا الحالية والتحرك نحو تحديد وفهم قائمة كاملة من الحاجات التي يجب تلبيتها من قبل واحد أو أكثر من برامج توعية الناخبين. ويمكن القيام بذلك من خلال تحديد جماعات مستهدفة أو وحدات من متلقيّ التوعية. وفي حين أن اختصاصيي التوعية سيحتاجون إلى إعداد برامج تتسم بالشمولية، إلا أنه ستكون هناك بعض الحالات التي يكون فيها لدى الوحدة التي يتم إعداد البرنامج من أجلها حاجات تتطلب أساليب ورسائل معينة. وتتسم العديد من عناصر البرنامج التي تم وصفها في هذا الجانب من الموضوع بأنها عامة، لكن هناك اعتبارات إضافية بالنسبة لجماعات معينة.
ويتناول جزء منفصل من هذا الجانب من الموضوع (انظر أهداف التوعية) الطريقة التي يمكن بها تحويل قائمة الحاجات تلك إلى مجموعة ملائمة من أهداف التوعية والأهداف التي تخص تلقي التوعية.