الوصول إلى إحدى الأسَر
ما أن يتم تقرير البناء المطلوب للعينة الكلية، مثل الحجم الكلي للعينة، بالإضافة إلى عدد المقابلات التي سيتم إجرائها في كل طبقة فرعية، تتمثل الخطوة التالية في ترجمة تلك العينة المطلوبة إلى مقابلات فعلية.
هناك على الأقل طريقتان مختلفتان للغاية للشروع في العمل عند هذه النقطة. ويتمثل الفارق الرئيسي بينهما في التقرير بين اختيار عينة احتمالية عشوائية أو عينة حصصية.
عينة احتمالية عشوائية يحظى هنا كل فرد من السكان بفرص متكافئة ومعروفة لأن يتم اختياره في العينة النهائية. ويفترض هذا أن العدد الكلي للسكان معلوم بصورة قاطعة. وإذا ما كان هذا العدد هو "ع"، فإن احتمالية أن يتم اختيار الشخص = 1/ع. وإذا ما كان هناك قائمة بالأشخاص الذين ينتمون إلى فئة سكانية معينة، فإن معاينة الاحتمالية العشوائية الخالصة تعني القيام عشوائيا بأخذ العدد الإجمالي للأسماء من تلك القائمة حتى بلوغ الرقم المطلوب. أو – في حالة ما إذا كانت العينة مُقسَّمة طبقيا إلى عينات فرعية (على سبيل المثال الريفيون وسكان الحضر)- فسيتم أخذ العدد أ من الأسماء من قائمة سكان الحضر، والعدد ب من الأسماء من قائمة سكان الريف. وما أن تؤخذ العينة، سيتم ببساطة زيارة هؤلاء الأشخاص، أو الاتصال بهم هاتفيا، أو إرسال الاستبيان إليهم عن طريق البريد. حتى في الحالات التي تتوفر فيها قائمة كاملة بجميع الأشخاص ضمن الفئة السكانية، تميل المقابلات الشخصية التي تستخدم المعاينة العشوائية الخالصة إلى أن تكون باهظة التكلفة. إذ يُعَد إيصال المحاورين إلى كل بقعة من البقاع التي تم اختيارها عشوائيا من خلال إجراء المعاينة العشوائية بغض النظر عن مدى بعدها عن أماكن المقابلات الأخرى أمرا مكلفا. وهكذا فإن معظم استراتيجيات المقابلة الشخصية تستخدم المعاينة العشوائية العنقودية. وهذا يعني الحد من تكاليف السفر وصولا بها إلى الحد الأدنى من خلال إرسال مجموعة من المحاورين إلى موقع ما يتم اختياره عشوائيا ثم إجراء سلسلة من المقابلات في ذلك الموقع. يتم استخدام المعاينة العنقودية على نطاق واسع نظرا لأنها تُحِد من التكاليف، ولأنه لا تتوفر أيضا في كثير من الأحيان قائمة بالأسماء. إذ لا يوجد لدى العديد من الدول، أو الأقاليم، أو البلديات مثل هذه القائمة، وإذا كانت لديها، فإنها لن تشارك فيها أحد الباحثين. وهكذا فعلى الرغم من أن العدد الكلي للسكان وعدد الأشخاص الذين يعيشون في المناطق المختلفة أو الذين ينتمون إلى الجماعات الفرعية المختلفة قد يكون معروفا، إلا أنه قد لا تكون هناك في الواقع قائمة بأسماء الأفراد. وتساعد المعاينة العنقودية حول نقاط للمعاينة الباحثين في الوصول إلى الأسر الفردية بطريقة تحافظ على العشوائية واحتمالية متكافئة للاختيار. وينطوي هذا على اختيار سلسلة ما يعرف بـ "وحدات المعاينة الأولية" (PSUs). وتعد وحدات المعاينة الأولية الوحدات الأصغر الذي سيتم منها أخذ نقاط المعاينة النهائية عشوائيا. وتتألف وحدات المعاينة الأولية من الوحدات الجغرافية الأصغر مساحة التي تتوفر لها بيانات سكانية يمكن الاعتماد عليها (ويعني هذا بالنسبة لمعظم الاستطلاعات بيانات الأشخاص الذين يبلغون الثامنة عشرة فما فوقها). وقد تُسمَّى هذه الوحدات في بعض الدول التي لديها بيانات تعداد جيدة بـ "مناطق العد". ولا يمكن أخذ نقاط المعاينة النهائية عشوائيا من وحدات المعاينة الأولية هذه نظرا لأن أعداد السكان في وحدات المعاينة الأولية غالبا ما ستكون مختلفة. حتى عندما تكون هناك مناطق عَدّ محددة من قبل التعداد والتي تتألف كل منها من عدد محدد من الأسَر (على سبيل المثال، تحتوي كل منطقة من مناطق العد في زيمبابوي على 100 أسرة)، سيختلف عدد الأشخاص في كل أسرة. وهكذا فإنه ينبغي وزن كل وحدة معاينة أولية تبعا للعدد الفعلي للأشخاص الذين يعيشون بها. وهذا يعني أن فرصة اختيار نقطة معاينة نهائية من وحدة معاينة أولية يجب أن تكون متناسبة مع العدد الفعلي للأشخاص المنتمين إلى هذه الوحدة. وما أن يتم وزن كل وحدة معاينة أولية تبعا لعدد سكانها، يمكن عند ذلك اختيار نقاط المعاينة النهائية عشوائيا من قائمة تضم وحدات المعاينة الأولية. ويتحدد العدد الفعلي لنقاط المعاينة النهائية تبعا لعدد المقابلات التي يتم إجرائها عند كل نقطة والحجم الكلي للعينة. وتقوم معظم الاستطلاعات بإجراء ما بين خمس إلى سبع مقابلات عند كل نقطة. وهكذا إذا كان سيتم إجراء خمس مقابلات عند كل نقطة، وكان الحجم الإجمالي للعينة 2500، فسيتوجب اختيار قائمة تضم 500 نقطة معاينة نهائية عشوائيا. الآن نعرف أين نريد أن نذهب. على سبيل المثال، قد تكشف القائمة التي تم إعدادها عن وجود 350 ضاحية، وقد يتم اختيار بعض الضواحي المكتظة بالسكان أكثر من مرة، بالإضافة إلى 150 "مقاطعة انتخابية" ريفية. ومن ثمَّ سيأتي الباحثون العاملون على إجراء الاستطلاع بخرائط لكل من هذه المناطق، ثم سيقومون عشوائيا باختيار نقطة في الضاحية. وقد يصير هذا الأمر معقدا نوعا ما، حيث سيضع بعض الباحثين ورقة شفافة عليها نقاط يتم ترقيمها عشوائيا، ثم سيقومون باختيار أحد الأعداد بصورة عشوائية، ويبحثون بعد ذلك عن الشارع على الخريطة التي يقع الرقم فوقه. وهذا هو المكان الذي سيقومون بإرسال المحاورين إليه في النهاية. لا تتوفر خرائط جيدة في العديد من المناطق. أو قد تكون الخرائط الريفية ذات مقياس رسم كبير للغاية بحيث لا تُظهِر سوى مواقع البلدات فقط، دون إظهار الشوارع الموجودة في هذه البلدات. وفي هذه الحالة، قد يلجأ الشخص إلى قاعدة مثل البدء عند نقطة مشتركة ما ككنيسة، أو مدرسة، أو مبني بلدي، أو صنبور عمومي. ما أن يَعرف المحاورون النقطة التي يتوجب عليهم الذهاب إليها، ينبغي عليهم اتباع مجموعة من القواعد التي تسمح لهم بالبدء في اختيار البيوت، مرة أخرى عشوائيا. فعلى سبيل المثال، قد يذهبون إلى النقطة المُتَّفق عليها، ومواجهة الشمس –أو مواجهة الشرق- ثم عد عشرة بيوت، وأجراء مقابلة مع قاطني كل بيت خامس. وينبغي أن تكون القاعدة عشوائية، لكن ينبغي أن تتبع جميع مقابلاتك القاعدة نفسها. وتتمثل الفكرة من وراء ذلك في أن المحاور ينبغي ألا يكون له أي دور في اختيار الأسرة. وتنطوي الخطوة الأخيرة على اختيار مجيب فعلي حي. ومرة أخرى، يتطلب منح كل شخص فرصة متكافئة في أن يتم اختياره عدم اكتفاء المحاورين بالتحدث إلى الأشخاص الذين يجيبون على الباب أو الهاتف وحدهم. وإذا كان المحاورون يعملون انطلاقا من عينة تم اختيارها من سجل سكاني إجمالي، فسيحتاجون إلى التحدث مع الشخص المحدد الذي يظهر اسمه على القائمة. وإذا لم تكن هناك مثل هذه القائمة، فسيحتاج المحاورون ما أن يدخلوا من الباب، أو يرد أحد الأشخاص على الهاتف، إلى "عَدّ" أفراد الأسرة، أو إعداد قائمة بالأشخاص الذين ينتمون إلى هذه الأسرة (والذين عادة ما يكونون مواطنين فوق سن الثامنة عشر). ثم سيحتاجون إلى اختيار أحد الأسماء عشوائيا وإجراء مقابلة مع ذلك الشخص فقط ولا أحد غيره. وتتمثل إحدى الطرق الشائعة لاختيار ذلك الشخص عشوائيا في السؤال عن الشخص الذي احتفل مؤخرا بعيد ميلاده من بين أفراد الأسرة. وفي المناطق الريفية، غالبا ما قد ينتاب الأشخاص الشعور بالقلق من عدم حصولهم على الفرصة للتعبير عن أنفسهم (خاصة إذا لم يتم اختيار رب الأسرة، وخاصة إذا كان رجلا)، وقد لا يفهمون طريقة عيد الميلاد. وتتمثل إحدى الطرق الواضحة لعرض منطق الاختيار العشوائي في توزيع سلسلة من البطاقات ذات الشفرة اللونية على جميع الأشخاص المؤهلين، ثم جمعهم وسؤال أحد أفراد الأسرة القيام عشوائيا بأخذ بطاقة من مجموعة البطاقات: والشخص الذي كان يحمل تلك البطاقة هو الشخص الذي سيتم إجراء المقابلة معه. لكن لن يتمخَّض كل باب يتم طرقه ولا كل مكالمة هاتفية يتم إجراؤها عن مقابلة يتم إكمالها بنجاح. إذ لن يكون العديد من الأشخاص متواجدين في المنزل، كما سيكون العديد منهم بالمنزل ولكن سيظل من غير الممكن الوصول إليهم نتيجة لمجموعة مختلفة من الأسباب، وسيرفض العديدون ببساطة التحدث إلى المحاورين. وكما سبق أن ذكرنا، فمن المهم ألا يسمح المحاورون – ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا- للأشخاص باختيار أنفسهم ذاتيا للخروج من العينة. ويرجع هذا إلى أن هؤلاء الأشخاص الذين لا يكونون متواجدين في المنزل أو الذين يرغبون عن المشاركة غالبا ما ستميزهم عن العينة الكلية اختلافات هامة. فالأشخاص الذين غالبا ما سيكونون في المنزل، خاصة إذا ما كانت المقابلات تُجرَى خلال أيام الأسبوع، غالبا ما سيكونون بصورة غير متناسبة من الشباب، وغير العاملين، وربات البيوت، والمُسنين. كما يميل هؤلاء الراغبون عن التحدث إلى المحاورين إلى أن يكونوا أكثر اغترابا. ويجب تمثيل هذه الأنواع من الأشخاص في أية عينة، خاصة إذا كان يُرجَّح وجود صلة بين اغترابهم وبين الموضوع محط الاهتمام، مثل التصويت. قد تتسبب "عدم الإجابة" في القضاء على تمثيلية العينة. في الولايات المتحدة، تضاعفت معدلات "عدم الإجابة" منذ الخمسينيات، حيث ارتفعت من التراوح بين 12%-22% إلى التراوح بين 30%-55% للمقابلات الشخصية وبين 25%-35% للعينات الهاتفية. وفي جنوب أفريقيا، ارتفعت معدلات عدم الإجابة إلى ما فوق 100% بكثير في بعض المجتمعات البيضاء المحافظة بالنسبة للاستطلاعات التي تم إجرائها في عامي 1993 و1994. تتمثل إحدى الطرق التي غالبا ما يتم استخدامها في تصحيح عدم الإجابة من خلال "وزن" الإجابات التي تم الحصول عليها وفقا لإحصائيات التعداد المعروفة. ولذلك فإذا لم يتم بالفعل إجراء مقابلات مع عدد كاف من الرجال الذين بلغوا منتصف العمر، يمكن زيادة وزن إجابات الرجال الذين بلغوا منتصف العمر في كسر ما. فإذا لم يكن هناك – على سبيل المثال- سوى نصف العدد الذي نحتاج إليه من هذه المجموعة في العينة التي حصلنا عليها، سنقوم ببساطة بضرب كل حالة في 1.5. لكن هذا أمرا معضلا نظرا لأنه يُفترَض أن هؤلاء الذين لم يتم إدراجهم في العينة أو الذين رفضوا أن يتم الاتصال بهم مشابهين لهؤلاء الذين تم استقصاء آرائهم حول المجموعة الكاملة من الاتجاهات التي يسعى الاستطلاع لاستكشافها. لكن مجرد حقيقة أن الشخص كان خارج المنزل (ربما يعمل أو يتسوق)، أو مجرد حقيقة أنهم يرفضون التحدث إلى المحاور، قد تجعلهم مختلفين عن هؤلاء الأشخاص الموجودين في المنزل، أو الذين يرغبون في التحدث إلى المحاور. هناك عدد قليل من الأشياء التي يمكن القيام بها للحد إلى أقصى درجة ممكنة من حالات رفض الأشخاص التحدث إلى المحاور. إذ يجب أن يكون المحاورون قد تلقوا تدريبا شاملا حتى يتسموا باللطف قدر الإمكان. كما ينبغي أن يشتمل الاستبيان أيضا على مقدمة تجعل الاستطلاع شيِّقا قدر الإمكان للمجيب المحتمل، بالإضافة إلى توضيح الأهمية التي يحظى بها رأيه. وأخيرا فإنه ينبغي على المحاورين أن يسألوا المجيب عما إذا كانوا قد حضروا في وقت مناسب، وإذا لم يكن هذا هو الحال، عليهم أن يحددوا موعدا في وقت أفضل لا يكون فيه المجيب مشغولا ويكون في مقدوره قضاء بعض الوقت في التركيز على الأسئلة. قد يحاول المحاورون الحد من تأثير وجود الأشخاص خارج المنزل من خلال العديد من الطرق. باديء ذي بدء، ينبغي عليهم أن يحاولوا إجراء جزء كبير من المقابلات في المساء وخلال عطلات نهاية الأسبوع. إذ إن إجراء المقابلات خلال أيام الأسبوع أمر صعب نظرا لأن العاملين يكونون خارج المنزل، لكن قد يكون لدى ربات المنازل مزيدا من الوقت للتحدث إليك. ويبدو أن وقت تناول وجبة العشاء هو الوقت الأسوأ على الإطلاق، إذ يكون الأشخاص منشغلين إما في تحضير طعام العشاء، أو في تناوله، ويؤدي إزعاجهم في هذا الوقت إلى مضايقتهم بشدة. ثانيا، قد يُولي المحاورون قدرا كبيرا من العناية لما يُسمَّى بـ"معاودة الاتصال". فإذا لم يكن الشخص الموجود على القائمة أو الشخص الذي تم اختياره عشوائيا باستخدام طريقة عيد الميلاد -على سبيل المثال- موجودا، ينبغي أن يستعلم المحاورون عن الوقت الذي غالبا ما سيعود فيه ذلك الشخص ثم معاودة القدوم في ذلك الوقت من أجل إجراء المقابلة. وتطلب معظم شركات إجراء الاستطلاعات من المحاورين "معاودة الاتصال" مرتين على الأقل، إن لم يكن ثلاث مرات من أجل الوصول إلى الشخص الذي تم اختياره في الأساس. وتطلب بعض الاستطلاعات الكبيرة التي توفر معلومات تسويقية حول وسائل الإعلام واستخدام المنتجات من المحاورين بالفعل معاودة الاتصال أربع مرات. ولا ينبغي السماح للمحاور بـ "استبدال" المجيب الأصلي بشخص آخر إلا بعد قيامه بالعدد المطلوب من مرات معاودة الاتصال دون أن يحالفه الحظ في ذلك. وبالإضافة إلى ذلك، لا ينبغي عليهم استبدال المجيب الأصلي بشخص آخرمن نفس ذلك البيت، بل يتوجب عليهم اتباع قاعدة ما – مثل عَدّ بيتين إلى ثلاثة بيوت جهة اليمين أو جهة اليسار- أو الاتصال برقم جديد أدنى أو أعلى الرقم الأصلى في قائمة الأرقام الهاتفية، وخوض العملية بأكملها من جديد. وتتمثل الفكرة من وراء ذلك في بذل مجهود إضافي لضمان عدم السماح بسهولة بتسرب من سيكونون غالبا خارج المنزل إلى خارج العينة، وعدم استبدالهم بسهولة بأنواع من الأشخاص غالبا ما سيكونون موجودين في المنزل. تتمثل ميزة العينة الاحتمالية العشوائية في أنها تسمح للباحثين بالاستفادة من القوانين الرياضية للمعاينة بغرض تعميم نتائج العينة على الفئة الأكبر من السكان. وتخبرنا هذه القوانين بأن المتوسط (الوسط الحسابي) لأية عينة مسحوبة عشوائيا سيميل إلى أن يكون مساويا للوسط الخاص بالعدد الكلي لفئة السكان الذي تم أخذ العينة منها. وبصورة أكثر تحديدا، فإن هذه القوانين توفر الصيغة الخاصة بحساب هامش الخطأ الدقيق حول أية عينة، وذلك بغض النظر عن حجم العينة. أي أنه، لحجم معين للعينة، سيكون تقدير العينة في حدود المتوسط الحقيقي لإجمالي السكان سواء بالزيادة أو النقص في 95% من الحالات. ويرجع هذا إلى أنه، في حالة ما إذا تم أخذ عدد كبير من العينات، تشير قوانين الاحتمال إلى أن نحو 5% من الحالات ستقع خارج هامش الخطأ الطبيعي. لكن 95% من العينات ستقع ضمن مدى، أو نطاق، قابل للحساب حول المتوسط الحقيقي للسكان. وكلما ازداد حجم العينة، كلما صار هذا القطاع أضيق.
الحصص تتمثل إحدى الطرق البديلة في العينة الحصصية. وفيها يتم بناء العينة الإجمالية بحيث تمثل إجمالي السكان على امتداد خطوط التمييز الهامة. فعلى سبيل المثال، يتم اتخاذ قرار بأن العينة ينبغي أن تشتمل على نسبة معينة من كل إقليم ومن كل مدينة، وعلى نسب معينة من الرجال والنساء، ومن كل جماعة لغوية، ومن كل جماعة عرقية. لكن الاختيار الأخير للمجيب يكون متروكا للمحاور. ويتم تحديد حصة لكل محاور ليقوم باستكمالها في منطقته: ويُقصَد بذلك قائمة بعدد الأشخاص الذي يتوجب على المحاور العثور عليهم والتحاور معهم والذين ينتمون إلى فئات ديموغرافية مختلفة. ولذلك قد يتم إخبار أحد المحاورين أنه يتوجب عليه إيجاد خمس رجال وست نساء من الأفارقة الذين يعيشون في المناطق الريفية. لكن لا يتم تحديد البيوت أو الشوارع التي ينبغي عليهم الذهاب إليها، أو أية عملية عشوائية ما ليقوموا باتباعها. إذ يتوجب عليهم ببساطة العثور على الأشخاص الذين ينتمون إلى الفئات المطلوبة. نظرا لأن المحاورين معفيون من مهمة الخوض عبر جميع العمليات العشوائية السابق ذكرها، فبمقدورهم الحصول على العدد المطلوب من المحاورين بسرعة أكبر وبتكاليف سفر أقل. ويجعل هذا العينة الحصصية أرخص إلى حد كبير من عينة الاحتمالية العشوائية. لكن يتمثل العيب الرئيسي لهذه العينة في عدم إمكانية تطبيق النظريات الرياضية لاحتمالية للوصول إلى أي استدلالات من عينة حصصية على إجمالي السكان نظرا لأنه تم الاستغناء عن احتمالية الإدراج المعروفة والمتساوية التي تميز عينة الاحتمالية. ويمكن حساب مدى تكرارية الإجابات من عينة حصصية، ولكن إذا أردنا تحرِّي الدقة، لا يمكن تحديد مدى كون تلك النتائج ممثلة للقيم الحقيقية في إجمالي السكان.