توفر مواقع التصويت فرصة اللحظة الأخيرة لإيصال المعلومات لمن لم يحصلوا عليها بأية طريقة أخرى. وفي حين أن كم المعلومات التي يمكن تقديمها ربما تكون محدودة، إلا أنه ينبغي الاهتمام بالاستفادة من هذه الفرصة منخفضة التكلفة إلى أقصى حد ممكن.
يمكن ألا يحظى الناخبون سوى باتصال محدود ببرنامج توعية الناخبين خلال الفترة التي تسبق إجراء الانتخابات مباشرة. ونتيجة لذلك، يمكن ألا تصلهم سوى الرسالة التي تفيد بأنه ينبغي عليهم تسجيل أنفسهم للإدلاء بأصواتهم والذهاب إلى موقع التصويت يوم الانتخابات. وينبغي اتخاذ قرار فيما يتعلق بما إذا كان موقع التصويت نفسه سيوفر إعلام اللحظة الأخيرة للناخبين سواء قبل الانتخابات أو في يوم انعقادها. وبما أنه غالبا ما سيقوم بذلك على أي حال، ولو اقتصر الأمر على قيام العاملين بإدارة صفوف الناخبين والتأكد من أن الوثائق الصحيحة جاهزة بحوزة الأشخاص، فإنه يجْدُر التفكير في طرق للقيام بهذا الأمر بفعالية.
عادة ما يتم تقديم المعلومات التالية للناخبين الذين يصلون إلى أحد مراكز الاقتراع:
معلومات أساسية
- مكان المدخل المؤدِّي إلى موقع التصويت
- مكان قوائم الناخبين الملصقة بشكل علني لمساعدة الناخبين على تحديد أي من المواقع الانتخابية تم تعيينه لهم
- ما إذا كانت هناك أية متطلبات أمنية يجب عليهم الالتزام بها
- أين يجدون دورات المياه وأماكن الراحة والطعام في حالة ما إذا كان هناك اصطفاف كبير
- طول المدة التى من المرجح قضائها في الانتظار
- ماهية الوثائق التي سوف يُطلَب منهم إبرازها لإثبات أهليتهم للتصويت
- مستويات الخدمة التي يمكنهم توقعها من الموظفين الانتخابيين
ربما يكون من الضروري أيضاً توفير إشارات توضح مكان مرآب السيارات المجاور لمركز الاقتراع.
يمكن استكمال المعلومات الأساسية بمعلومات إضافية مثل:
معلومات إضافية
- المخطط الخاص بموقع التصويت
- الأسماء والأدوار الخاصة بأعضاء لجنة موقع التصويت
- قائمة بأسماء الأشخاص الآخرين المسموح بدخولهم إلى موقع التصويت مثل مراقبين الانتخابات، أو ممثلي الأحزاب أو المرشحين، أو الصحفيين، أو المفوضين الانتخابيين، أو أفراد الأمن
- قائمة بالأحزاب و/أو المرشحين المتنافسين في الانتخابات
- تصميم ورقة (أوراق) الاقتراع والتعليمات حول كيفية تحديد الاختيار
- الإجراء الخاص بطلب المساعدة أو التعامل مع ورقة اقتراع تالفة
يمكن استكمال هذه المعلومات بمعلومات أكثر عمومية عن الهياكل الحاكمة التي يجري التصويت بخصوصها، والخدمات التي يتم تقديمها من قبل هذا المستوى من الحكومة، والطريقة التي ستؤثر بها نتائج هذه الانتخابات على تشكيل الحكومة. وهذه الأمور الأكثر عمومية يمكن أن تزيد من قدرة الناخب على الاختيار المنطقي والعقلاني والحد من عدم اليقين والتذبذب حول الانتخابات.
بغض النظر عن هذه المعلومات، سوف ترغب مراكز الاقتراع بالإضافة إلى ذلك في توفير مناخ يُدعِّم الرسائل الخاصة بتوعية الناخبين التي يتميَّز بها أي برنامج توعوي. ويمكن عرض شعارات ملائمة أو رسائل أخرى.
المُنَاخ الانتخابي
ينبغي التفكير بعناية شديدة في الطريقة التي سيتم بها توفير كل هذه المعلومات وذلك للتأكد من إمكانية الوصول إليها، ووضوحها، وكونها ذات مغزى، وغير منحازة. حيث إن مجرد لصق سلسلة من الملصقات على طول أحد الحوائط بسبب وجود فائض في هذه الملصقات بعينها ليس كافياً وربما يؤدي إلى نتيجة عكسية.
وما أن يتم إنشاء أحد مواقع التصويت بالشكل الملائم، سيرغب العمال الانتخابيون في توفير المكونات الأساسية لإعلام الناخبين.
التخطيط
في حين أنه ينبغي على جميع العمال الانتخابيين أداء عملهم في موقع التصويت بأسلوب واعي بالجمهور، ربما يكون هناك من يقوم بدور محدد في توفير المعلومات، سواء للناخبين أو لمن يلتمسون المساعدة.
من بين الأدوار المحتملة لمن يقومون بتقديم المعلومات لجميع الناخبين هناك المرشدون إلى الأماكن والمشاءون عبر الصفوف. وسوف يساعد مثل هؤلاء الأشخاص في توجيه الناخبين للصفوف ومن الصفوف إلى مداخل موقع التصويت. وعندما تكون الصفوف طويلة، يمكن أن يقوموا بعمل ترتيبات للتعامل مع الناخبين المسنين أو المعاقين. كما يمكنهم المساعدة أيضاً في إعداد الأشخاص للتصويت عبر التحقُّق من حيازتهم للوثائق الصحيحة، وعبر الإجابة على الاستفسارات عن عملية التصويت، وعبر التماس الناخبين ممن يبدو عليهم الحياء وعدم الثقة بأنفسهم والعمل على طمأنتهم.
ينبغي أن يتلقى مثل هؤلاء الموظفين تدريباً خاصا على توعية الناخبين بالإضافة إلى التدريب الذي عادة ما يتلقاه أعضاء لجنة موقع التصويت. وينبغي أن يشتمل هذا التدريب على فحص دقيق للغاية لمسائل الخصوصية، والسرية، والتصويت، وعدم الانحياز. ويجب إدارة كل هذه الأمور بعناية خاصة في مواقع التصويت ليس فقط لضمان حصول الفرد على خبرة تصويتية جيدة ولكن أيضاً لوضع لجنة موقع التصويت والعملية التصويتية فوق مستوى الشبهات.
في داخل موقع التصويت، يمكن مساعدة من يلتمسون المساعدة في الإدلاء بأصواتهم أو من لديهم استفسارات تتعلق بجانب أو بآخر من جوانب الإجراء التصويتي فقط في حالة الترتيب المُسبَق لمثل هذه المساعدة في التشريع والضوابط الانتخابية. وفي تلك الحالة ينبغي تحديد من سيقومون بتوفير هذه المساعدة والكيفية التي ستتم بها مراقبة مساعدتهم للتأكد من أنها تبدو بوضوح كمساعدة وكمعلومات تتعلق بالإجراءات وليس الهدف منها تحديد الاختيار الذي يقوم به الناخب أو التأثير عليه فيما يتعلق بهذا الشأن.
سوف تعمل برامج توعية الناخبين مع المكاتب أو الأقسام المسؤولة عن ترتيبات موقع التصويت لضمان توفير الإشارات المتاحة لموقع التصويت للمعلومات التي تشترطها الضوابط. ونظراً لذلك، ينبغي أن يبدأ النقاش في وقت مبكر على قدر الإمكان خلال عملية الإعداد للانتخابات. وما أن يتم التوصُّل إلى اتفاق حول ما يُفضَّل وما هو مسموح، ينبغي على من يضعون التصميم والمخططات الخاصة بمواقع التصويت ويوفرون المعلومات للرؤساء المسؤولين حول كيفية إنشاء مواقع التصويت، أن يأخذوا في اعتبارهم الحاجة إلى المعلومات واحتمالات توفير الموقع لخبرة توعوية.
يمكن إعداد ملصقات توضح إجراءات التصويت ليتم عرضها خارج موقع التصويت، أو يمكن حتى تثبيتها في المعزل. ويمكن أن تذكر الإشارات الموجودة على المكاتب ليس فقط اسم هذا المكتب المحدد (مثلاً، قوائم الناخبين) بل يمكن أن توضح أو تشرح أيضاً بالتحديد ما الذي يُطلَب من الناخب عمله عند هذا المكتب.
مرة أخرى، ينبغي أن يكون للإشارات تأثير تراكمي، وينبغي الاهتمام بعرضها في أماكن ملائمة وإعدادها في أحجام مناسبة (انظر الملصقات واللافتات). ويمكن أن يتسبب تقديم قدر مبالغ فيه من المعلومات في إصابة الناخب بالارتباك، خاصة ما إذا كانت ستراها مجموعة متنوعة من الناخبين ممن يتمتعون بمستويات تعليمية مختلفة.
في المواقف التي يكون فيها من غير الممكن إرسال معلومات للناخبين تساعدهم في الاستعداد للتصويت، أو عندما تُطلَب معلومات إضافية في اللحظة الأخيرة، قد يكون من الممكن إعداد مطويات وتوزيعها على الأشخاص أثناء دخولهم الصف للإدلاء بأصواتهم. ويمكن أن تكرِّر مثل هذه المعلومات تلك المعروضة، والتي توفر المعلومات الأساسية عن إجراءات التصويت ومخطط موقع التصويت. ويمكن أن تسرد حقوق الناخبين، كما يمكن أن تقدم هذه المطوية، أو غيرها مما يتم توزيعه بعد الاقتراع، الشكر للأشخاص على إقبالهم.
- لمواد التي يتم توزيعها مجانا قبل وبعد التصويت.
خلال مغادرة الناخبين، يمكن منحهم مواداً توفر معلومات إضافية مثل تاريخ ظهور النتائج، أو الكيفية التي تُتَرجَم بها الأصوات إلى مقاعد، أو معلومات عن الحكومة. وتعد هذه إحدى الفرص القليلة المتاحة أمام الحكومة أو السلطة الانتخابية لضمان الاتصال بغالبية الناخبين، إن لم يكن جميعهم، خاصة في الدول النامية.
غالبا ما سيكون الاتصال بالناخبين محدوداً دائماً مهما ازداد تركيز البرنامج التوعوي. ونتيجة لذلك، يمكن أن يصل الأشخاص إلى مواقع التصويت ويكون لا يزال لديهم تساؤلات لم يتلقوا الإجابة عليها. ومن الممكن استخدام الوقت الذي يصطفّ فيه الأشخاص في إتمام عملية إعلام الناخبين وتوفير خدمات مثل تفحُّص قوائم الناخبين.
يمكن تقديم مثل هذه الخدمات عبر مكاتب الاستعلام الموجودة خارج مواقع التصويت. وربما تقع هذه المكاتب على المحيط الخارجي للموقع أو يمكن أن يُسمَح بها في المنطقة العامة الخاصة بالانتخابات. ويُرجَّح أن تشتمل على نسخ من قوائم الناخبين وقوائم مواقع التصويت المجاورة حتى يمكن إعادة توجيه الأشخاص الموجودين في المكان الخطأ إلى أماكنهم الصحيحة. كما يمكن أن يعمل في هذه المكاتب أشخاص لديهم القدرة على "ارتجال" ورش العمل والعروض التوضيحية للأفراد وللمجموعات.
في حالة ما إذا كانت الترتيبات اللوجستية ومشاركة متطوعي المجتمع المدني المحلي تسمح بمثل هذه الخدمة، يمكن أن تُشجِّع رسائل توعية الناخبين التي يتم تقديمها في اللحظة الأخيرة الأشخاص على الذهاب إلى مواقع التصويت حيث سيجدون المساعدة. وبهذه الطريقة يمكن توفير قدر كبير من الطاقة والوقت اللذين كان سيبذلهما كل من الناخبين واختصاصيي التوعية. هذا هو المكان الوحيد الذي سيرغب الناخبون في التواجد به، حيث سيكون لديهم الحافز على التعلم، وحيث يمكنهم معرفة ما الذي يريدون تعلمه. ويمكن أن تكون المدخلات الوجيزة هي الأكثر فاعلية، والتي توجِّه الأشخاص إلى مزيد من المعلومات.