بما أن معظم برمجيات الحاسوب طورتها مجتمعات لديها القدرة على توصيل أجهزة الحاسوب بتكلفة منخفضة وسرعة عالية، فحتى برمجيات التشغيل القياسية والمكتبية أصبحت متصلة بشبكة الإنترنت، من خلال وصلات لأغراض الترقية، وإصلاح الخلل، وتشغيل خيار المساعدة في الخلفية. إن الثورة، التي كثر الحديث عنها فيما مضى، قد انتهت الآن. لقد تغير العالم تغيرًا جذريًا - ويجد هؤلاء ممن لديهم الهواتف والحواسيب صعوبة في مجرد تخيل زمن ما قبل الإنترنت.
ومع ذلك، فمازالت هناك فجوة رقمية، بين هؤلاء ممن يتمتعون بالقدرة على الوصول إلى شبكة الإنترنت وهؤلاء ممن لا يتمتعون بهذه القدرة – وهي الفئة التي مازالت تمثل غالبية سكان العالم؛ وفجوة أخرى تقسم من يتمتعون بهذه القدرة إلى هؤلاء ممن تعد الهواتف والحواسيب رخيصة ويسهل الحصول عليها والتكفل بنفقاتها، وهؤلاء ممن يجد هذه الأجهزة ضرورية ولكنها مكلفة.
يجب على اختصاصيي التوعية الذين يقومون بتطوير مواد تعتمد على شبكة الإنترنت أن يظلوا متوائمين مع جمهورهم بقدر تواؤم القائمين على تطوير المواد في أي وسائط أخرى. ولسوء الحظ، فإن تكلفة الدخول والنشر على شبكة الإنترنت منخفضة، ويمكن إرسال المواد بسرعة للنشر ويمكن تعديلها بسرعة أثناء عملية النشر. كل هذه الأشياء تغري بالطباعة على شبكة الإنترنت دون إيلاء اعتبار كبير إلى معايير النشر القياسية ومراقبة الجودة، انظرالمطبوعات. لذلك ينبغي مقاومة هذا الإغراء.
ولكن إضافة إلى هذه المسائل القياسية، فإن القائمين بالنشر على شبكة الإنترنت يجب أن ينظروا إلى عدة أمور أخرى تنشأ نتيجة للتغيير النوعي الذي استحدثته شبكة الإنترنت.
في حين أن هناك بضعة أمثلة لمواد تعتمد على شبكة الإنترنت يقصد بثها إلى مجموعة من الجمهور، وهو ما يعد في المقام الأول استخدام لشبكة الإنترنت كموزع لمحتوى خاص – مثل مقطع فيديو أو وثيقة، أو ربما مقابلة حية على شبكة الإنترنت – إلا أن نوعية إعادة الإنتاج لاتزال تفرض بعض القيود على هذه الوظيفة. ورغم ذلك، فإن شبكة الإنترنت عموما ما هي إلا مرفق يصل إليه عدد من الأفراد في نفس الوقت. وحتى عندما ينشغل هؤلاء الأفراد في نشاط مشترك، تتطلب التكنولوجيا شاشات ولوحات مفاتيح منفصلة، إن لم تطلب أجهزة حاسوب منفصلة. لذا فإن العمل التعاوني من نقطة واحدة أمر يمكن حدوثه، ولكنه غير ناجح أو مرض تماما.
الوسائط المتعددة
ليس هناك حدود تقريبا، باستثناء حدود خيال ومهارت اختصاصي التوعية وفريقه التقني، فيما يتعلق بوسائط الإعلام التي يمكن استخدامها لإضفاء عنصر الحركة على المواد المتاحة على شبكة الإنترنت، أو إبرازها، أو توضيحها، أو زخرفتها بألوان ساطعة، أو مجرد تزيينها. لذلك، يجب أن تفرض القيود بالأحرى على اعتبارات أهداف التوعية، وجمهورها وحدود إمكانيات الأجهزة وسرعة تحميل الملفات، وقدرة المستخدم في الاعتماد عليها. وقد يعني هذا بطبيعة الحال أن هؤلاء الذين يتوقعون "دق الأجراس والصفارات" (وهي عبارة تستخدم لوصف مواقع شبكات الإنترنت التي تتمتع بإمكانيات وخصائص عالية) قد تحبطهم المواقع البسيطة أو ذات "التكنولوجيا المنخفضة". في بعض الأحيان يكون هؤلاء الأشخاص قد قاموا بتوفير المال والموارد بأنفسهم، أو تم تكليفهم للقيام بالبرمجة اللازمة، أو أنهم الجهات المعنية بالبرنامج بدلاً من الجمهور المستهدف. لذلك، يجب على اختصاصيي التوعية أن يكونوا على استعداد للدفاع عن خياراتهم بقوة.
المنصات المختلفة للمستخدم
فضلاً عن المخاوف المذكورة أعلاه، فإنها حقيقة صحيحة في جميع الأحوال أن هؤلاء الموجودين على طرفية المستخدم يصلون إلى المواد المتاحة على شبكة الإنترنت من خلال واجهات مختلفة. أما اختلاف برامج التصفح، واختلاف أحجام الشاشات ونوعياتها، واختلاف نظم التحميل – المودم البطيء، والكابل أو القمر لصناعي، وأجهزة تدفق البيانات، والأجهزة الرقمية أو التماثلية، وخطوط الألياف البصرية أو اللاسلكية – كلها احتمالات موجودة في يومنا هذا. ولا تؤثر هذه الاحتمالات سوى على ما يراه المستخدم، وما يراه من ترتيب المواد التي تُحمَّل على شاشته، ومدى الوضوح الذي تظهر به الألوان والصور على الشاشة. وعادة ما تُترك إدارة هذه الاختلافات للمبرمجين ولكن على اختصاصيي التوعية الاهتمام بعض الشئ بنتائج عملهم، ولاسيما إذا كانوا يحاولون التأكيد على مبدأ التوحيد والعمومية، مقارنة بمبدأ التمييز، للوصول إلى المواد الخاصة بالتوعية. وهناك عدد من المواقع تحتوي على ملاحظات إرشادية بشأن أنسب البرمجيات، وإعدادات الشاشة، وغيرها من خيارات لمشاهدة المواد، ولكنها لا تساعد من لا يستطيعون تحقيق هذه الظروف.
الطباعة من الشبكة العالمية
مازالت معظم المواقع على شبكة الإنترنت تعمل ككتب إلكترونية وتفاعلية، سواء كانت توفر المحتوى، أو كيفية القيام بأشياء وأدلة، أو تعمل كوسيط إلى المحتوى الذي طوره الآخرون. وعلى الأرجح سيتم طباعة هذه المواد للاستخدام اللاحق أو للتوزيع. لذلك، يجب على اختصاصيي التوعية النظر في الأدوات المناسبة وتطويرها للسماح بتنفيذ تلك الطباعة دون أن تفقد المواد سلامتها ووحدتها. ولكن بالإضافة إلى مجرد التفكير في الظروف التي سيتم بموجبها طباعة المواد، توفر هذه الخدمة فرصة لتوزيع المواد على اختصاصيي التوعية والدارسين في المناطق النائية أو المواقع المتطرفة على نطاق واسع. وهناك عدة مميزات لذلك – سواء كانت تتعلق بتخفيض التكلفة والأثر، أو التغلب على البنية التحتية الضعيفة، أو التغلب على الأمن والقيود الرقابية. انظر الاعتبارات البيئية لتوعية الناخبين.
الأنشطة المتاحة على شبكة الإنترنت
رغم ذلك، فإن شبكة الإنترنت ليست مجرد ناشر، فهي توفر فرصًا هامة للسلوك التفاعلي بين اختصاصي التوعية والدارسين، سواء في الوقت الحقيقي لحدوث الواقعة أو من خلال الأنشطة التتبعية. وقد تتضمن تفاعلات الوقت الحقيقي حوارات بين الأشخاص، أو المجموعة، أو إلقاء محاضرة مرئية أو مسموعة مصحوبة بأسئلة من جمهور يستمع ويرى أو يستمع عن بعد. وقد تتضمن الأنشطة التتبعية منتدى محدود حيث يقوم المساهمون بإرسال مساهماتهم عبر البريد الإلكتروني ليتم عرضها فيما بعد على كل المساهمين سواء بعد تحريرها أو دون تحرير؛ ويقوم الدارسين بإرسال تكليفات تمت على الشبكة بعد انتهائهم من قراءة ما أرسله اختصاصيو التوعية؛ وما إلى ذلك (انظر البريد الإلكتروني أدناه). هناك عدد متزايد من الاختبارات والدراسات الاستقصائية الآلية التي يتم إجرائها على الشبكة ويتم بعد ذلك إرسال النتائج للشخص المعني بعد جمعها. ويجب الحكم على كفاءة هذه التقنيات للتعلم عن بعد – بعد أن وسعت شبكة الإنترنت من نطاقها، ويسرتها وزودت من سرعتها – بنفس الأسلوب الذي يتم به الحكم على كافة عمليات التعلم عن بعد. هل تؤدي هذه التقنيات إلى إحداث تغيير في المعرفة، والسلوك، والمواقف؟ هل هي فعالة من حيث التكلفة؟ هل هي من نوعية التوعية الضرورية والقياسية؟ ما هي معدلات التسرب ؟ مازال جمع هذه الأدلة جاريا.
التآزر
بصرف النظر عن الالتقاء في نقطة واحدة، والذي 'تتدفق' منه نفس المواد أو تُبث من مختلف وسائط الإعلام أو 'أجهزة الاستقبال'، تعمل الإنترنت على توفير ما يلزم لتنفيذ بعض الروابط الأساسية بين مختلف وسائل الإعلام. وفي حين أنه يمكن تماما أن يقوم الأشخاص باستخدام البريد الإلكتروني بشكل مستقل عن متصفح الإنترنت، إلا أن هناك عدد متزايد من قوائم المشتركين توزع نشرات ورسائل إخبارية عن طريق البريد الإلكتروني للفت انتباه الناس إلى مواد متاحة على موقع ما على الإنترنت. ويبدو أن أفضل الممارسات هي الإبقاء على قصر هذه الرسائل الإلكترونية مع تقديم الوصلات للمواقع حتى يتخذ المستخدم قراره بشأن ماذا يقرأ ومتى يقرأه. وتستخدم مواقع الإنترنت صيغ البريد الإلكتروني لالتماس الردود على ما عليها من مواد.
الويكي
إن عبارة "ويكي ويكي" هي مصطلح يعني 'سريع' أو 'غير رسمي' بلغة جزر هاواي ، وقد تم تطويعه لتسمية ووصف تطوير البرمجيات الجماعية التي تُمكِّن مجموعة من المستخدمين من المساهمة في المحتوى وتعديله. وقد كان أول استخدام لهذه البرمجيات في إنشاء موسوعة "ويكيبيديا" ولكن تنوع نسخ المصادر المفتوحة يعني أنه يمكن الآن بتكلفة محدودة تطوير موقع ويكي والسماح لمجموعة من المهتمين بإقامة مجموعة مجتمعية على الإنترنت يمكنهم من خلالها التفاعل مع بعضهم البعض أو تطوير المواد. وقد كان ذلك غير ممكن في السابق، أما الآن فهناك طرق متعددة للقيام به. وقد تزايدت أدوات تلك المجتمعات التعاونية وأدوات النشر على الإنترنت لأنها أصبحت أسهل في الاستخدام وأكثرتوافرًا.
تتبع المستخدم والإحصائيات
توجد البرمجيات التي تمكن من التتبع الآلي لزوار الموقع. ولكن مع الأسف، هذه النظم الآلية غير قادرة على إجراء التمييز المطلوب، لذلك دائمًا ما يتم تسجيل أعداد كبيرة من المستخدمين باعتبارهم من فيرجينيا في الولايات المتحدة، أو من المواقع التجارية فقط بسبب هيمنة بعض مقدمي خدمة الإنترنت الذين يتيحون للأفراد الدخول على الإنترنت. ولذلك، فقد يتطلب الأمر استخدام وسائل تتبع أدق لأغراض التقييم فضلا عن ضمان تسليم مواد التوعية إلى الجمهور المقصود. ويتزايد تشجيع المواقع للزوار على التسجيل للتمكن من التعرف على هؤلاء الزوار بنفس الطريقة التي قد تطلب بها أي مؤسسة وضع بطاقات تعريف الشخصية في استقبال أو رغبة أي متجر أو فندق في التعرف على زواره ممن يترددون عليه باستمرار. وقد يكون لنظم التسجيل هذه في بعض الأحيان تأثير سلبي على الزوار ممن لا يتوقعون اضطرارهم للإفصاح عن هويتهم أو تذكر كلمات المرور أو اسماء المستخدمين. ولهذا السبب، تقوم بعض المواقع بتقسيم المحتوى إلى أجزاء للحث على التسجيل، أو الإبقاء على بعض أجزاء من الموقع لهؤلاء الذين أقاموا معهم علاقة بالفعل، سواء كانت هذه العلاقة تجارية أو برامجية. ومن المرجح قيام مواقع الخدمة العامة التي تقدم مواد التوعية بتبني أسلوب يتيح للجميع الوصول للموقع والتنازل عن جودة ما تحصل عليه من بيانات إحصائية وبيانات التتبع ، غير أن هناك منظمات غير حكومية تقوم ببعض المحاولات لتحقق لمواقعها الاكتفاء الذاتي من خلال نشر الإعلانات. وستظل هذه المعضلات مستمرة ولاسيما بالنسبة للمؤسسات والبلدان الفقيرة.
تبادل الملفات
توجد بعض البرمحيات لتسهيل تبادل الملفات وتحميلها. ونادرًا ما يلجأ الآن المستخدمون العاديون للحاسوب إلى استخدام بروتوكولات نقل الملفات حيث يعتمدون على التدفق ووصلات عالية السرعة للحفاظ على سلامة ووحدة ملفاتهم: ولكنهم كانوا ومازالوا جزء من شبكة الإنترنت الأوسع. ولقد كانت التطورات الأخيرة ذات أهمية خاصة للمنتجين التجاريين الذين يقومون بإنتاج الصور المتحركة والموسيقى، حيث قام شباب المبرمجين بإنشاء آلياتهم المجانية الخاصة للنسخ والتوزيع. هناك أوقات تكون فيها القدرة على تبادل الملفات مفيدة لاختصاصيي التوعية ممن يسعون إلى توزيع سريع وسهل للمواد، انظر المواد الرقمية والمسجلة.