يتناول هذا الملف بنظرة متفحصة بعض المواد المطبوعة التقليدية التي تم استخدامها في برامج توعية الناخبين والتوعية المدنية. وهذه المواد تشمل ما يلي:
· "الكتب والكتيبات"
- "المطويات، والنشرات والنشرات الإعلانية"
يتم مناقشة القيمة التوعوية لهذه المواد ومجموعة من الاعتبارات الهامة والمتنوعة فيما يتعلق بالتصميم، والإنتاج، والتوزيع، والتكلفة والوقت. كما يتم تناول كيفية مواءمة هذه العناصر مع البرنامج الأوسع لتُكمِّل غيرها من المنتجات والأنشطة.
وهناك مجموعة متنوعة من المطبوعات الأخرى، بما في ذلك الملصقات والرايات، وعلامات الصفحات، والواقيات، والبطاقات اللاصقة، والملابس، وعبوات المنتجات، والتقاويم التي يتم مناقشتها كل على حده في المطبوعات المتخصصة.
ويتناول هذا القسم مناقشة مسألتين منفصلتين:
· الكتب كوسيلة تعليمية.
- قضايا يجب مراعاتها أثناء عملية النشر.
وهو ما سيكون ذا فائدة لاختصاصيي التوعية على وجه الخصوص ممن يقومون بإعداد البرامج لأول مرة.
المزايا التعليمية لاستخدام الكتب
إن طباعة الكتب وتوزيعها على الناس بلغاتهم قد غير من وجه العالم. فلا تزال الكتب هي الوسيلة الأقوى في إبلاغ الرسائل المعقدة كما أن لها ميزة السهولة النسبية في إنتاجها بكميات، وانخفاض سعر تكلفة الوحدة، وسهولة تخزينها، وأنها متى طُبعت لا تعتمد بالمرة على الكهرباء، أو خطوط الهاتف أو أجهزة الحاسوب. وخلافًا لأجهزة الحاسوب، فهي لا تتعرض لمخاطر التدخل المغناطيسي أو التلف من فيروسات.
وحتى في حالة الأمية، لا تتطلب الكتب سوى شخص واحد ملم بالقراءة والكتابة على استعداد للقراءة بصوت عالٍ لينقل محتوى الرسالة، ولا يحتاج هذا الشخص إلا لمهارة القراءة بغض النظر عن الفهم الجيد لمضمون الكتاب.
ومن الغريب، أنه في كثير من البلدان لا يُتاح سوى عدد قليل من الكتب البسيطة التي تحتوي على المعلومات عن الانتخابات والديمقراطية. أما ناشرو النصوص الدينية فيعتمدون لا محالة ليس فقط على قوى السوق لتحديد كمية إنتاجهم وتوزيعه ولكنهم يذهبون إلى أبعد من ذلك حيث يضعون مثل هذه الكتب في أيدي أناس يعتقدون أنهم سيستفيدون من اقتنائها. في جنوب أفريقيا، قامت الحكومة بمحاولة مماثلة، فاستخدمت أساليب طباعة منخفضة التكلفة وشبكة البريد الوطنية، لوضع نسخ من دستورها الجديد بين أيدي 7 مليون نسمة. وفي المكسيك، قامت لجنة الانتخابات بإنتاج مجموعة من الكتب عن مختلف الجوانب الديمقراطية.
مساوئ الكتب
هناك مساوئ لاستخدام الكتب في تعليم الأفراد والمجموعات، ألا وهي:
· أن الفترة الطويلة التي يستغرقها نشر كتاب تزيد من احتمال أن تصبح المعلومات متقادمة.
· أن نشر كتاب يستهدف موضوعه جمهور قليل يزيد من تكلفة الوحدة ربما إلى سعر باهظ غير محتمل.
· يحاط كل ما ينشر في صورة كتاب بهالة من القدسية.
ومع وجود الإذاعة، والتلفاز، والمجلات، والصحف كوسيلة مفضلة للاتصالات الشعبية، أصبحت الكتب مرتبطة بجمهور من الخبراء أو بعض الأسواق المتخصصة. ورغم أنه يتم نشر كم ضخم من الروايات الشهيرة وكتب المساعدة الذاتية، فإنه لمن الغريب أن نشر مواد التوعية المدنية في شكل كتاب على نفس المستوى يعد ضئيلاً. ويبدو أن الكتب الموجودة موجهة نحو التعليم الرسمي للمرحلتين الثانوية أو الجامعية في شكل نصوص يقوم المدرس أو المحاضر بعد ذلك بشرحها وتفسيرها.
الكتيبات
ويرتبط بالكتاب الكتيب الذي ربما يستخدمه اختصاصيو التوعية أكثر من غيرهم حيث يمكن كتابته بشكل أسرع، وطباعته بكميات كبيرة. ولكن نظرًا لما يحتوي عليه الكتيب من عدد محدود من الصفحات، فمن غير المحتمل أن يتلقى نفس التعظيم غير الضروري الذي قد يتلقاه الكتاب. ومع ذلك، فإن الكتيبات من هذه النوعية يمكن أن تكون غاية في التأثير بحيث تخدم كل وحدة منها عددًا كبيرًا من القراء.
البرامج التكميلية
ويتناول هذا القسم مقترحًا باعتبار الكتب والكتيبات في حد ذاتها إحدى وسائل التدخل التعليمي. ومع ذلك، فهما يعدان أيضًا أداتان من أدوات دعم وسائل التدخل الأخرى الخاصة بعملية التوعية، حيث يوفران، على هذا النحو، موادًا تكميلية مناسبة تناسب، على وجه الخصوص، البرامج التي تتطلب المواجهة وجهًا لوجه. ولمزيد من المعلومات عن الكتيبات ذات الأسلوب الهزلي، انظر المجلات الهزلية والكتب المصورة.
وسواء كان مصدر المرجع الذي يتم الرجوع إليه في ورشة عمل، مثل مادة يتم توزيعها لمزيد من القراءة، أو هدية تُترك لشخص أو لعائلة بعد زيارة منزلية، فإن المطبوعات تضمن ألا تكون المعلومات معلومات عابرة وأن تستمر عملية التعلم بعد التفاعل الأول.
ومن إحدى المزايا المستفادة من إتاحة مواد هامة بعد عملية التفاعل وجهًا لوجه هي أن الكتاب يصبح موردًا محليًا متاحًا. وفي الحالات التي تندر فيها مثل هذه الموارد، فمن المحتمل استخدامها استخدامًا مكثفاَ من قبل مجموعة من الناس.
إن مثل هذا الاستخدام يتجاوز المفهوم الفردي للكتاب والسبب في اعتبار الكتاب خيارًا مرتفع التكلفة نسبيًا. ففي الأصل، كانت الكتب تُستخدم في إطار مجتمعي، وليس هناك من سبب يدعو إلى عدم استغلال هذا الاستخدام في التوعية.
وهناك استخدامًا تكميليا إضافيًا وهو استخدام الكتاب كبديل للإذاعة، التي تعاني من طبيعتها الزائلة. يتم استخدام النصوص في برامج التعليم عن بعد، وقد يتاح كتيبًا رخيصًا قبل بث إذاعي معين أو بعده. أما في الحالة الثانية، فتصبح الإذاعة إحدى الخيارات في إستراتيجية نشر الكتاب وتوزيعه.
نشر الكتاب
إن عملية الإعداد لكتاب، سواء كان ذلك الكتاب صغيرًا أو كبيرًا، يوزع على جمهور محدود أو يوزع على نطاق واسع، يمر بعملية مماثلة.
الفكرة الأولية: ما لم يقم الكاتب بتسليم النص للناشر، فمن المحتمل أن يكون لدى الناشر فكرة أولية حول ما هو مطلوب، بما في ذلك مجموعة من أهداف عملية التوعية الصريحة أو الضمنية. فالناشرون ذوي الخبرة الذين يعرفون جمهورهم جيدًا غالبًا ما يكون لديهم أفكارًا ملموسة. أو قد يكون المفهوم غير واضح تمامًا في هذه المرحلة.
الجمهور: يجب أن يُحدد المفهوم بسرعة، ولاسيما إذا كانت وسيلة النشر تجارية تمامًا. فعندما يكون لدى الناشر المال الذي يدعم به عملية النشر، يظل من الضروري توجيه أسئلة هامة عن الحجم والسياق المحيط بالجمهور. وهي أسئلة سيكون اختصاصيو التوعية قد طرحوها بالفعل.
وإضافة إلى ذلك، فينبغي على اختصاصيي التوعية النظر فيما إذا كان نشر كتابًا أو كتيبًا سيكون وسيلة أكثر فعالية في تحقيق أهدافهم من أي وسيلة أخرى. كما ينبغي عليهم أن يضعوا مجموعة من المبادئ التوجيهية للفترة المتبقية من المشروع يتم أثناءها تحديد الجمهور، ونوعية الكتاب، ومستوى لغته، وأية مبادئ أخرى ضرورية لإرشاد الكُتَّاب والقائمين على إنتاج الكتاب.
النص: إن عملية إنتاج أي كتاب يجب اعتبارها مسؤولية كاتب واحد أو أكثر، يعملون إما منفصلين أو مجتمعين وفقا لخطوط عريضة وضعها لهم الناشر.
وفي بعض الأحيان يكون إنتاج نص ما إيذانًا ببدء كتاب. فعادة ما تكون وقائع المؤتمرات والتقارير التي ترصدها فرق المراقبة من هذه النوعية التي تؤدي إلى إغراء أصحابها بتحويلها إلى كتب. كما يقدم الكُتَّاب مخطوطات قد يغامر أي ناشر تجاري بنشرها.
غير أنه يجب على أولئك المشاركين في التوعية المدنية أن يبدأوا بمفهوم ما ومجموعة من الأهداف الخاصة بعملية التوعية قبل الشروع في صياغة أي نص.
تحرير النص: يكتب الكتاب، ويحرر المحررون؛ غير أنه يجب الفصل بين هاتين المهمتين. فهناك عدد قليل جدًا من المخطوطات يتم نشرها دون تحرير، وتعتبر مهمة المحرر إما تنقيح المخطوطة، أو كما في بعض المناسبات الشهيرة، استخراج كتاب من نص متشابك ومعقد.
إن مهمة التحرير هي واحدة من المهام التي غالبًا ما تكون تكرارية، ومن الممكن في نهاية هذه العملية، أن يظل الكتاب الذي كان يعتزم نشره غير موجود. لذلك، يحتاج المحررون إلى الاحتفاظ بعلاقة وثيقة مع الكتاب وفي بعض الأحوال، قد يكون هناك تعاونًا مستمرًا منذ بدء المشروع.
تصميم الكتاب: بالإضافة إلى الكاتب والمحرر، هناك شخص آخر يتولى مسؤولية تصميم الكتاب. وعندما يتعلق الموضوع بإنتاج نص فحسب، يتولى مثل هذا الشخص مسؤولية تصميم الإخراج المطبعي للصفحة (بما في ذلك ترقيم الصفحات، والهوامش، والعناوين، وإبراز أجزاء معينة)، واختيار نوع الحروف التي سيتم استخدامها، وتعيين الطريقة المثلى لتقسيم الكتاب إلى أقسام وفصول، وإنشاء صفحة المحتويات وكافة الصفحات الإضافية.
إن المُصمم الجيد يعرف تدابير خفض التكلفة في تناوله للصفحة وبمقدوره اقتراحها. وهناك أحجام ورق قياسية تؤثر على كيفية تكوين الصفحة، وعدد الصفحات التي ينبغي أن يتكون منها الكتاب، وكيفية طي الصفحات وكيفية قطعها، وما إذا كانت هناك حاجة لأحجام ورق غير قياسية لذلك الكتاب على وجه التحديد. كما يفهم المصممون أيضًا نوعية الورق وتأثير النص على لون وملمس مختلف أنواع الورق المتاح.
أما عندما يكون الكتاب أكثر تعقيدا ومعدا للاحتواء على رسوم بيانية، وصور، وصور فوتوغرافية أو نص زخرفي، أو عندما يتم استخدام نوع معين من الورق، يقوم المصممون بدور في إعداد هذا أيضًا. ويمكن أيضًا استدعائهم لتقديم بعض الاقتراحات حول تجليد الكتاب.
فكثير من الكتب التي يتم نشرها اليوم تبدأ بعملية التصميم، وعندما يتم التخطيط لكتاب معقد، قد يُطلب من الكُتَّاب، والمصممين، والمحررين العمل معًا منذ بداية المشروع.
ومن ناحية أخرى، تتيح برامج الحاسوب البسيطة، التي يمكن أن تساعد أي شخص سواء كان لديه المهارة الأساسية في التصميم أو كان ذو خبرة، في وضع تصميم للكتاب. غير أنه حتى الآن لا يمكن أن تحل برمجيات الحاسوب محل شخص ذي موهبة في التصميم ولكنها بالتأكيد تُسهل من عمل هذا الشخص؛ وتُمِّكن اختصاصيو التوعية من رؤية ومراجعة تصميم الكتاب في وقت أسرع مما كان ممكنًا في السابق.
تصميم الغلاف: وأيًا كان ما قد يبدو عليه داخل الكتاب، عندما يتعلق الأمر بالانطباعات الأولى فإن الغلاف هو الذي يُعَّول عليه. ويجب أن يتمتع القائمين بتصميم أغلفة الكتب بفهم جيد لما يعنيه الانطباع الأول.
ولا تتطلب مناقشة الانطباع الخارجي للكتاب قرارًا حول العنوان، والنص الذي سيظهر (بما في ذلك مقدمة الكتاب) فقط وإنما طريقة تقديم كل منهما مصحوبة برسم توضيحي ليضفي على الكتاب مظهرا يغري القارئ بشرائه. كما يجب على القائمين على نشر الكتب والكتيبات بهدف دعم برامج التوعية أن يفكروا أيضًا في مسائل أكثر عملية مثل المكان الذي سيوضع فيه الكتاب عند وصوله لأول نقطة توزيع، والطريقة التي يتم بها تخزين الكتاب، وآلية التوزيع.
فإن هذه الاعتبارات سوف تحدد مسائل مثل حجم الكتاب وتجليده. فقد تضيع الكتب الصغيرة على الأرفف، ولاسيما إذا كانت مجمعة بدبابيس وبالتالي ليس لها كعب يمكن تمييزه. أما الكتب الضخمة فقد تكون ثقيلة جدًا ولا يمكن إرسالها بالبريد دون تغليف باهظ الثمن، أو قد لا يناسب حجمها وضعها على الأرفف القياسية لمكتبة محلية صغيرة.
وبالتالي، فإن اتخاذ قرار بإنتاج غلاف جذاب قد يكون غير كافٍ لضمان أن يتمتع الكتاب أو الكتيب بشكل صديق للقارئ، والموزع، والمكتبة واختصاصي التوعية. لهذا يتعين النظر في الغلاف بالاشتراك مع قيمة الكتاب بأكمله.
خطة التسويق والتوزيع: سواء كان برنامج التوعية قد قرر إنتاج كتاب مدرسي، أو كتيب، أو حتى مجموعة من الروايات الشهيرة التي تستهدف المراهقين وتغطي مواضيعا ديمقراطية، فإن القائمين على برنامج التوعية في حاجة إلى تطوير خطة تسويق وتوزيع في المراحل الأول من المشروع.
ومن شأن هذه الخطة أن تتيح تكوين صورة واقعية عن حجم تشغيل الطباعة، والدخل المحتمل الذي سيكون متاحًا لتعويض التكاليف، والطريقة التي يتم بها وصول المادة المنشورة إلى جمهورها المستهدف، والتاريخ الذي ينبغي فيه القيام بذلك، والمجهود الذي يجب بذله لضمان تلقي الجمهور للكتاب وقراءته له.
أما دور النشر المشاركة في النشر المعتاد سواء كان نشرًا تجاريًا، أو أكاديميًا، أو شعبيًا، فلديها هذه الخبرة، ولكنها قد تقرر عدم نشر الكتاب الذي يعتقد البرنامج أنه ضروري. فغالبًا ما تتخذ برامج التوعية قراراتها بناء على معايير تختلف عن تلك التي تتبناها دور النشر. على أنه قد يكون من الممكن الحصول على التوجيهات من دور النشر هذه عند وضع خطة العمل.
فإذا لم يمكن تحقيق ذلك، ينبغي على اختصاصيي التوعية الحصول على الدعم والمشورة من أشخاص آخرين في عالم نشر الكتب، فالحصول على هذه المشورة من شأنه أيضًا أن يروج للكتاب، وقد يكون له فائدة إضافية في ضمان الاكتشاف المبكر لأي تداخل بدلا من اكتشافه بعد نقطة اللاعودة.
ويجب أن تتضمن خطة التسويق والتوزيع كل من الإعلان، وإطلاق الكتاب، ونقاط البيع أو مناقشات التوزيع المجاني، وإرسال نسخ أولية لاستعراض الكتاب ولمجموعات المستخدمين المحتملين، واتخاذ القرارات بشأن أسلوب التوزيع.
تبقى بعض الكتب لفترات طويلة على الأرفف فبعد الطفرة المبدئية للمبيعات تستقر المبيعات لتصبح طلبا منتظما على فترات متباعدة ولمدد طويلة. وهناك كتب أخرى تحتاج لإخراجها إلى السوق دفعة واحدة. أما النصوص العامة في الديمقراطية فقد لا تتغير كثيرًا ويمكن اعتبارها كتبًا من الفئة الأولى. غير أن الكتب الخاصة التي تتعلق بفترة ما قبل الانتخابات تحتاج إلى إخراجها للسوق حيث إنها فور انتهاء الانتخابات لن تصلح إلا لإعادة تدويرها.
التنضيد والإخراج المطبعي: هناك مجموعة من الخيارات التقنية، بما في ذلك برمجيات الحاسوب المحسنة والطابعات، والماسحات الضوئية وآلات التصوير المتطورة، تجعل من عملية صناعة أي كتاب عملية بسيطة نسبيًا. وفي الواقع، يقع أولئك الذين يحصلون على هذه الآلات في خطأ الاعتقاد أن كل ذلك ضروري وأنه لن يمكن صنع الكتاب بأي طريقة أخرى.
ومع ذلك، فهناك بلدان ما زالت مضطرة إلى الاعتماد على آلات التنضيد الطباعي اليدوية، وألواح الطباعة الحاملة للأحرف المنضدة، وتخطيط النموذج المطبعي بتجريد ولصق الحروف المنضدة يدويا. ولا تزال مثل هذه الطرق التقليدية تعمل بكفاءة، على الرغم من أنها تتطلب مجموعة مختلفة من المهارات.
ومع ذلك، فإن اختصاصيي التوعية في البلدان العاملة وفقا لهذا النموذج، يعملون بالتعاون مع عمال الطباعة أو الناشرين المتخصصين بدلاً من محاولة إنتاج الجزء الأكبر من الكتاب في المنزل، وهو ما يمكن علمه بمساعدة جهاز الحاسوب.
التدقيق اللغوي: وبالمثل، فإن التدقيق اللغوي، أو مراجعة النص لعمل التصويبات الأخيرة، تختلف وفقا لما إذا كانت الطباعة قد تمت باستخدام جهاز الحاسوب أو يدوياً. ففي حالة استخدام الحاسوب، يكون هناك إغراءً بالقيام بالتدقيق اللغوي على الشاشة والاعتماد على الأدوات المتاحة (خاصة المدقق الإملائي). ولكن هذا لا يعد كافيًا.
فإن التدقيق اللغوي ضروري ويجب أن يتم على نسخة مطبوعة بالشكل الذي ستظهر عليه في النسخة النهائية، حتى يمكن اكتشاف جميع الأخطاء. ويجب أن يقوم بهذا العمل شخصًا آخر غير الكاتب.
الطباعة: نظرًا لأن الطباعة على ما يبدو هي إحدى المهام الأخيرة التي يجب تنفيذها، فهناك ميل لترك ما يتعلق بها من ترتيبات أيضًا حتى آخر لحظة. ومع ذلك، فعادة ما يعمل عاملو الطباعة في ظل عدد من القيود.
فمتى تقرر أن عامل الطباعة يستطيع بالفعل القيام بالمهمة، فيجب عليه التأكد من أن الآلات متاحة وأنها معدة لتشغيل الطباعة المطلوبة. ويتعين على عاملي الطباعة أن يكون لديهم جميع المواد الاستهلاكية الضرورية، خصوصًا الورق. ففي كثير من البلدان النامية، يكون هناك عجز في الورق ويجب طلبه مسبقًا وتخزينه بعناية لإنجاز المهمة.
عندما يتم إنجاز المهمة، ما لم تُتخذ الترتيبات اللازمة للتسليم الفوري، سيواجه عامل الطباعة مشكلة التخزين وقد يحتاج لعمل ترتيبات لهذا الأمر أيضًا.
التوزيع والتسليم: هناك الكثير من الكتب والكتيبات الموضوعة على الأرض بالمكاتب الحكومية، والمؤسسات الانتخابية، والمنظمات غير الحكومية كما لو كان بعد تنفيذ جميع المهام اللازمة للنشر، سيتم كل من التوزيع والتسليم من تلقاء نفسه.
لذلك، ينبغي وضع خطة تضمن وصول الكتاب من المطبعة إلى القارئ في الوقت المناسب.
المطويات، والنشرات
وقد تحتوي أي منشورات جيدة التصميم على قدر كبير من المعلومات التي يمكن أن تكون مكملة للرسائل الموجودة على الملصقات والرايات أو تلك المنقولة عبر التلفاز والإذاعة. ويمكن توزيع المطويات باليد أو بالبريد.
وبصفة عامة، سواء كان الأمر يتعلق بمطوية، أو نشرة أكبر قليلاً أو نشرة إعلانية بسيطة من صفحة واحدة، فإن العنصر الأساسي في التصميم يكمن في الاستخدام الخلاق للعناوين، وتصميم النص، والورق.
عندما تستخدم بلد ما الورق والمظاريف ذات الأحجام القياسية، فمن المرجح ألا يكون هناك سوى عدد قليل من تصميمات الكتيبات القياسية. فبطي الورق، يقوم المصمم بإنشاء الصفحات المستاوية سواء كانت منفصلة أو مجمعة، حيث تمثل كل طية فاصل وهمي. وإضافة إلى ذلك، يُمٍّكن الورق المطوي المصمم من إنشاء الغلاف، أو توجيه العين إلى معلومة جديدة. أما المعلومات المعقدة فيمكن إخفائها حتى يتم شرحها، ويمكن توجيه القارئ على نحو متتالي خلال المعلومات الضرورية.
وعادة ما يتم طي الورقة القياسية بحجم A4 على شكل حرف U أو حرف Z. أما الورقة القياسية بحجم A3 فيمكن طيها نصفين وحينئذ تُعامل وكأنها صفحة بحجم A4. ويوفر كل هذا عدة استخدامات متنوعة، كما يمكن عمل طيات أخرى أكثر تعقيدًا، وهو ما يتيحه موقع أدوبي Adobe على الشبكة حيث يوفر مجموعة من خيارات الطي للكتيبات الصغيرة.
في حين أن الطي الخلاق يمكن أن ينتج مطويات أكثر إثارة للانتباه بل ويسهل تسلسل المعلومات، إلا أنه يجعل عملية الإنتاج معقدة بما يحتاج إليه من آلات خاصة أو أعداد كبيرة من العاملين. كما أنه سيزيد من مقدار الوقت اللازم للإنتاج قبل التمكن من تغليف المواد وتسليمها، وكلها عوامل يحتاج اختصاصي التوعية لأخذها في الاعتبار.
وبذلك تتضح فائدة استخدام صفحة واحدة بالطريقة السابقة: فهي خفيفة في التوزيع، ورخيصة نسبيًا وسريعة في الإنتاج، ومريحة في تناولها في اليد وقراءتها. كما أنها لا تحتاج إلى تجليد أو تجميع ويمكن عملها بسهولة في أي مكتب، على آلة تصوير للطبعات المحدودة.
أما النشرات الإعلانية فعادة ما تستخدم في الدعاية عن الأحداث أو الأماكن وعادة ما يتم إنتاجها بأعداد كبيرة؛ وقد تكون الورقة بحجم A5 ملائمة ويمكن لأي آلة طباعة أوفست بسيطة أن تطبع نشرتان إعلانيتان على ورقة بحجم A4.
الغرض والمحتوى والتصميم: عادة ما تُستخدم أشكال الاتصال هذه في التوزيع على نطاق واسع وعلى الجمهور العام. ولهذا السبب تحتوي على لغة بسيطة، وكمية محدودة من المعلومات، وتتميزبتسلسل واضح ومنطقي. ويميل اختصاصيو التوعية إلى عدم الاهتمام بتصميم المطوية أو النشرة الإعلانية للقاعدة العريضة من الجمهور، وأن يبالغوا في تصميم النشرات التي توجه للصفوة. ولكن هذا السلوك لا يتميز ببعد النظر، حيث إن التصميم الجيد يساعد في أن تكون المطوية سهلة القراءة ويضمن أن يكون لها أثر أفضل.
لذا، ينبغي أن يتم تناول النص بنفس العناية التي يتم بها تناول الرسوم التوضيحية. ويتم تعويض تكاليف التصميم من الإنتاج الشامل وبالتالي تكون تكلفة الوحدة قليلة للغاية.
التوزيع والعناصر المكملة له: تعد المطوية أو النشرة أحد العناصر المعتادة في حملات البريد المباشرة، ولكن يمكن أيضًا استخدام نفس المنتج في الربط الشبكي من أجل دعم البرنامج، وفي إحاطة اختصاصيي التوعية وجهًا لوجه، وفي حِزم المواد المستخدمة في التعلم عن بعد.
ونظرًا لأن العديد من المنظمات تقوم بتنظيم حملات البريد المباشرة، فمن الممكن إقناع مثل هذه المنظمات بتضمين مواد توعية الناخبين دون تكلفة إضافية في قائمة البريد الخاصة بهم. وفي كثير من الأحيان، يمكن أيضًا إدراج المطويات والنشرات الإعلانية مع الصحف والمنشورات الأخرى.
ويتم استخدام النشرات الإعلانية لحشد الدعم على حدث ما مثل الانتخابات الوهمية أو التجمهر، أو يتم استخدامها لحث الناس على التسجيل أو التصويت. وبصفة عامة، تقدم كميات ضخمة من هذه النشرات الإعلانية للأفراد ليتم توزيعها من الباب إلى الباب، أو توزيعها على مفارق الطرق، أو تمريرها في المناسبات الكبرى أو أماكن التجمع العامة.
وفي الأوضاع الانتقالية، حيث قد لا تتواجد شبكات توزيع وطنية وحيث قد تكون البنية التحتية للنقل ضعيفة نسبيًا، قد يحتاج اختصاصيو التوعية إلى حشد قوات متخصصة من الموزعين مع إتاحة وقت إضافي لتسليم المواد إلى وجهاتها النهائية.
الاستخدام غير المقصود: نظرًا لإنتاج المطويات بكميات ضخمة وإرسالها لأحد العاملين بالبريد أو تسليهما له في مناسبة أو في الطريق، فقد تكون هذه المعلومة هي المعلومة الوحيدة التي يتلقاها ذلك الشخص عن الانتخابات. ومن المحتمل جدًا أن يعلقها هذا الشخص على إحدى لوحات الإعلانات أو على الحائط ليقرأها الآخرين.
إذا كان التصميم معقدًا، فهذا يعني أنه لا يتم قراءتها بالطريقة المقصود قراءتها بها. فمثلاً المطوية على شكل حرف Z يتم فردها في صفحة واحدة أو ملصق إعلاني. أما الطي الأكثر تعقيدًا فقد يؤدي إلى تمزق المطوية أو قطعها ثم فردها، أو قد يبدو غلافها مقلوبًا من أعلى إلى أسفل لأن النص الآخر أكثر أهمية.ونظرًا لأن الشخص ليس لديه سوى مطوية واحدة، فيمكن أن يقوم بتصوير وجه واحد، مما يؤدي إلى ظهور الألوان الحمراء سوداء، إلى جانب اختفاء النص الموجود بالصفحة العكسية، وما إلى ذلك.
إن إرسال مطويتان بالبريد إلى مجموعة مجتمعية يؤدي فورًا إلى إمكانية تقديم عرض أفضل. كما إن إبداع مطويات يمكن فردها لتصبح ملصقًا ذا مغزى، أو التأكد من احتواء المطوية على بعض التعليمات لعرضها لهما من الخيارات الواضحة. فإذ تقرر عمل مطوية تتحول بفتحها إلى ملصق، فيجب أيضًا أخذ تصميم الملصق في الحسبان. (انظر الملصقات والرايات).
ويستطيع هؤلاء الذين يقومون بإنتاج المطويات أو النشرات إما أن يتحسروا على جهل الجماعات المحلية وإما أن تثيرهم الروح المجتمعية التي يُظهرها هذا الاستخدام للموارد فيصمموا مطويات يمكن نشرها على اللوحات المجتمعية.
الرعاة: إن التوزيع الضخم للمطويات و النشرات الإعلانية يجعلهما وعاءً مثاليًا لحمل الإعلانات. وهناك نهجان لتنفيذ ذلك.
أما النهج الأول فيتمثل في الاتصال بشركة تقوم بتوزيع المواد الخاصة بها فيطلب منها أن تقوم بتقديم برامج إعلام الناخبين أو تثقيفهم.
أما النهج الثاني فيتمثل في الاتصال بشركة، وخاصة شركة محلية في المنطقة حيث سيتم توزيع المطوية، وأن يطلب منها أن تقوم برعاية الإنتاج على أن يُنسب لها فضل القيام بذلك.
وبعبارة أخرى، يصبح الاسم مرتبطًا بالمنتج وببرنامج توعية الناخبين.
فإذا كان ذلك مثيرًا للقلق، فقد توافق شركة من الشركات على وضع إعلان لها في المطوية. وقد يكون ذلك مفيدًا بالنسبة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لأنها لا تميل إلى وضع ميزانيات للإعلان في وسائل الإعلام مرتفعة التكلفة.
ومع ذلك، فسوف يرغب اختصاصيو التوعية في تأكيد الطبيعة المحايدة لعملهم وتحذير الرعاة المرتقبين من أن إثارة الاهتمام المتعمد في المجال السياسي قد لا يتناسب مع برنامج توعية الناخبين.