ينبغي على اختصاصيي التوعية ممن حصلوا على معلومات وافية حول السياق الذي يعتزمون العمل في إطاره أن يطوروا أسلوبا عاما لبرامجهم. حيث يوفر هذا الأسلوب العام، أو هذه الإستراتيجية إطار عمل تشغيلي يمكن من خلاله تحقيق أهداف التوعية وتشغيل النماذج المحددة.
ففي حين أن هناك عموميات نظرية حول ما إذا كان اختصاصي التوعية مسؤولا عن معلومات الناخب، أو توعية الناخب
، أو التوعية المدنية، فإن هناك أيضا فروق بينها. تلك الفروق الدقيقة تمت مناقشتها في القسم المتعلق بالأفكار والتعريفات الأساسية لمعلومات الناخب، وتوعية الناخب والتوعية المدنية. حيث يحدد هذا القسم من الموضوع تلك الأمور التي ينبغي على اختصاصيي التوعية التوجه إليها في إستراتيجية عامة.
ولأن الكلمة "تعليم" باتت مثقلة بالعديد من المعاني والفروق الدقيقة، فقد ينبغي لتحقيق قدر أكبر من الحيادية التفكير في توعية الناخب مبدئيا كمشكلة اتصال – حيث يتم إنشاء رسالة ثم توصيلها للمستقبلين الراغبين في الاستلام. وبغض النظر عن الطبيعة الإشكالية لهذا المبدأ في حد ذاته، فإن توعية الناخب والتوعية المدنية يمثلان بالفعل مشاريع تعليمية. حيث يشمل كلاهما أشخاصا، ومعرفة، وخبرة وسلطة وينتج عن كليهما التعلم، والفهم والتغيرات في السلوك العالمي والشخصي.
ولذلك فإنه من المهم أن يراعي اختصاصيو التوعية إستراتيجية التوعية التي يعتزمون تبنيها في البرنامج ككل. فالإستراتيجية الواضحة ستمكنهم من جمع الموارد اللازمة بوسائل غير مكلفة والاتصال مع جمهور واسع من متلقي التوعية وأصحاب المصلحة والشركاء والممارسين الفرديين والمنتجين الذي سينبغي على البرنامج التفاعل معهم.
يتناول هذا القسم بصورة أساسية إستراتيجيات التوعية غير الرسمية وتلك الموجهة للبالغين. ففي حين أن بعض هذه الإستراتيجيات تتضمن مفاهيم تتعلق بالفصول الدراسية، إلا أنها تظل أكثر ملاءمة لبرامج التعليم الوطني المطلوبة في الدول المنخرطة في بناء الديمقراطية وترسيخها. ويدع مجال الموضوع الباب مفتوحا أمام احتمال اعتقاد كل الدول أن هذا الأمر مطلبا أساسيا للديمقراطية.
من أجل توفير بعض المعلومات للمساعدة في تطوير إستراتيجية التوعية، يخوض هذا القسم في نظرية التوعية، وطرق التنظيم (انظر التنظيم)، والخيارات المنهجية العامة المختلفة (انظر اختيار المنهج)، والسؤال حول العلاقة بين تطوير الرسالة واحتياجات التوعية (انظر تطوير الرسالة) وتطوير المنهاج الدراسي.