مازالت أساليب التسجيل التناظري القياسية تُستخدم في كثير من السياقات وتعد منتجاتها وسائل هامة ومتعددة الاستخدامات لتوزيع المحتوى التوعوي، انظر الوسائل البديلة لتوصيل برامج توعية الناخبين. ومع ذلك، فإن ظهور التسجيل الرقمي يعني ظهور عالم جديد تماما من الإنتاج، والتحرير والتوزيع.
وكما هو الحال في العديد من الابتكارات الجديدة، انخفضت تكاليف الإدخال والإنتاج، وفي بعض الأحيان أمكن إنتاج المواد وإعادة إنتاجها بصورة كافية لاستخدامات التوعية في سياق أفراد وجماعات صغيرة على حواسيب مكتبية ومنزلية مجهزة بطرفيات ضرورية مثل ميكروفونات، وكاميرات ومسجلات رقمية. إن القدرة على تجربة عينات المواد تم إنتاجها بحرفية – مثل لقطات دعاية للأفلام، وصور مشاهد سينمائية، ومقتطفات موسيقية وما إلى ذلك - وتحرير كل ذلك في صورة منتجات مطورة في شكل من الأشكال الرقمية – من عروض الباوربوينت المنتشرة (أو ما يماثلها من برمجيات العروض) إلى الأشكال الصوتية المختلفة والصور المتحركة – قد حرر وسائل الإنتاج من بيوت الإنتاج.
ويجب على اختصاصيي التوعية، مع ذلك، أن يكونوا على وعي بقضايا الترخيص الخاصة بحقوق النشر وتراخيص البرمجيات؛ وبالتفكير الخاطئ في أن الإنتاج الجيد يمكن أن يصدر عن الأفراد غير المدربين – فإن توفر برمجيات النشر المكتبي لا يمنح الشخص القدرة على تصميم المطبوعات - وبالاستهانة بتكاليف دعم البرمجيات والوقت اللازم للموظفين للإنتاج الداخلي. ومع ذلك فإن عالما جديدًا قد بدأ يتفتح.
إن الحصول على مواد رقمية والقيام بتطويرها لاستخدامها كمواد تدعم مواد التوعية في نطاق المناهج الدراسية الأوسع، أو الاعتماد عليها كأداة توعية أولية، يفتح فرصًا جديدة للتوزيع.
المواد السمعية
لقد ازدهرت الأجهزة السمعية الشخصية ازدهارا كبيرًا، ويعد جهاز "الآي بود" (Ipod) أكثرها نجاحا في التسويق، ولكنه ليس سوى واحد من عدة أجهزة مصممة لتخزين المواد السمعية وتشغيلها وفقًا لرغبة المستخدم. ونظرًا لأنها تستخدم في الموسيقى، فإن هذه الأجهزة تضاعف الآن من قدرتها كأجهزة تخزين ملفات كبيرة، وهناك اتجاها متزايدًا نحو قيام المستخدمين بتحميل مواد معدة خصيصًا لذلك ومتاحة على شبكة الإنترنت. وما يسمى بال "بود كاستنغ" (Podcasting)– رغم أنها لا تقتصر بالضرورة على هذه العلامة التجارية فقط – يشير إلى إنتاج المواد في شكل مجلات إذاعية أسبوعية، وأدلة متاحف، ومدونات أو يوميات مسموعة تدور حول الأحداث الجارية.
وبما أن هذه الأجهزة أصبحت متوفرة عموما، أو يمكن توفيرها بتكلفة منخفضة لاختصاصيي التوعية المسافرين، فإنه يمكن توصيلها بأنظمة مخاطبة الجمهور وتوفير واجهة سلسة نسبيًا بين منتجي المواد، وتحميلها على موقع على شبكة الإنترنت، وتنزيلها في أي موقع بعيد ومن ثم تشغيل المواد لجمهور مكون من شخص أو أكثر في الوقت الذي يختارونه.
المواد المرئية
ستصل إلى الأسواق أجهزة مماثلة قادرة على عرض الصور الثابتة والمتحركة، ولكنها أكثر تكلفة. أما أقراص الفيديو الرقمية ((DVD فهي متوفرة بكثرة وتعتبر أكثر ملاءمة لتوزيع المواد المرئية باستخدام الفيديو. أما المعدات اللازمة لتسجيل هذه الأقراص فهي متوفرة بسهولة أيضا.
الهواتف الخلوية/ النقالة
تستخدم الشركات المصنعة للهواتف المحمولة مجموعة من البرمجيات والأجهزة المتطورة لتمكين هواتفهم من مضاعفة قدراتها كأجهزة رقمية، ولتكون بمثابة جهاز استقبال لاسلكي. ومع ذلك، فقد أملت الضرورات التجارية ربط تطورها بتشجيع المستخدمين على تنزيل المواد مباشرة عبر الوصلات اللاسلكية والبقاء على اتصال مباشر بالشبكة أثناء الاستماع أو المشاهدة أو الإرسال.
ويعني هذا بالنسبة لاختصاصيي التوعية وضع ترتيبات منفصلة (في لحظتها) لتوزيع المواد على مستخدمي الهواتف المحمولة.