تتطلب الاتصالات
المتعلقة بعمليات الاقتراع لشبكات اتصال ومعلومات موثوقة وآمنة، والتي توفر تغطية في
كافة المواقع التي تتم فيها الانتخابات. فوسائل الاتصال تشكل أحد العوامل الرئيسية
في تصميم النظم الخاصة بعمليات الاقتراع، وإجراءاتها، والتركيبات الإدارية لتنفيذها.
تخضع البنى التحتية
المتعلقة بالاتصالات في بلد ما أثناء فترات الذروة الانتخابية لاختبار كبير وصعب، وذلك
بشكل خاص خلال وبالقرب من يوم الاقتراع. لذلك يجب تقييم واختبر وسائل الاتصال مسبقاً
وبحذر ودقة، خاصةً وأنه لا يمكن تنفيذ محاكاة حقيقية لمجمل متطلبات يوم الاقتراع في
أي وقت من الأوقات.
الاحتياجات المتعلقة بالاتصالات
هناك مسالتين متعلقتين باحتياجات الاتصالات
يجب التمعن فيهما عند تقييم وسائل الاتصالات وقدراتها القائمة، وهما:
·
الاتصالات
الداخلية، كالاتصالات بين مختلف الأقسام والمكاتب التابعة لإدارة الانتخابات، ومواقع
الاقتراع، ومراكز العد والفرز، وفرق العمل الميداني المتنقلة، والمستشارين الفنيين،
وقوى أو خدمات الأمن، والموردين، إلخ.
·
الاتصالات
الخارجية، وهي ما يتعلق بشكل أساسي بلاتصال بين إدارة الانتخابات وجمهور الناخبين بشكل
عام.
الاتصالات
الداخلية
الضغط الكبير الذي تفرضه نقطة الذروة
في الانتخابات يوم الاقتراع يشكل نقطة الارتكاز لتقييم قدرات وسائل الاتصال وبناها
التحتية القائمة. ويشتمل ذلك التقييم على النظر في:
·
شبكات
الاتصالات الهاتفية القائمة، بما فيها الخطوط الثابتة والمحمولة واللاسلكية، والتغطية
التي توفرها جغرافياً.
·
مدى
إمكانية الاعتماد على تلك الشبكات والوثوق بها، بما في ذلك قدرتها الاستيعابية القصوى،
وجودة الخدمات، وتوافر خدمات الصيانة، بما في ذلك أي اعتماد على خدمات، أو مكونات أو
خبرات أجنبية أو خارجية.
·
مدى
إمكانية الوثوق بتوافر الطاقة الكهربائية للحفاظ على شبكات الاتصال وتشغيلها.
·
وجود
شبكات الاتصال اللاسلكي (بالراديو) والتغطية الجغرافية التي توفرها.
·
توافر
أجهزة الهاتف والاتصال اللاسلكي لاستخدامها في المكاتب، ومحطات الاقتراع ومن قبل مختلف
الموظفين.
·
توافر
شبكات الاتصال الخاصة بنقل البيانات، وقدرتها الاستيعابية، وتغطيتها الجغرافية، بما
فيها الحاسوب والفاكس وغيرها.
·
مستوى
خدمات التوريد، والصيانة والدعم الفني المتعلقة بأجهزة ووسائل نقل البيانات والوثائق.
·
أمن
شبكات الاتصال الهاتفي، خاصةً في الحالات التي تستخدم فيها لنقل البيانات أو للاتصال
لأغراض أمنية.
·
المهارات
والقدرات البشرية المتوفرة لتشغيل وسائل وأجهزة الاتصال المختلفة، بما فيها الصوتية،
والخاصة بنقل البيانات والوثائق.
·
القدرة
على توسعة شبكات الاتصال القائمة، بما في ذلك الكلفة، وتوافر المكونات، والمدد الزمنية
اللازمة لتنفيذ ذلك.
·
مدى
إمكانية الوثوق في خدمات البريد وتغطيتها الجغرافية.
التأثير الناجم عن وسائل الاتصال وبناها
التحتية
لا يقتصر تأثير وسائل النقل وبناها التحتية
القائمة على تحديد استراتيجيات الاتصال للانتخابات، بل قد يمتد إلى مسائل أخرى مثل:
·
تحديد
موقع محطات الاقتراع، ومواقع مكاتب الانتخابات الأخرى على المستوى المحلي، وكذلك مراكز
عد الأصوات وفرزها.
·
المواعيد
المحددة لإعداد النتائج والإعلان عنها، وطرق احتسابها وتجميعها.
فعلى سبيل المثال:
·
من
المفضل أن تتوفر خطوط اتصال مباشر مع كافة محطات الاقتراع يوم الانتخابات. لذلك فقد
لا يكون من الحكمة بمكان إقامة محطة الاقتراع في مواقع لا تمتلك خطوط هاتف ثابتة، أو
لا تتواجد فيها تغطية كافية للاتصالات المحمولة أو اللاسلكية.
·
في
الحالات التي تستند فيها نظم عد الأصوات على نقل سريع للوثائق أو البيانات إلى مراكز
مركزية لتجميعها وإعداد النتائج، فقد يكون متن الضروري اللجوء لإقامة مراكز خاصة لعد
وفرز الصوات في المواقع التي لا تمتلك فيها محطات الاقتراع إمكانيات أو تجهيزات الاتصال
المطلوبة لتنفيذ ذلك.
اتساق وسائل وطرق الاتصال
يمكن أن يسهم أخذ المسائل التالية بعين
الاعتبار غي تحقيق الاتساق المطلوب في وسائل وطرق الاتصال:
·
من
المفضل استخدام ذات وسائل وتسهيلات الاتصال في كافة المناطق التي تتم فيها الانتخابات،
للتمكن من توحيد الإجراءات ومضامين العمليات التدريبية.
·
عادةً
ما تكون شبكات الاتصال الحكومية موثوقة أكثر من غيرها وتمتلك تغطية أكبر، لذلك فمن
المفضل محاول اللجوء بشكل أساسي للاعتماد على هذه الشبكات قبل غيرها.
·
في
كثير من البلدان، وليس المتطورة منها فقط، عادةً ما تكون شبكات ووسائل الاتصال الخاصة
بالجيش وقوى الأمن الأكثر انتشاراً، وقوة، وبالتالي فقد تكون الأقدر على توفير خدمات
الاتصال التي تحتاجها كافة محطات الاقتراع. لكن وقبل اللجوء لأي من تلك التسهيلات واستخدامها،
يجب التحقق من عدم إشاعة أي إحساس بأن ذلك يمس بنزاهة العملية الانتخابية.
·
قد
يكون بالإمكان استخدام مجموعة من خدمات وتسهيلات الاتصالات المتوفرة محلياً، وخاصةً
في ظل وجود تركيبات إدارية انتخابية محلية ثابتة ومستقرة حيث لا تتوفر شبكات اتصال
على المستوى الوطني ككل. إلا أن ذلك قد يضر بفاعلية ومهنية عمليات نقل البيانات، وحتى
بأمن العملية في بعض الحالات.
·
قد
يكون من الضروري البحث في إمكانية زيادة عدد خطوط الهاتف الثابتة، أو رفع قدرات الشبكة
الاستيعابية، أو إنشاء أبراج اتصال إضافية للاتصالات النقالة أو اللاسلكية، خاصةً في
المواقع التي تفتقر لبنى تحتية ملائمة في مجال الاتصالات.
·
أخذاً
بيعن الاعتبار الوقت اللازم لتنفيذ أي توسعة في خدمات وتسهيلات الاتصالات المبينة هنا،
وتكلفتها، يجب العمل على تنفيذها فقط في الحالات التي نتحقق فيها من إمكانية تنفيذها
ضمن الوقت المطلوب ومن أنها توفر حلولاً ناجعة الكلفة. وهو ما يمكن التحقق منه من خلال
قياس إمكانيات الاستفادة الإضافية من تلك التسهيلات الجديدة من قبل الجمهور بعد الانتخابات.
الاتصالات الخارجية
تتعلق اعتبارات الاتصالات الخارجية بما
يلي:
·
توفير
المعلومات المتعلقة بعمليات الاقتراع للناخبين والجمهور بشكل عام.
·
القدرة
على توفير تسهيلات اقتراع خاصة تعتمد على وسائل الاتصال السريع والموثوقة.
تختلف الاعتبارات المتعلقة بوسائل الاتصالات
المطلوبة للقيام بتوفر المعلومات وتنفيذ حملات التوعية عن تلك الخاصة بالاتصالات الداخلية
المتعلقة بتنفيذ العملية الانتخابية بحد ذاتها. إذ نجد بأن وسائل الإعلام الجماهيرية
تحتل موقعاً هاماً في هذا المجال، بالإضافة إلى نظم أخرى محددة تعتمد على البنى التحتية
للاتصالات والبريد والتواصل الفردي، من أجل اعتماد استراتيجيات اتصال قعالة. (للمزيد
حول الاتصالات الخارجية والمسائل المتعلقة بالتوعية، راجع توعية الناخبين).
التسهيلات المتعلقة بالاقتراع الخاص
تحدد وسائل وإمكانيات الاتصال القائمة إمكانية استخدام
البريد أو الاتصالات لتنظيم عمليات الاقتراع الخاص. بالاقتراع عبر البريد لا يقتصر
على كونه عملية اقتراع عن بعد أو للغائبين، بل أن تنظيم الانتخابات استناداً فقط إلى
هذه الطريقة قد تمت تجربتها وإثباتها حديثاً، وذلك في بعض المجتمعات المتطورة، حيث
أثبتت نجاعتها من حيث كلفة تنظيم الانتخابات.
وعند النظر في إمكانية اعتماد الاقتراع
بالبريد يجب أخذ مجموعة من المسائل المتعلقة ببنى الاتصالات التحتية، ومنها:
·
اعتماد
أو وجود معايير ثابتة لتحديد عناوين السكن أو الإقامة للناخبين، للتحقق من تسليم أوراق
الاقتراع للناخب الذي ترسل إليه فعلياً.
·
وجود
نظام وخدمات بريد موثوقة وقعالة، تمتلك القدرة على إيصال وتوزيع وجمع الرسائل بسرعة
وبأوقات متقاربة، للتحقق من وصول واستلام وتسليم أوراق الاقتراع بالشكل والمواعيد المطلوبة.
·
وحتى
في حال تسليمها بشكل صحيح ودقيق، وخاصة في المناطق النائية، فإن أي وقت يهدر بين موعد
توزيع أوراق الاقتراع المرسلة من قبل الإدارة الانتخابية وموعد إعادة وإيصال أصوات
الناخبين قد يعني التأخر عن الموعد القانوني لاستلام الأصوات عبر البريد.
أما فيما يتعلق باستخدام وسائل الاتصال
الهاتفي في الاقتراع، تتقبل بعض البلدان حالياً إمكانية إرسال الأصوات عبر الفاكس،
أو الهاتف. وفي الحالات التي تتوافر فيها النبى التحتية اللازمة لذلك، فقد يوفر ذلك
إمكانية لكثير من الناخبين لممارسة حقوقهم الانتخابية، خاصة في بعض المناطق النائية
أو في حال الاقتراع من خارج حدود البلاد.
كما وأن التطورات التكنولوجية بدأت تطرح
إمكانية تنفيذ عمليات الاقتراع من المنزل، عبر وسائل الاتصال المتطورة والهاتف أو الإنترنت.
إلا أنه وقبل اعتماد أي من تلك الوسائل والنظم، يجب التحقق من أن ذلك ممكن بموجب النظام
الانتخابي القائم، وآمن، والتأكد من توافر وستائل الاتصال وبناها التحتية الآمنة، والموثوقة
والمتاحة أمام كافة الناخبين على السواء.