في حين
أنه سيكون من الأكثر اعتيادية بالنسبة لاقتراع نظامي أن يجري خلال يوم واحد، في ظل
بعض الأنظمة أو الظروف الانتخابية، قد يجري الاقتراع لعدة أيام.
الاقتراع
لأيام متعددة سيندرج عموما ضمن واحدة من الأشكال الواسعة التالية:
·
جولة مبدئية للاقتراع من أجل تعيين المرشحين
القادة مع جولة ثانية في موعد لاحق لتحديد الفائز بالانتخابات،
·
اقتراع يتم إجراؤه في أيام مختلفة من أجل دوائر
انتخابية في مناطق جغرافية مختلفة،
·
تدابير احتياطية من أجل محطة الاقتراع ذاتها لكي تبقى
مفتوحة للاقتراع لأكثر من يوم في انتخابات جولة واحدة،
·
أشكال خاصة للاقتراع، مثل الاقتراع المبكر أو
محطات الاقتراع المتنقلة، والتي تُجرى لأكثر من يوم واحد.
جولات اقتراع متعددة
الأنظمة
التي تتطلب جولتين من الاقتراع ستفرض ضغوطات تنظيمية إضافية على مدراء عمليات
الاقتراع:
·
ستؤدي عموما لزيادات كبيرة في تكاليف عمليات
الاقتراع من خلال استخدام أكبر لإنتاج المواد والتشغيل من أجل لوجستيات وأمن
عمليات الاقتراع والعد.
·
عند استخدام أوراق اقتراع "خيار
التعليم"، سيكون هناك ضغوطات شديدة على إنتاج أوراق الاقتراع وتوزيعها من أجل
الجولة الثانية.
التخطيط
للعمليات سيحتاج لمراعاة المتطلبات بشكل دقيق ومنفصل لكل جولة من الانتخابات
ودراسة المحاسن التي يمكن إيجادها من خلال ضمان أن في كل جولة من الاقتراع:
·
المقرات/الأماكن نفسها تستخدم كمحطات اقتراع،
·
العاملون نفسهم يُستخدمون كموظفي اقتراع وعد،
·
الاستمارات، بقدر الإمكان، مصممة للاستعمال الشائع
في كل جولة.
إنتاج
المواد وتوزيعها للجولة الثانية، بشكل عام، سيحتاج لأن يُخطط بعناية.
الانتخابات التدريجية أو التعاقبية
التنفيذ
المتدرج للانتخابات بالنسبة للوحدات الانتخابية في مناطق جغرافية مختلفة يمكن أن
يوفر محاسن حيث تكون تجهيزات الانتخابات، الطاقات اللوجستية، القدرات الأمنية،
وخبرة الكادر نادرة الموارد، أو حيث الحجم المجرد لأعداد مواطني الاقتراع يجعل
إدارة انتخابات ليوم واحد أمرا يصعب التعامل معه.
إذا تم
التنسيق من قبل هيئة إدارة انتخابات وطنية، يمكن للاقتراع لأيام متعددة أن يسمح
بمشاركة للموارد وإمكانيات أفضل. تحديدا من أجل مكونات ذات أهمية مثل التدريب
والأمن، إمكانية تنظيم المتطلبات بالتعاقب في مناطق جغرافية مختلفة يمكن أن تسمح
بأفضل استخدام للموارد المهنية القليلة.
مساوئ هذه
الطريقة تتعلق بشكل أساسي بمراقبة معلومات العد والنتائج وإمكانية نشوء توترات أو
مشاكل أمنية عرضة لأن تتفاقم بفعل الفترة المطولة للاقتراع:
·
من جهة تأجيل العد حتى الانتهاء من جميع عمليات
الاقتراع قد يعزز اتهامات بسوء الممارسة. كما سيتطلب ذلك إعادة مواد في انتظار
المباشرة بالعد إلى أماكن مركزية مؤمنة بشكل جيد.
·
من جهة أخرى في حال تم عد الأصوات وأعلنت النتائج
على الفور، لتعزيز ثقة العامة، قد يؤثر ذلك على سلوك الاقتراع أو يشجع محاولات
للتلاعب في المناطق التي ستقترع لاحقا.
الاقتراع لأيام متعددة في نفس المكان
إجراء
اقتراع لأكثر من يوم واحد في نفس المكان يفرض تحديات إدارية في تقديم الخدمات
بطريقة آمنة وناجعة الكلفة. يمكنه، من ناحية ثانية، أن يمنح الفرصة للمدراء
الانتخابيين للقيام بتعديلات على الخدمات للتعويض عن أي مشاكل أولية فيما يتعلق
باللوجستيات، توزيع العاملين، أو تطبيق الإجراءات.
بالنظر
لهذه التحديات، من المفيد التمييز بين الاقتراع لأيام متعددة المتعلق بما يلي:
·
مرافق الاقتراع الخاصة، مثل الاقتراع المبكر،
·
سير عمل محطات الاقتراع العادية. هذا الجزء متعلق
بالظرف اللاحق الذكر.
في حين
أنه من الاعتيادي أكثر أن يجري الاقتراع في انتخابات معينة في يوم واحد، هناك ظروف
حيث، بسبب قيود في النظام (مثل محطات اقتراع غير كافية)، عوامل ثقافية، أو لتعزيز توفر
فرص الاقتراع، يجري الاقتراع في المكان نفسه لأيام متعددة.
سواء
كانت طريقة ناجعة الكلفة في تنظيم اقتراع هذا يعتمد على بنية الكلفة في البيئة
المحددة.
من ناحية
ثانية، التكاليف المباشرة (مثل الدفعات الإضافية لكادر محطات الاقتراع) والتكاليف
غير المباشرة (توفير الأمن، وأي تكاليف أخرى للمحافظة على الثقة العامة) على
الأرجح ستفوق تكاليف توفير أماكن اقتراع إضافية (تدريب وتشغيل كادر إضافي، وسائل
نقل، مواد وأمن إضافيين). فمنافعها تتوقف على أنها لأي درجة تعزز نسبة إقبال
الناخبين وإمكانية وصولهم للمحطات. إذ قد يكون لهذا ضرورة أكبر في الدول ذات أعداد
ناخبين كبيرة جدا أو التي لا يوجد لديها سابقة لانتخابات جماهيرية.
القسم
التالي يتعامل مع مسائل يجب أخذها بعين الاعتبار عند تخطيط وإدارة محطات الاقتراع
التي ستُفتتح للاقتراع لأكثر من يوم واحد لجولة واحدة من انتخابات.
الأمن
الاقتراع
لأيام متعددة يفرض متطلبات إضافية على قوى الأمن للمحافظة على تواجد واف بالمراد
في محطات الاقتراع.
خاصة
في حالات ذات مخاطر أمنية عالية النسبة، قدرتهم لتلبية هذه المتطلبات تحتاج لأن
تُراعى بعناية في تحديد مدى عملية تحديد فترة اقتراع لأكثر من يوم واحد وأماكن
الاقتراع المستخدمة. علاوة على ذلك، سيتوجب التفكير بتواجد أمني طوال الليل إذا
كان من المرجح أن الناخبين غير القادرين على الاقتراع قبل إغلاق الاقتراع في يوم
واحد سيبقون طوال الليل قرب محطة الاقتراع لكي يقترعوا في اليوم التالي.
من
المفضل ألا تنقل مواد الاقتراع من محطة الاقتراع حتى انتهاء الاقتراع. لذلك، يجب
حماية أماكن محطات الاقتراع والمواد الموجودة داخلها في الفترة ما بين إغلاق
الاقتراع في يوم وافتتاحه في اليوم التالي.
فقط
عندما يكون هناك درجة عالية من الثقة في السلطات الحكومية من قبل جميع المشاركين
السياسيين يجب التفكير ببدائل مثل إيداع المواد ليلا في عهدة الشرطة أو قوى الأمن.
مقرات محطات الاقتراع
طالما
أن المواد ستحتاج لأن تُحرس ليلا، تشييدات أو مرافق مفتوحة مؤقتة قد لا
تكون مناسبة.
إدارة المواد والتجهيزات
جميع
المواد والتجهيزات يجب أن تُسلم لمحطات الاقتراع قبل المباشرة بالاقتراع، ما لم
يكن هناك أسباب محلية محددة (مثل استيعاب وسائل النقل أو الأمن) التي تجعل التسليم
المتعاقب ناجع الكلفة. فبالنسبة لبعض المواد والتجهيزات، المستويات المزودة ستعتمد
على عدد الأيام التي سيجري فيها الاقتراع.
خاصة
عندما يكون مدموجا مع نشاط أكبر لمحطات اقتراع، التخطيط لاقتراع لأيام متعددة يجب
يسمح بمستويات متزايدة من تجهيزات احتياطية، مثل صناديق اقتراع ومقصورات اقتراع،
في حال حدوث أضرار خلال فترة الاقتراع.
ضمان الشفافية
من
الهام أن يكون ممثلي المشاركين السياسيين قادرين على التحقق من سلامة المواد
الانتخابية طوال فترة الاقتراع.
في
ظروف انعدام شديد في الثقة، هذا قد يتطلب الوجود الفعلي لممثلي أحزاب أو مرشحين
سياسيين في جميع الأوقات من موعد المباشرة وحتى إغلاق الاقتراع، حتى عندما تكون
محطة الاقتراع مغلقة أثناء الليل. ويجب أن يتم تنسيق هذا بعناية لتجنب النزاع.
حلول
أكثر عملية تشدد على الطريقة التي تخزن بها أوراق الاقتراع ومواد الاقتراع الأخرى
أثناء فترة الاقتراع. يفضل استخدام صناديق اقتراع متينة، بدلا من الورق المقوى
الأرخص ثمنا أو مواد أخرى لا تتحمل.
عند
إغلاق اقتراع كل يوم، والمباشرة في اليوم التالي، حالة وأختام صناديق الاقتراع
المحتوية على أصوات مدلى بها ومنجزة يجب أن تُسجل من قبل عامل اقتراع أعلى رتبة
وأن يشهد عليها ممثلي أحزاب أو مرشحين موجودين.
مواد
أخرى والتي تعد سلامتها أمر جوهري من أجل نتائج ناجحة للانتخابات يُفضل أيضا أن
يتم تخزينها خلال الليل في صناديق اقتراع محكمة الإغلاق، وإن لم يتم ذلك، في مخزن
آمن آخر. هذه قد تتضمن:
·
سجلات الناخبين،
·
أوراق الاقتراع غير المستخدمة، و
·
الاستمارات المملوءة لاقتراع الغائبين، الاقتراع
المساعد، الاعتراضات على الناخبين، وأهلية الاقتراع للناخبين الغير مدرجين في سجل
الناخبين،
·
الأختام، وتجهيزات ضبط التزوير مثل الحبر الحساس
للضوء.
عملية
الإقفال على هذه المواد عند إغلاق اقتراع كل يوم وفتحها عند المباشرة في اليوم
التالي ستُسجل من قبل عامل اقتراع أعلى رتبة ويشهد عليه ممثلي أحزاب ومرشحين
حاضرين.
تخطيط القدرات
الاقتراع
لأيام متعددة يجعل تخطيط الطاقات أكثر صعوبة، خاصة إذا كان يحدث للمرة الأولى في بلد
ما أو في انتخابات انتقالية. فهي ليست ببساطة مسألة تقسيم الناخبين المتوقعين على
عدد أيام الاقتراع وبالتالي وضع كثافة عمل يومية متوقعة لمحطة الاقتراع.
تحليل
نماذج العمل اليومية لعدد الناخبين المحتمل، تأثير حملات إعلام الناخبين على فهم
الناخبين للموعد الذي يمكنهم أن يقترعوا به، جداول النقل، ونماذج سابقة لنسبة
إقبال الناخبين تعد مفيدة في تحديد الحضور المحتمل في كل يوم.
في
غياب أي نماذج سابقة، مكان محطة الاقتراع وطاقات الموارد الأساسية يجب أن تراعي
نسبة إقبال محتملة تتراوح ما بين ثلثي وثلاثة أرباع العدد الكامل للناخبين
المحتملين في يوم واحد.
لكن
نسبة إقبال الناخبين قد لا تكون منطقية، فالسمات المجتمعية أو بيئات الانتخابات
المحددة قد تحدد عدد الناخبين من بداية اليوم الأول للاقتراع مقارنة مع أعداد
الناخبين في اليوم الأخير. فضمان المحافظة على خدمة الناخبين يستلزم تخطيط مقدرات
احتياطية لزيادة إمكانيات كثافة العمل (بواسطة استخدام عاملين إضافيين) في اليوم
الأخير.
هناك
طرق إدارية لتوزيع نسبة الإقبال بشكل متعاقب على أيام اقتراع متعددة. فالناخبين
المحتملين قد يُقسموا إداريا ويُعين لهم أيام محددة للاقتراع. هذا قد يكون فعال
إذا تم على أساس جغرافي، ولكن من المرجح أكثر أنه سيسبب إرباكا للناخبين إذا تم
على أسس أخرى، مثل الاسم أو نوع العمل. تدابير إدارية حساسة ستتضمن علاقات مدراء
انتخابيين مع أحزاب ومجتمعات لمحاولة جدولة أي نقل جماهيري لمحطات اقتراع بطريقة
متعاقبة طوال فترة الاقتراع.
العادات الصحية ووسائل الراحة
استخدام
محطة اقتراع لأيام متعددة يعني أن ترتيبات تنظيف يومي لمحطة الاقتراع والمرافق
الأخرى، مثل المراحيض المتنقلة وخزانات تزويد المياه، يجب أخذها بالحسبان.
في
البلدان الأقل تطورا على وجه التحديد، قد يكون الناخبين قد قطعوا رحلة طويلة وشاقة
إلى محطة الاقتراع، وقد يرغبوا بالبقاء ليلا إذا لم يكونوا قادرين على الاقتراع
قبل الموعد الذي تغلق فيه المحطة في يوم وصولهم. إن لم تكن المرافق متوفرة لهذا،
هناك إمكانية للتعطيل، وربما العنف. فاختيار أماكن محطات الاقتراع وتخطيط الأمن يجب
أن يأخذ هذا بالحسبان.
توزيع العاملين
العمل
في محطة اقتراع يعني ساعات طويلة وقد يكون تجربة مرهقة. وكلما زادت أيام الاقتراع،
كلما أصبحت الحاجة أكبر لعاملين احتياطيين مدربين للتغطية عن المرضى والغائبين،
وكتدبير احتياطي من أجل نسبة إقبال أعلى من المتوقعة في اليوم الواحد.
من
الرشد وضع كادر أساسي من أجل نسبة ناخبين أعلى للاقتراع في يوم واحد ولإتاحة
الفرصة للمزيد من الاستراحات المتكررة للعاملين، خاصة في حال أن عاملي محطة
الاقتراع ذاتهم سيقومون بالعد. هذا سيعادل أي فعالية تشغيل واضحة لاستخدام محطات
اقتراع أقل ذات طاقات أكبر لأيام اقتراع متعددة.
استعلامات الناخبين
هناك
بعض الرسائل المعلوماتية الإضافية للناخبين التي يجب إيصالها في محطات اقتراع
الأيام المتعددة (من أجل مسائل معلوماتية عامة خاصة بالناخبين. فبالإضافة للإخطار
بأماكن وساعات الاقتراع، رسائل معلومات الناخبين في الأيام ما قبل يوم الاقتراع من
شأنها أن تساعد في توزيع نسبة الإقبال على الأيام المتاحة.
بغض
النظر عن استخدام وسائل إعلام، مساعدة مماثلة يمكن تقديمها من خلال وضع الجدول
الزمني لأي "تذكير للقيام بالاقتراع" محلي أو في الشوارع بشكل متعاقب
خلال فترة الاقتراع. فخلال اليوم الأول للاقتراع، إحصاءات نسبة الإقبال يجب أن
تُراقَب لمعرفة ما إذا كان هناك حاجة فورية لتعيينات إضافية لاستعلامات الناخبين،
إما بشكل عام أو في مناطق معينة. كما تعد إمكانية الحاجة لهذه التعيينات بمثابة
اعتبار يجب مراعاته في إدارة موازنة استعلامات الناخبين.
الاقتراع لأيام متعددة غير المخطط له
هناك
أيضا اختلافات إدارية هامة اعتمادا على ما إذا كان جدول الاقتراع لأيام متعددة قد
خُطط له كجزء من عملية الانتخابات، أو كاستجابة لنواقص تمت مواجهتها بصورة عامة أو
في أماكن محددة يوم الانتخاب. سماح محدود
ومعرف لاستجابات مماثلة يشكل مكونا حكيما في إطار العمل القانوني للانتخابات.
وتتضمن
النواقص ذات الصلة:
·
تأخير أو عدم توصيل المواد والتجهيزات الضرورية،
·
تأجيل الاقتراع بسبب تهديد، عنف، أو كارثة طبيعية،
·
عدم القدرة على إنجاز التعامل خلال ساعات الاقتراع
مع الناخبين الذين حضروا ليقترعوا (وهو مؤشر لنواقص تخطيط رئيسية)،
·
حكم قضائي يقضي بأن نسبة إقبال الناخبين في يوم
الاقتراع المحدد غير كافية لإعطاء مصداقية للانتخابات.
في هذه
الحالات تعد فعالية التخطيط الاحتياطي بالغة الأهمية لنجاح فترة الاقتراع الممددة.
تمديد
الاقتراع ليوم أو أيام إضافية ليس قرارا يسهل اتخاذه، ليس فقط لتأثيره على تأمين
الموارد، لكن لكونه قد يؤخر ختام عد الأصوات إلى ما بعد المواعيد المخطط لها
والمعلن عنها.
يُفضل
ترك مسؤوليات اتخاذ قرارات مماثلة لموظف تنفيذي أعلى رتبة في هيئة إدارة
الانتخابات وأن يتم تحديدها في إطار العمل القانوني للانتخابات. في بعض البيئات،
القوانين التي تتطلب مصادقة حكومية قضائية و/أو تنفيذية قد تكون مناسبة.
المحافظة
على ثقة العامة في ظروف مماثلة ستتطلب تدابير إضافية مثل:
·
ضمان أن عدم نشر أي نتائج عد جزئية قبل انتهاء
الاقتراع ذو الصلة،
·
ضمان مواد الاقتراع يتم التعامل معها بسرية
وبشفافية من طوال فترة التمديد،
·
تعبئة موارد إضافية للسماح بإتباع الجدول الزمني
المعلن للعد بأقرب شكل ممكن.
multi voting same day