في
تحديد المنهجية المناسبة للتدريب على العمليات الانتخابية، تحتاج المصادر المطلوب
استخدامها لتطوير وتقديم برامج تدريب لأن تحدد بدقة أثناء القيام بتقييم
الاحتياجات العامة للانتخابات وبالتخطيط للتدريب.
العوامل
التي سيتوجب أخذها بعين الاعتبار تتضمن القدرات التدريبية الداخلية لهيئة إدارة
الانتخابات، بنية التدريب المعتمدة ونوعية وتوفر مصادر التدريب الخارجية. فقد تكون
مصادر تقديم التدريب المتوفرة العامل الحاسم الأساسي لبنية التدريب نفسها.
هناك
عدد من مصادر التقديم البديلة والتي يمكن استخدامها لتأمين تدريب ناجع، كل منها
يتطلب نماذج مختلفة لنوعية إدارة التدريب وضمان الانتهاء في الوقت المحدد. ففي تدريب
عدد العاملين الكبير في فترة زمنية قصيرة، والنتائج المحتملة لفشل التدريب، مشاركة
مصادر تقديم تدريب كافية هو العامل الأساسي لأن تواجه بشكل مبكر في التخطيط
للانتخابات.
استخدام مصادر من داخل المؤسسة
قد
تحافظ هيئات إدارة الانتخابات الدائمة على مرافق تدريب مهنية داخل المؤسسة، على
الرغم من أن التدريب بحد ذاته لا يعد حقا عملا مهنيا جوهريا لإدارة الانتخابات.
وفي بيئات القطاع العام الأقل تبعية هناك جدال على أنه ربما من الأفضل أن يترك هذا
العمل برمته لمنظمات تدريب مهنية.
حيث
توجد وحدات تدريب داخلية كهذه، توجهها على الأرجح سيكون أكثر باتجاه تطوير برنامج
تدريبي وتدريب موظفين دائمين. إذ يعتبر تبذير مفرط المحافظة الدائمة على قوة
تدريبية كافية لتدريب جميع أعضاء كادر العمليات الانتخابية.
على أي
حال، من خلال معرفتهم بتقنيات التدريب وإجراءات الاقتراع، يتولى المدربين داخل
المؤسسة دورا إشرافيا رئيسيا في تقديم تدريب موظفي محطات الاقتراع. ويمكن أن
يستخدموا بنجاعة مثلى لتوفير:
·
جلسات المستوى الأول "تدريب
المدرب" لأعضاء آخرين من كادر هيئة إدارة الانتخابات، أو أشخاص آخرين مشغلين
في وظائف تدريبية،
·
مراقبة نوعية لبرنامج
تدريب موظفي محطات الاقتراع، من خلال حضور نماذج من جلسات تدريبية ومراجعة تقييمات
الجلسة.
في هذا
النمط يمكن لخبرة المدربين المؤسساتيين أن تترك تأثيرا أوسع على نشاطات تدريبية من
ذلك الذي تتركه إذا كانوا منهمكين كليا بتقديم الجلسات لكادر محطات الاقتراع.
المشكلة الأساسية هي الوقت المتوفر. فمن أجل نجاعة ذات حد أعلى، ستكثف معظم
تدريبات موظفي العمليات الانتخابية ضمن فترة قصيرة قبل يوم الانتخابات. فقدرات
التدريب الدائم داخل المؤسسة بشكل عام لن تواكب بشكل فعال عدد الجلسات اللازم في
الفترة الزمنية المحددة.
حيث
يكون لدى هيئات الإدارة الانتخابية أو وكلائها (كالمدراء الحكوميين المحليين
التابعين لبعض الأنظمة) تواجد إقليمي دائم أو كادر منطقة محلي، يمكن لهذا أيضا أن
يستخدم كمصادر أولى في وظائف تدريب موظفي محطات الاقتراع، بعد أن يكونوا قد دُربوا
كمدربين (لكادر دائم يتعلق بالانتخابات كهذا، التدريب كفحص دقيق للمدرب يمكن أن
يكون فعالا في برنامج متقدم باستمرار.)
بشكل
عام، استخدام مدربين متى أمكن لديهم خبرة سابقة بالانتخابات مفضل على استخدام
مدربين مهنيين خارجيين، طالما أن هؤلاء العاملين يمكن أن يظهروا قدرات تقديم وأن
مهامهم التحضيرية الأخرى للانتخابات لا تتأثر بمقتضى الالتزامات بتقديم التدريب.
تنفيذ التدريب من قبل مصادر أخرى
حيث
تشارك موارد خارج هيئة إدارة الانتخابات في التدريب، والذي يحدث في معظم البيئات
حيث لا يوجد سلطات إدارة انتخابية دائمة مع وجود إقليمي أو محلي، يتوجب اتخاذ قرار
أساسي حول إدارة تنفيذ التدريب، وهل سيكون ذلك:
·
تعاقد خارجي شامل كصفقة
لمؤسسة تدريب مهنية،
·
يدار من قبل هيئة إدارة
الانتخابات ولكن يستخدم موارد إضافية مستأجرة خصيصا لأغراض تدريبية،
·
مزيج يجمع بين
المقاربتين المذكورتين أعلاه، فمع التعاقد خارجيا على أعمال التدريب في المناطق
التي تتميز بقوة تدريب مؤسساتي يسمح لهيئة إدارة الانتخابات أن تركز قدراتها في
إدارة التدريب في مناطق أخرى.
حيث
هناك مشاركة لأشخاص أو منظمات خارجية في تنفيذ تدريب العمليات الانتخابية، يجب أن
يكونوا على بينة واضحة أنهم سيخضعون لقيود الدستور الرسمي للعمل، وعلى جميع
الأشخاص المشاركين في التدريب أن يكونوا مستعدين للالتزام رسميا بهذا الدستور.
نقص
الحيادية في التدريب يمكن أن يثير الشكوك حول موضوعية موظفي العمليات الانتخابية
أنفسهم أو، أسوأ من هذا، يزودهم بمعلومات حاقدة والتي يمكن أن تؤثر سلبا على
تطبيقهم لإجراءات الاقتراع.
التعاقد خارجيا على وظائف تدريبية
هناك
بعض الإيجابيات في التعاقد خارجيا على تنفيذ التدريب ككل. فهو يزيح وظيفة الإدارة
يوم بيوم من الفترة المكتظة بالأعمال في جدول الانتخابات الزمني، ويمكن أن تؤمن
قوة تدريب مهنية للغاية.
وربما
تكون الطريقة الوحيدة المعقولة لتعبئة وإدارة موارد تدريب كافية، خاصة في بنية
تدريب متزامنة. أما بالنسبة للبنى التسلسلية، يمكن أن تكون الطريقة الأنسب لتدريب
مستويات أعلى. من ناحية ثانية، هناك أيضا سلبيات جديرة بالذكر والتي يجب أن تراعى
بدقة قبل اعتمادها. فالتعاقد لتولية التدريب ككل لمنظمات أخرى ربما يهدد مفاهيم
استقامة الانتخابات، خاصة إذا تم التعاقد مع مؤسسات تربوية مرتبطة بالحكومة في
بيئات حيث هناك شك في حيادية المؤسسات الحكومية.
كما
سيتطلب مراقبة صارمة للأداء لضمان أن التدريب ينفذ مع التسهيلات وبالطريقة
المطلوبة.
متعاقدو التدريب المحتملين
أنواع
الهيئات التي يمكن أن تدرس لتنفيذ تدريب موظفي العمليات الانتخابية هي:
·
مؤسسات حكومية، كمجالس
تدريبية، مؤسسات تدريب تقنية، سلطات تربوية أخرى،
·
مجموعات مهنية من القطاع
الخاص،
·
مجموعات شعبية،
كالمنظمات المدنية غير الحكومية والتي تتمتع باهتمام وخبرة في الثقافة المدنية
وقضايا حقوق الإنسان، أو حتى الكنائس.
حيث
تبنى مؤسسات كهذه على أساس شعبي أو إقليمي، مقاربة اتحاد مشترك ربما تكون مفيدة،
بإحضار منظمات تدريب مختلفة تحت مظلة متجانسة واحدة لهدف تدريب العمليات
الانتخابية. هذا قد يستوجب تحقيق التغطية الضرورية ولكن سيزيد الحاجة لمراقبة
الاتساق ونوعية خدمات التدريب المقدمة.
المساعدة الدولية
ربما
ينظر أيضا لتطوير وتنفيذ التدريب كأولوية مناسبة لمساعدة دولية في الانتخابات في
الدول الأقل تطورا.
من
ناحية ثانية، مساعدة كهذه قد تقدم القليل لبناء قدرة تدريب دائمة ما لم يكون
تركيزها على تدريب طاقم محلي كمدربين ودعم أدائهم، فالكادر الدولي لا يستخدم
ببساطة لتنفيذ التدريب برمته.
توظيف عاملين إضافيين لأهداف تدريبية
التوظيف
المباشر لعاملين إضافيين من قبل هيئة إدارة الانتخابات لأهداف تدريبية يمكن أن
يؤمن تحكم أكبر بعمليات التدريب.
كادر
كهذا، من ناحية ثانية، على الأرجح سيكون أقل خبرة في تنفيذ تدريب البالغين، وتدريب
المدربين عن طريق كادر هيئة إدارة انتخابات سيبقى بشكل عام بحاجة لمناشدة مهارات
تقديم التدريب.
مستويات
الخبرة المختلفة لكادر كهذا ستتطلب أيضا مراقبة صارمة لتقديم التدريب. من المجموعات
التي يمكن أن يشغل منها مدربين:
·
معلمو مدارس وعاملون
تربويون آخرون،
·
عاملون مدنيون أو مثقفون
للناخبين،
·
أعضاء في جماعات مدنية
ثقافية التوجه ومجموعات مهنية،
·
موظفو عمليات انتخابية
أعلى رتبة (أو سابقين)، بالتحديد مدراء محطات الاقتراع.
استخدام
مثقِفين ومهنيين شعبيين ربما يكون أكثر ملاءمة لبنى تدريب الفرق المتنقلة أو
الإقليمية ونماذج التدريب المتزامنة.
استخدام
موظفي عمليات انتخابية أعلى رتبة في طريقة ناجعة الكلفة لتدريب أغلبية موظفي محطات
الاقتراع حيث تستخدم البنى التسلسلية. فمهامهم التدريبية ستعزز أيضا مستويات المعرفة
لديهم بجعلهم أكثر إدراكا لكلية الأعمال ضمن بيئة محطة الاقتراع.
عدد المدربين المنفذين لكل جلسة تدريب
حتى في
العمل مع مجموعات تدريب صغيرة نسبيا، يفضل، حيث تتوفر قابلية التمويل وموارد
التدريب، تعيين مدربَين كحد أدنى كفريق تدريب لكل جلسة تدريب. هذا قد يخدم عدة
أهداف:
·
يؤمن توجيه أقوى وتنظيم
أسرع للمحاكاة والنشاطات الجماعية،
·
توفر الشخصيات المختلفة
تغيرات في أنماط التقديم وتعزز مساحة الانتباه،
·
تحديدا حيث تسافر فرق
التدريب المتنقلة لمواقع مختلفة، يؤمن احتياطي في حال المرض،
·
يمكن أن يساعد في
المحافظة على طاقة المدرب وإنهاء الجلسات ضمن المواعيد المحددة.
حيث
يكون بناء قدرة تدريبية هدفا، ربما يكون من المفيد لفرق التدريب أن تحتوي على مدرب
"متدرب"، على سبيل المثال، موظف اقتراع بارز، يصقل لمسؤوليات تدريب
مستقبلية.
المقدمين
الخبراء في مجالهم التقني يمكن أيضا أن يكونوا ذوي فائدة للمساعدة في تقديم
التدريب. مقدمات لجلسات التدريب من موظفين انتخابيين أعلى رتبة يمكن أن تعزز من
أهمية التدريب للمشاركين.
مظاهر
خلال أجزاء ذات صلة من قبل خبراء أمن، مدراء مرافق اتصال، وممهدي إجراءات يمكن أن
تعزز صورة المعلومات المقدمة. ويمكن لهذا أن يساهم في تدريب ناجع، خاصة في تقديم
تنوعات في أنماط التقديم خلال جلسات التدريب، ولكن ليس بالضرورة أن تكون جوهرية.
تدريب المراقبين، ممثلي الأحزاب، وقوى الأمن
تدريب
المراقبين وممثلي الأحزاب أو المرشحين هو مسؤولية منظماتهم. من ناحية ثانية، ربما
يكون مفيد للغاية بالنسبة لهيئة إدارة الانتخابات أن تشارك في كل من تحضير المواد
المرجعية التقنية وتأمين مقدمين خبراء لتدريب المراقبين وممثلي الأحزاب والمرشحين.
يمكن
لهذا أن يساعد في ضمان أن المعلومات القانونية، الإجرائية والعملياتية الصحيحة
تستخدم في التدريب من قبل هذه المنظمات. (لدراسة هذه المسائل أكثر، راجع، تدريب الأحزاب
والمرشحين وتدريب المراقبين.)
بالنسبة
لقوى الأمن، لدى هيئة إدارة الانتخابات دورا لتلعبه في تطوير برامج ومواد محددة،
تدريب مدربين ضمن قوى الأمن في أمور الانتخابات الإجرائية، تقديم جلسات ذات صلة،
وفي مراقبة تدريب انتخاب قوى الأمن.
من
ناحية ثانية، مسؤولية تنفيذ تدريب انتخابي لدائرة الأمن يفضل أن تترك لإدارة قوى
الأمن. (لدراسة هذه المسائل أكثر، راجع تدريب قوى الأمن.)