ثمة قضيتان رئيسيتان تتعلقان
بمسائل الضبط والتحكم في مجال الإقتراع الغيابي عندما قد يعمد الناخبون للإقتراع
في مكان ما خارج نطاق منطقة سجلهم الانتخابي المدرجة فيه أسماؤهم، وهما:
·
توريد أوراق الاقتراع لمحطات الإقتراع؛
·
ضمان إصدار أوراق الاقتراع الصحيحة للناخبين.
وفي الأنظمة التي يجري فيها الإقتراع
العادي باستخدام ورقة اقتراع داخل ظرف حيث تظهر قائمة كل حزب في ورقة منفصلة
والناخبون يختارون أي من الأوراق يستخدمونه للإدلاء بأصواتهم، فإن متطلبات توريد أوراق
الإقتراع قد تجعل من عملية تطبيق الإقتراع الغيابي خارج منطقة السجل الانتخابي
صعبة للغاية.
وحتى عندما يحتاج الناخبون للتأشير على اختيارهم المفضل في
ورقة اقتراع واحدة، فإن توريد وإصدار أوراق الإقتراع للناخبين تكون عملية معقدة للتحكم
فيها وضبطها. وهناك بديلان ممكنان من ورقة الإقتراع:
·
أوراق اقتراع تبين كامل تفاصيل وبيانات المرشحين والأحزاب أو الجماعات
المتنافسين في الإنتخاب، بحيث يستطيع الناخبون التأشير والتعليم عليها لتبيان
خياراتهم المفضلة؛
·
بطاقات اقتراع مفتوحة للكتابة عليها، وهي عبارة عن بطاقات فارغة لم يطبع عليها
تفاصيل بيانات المرشحين أو الأحزاب أو الجماعات المتقدمة للمنافسة في الانتخابات.
وتنطبق هنا اعتبارات مماثلة لأوراق الإقتراع المتعلقة بالإقتراع
المبكر (أنظر: الإقتراع المبكر).
أوراق الاقتراع بالتفاصيل الكاملة
ن استخدام أوراق الاقتراع التي تشتمل على كامل تفاصيل البيانات
في الإقتراع الغيابي من شأنه توفير البيانات الصحيحة في كل ورقة اقتراع، ولكن ذلك سيؤدي
بصورة عامة إلى عملية توريد وإمداد معقدة بصورة أكبر.
وعندما يسجل الناخبون مقدماً للإقتراع الغيابي، فإنه يمكن
توفير رزم وثائق إقتراع شخصية تشمل أوراق اقتراع بالتفاصيل الكاملة لكل ناخب غيابياً
وتغليفها في طرود بصورة مسبقة وإرسالها إلى محطة الاقتراع الصحيحة. وعلى كل، فإن هذه
العملية مكلفة وتستغرق وقتاً مطولاً ويتعين القيام بها قبل يوم الإقتراع.
وفي بعض الأحوال الأخرى، فإن الحاجة تتطلب إرسال سلسلة كاملة
من أوراق إقتراع المناطق الانتخابية إلى محطات الاقتراع المعنية بالناخبين الراغبين
في الإقتراع غيابياً بعيداً عن مناطقهم الانتخابية المسجلين فيها.
وبينما يعمل ذلك على التأكد من أن جميع أوراق الإقتراع الصادرة
صحيحة بالتفصيل، فإنها سوف تتطلب ضبطاً دقيقاً جداً للمواد في المحطة الانتخابية، خاصة
إذا كانت أعداد كبيرة من الدوائر الانتخابية مرتبطة بالعملية نفسها.
أوراق الاقتراع الفارغة لتعبئتها خطياً
إن هذا الاسلوب يجعل من إمداد محطة الإقتراع والتصويت وضبط
وثائق وعمليات الاقتراع داخل محطة
الإقتراع أسهل بصورة كبيرة، حيث أن نفس نموذج الاقتراع يمكن استخدامه للناخبين
المقترعين غيابياً من أي منطقة انتخابية. وأما بالنسبة لكيفية استكمال وتعبئة هذه البطاقات
الانتخابية، فإن ذلك يتوقف على المتطلبات التشريعية الشاملة لتصميم البطاقات نفسها.
وعندما يتقرر أن من الهام أن تظهر بطاقات الاقتراع جميع الإختيارات للناخبين، فإن الموظف
المسؤول بمحطة الاقتراع سيكون مطالباً بصورة عامة أن يدون على ورقة الاقتراع كامل التفاصيل
لجميع المتنافسين في الدائرة الإنتخابية المعنية. وهذا سيؤدي إلى:
·
إبطاء عملية إصدار وتوزيع أوراق الاقتراع؛
·
ضرورة تزويد جميع أماكن الإقتراع الغيابي بقوائم تفاصيل المرشحين، والأحزاب أو
الجماعات كما ستظهر في أوراق الإقتراع لكل منطقة انتخابية؛
·
جعلها عرضة للأخطاء الإملائية من قبل موظفي المحطة الانتخابية.
وقد يكون هناك نظام أبسط
للاستخدام حيث يستطيع الموظفون إمهار اسم المنطقة الانتخابية المعنية على ورقة
اقتراع أخرى فارغة، ويقوم الناخبون داخل مقصورة الاقتراع بكتابة اسم المرشح أو
الحزب الذي يرغبون بالإقتراع لصالحه.
وهذا من شأنه الحفاظ على سرعة سير
وإنجاز الإقتراع. وعلى كل، فإن ذلك يتوقف أيضاً على وصول الناخب لقوائم المرشحين
أو الأحزاب المعنيين، وقد يكون عرضة بدرجة كبيرة لحصول أخطاء كثيرة من جانب
الناخبين، لأن عملية تأشير الناخبين على اختيار مرشح أو حزب أقل تعقيداً من كتابة
اسم المرشح أو الحزب.
ولا تعد طريقة ملائمة كثيراً في
الأنظمة الانتخابية التي يعمد فيها الناخبون إلى التأشير على أكثر من مرشح أو
قائمة ما في كل عملية انتخابية.
البدائل
الممكنة
إن النماذج البديلة لتعداد الأصوات
الغيابية قد تشمل:
·
القيام بالعد في محطة الإقتراع التي صدرت فيها أوراق الإقتراع للناخبين المصوتين
غيابياً؛
·
إعادة أوراق الإقتراع الغيابي من جميع أماكن الإقتراع إلى نقطة مركزية واحدة
لإجراء العد والفرز اللازم لها هناك ؛
·
إرسال جميع أوراق الاقتراع الغيابي من جميع مراكز الإقتراع الغيابي إلى المحطة
الإنتخابية التي يظهر على قائمة الناخبين العادية لديها كل ناخب يصوت غيابياً؛
·
إعادة أوراق الاقتراع الغيابي من جميع مراكز الإقتراع إلى نقطة مركزية في كل
منطقة انتخابية لإجراء عملية العد والفرز لها.
القضايا
الإعتبارية
إن الأسلوب الذي يتم تبنيه
يعتمد على المسائل التالية:
·
الهيكل التنظيمي وقدرات الأطقم الإدارية لدى هيئة إدارة الانتخابات، حيث أنه
في حالة وجود محلي وقوي لها مع توفر أنظمة رقابة جيدة، فإن إعادة أوراق الاقتراع
إلى مستوى محلي للقيام بعملية الفرز والعد تعتبر أنسب وأفضل الطرق؛
·
القدرات التجهيزية لإعادة أوراق الإقتراع الغيابي إلى نقطة واحدة أو عدد محدود
أو كثير من الأماكن، لإجراءعملية العد والفرز لها؛
·
الاسلوب المقرر تبنيه لتحديد مدى صلاحية وأهلية الناخبين غيابياً للإقتراع؛
·
قدرة الحفاظ على الشفافية إذا جرى عد أوراق إقتراع الناخبين غيابياً في أماكن
بعيدة عن المنطقة الإنتخابية التي جرى الإدلاء بالاصوات لصالحها، مما قد يمنع
ممثلي الأحزاب أو المرشحين من الحضور في الانتخاب المعين.
وعندما يجري تجميع قوائم خاصة
لناخبين مصويتين غيابياً واستخدامها في عدد محدد من الأماكن، فإن من الأفضل القيام
بعملية العد في أماكن الإقتراع الغيابي. وفي حال إصدار أصوات غيابية دون أن يـُطلب
بالضرورة التسجيل مسبقاً أو الحصول على شهادات لتأهيل الناخبين للاقتراع الغيابي،
فإن تفقد صلاحية وأهلية الناخبين وعد الأوراق لا تغدو مناسبة للقيام بها في مركز
الاقتراع، وربما يصبح من الأفضل القيام بها في أماكن إقليمية أو مركزية.