في تنمية
كل من الإستراتيجية الإجمالية وخطط الجلسات المفصلة للتدريب من الأهداف المقررة
(راجع تنظيم التدريب)، من الضروري اختيار بنية ومنهجية تكون الأكثر
فعالية لبيئة التدريب، مع مراعاة عوامل مثل:
·
البيئة الثقافية،
·
مصادر التدريب المتوفرة،
·
الأطر الزمنية المتوفرة،
·
التمويل،
·
نجاعة الكلفة.
جوهر التدريب
ينصب
تركيز تدريب موظفي العمليات الانتخابية على تحقيق كفاءة المهمة، أي القدرة على
تنفيذ مستوى معين من النشاطات بدقة واستقامة تحت الضغط، وليس مجرد المعرفة عنها. منهجيات
مناسبة تُشتق من هذا المبدأ الأساسي.
يلاحظ
أن التعلم المبني على أساس المهمة ينجز بشكل أفضل في جلسات التدريب وجها لوجه من
أن يدرس نظريا. وهكذا يجب أن تكون برامج تدريب موظفي العمليات الانتخابية مبنية
على هدف تزويد الجميع ببعض التدريب وجها لوجه. أما في المناطق النائية، أو حيث لا
يمكن تقديم التدريب وجها لوجه لجميع أعضاء الكادر، يجب على الأقل أن يتم تزويد
جميع موظفي العمليات الانتخابية بالمواد المرجعية المعيارية، مع ما يتطلبه موظفي
التدريب الذاتي لتولي نوعا من تقييم المعرفة، من خلال استخدام الدفاتر أو التمارين
المزودة مع المواد المرجعية.
بالإضافة
لهذه التدريبات الرسمية وطرق الإيجاز، لا يجوز الاستخفاف بأهمية نشاطات التدريب
غير الرسمية كعامل تعزيز. يمكن لهذه أن تتضمن التواصل عبر التقارير أو النشاطات
شبه الاجتماعية.
مسائل محددة يجب أخذها بالحسبان
في
تحديد بنية ومنهجية التدريب، هناك عدد من المسائل المترابطة والتي تحتاج لحل:
·
ما هي البنية المثلى
لبرنامج التدريب (انظر فيما كتب لاحقا) ومتى يجب تنفيذها (راجع توقيت التدريب)،
·
من يجب أن يستخدم ليقوم
بتدريب موظفي العمليات الانتخابية (راجع مسؤوليات تنفيذ التدريب)
وماذا يحتاجون ليكون التقديم ناجحا (راجع مواد التدريب المرجعية)،
·
ما هي المواضيع التي يجب
أن تغطيها جلسات التدريب وكيف يجب تنظيم ذلك (راجع مضمون جلسات التدريب)،
·
ما هي تسهيلات ومساعدات
التدريب اللازمة (راجع بيئة التدريب)،
·
كيف سيقاس نجاح التدريب
(راجع تقييم المعرفة و تقييم التشغيل والتدريب).
الاختبار
يشكل
موظفو عمليات انتخابية لانتخابات عامة تمرين تدريبي ضخم. فبينما يمكن للمحاكاة
خلال التدريب أن تعزز تعلم موظفي العمليات الانتخابية، من دون ضغط الانتخابات
الواقعي لا يمكن أن تقدر تماما درجة نجاح منهجية التدريب المختارة.
حيثما
تختار المنهجيات المحتملة يجب أن تختبر كليا في بيئة حية، وإذا أمكن في انتخابات
جزئية (انتخابات تكميلية) أو انتخابات مركزية أخرى، قبل أن تطبق على نطاق واسع.
بنية التدريب
تحديد
بنية التدريب تتوقف بشكل متبادل على تقييم متطلبات التدريب مقابل المصادر المتوفرة
لذلك. وغالبا ستبرز الحاجة لبعض التسويات بين المثاليات فيما يتعلق بما يلي:
·
الوقت المستغرق لإنجاز
تدريب موظف عمليات انتخابية،
·
عدد المدربين المطلوب،
·
القدرة على تشغيل مدربين
مهنيين،
·
حجم مجموعات التدريب.
قرارات
مبدئية ستحتاج لأن توضع حول إمكانية تقديم جلسات تدريبية وجها لوجه لجميع أعضاء
كادر العمليات الانتخابية. فهناك ثلاثة أنماط أساسية لبنية التدريب وجها لوجه
لموظفي العمليات الانتخابية:
·
النموذج التسلسلي،
المتموج، أو الهرمي،
·
نموذج الفرق المتنقلة،
·
نموذج التدريب المتزامن.
كل نموذج
له جوانبه الإيجابية والتي يمكن أن تكون كافية لتجعله مفضلا في بيئة محددة. وقد
تتوحد عناصر كل نموذج لتوفر البنية الأكثر فعالية لبيئة ما. فعواملها الإيجابية
والسلبية تستحق أن تدرس بتفصيل من نوع ما.
النموذج التسلسلي
النموذج
التسلسلي، المتموج أو الهرمي يعمل من خلال تدريب مجموعات صغيرة من الأشخاص على كل
من مهارات العمليات الانتخابية الوظيفية وتقنيات التدريب، والتي بدورها تدرب
مجموعات صغيرة من الأشخاص على مهارات وظيفية وتقنيات تدريبية، وهكذا دواليك، حتى
تمرر المهارات الوظيفية للعاملين الأدنى مستوى. في بيئة انتخابات ما يمكن للنموذج
أن يجري كالتالي:
·
مختصين فنيين ومدربين
مهنيين تابعين لهيئة إدارة الانتخابات المركزية يدربون كادر هيئة إدارة انتخابات
مركزي،
·
كادر هيئة إدارة
انتخابات مركزي يدرب مدراء الانتخابات الإقليميين أو المحليين،
·
مدراء الانتخابات
الإقليميين أو المحليين يدربون مدراء محطات الاقتراع،
·
مدراء محطات الاقتراع
يدربون كادر محطاتهم الانتخابية.
عدد
المستويات في السلسلة يمكن أن يعالج ليلائم الوقت المتوفر، الجغرافيا، والاعتبارات
اللوجستية وأحجام مجموعات التدريب المثلى. الجدول التالي يشير لبعض المحاسن
والمساوئ الهامة لهذا النموذج:
نموذج التدريب التسلسلي
|
الإيجابيات
|
السلبيات
|
مرن
|
|
يمنح ويبنى الأهلية، في تقديم مهارات تدريب قابلة
للنقل لمجموعة كبيرة من الأشخاص.
|
يحتاج لعدد كبير من المدربين غير المهنيين القادرين
على امتلاك مهارات تدريبية، وواثقين من مهاراتهم التدريبية الخاصة، المطورة في
جلسة تدريب قصيرة نسبيا.
|
يمكن دوامه، ففي ذلك لديه حاجة معتدلة فقط لمصادر
التدريب المهنية.
|
يحتاج لتطوير مفصل لكتيبات المدربين، خطط الدروس
ومصادر التقديم.
|
من خلال استخدام مجموعات صغيرة يقدم إمكانية تدريب
على كفاءة تشاركية تامة.
|
قد لا يكون المدربين غير المهنيين قادرين على
الاستفادة من نشاطات جماعية لتحقيق تدريب ناجع.
|
يتطلب مصادر لوجستية قليلة، بما أن معظم التدريب
يمكن أن يبنى على أساس محلي.
|
ربما يكون من الصعب تعديل مضمون جلسة التدريب أو
أسلوب التقديم وفقا لنتائج التقييم.
|
يتطلب القليل من المصادر التنظيمية المركزية، بالرغم
من أن عبء تنظيمي كبير موزع على عدد كبير من المواقع.
|
يحتاج لمراقبة مركزية لضمان أن الجلسات تنظم وتنفذ
حقا كما هو مخطط.
|
يمكن أن يكون ناجع الكلفة بما أنه يمكن أن يستخدم
عاملين موظفين مسبقا لأعمال أخرى في وظائف تدريبية.
|
العاملون المختارون لمهارات أخرى قد لا يكونوا
مدربين أو مقدمين ناجعين.
|
يمكن أن يدرب عدد كبير من
الأشخاص في وقت قصير نسبيا، رغم لزوم بعض الوقت لتشرب كونهم يدرَبون ويقومون
بتدريب آخرين.
|
قيود الفترة الزمنية قد تقلص المستويات لمرحلة حيث تفتقد المحاسن لمجموعات
صغيرة.
|
غير مركزي، يسمح بتحمل المسؤوليات محليا.
|
هناك تحكم أقل بالنوعية والتناغم. فالمراقبة
المستمرة والفعالة اللازمة لضمان أن الرسائل الصحيحة تمرر بطرق ناجعة في كل
مستوى من مستويات الهرم قد تفوق قدرات هيئة إدارة الانتخابات.
|
عامل تقوية، من خلال تنفيذ جلسات تدريبية
لآخرين، سيعزز مستويات المهارة.
|
يتطلب جلسات تدريبية أطول، لتغطية كل من العمليات الانتخابية والمهارات
التدريبية، لعدد كبير (ومع ذلك أقلية) من الكادر الذي، بدوره، يدرب آخرين.
|
عندما يكون هناك ثقة أن المستوى
الأدنى من المدربين سينجح في تنفيذ جلسات تدريبية (ويمكن لهذا أن يدعم بالمحافظة
على بينة بسيطة لنشاطات تشاركية)، يمكن تطبيق وظيفة رقابية ناجعة ونوعية، فهذا النموذج،
أو مزيج بينه وبين بعض ميزات فرق التدريب المتنقلة (انظر فيما يلي)، يشكل بنية
تدريب فعالة جدا.
نموذج فريق التدريب المتنقل
يشغل نموذج فريق التدريب
المتنقل فرق من مدربين أو أكثر يزورون محليات جغرافية مختلفة وينفذون جلسة أو عدد
من جلسات التدريب هناك. وهناك اختلافات متنوعة بين أن يدرب فريق التدريب جميع
أعضاء الكادر في المحليات أو كادر التدريب الأعلى مرتبة فقط، مع هؤلاء العاملين في
نموذج تسلسلي ومن ثم تدريب العاملين التابعين لهم.
الجدول التالي يشير لبعض
الإيجابيات والسلبيات الهامة لهذا النموذج:
نموذج تدريب الفرق المتنقلة
|
الإيجابيات
|
السلبيات
|
يستخدم مدربين مهنيين لتدريب جميع، أو على الأقل
مستوى أعلى، من العاملين على مستويات محلية.
|
يتطلب توفر مدربين مهنيين لفترة أطول.
|
استخدام مدربين مهنيين ربما يحفز النشاط
التعلمي.
|
لا يبني قدرات تدريبية وربما لا يشكل سبيل تطوير
دائم.
|
يتميز بضوابط الجودة البنيوية والنجاعة من خلال
استخدام فرق صغيرة من العاملين المهنيين.
|
|
يوفر مقدمين ماهرين في التدريب التشاركي وتدريب
تطوير الكفاءة.
|
اعتمادا على عدد الفرق المغطاة نفقاتها، ربما
يكون من الممكن المحافظة على مجموعات تدريب تشاركية إذا كانت ستغطي فرق متنقلة
جميع أعضاء الكادر في الوقت المتوفر.
|
يتطلب تكاليف لوجستية منخفضة، تتعلق كلها تقريبا
بنقل المدربين.
|
المشاكل اللوجستية الناتجة عن الحوادث التي لا
يمكن تجنبها كالطقس السيئ قد تؤخر برنامج التدريب برمته.
|
يتطلب مصادر تنظيمية مركزية قليلة نسبيا، معظم
العبء التنظيمي يمكن أن يئول للمستوى المحلي.
|
يتطلب تخطيطا لجولات تدريب من قبل السلطة
المركزية.
|
يؤمن مجرى مستمر لقاعدة بيانات للتقييم والتي
يمكن استخدامها لتحسين محتوى وتقديم الجلسة.
|
الفترة الزمنية اللازمة للتدريب ربما تكون أطول
من المتوفرة فعليا.
|
يقلل الاعتماد على كتيبات المدربين عالية السبك،
فاستخدام مدربين مهنيين يمكن أن يسمح بالمرونة في التقديم بالنسبة للظروف
المحلية.
|
لا يترك كتيبات للمدربين بين كادر الانتخابات
كمراجع مستقبلية.
|
مدة جلسة تدريب فقط يجب أن تكون كافية لتغطية
المسائل التقنية للعمليات الانتخابية.
|
ليس هناك نقل لمهارات التدريب لكادر العمليات
الانتخابية على المستويات الإقليمية والمحلية.
|
يؤمن نجاعة الكلفة من خلال تقليص النقل للحد
الأدنى وتقصير الجلسات التدريبية.
|
يتطلب تكاليف مهنية وتجهيزية طويلة الأمد
للمدربين.
|
المشكلة الرئيسية مع هذا
النموذج في شكله الصرف هو طول المدة التي يمكن أن تستغرقها فرق التدريب المتنقلة
لتدريب جميع أعضاء كادر العمليات الانتخابية. فهذا قد لا يكون ممكنا ضمن جداول
الانتخابات الزمنية أو يعني أن التدريب يجب أن يباشر باكرا جدا في بعض المناطق حيث
القدرة على تذكر المعلومات حتى يوم الانتخابات ربما يكون صعبا.
والعكس بالعكس، فتوظيف فرق
متنقلة كافية لتدريب جميع العاملين في فترة قصيرة ربما لا يكون ممكنا ضمن
الميزانيات المتوفرة أو المصادر التدريبية المهنية المتوفرة.
الجمع بين نموذج فرق متنقلة
لعاملين محليين أعلى رتبة، مدراء دوائر انتخابية، وبعدها استخدام نمط متسلسل حيث
مدراء الدوائر الانتخابية يدربون مدراء المحطات الانتخابية التابعة لهم والذين
يدربون بدورهم كادرهم الخاص يمكن أن يؤمن توازن معقول في الاستمرارية، توفر الوقت
والمهنية.
النموذج المتزامن
في هذا النموذج يدرب جميع
العاملين بشكل متزامن، في اليوم أو الأيام نفسها، في كافة أنحاء المنطقة التي تدور
فيها الانتخابات. ويشير الجدول التالي لبعض الإيجابيات والسلبيات الهامة لهذا
النموذج.
نموذج التدريب المتزامن
|
الإيجابيات
|
السلبيات
|
يخلق حدث تدريبي شعبي للغاية والذي قد يحفز
عملية التشغيل، مشاركة انتخابية للمجتمع والاهتمام بالتعلم.
|
يتطلب عدد كبير من المدربين لأن يكونوا متواجدين
بنفس الوقت.
|
يمكن تنفيذه في فترة زمنية قصيرة.
|
هناك فرصة ضئيلة لتقييم أو تعديل الجلسات
التدريبية.
|
يمكن أن يخلص إلى بناء قدرات تدريبية إذا
دُرب المدربين خصيصا لهذا الحدث، بدلا
من استخدام مدربين مهنيين وحسب.
|
كجميع أعضاء كادر التدريب المهنيين الذين
سيشاركون على الأرجح في الحدث، سيكون هناك نقص في القدرة على مراقبة نوعية تقديم
التدريب.
|
|
يعتمد على خطط لوجستية معقدة تعمل بنجاعة.
|
|
يتطلب الكثير من التخطيط المركزي وتنظيم
اللوجستيات.
|
|
قد يتطلب مجموعات تدريب كبيرة للسماح بتنفيذ
جميع التدريبات في اليوم الواحد.
|
|
قد يتطلب إنتاج مقدار أكبر من المواد لأغراض
تدريبية من طرق أخرى.
|
|
قد يوسع قدرات المدربين المهنيين المتوفرين
ليدربوا جميع المدربين المطلوبين في الوقت المحدد.
|
حيث يرقى تدريب الانتخابات لمستوى
حدث وطني للحث على الاهتمام بالثقافة الانتخابية عموما أو بانتخابات مقبلة، نموذج
تدريب متزامن ليوم انتخابات وطني تدريبي قد يساعد في بناء التصور وثقافة الناخب.
ولنجاح هذا، ستبرز الحاجة لإنشاء أساسيات حملة شعبية مناسبة. ربما يكون أيضا نموذج
مناسب حيث يدعى لانتخابات غير متوقعة بإشعار قصير الأمد. على أي حال، إيجابياته
الهامة ستعني بشكل عام أن ما لم تتواجد بعض العوامل البيئية الخاصة، تقدم نماذج
أخرى حلول ذات كلفة أكثر نجاعة.