الاستخدام المركز لوسائل الإعلام
قبل اللجوء لوسائل
الإعلام لأغراض إطلاع الناخبين على تفاصيل العملية الانتخابية، يجب القيام بدراسة وتقييم
للسوق وللوسائل المتاحة، خاصةً عند استخدام الوسائل الجماهيرية المكلفة عادةً، وذلك
للتحقق من استخدام أفضلها وأوفرها وأكثرها نجاعةً. حيث أن الاستخدام غير المركز لوسائل
الإعلام يؤدي إلى هدر الأموال من خلال إغراق مجموعات من الناخبين بالمعلومات، هم أصلاً
من يمكن إيصال المعلومة إليهم بسهولة وبطرق مختلفة، في الوقت الذي نهمل فيه مجموعات
وشرائح أخرى من الناخبين هي أحوج ما يكون للمعلومات، ومنها:
·
فئات عمرية محددة (كالشباب أو المسنين).
·
فئات محددة على اساس خبرتها الانتخابية (الناخبون الجدد مثلاً).
·
فئات ثقافية معينة (المتحدثون بلغات محددة، أو الأقليات،
أو العاطلون عن العمل، إلخ).
·
فئات محددة من خلال قدراتها المعرفية (كالأميين مثلاً).
وتميل الإعلانات
الفعالة عبر وسائل الإعلام للتمتع بصفات محددة، كأن تكون قصيرة، ومباشرة. وعلى أية
حال يجب استغلال أية إعلانات للتذكير بعناوين ووسائل الاتصال بالخدمات الرسمية التي
توفر كافة المعلومات الانتخابية التي تهم الناخبين وبالتفصيل.
الأسس
القانونية
كثيراً ما تحدد القوانين الحد الأدنى
من مستوى الإعلانات التي يجب على الإدارة الانتخابية نشرها للتحقق من وصول المعلومات
الانتخابية لكافة فئات الناخبين دون استثناء.
ويمكن تطبيق تلك الحدود الدنيى على نشر
طرق الاقتراع المتوفرة أو الممكنة في كل حالة، ونشر قوائم مواقع الاقتراع في كل دائرة
انتخابية، والمنطقة الجغرافية التي تغطيها كل دائرة وكل موقع اقتراع، ونشر قوائم المرشحين
للانتخابات في كل واحدة من الدوائر الانتخابية.
استراتيجية الإعلان
يجب الاستناد إلى استراتيجية رمسية للإعلانات
عند استخدام وسائل الإعلام، والتي يتم من خلالها تحديد الخطة، والأهداف، والجمهور المستهدف،
والمعلومات المطلوب إيصالها، بالإضافة إلى تحديد الموارد المالية المتوفرة لذلك، وتحديد
أفضل وسيلة أو مجموعة من وسائل الإعلام يجب استخدامها لتنفيذ تلك الاستراتيجية.
وسائل الإعلام الجماهيرية
على الرغم من التسليم بأن قدرة وسائل
الإعلام الجماهيرية المكتوية، والمرئية والمسموعة على اختراق كافة فئات الجمهور والوصول
إليها يمكننا من الوصول إلى أعداد وشرائح واسعة من الناخبين بشكل فوري، إلا أن تكاليف
الإنتاج والبث والوقت الخاصة بالإعلان عبر تلك الوسائل الجماهيرية عادةً ما تكون مرتفعة
جداً. واستخدام وسائل الإعلام الجماهيرية يمكن أن يكون:
·
محدود
بسبب عجز أو محدودية التمويل أو بسبب اعتبارات تتعلق بنجاعة الكلفة.
·
مبعثر
في حال عدم توافر بيانات تفصيلية واضحة حول أعداد الجماهير القارئة، أو التي يمكنها
متابعة الوسائل المرئية والمسموعة المختلفة.
عند استخدام وسائل الإعلام الجماهيرية،
يجب القايم بتقييم مدى انتشار كل منها بين جماهير الناخبين، وذلك لمعرفة ما إذا كنا
نصل إلى الجمهور المستهدف، وكذلك للتحقق من فاعلية عملية نشر المعلومات. فاستخدام وسائل
إعلام مختلفة لإيصال رسائل انتخابية مختلفة قد يكون ضرورياً وأكثر فاعلية، وعلى سبيل
المثال:
·
بينما
تتناسب عملية نشر قوائم مواقع الاقتراع مع وسائل الإعلام المكتوبة، فهي قد لا تناسب
وسائل الإعلام المسموعة والمرئية مثلاً، على الرغم من إمكانية استخدام وسائل من هذا
النوع في مناطق جغرافية محدودة قد لا تصلها أو تغطيها اية وسائل أخرى (راجع "وسائل
الإعلام لقطاعات خاصة" أدناه).
·
عادةً
ما تكون الوسائل المرئية والتصويرية لتبسيط خطوات الاقتراع والإدلاء بالصوت في الانتخابات
أكثر فاعلية من غيرها. لذلك فإن استخدام التلفاز أو الصحف والوسائل المطبوعة مثلاً
يعتبر أفضل من استخدام وسائل أخرى كالإذاعة.
التركيبة الملائمة من وسائل الأعلام
من المهم بمكان العمل على اختيار أفضل
تركيبة ممكنة من وسائل الإعلام لتحقيق أوسع تغطية ممكنة للجمهور المستهدف وإيصال المعلومات
المطلوبة. أما العناصر التي يجب أخذها بعين الاعتبار فتتضمن:
مستويات الأمية: فحتى في الحالات التي
تحقق فيها وسائل الإعلام المطبوعة انتشاراً واسعاً، فقد لا تتمكن فئات مهمة من جمهور
الناخبين الإطلاع عليها وفهمها. وبحسب المعلومات التي يتم نشرها، فقد يكون اللجوء لاستخدام
الرسومات التوضيحية ضرورة ووسيلة فعالة في مثل هذه الحالات لإيصال المعلومة لأوسع شريحة
ممكنة من الناخبين.
مستوى الانتشار: أي من فئات الناخبين
يمكن الوصول إليها، ومن خلال أي من وسائل الإعلام الممكنة، وذلك بحسب فئاتهم العمرية
ومستويات مشاركاتهم الانتخابية السابقة، وكيف يجب أخذ ذلك بعين الاعتبار عند تحديد
أهداف الحملة الإعلامية.
التأكيد على الرسائل الإعلامية: حيث
أن استخدام أكثر من وسيلة إعلامية واحدة لإيصال نفس الرسالة أو المعلومة من شأنه أن
يؤكد على تلك الرسالة ويساعد على وصولها وترسيخها في أذهان المستهدفين. إلا أن ذلك
قد يؤدي إلى إغراق فئات ما بالمعلومات إذا ما ركزنا على استهدافها دائماً ومن خلال
وسائل إعلامية مختلفة، في الوقت الذي يمكننا استخدام الموارد المالية بشكل أفضل في
استهداف فئات أخرى من الناخبين.
تنسيق الحملة مع المواعيد الرئيسية في
العملية الانتخابية
يجب تنسيق الحملات الإعلامية النتخابية
والمتعلقة بنشر المعلومات الانتخابية عبر وسائل الإعلام الجماهيرية مع المحطات والخطوات
والتواريخ الرئيسية والهامة في العملية الانتخابية لتحقيق أكبر فائدة ممكنة والتحقق
من احتفاظ الناخبين بالمعلومة المطلوبة لكل مرحلة من مراحل الانتخابات. لذلك يجب تفادي
إغراق الناخبين وتشتيتهم من خلال نشر عدد كبير من الرسائل أو من المعلومات في نفس الوقت،
ومحاولة اللجوء لعملية إعلامية تدريجية.
فعلى سبيل المثال يمكن أن تتدرج المعلومات
التي يتم توفيرها بدءً بما يتعلق بأهلية الانتخاب، إلى معلومات عامة حول خدمات وطرق
الاقتراع المتوفرة، ومن ثم إلى الطرق الصحيحة في ممارسة الاقتراع والإدلاء بالأصوات،
إلى الإعلان عن مواقع الاقتراع، وانتهاءً برسائل تذكيرية حول الدعوة للاقتراع والوثائق
الثبوتية التي يجب إحضارها إلى محطة الاقتراع، إلخ.
وسائل الإعلام لقطاعات خاصة
في الحالات التي تبين فيها الإحصاءات
والدراسات نسب مشاركة متدنية في الانتخابات أو فجوة معرفية ما بين قطاعات وفئات محددة
من جمهور الناخبين، عمرية أو يقافية أو غيرها، فإن استهداف تلك الفئات والقطاعات من
خلال وسائل إعلام محدودة الانتشار ولكنها تتمتع بشعبية خاصة في صفوف هؤلاء، من شأنه
أن يسهم في رفع مستويا تغطية الحملة الإعلامية، وذلك من أجل استهداف قطاعات مثل:
·
الشباب،
وذلك عبر الموسيقى، والفيديو، والمطبوعات الطلابية، ومحطات الإذاعة البديلة، إلخ.
·
المسنين،
وذلك عبر المنشورات الخاصة بالمتقاعدين وغيرها المختصة بكبار السن.
·
القوات
المسلحة، وذلك عبر المنشورات المتخصصة بهم ووسائل الإعلام الداخلية.
·
الجماهير
الإقليمية في منتاطق جغرافية محددة، وذلك من خلال وسائل الإعلام المحلية الخاصة بتلك
المناطق.
·
الأقليات،
اللغوية وغيرها، وذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة المتوفرة في لغاتهم أو مواقع
تجمعهم.
كما ويمكن استخدام وسائل الإعلام، والإذاعات،
والمطبوعات والمنشورات المحلية الصادرة عن أو العاملة لحساب المنظمات الأهلية المختلفة،
وخاصة تلك التي تعمل بلغة تختلف عن اللغات الرسمية لوسائل الإعلام الجماهيرية الرئيسية.
حيث أنها تعتبر وسيلة فاعلة لتوفير خدمات إعلامية أقل كلفة من أجل الوصول إلى فئات
من الناخبين قد لا يمكن الوصول إليهم من خلال أية وسيلة إعلامية أخرى.
وسائل الإعلام العامة الأخرى
يمكن كذلك استخدام
وسائل الإعلام الثابتة، خاصةً في الأماكن التي يمكن فيها عرض الملصقات الكبيرة في مواقع
تكثر فيها حركة السير، مثل:
·
محطات المسافرين، كمحطات الباصات، والقطارات والمطارات.
·
أماكن التسوق والمراكز التجارية الكبيرة، وخاصةً التي تتمتع
بأماكن للمشاة فقط.
·
اليافطات الإعلانية الكبيرة التي تتواجد على جوانب الطرقات
الرئيسية.
أما اختيار المواقع
الأكثر فاعلية وملاءمة للحملة الإعلامية فيجب أن يستند إلى دراسة جيدة حول حركة السير،
الراجلة والراكبة، حسب الحالة، وذلك أخذاً بعين الاعتبار ما يلي:
·
يفضل استخدام الملصقات التي تتضمن رسائل قصيرة، ومباشرة،
تتعلق بيوم الاقتراع وساعاته في تلك المواقع، بالإضافة إلى أمثلة تصويرية حول كيفية
التأشير بشكل صحيح على ورقة الاقتراع، وذلك بدلاً من تضمينها لشرح مفصل لمختلف الإجراءات.
·
كما يمكن استخدام الملصقات للإشارة إلى المواقع أو المواعيد
أو الماكن أو الوسائل التي يمكن من خلالها الحصول على مزيد من المعلومات الانتخابية
التفصيلية.
·
يمكن تفصيل الرسائل بحيث تلائم الجمهور المستهدف في كل موقع
يتم عرض المعلومات فيه، حيث أن محطات المسافرين مثلاً تعتبر مكاناً ملائماً لنشر المعلومات
الخاصة بالاقتراع المبكر أو الاقتراع عن بعد (اقتراع الغائبين) مثلاً.
وتجدر الإشارة
إلى أنه قد تم تطوير حلول تفاعلية أخرى تتعلق بإطلاع الجمهور على المعلومات الانتخابية،
من خلال تقنيات الحاسوب الرخيصة نسبياً.
·
شاشات اللمس الخاصة بالاستعلامات، الآمنة وسهلة الاستخدام،
والموضوعة في الأماكن العامة، توفر معلومات كثيرة حول الانتخابات من خلال الإجابة على
مجموعة من الأسئلة الثابتة.
·
يمكن استخدام الوسائل الصوتية للفت انتباه الجمهور لشاشات
مرئية تعرض المعلومات. وعلى الرغم من أن كلفتها أعلى إلا أن لها ميزات كثيرة من حيث
الفاعلية.
·
يمكن العمل على مراقبة ومتابعة المعلومات التي يعمل الجمهور
للبحث عنها، وبالتالي التحقق المواضيع التي تهم الناخبين أكثر من غيرها، بالإضافة إلى
توفير معطيات إحصائية حول كميات ونوعية المعلومات التي يتم توفيرها. كما وأنه يمكن
استخدام تلك الأجهزة الإعلامية لأغراض أخرى بعد الانتخابات، سوائ من قبل الحكومات أو
المنظمات والمؤسسات غير الحكومية الأخرى، لتنفيذ حملات إعلامية مختلفة في مجالات كالصحة،
أو التربية، أو التأمينات العامة، إلخ.
أما ما يتعلق باستخدام
وسائل الإعلام المجانية في الحملات الإعلامية الانتخابية فيتم التطرق له في إطلاع الناخبين.
استراتيجيات التغطية
الإخبارية والبيانات الصحفية
قبل الشروع في
الحملة الإعلامية الانتخابية، يجب العمل على وضع وتنفيذ استراتيجية للتعامل مع وسائل
الإعلام (استرتيجية إعلامية). أما أهداف تلك الاستراتيجية فيجب أن تشتمل على التحقق
من دقة، وصحة، وشمولية وتأثير المواد الإخبارية والإعلامية المتعلقة بعمليات الاقتراع.
وتشتمل عناصر تلك الاستراتيجية على:
·
تعيين الناطق الرسمي المخول والذي يجب أن يكون القناة الوحيدة
المعتمدة لتمرير المعلومات والأخبار إلى وسائل الإعلام.
·
تدريب الناطق أو الناطقين الرسميين لعمليات الاقتراع فيما
يتعلق بمهارات التعامل مع وسائل الإعلام، خاصةً في حال استخدام المقابلات في وسائل
كالإذاعة والتلفزيون لأغراض نشر المعلومات الانتخابية لصالح الناخبين.
·
وضع خطة للإفصاح عن الأخبار والمعلومات ونشرها، والتي لا
يمكن أن تكون سوى خطة أولية، حيث أنه غالباً ما تنتج المواد الإخبارية والإعلامية،
من ناحية المضمون والتوقيت، عن مسائل غير متوقعة أصلاً، وبالتالي فهي خارج نطاق سيطرة
الإدارة الانتخابية، حتى ولو كان لدى تلك الإدارة خطة عمل تتعلق بنشر الأخبار والبيانات
الصحفية.
·
التخطيط لبرامج من أجل إطرع وسائل الإعلام على عمليات ومواقع
إنتاج المواد الانتخابية، والتدريب، ومكاتب إدارة الانتخابات، وذلك من أجل السماح لتلك
الوسائل بالاطلاع وبالتالي نشر التقارير الصحفية عن الإجراءات الانتخابية جنباً إلى
جنب التقارير المتعلقة بالتحضيرات الانتخابية العملية.
·
القواعد الخاصة باعتماد ممثلي وسائل الإعلام أو تخويلهم لدخول
مقرات الاقتراع وعد الأصوات والتصوير بداخلها.
·
متابعة كافة وسائل الإعلام على امتداد العملية الانتخابية،
وذلك من أجل تقييم نجاح الحملات الإعلامية الانتخابية من ناحية، وكذلك لتمكن من معالجة
والرد على أية معلومات غير دقيقة أو مزورة أو مغرضة يتم نشرها وبسرعة.
والعمل بانفتاح
على وسائل الإعلام يسهم في توفير المعلومات للناخبين، وكذلك يعزز من شفافية عمليات
الاقتراع ومهنيتها. وفي الحالات التي نتوقع فيها تواصلاً كثيفاً مع وسائل الإعلام،
فقد يسهم توظيف مهنيين مختصين في العلاقات العامة في فاعلية الإدارة الانتخابية في
التعامل مع تلك الوسائل. وفي كافة الحالات، فإن إعداد المواد الإرشادية الخاصة بوسائل
الإعلام يبقى أمر جيد ومطلوب وفعال دائماً.
استخدام تقنيات
الإنترنت
توفر تقنيات الإنترنت
وسيلة رخيصة وناجعة لتوفير ونشر مواد المعلومات والتوعية الانتخابية لأعداد متزايدة
دوماً من الناخبين في البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء، وخاصة المقيمين في الأماكن
الحضرية منهم.
ويمكن أن توفر
صفحات الإنترنت تغطية لكافة المعلومات الانتخابية المطلوبة، الأخبار والبيانات الصحفية،
وذلك إما كنسخة عما يتم نشره مطبوعاً أو كمادة مصممة خصيصاً لتلك الصفحات. كما ويمكن
لها رفع مستوى الخدمات التي يتم توفيرها للناخبين، كالسماح بتقديم طلبات الاقتراع عبر
البريد أو من بعيد، أو تقديم طلبات العمل كموظف اقتراع، أو للحصول على نماذج انتخابية
عامة مختلفة.