المواقع التي يستطيع الناخبون غيابياً الإقتراع فيها
ينبغي
أن تكون الأطر القانونية للإقتراع الغيابي واضحة بشأن أي قيود على أماكن الاقتراع التي
يمكن للناخبين غيابياً من أي نوع كانوا أن يصوتوا فيها. وثمة عاملان من العوامل المختلفة
التي تتطلب التوضيح، وهما:
·
العلاقة بين المكان المسجل فيه الناخب للإدلاء
بصوت عادي والمناطق الإنتخابية التي يستطيع الناخب أن يقصدها ويدلي فيها بصوت غيابي؛
·
هل يمكن استخدام محطات الإقتراع العادية للإقتراع
الغيابي أم هل أن ثمة أماكن إقتراع غيابي خاص مقامة أيضاً.
الإقتراع داخل دوائر التسجيل الانتخابية
في أبسط أشكالها، فإن هياكل وأطر الإقتراع الغيابي
قد تحصر المنطقة الجغرافية التي يستطيع الناخب الغيابي أن يتوجه لها ويصوت فيها. وعلى
سبيل المثال، فإنه في الأنظمة القائمة على أساس الدوائر الانتخابية، فإن الناخبين غيابياً
يمكن حصرهم على الإقتراع في أماكن الإقتراع داخل الدائرة الانتخابية التي يحق لهم الإقتراع
والانتخاب فيها.
وعندما تعمل الانتخابات النسبية للجهات الإقليمية أو
القومية على معاملة كل الإقليم أو الدولة بصفتها دائرة انتخابية واحدة، فإن إدارة تسجيل
الانتخابات والناخبين، أو الجهات الحكومية المحلية، يمكنها وضع الأسس لتلك القيود.
وهذه العملية البسيطة لها تأثير محدود على مدى الإقبال
والوصول إلى الانتخابات، حيث أن تأثيرها يقتصر على الناخبين القادرين على الإقتراع
في نطاق المقاطعة الانتخابية المسجلين للانتخابات فيها، وضمن ما يمكن اعتباره مناطق
ذات كثافة سكانية قليلة، أو منطقة جغرافية صغيرة نوعاً ما. وبالنسبة إلى الانظمة القائمة
على أساس الدائرة الانتخابية، فإن هذه من شأنها تقليل مدى التأثير على إدارة الانتخابات،
نظراً لما يلي:
·
إن أوراق الاقتراع المستخدمة من قبل الناخبين
غيابياً هي نفسها التي يمكن عادة توريدها للمحطات الانتخابية في كل منطقة انتخابية؛
·
هناك تعقيد إضافي بسيط في الأنظمة من ناحية
ضبط توزيع أوراق الاقتراع وإعادة المتعلق منها بالناخبين المصوتين غيابياً؛
·
أن تأثير ذلك على عمليات عد وفرز الأصوات في الانتخابات العادية محدود للغاية.
الإقتراع والتصويت خارج منطقة التسجيل للانتخابات
وتتيح الأطر الأوسع مجالاً في عملية الاقبال على الانتخابات
للناخبين غيابياً الإقتراع في محطات الإقتراع الموجودة في المناطق الانتخابية الأخرى.
وعليه، فإن توسيع إمكانية توفر الإقتراع الغيابي من شأنها على الأرجح أن تترك أثراً
كبيراً في الإجراءات العملية والقدرات الإدارية اللازمة.
وعندما يصوت الناخبون في أماكن إقتراع خارج منطقتهم
الانتخابية، فإن الأمر يتطلب توفير أنظمة إضافية كثيرة لتوزيع واسترداد المواد المتعلقة
بأوراق الإقتراع.
وعندما تكون الإنتخابات مقررة لدوائر انتخابية فردية،
فإن الوضع قد يتطلب توريد مواد الإقتراع اللازمة لمناطق الانتخابات المتعددة، مع الحاجة
المترتبة على ذلك بضرورة توفير ضوابط أكثر لعمليات التوزيع والإصدار واسترداد المواد
الخاصة بأوراق الاقتراع.
وقد يزداد التوجه لاستخدام هذه التسهيلات، مما قد يعمل على احتمال زيادة
الحاجة إلى تعيين موظفين مخصصين لغرض تنسيق وإصدار الأصوات الغيابية، أو توفير مرافق
اقتراع منفصلة لإقتراع الناخبين غيابياً،
سواء في داخل أماكن الإقتراع العادية أو في أماكن خاصة لإقتراع الناخبين بصورة غيابية.
وعندما تتطلب الإجراءات من الناخبين الراغبين في الإقتراع
الغيابي، أن يسجلوا لذلك الغرض قبل يوم الإقتراع، فإن من الممكن أن يتم إعداد المظاريف
المطبوعة مسبقاً للناخبين غيابياً، أو طرود مواد الاقتراع والتصويت لكل ناخب راغب في
الإقتراع غيابياً.
وبينما قد يساعد ذلك في التأكد من إرسال المواد الصحيحة إلى
كل ناخب، فإن ذلك يعتبر خياراً مكلفاً ويتطلب ضوابط صارمة جداً على توريد وإمداد المواد
اللازمة لمحطات الإقتراع الغيابي.
كما تستدعي الحاجة إلى ضرورة توفير أنظمة معقدة أخرى لمداولة
أوراق اقتراع الناخبين المعبأة من قبل الناخبين غيابياً، ومنها مثلاً هل تتوفر في أماكن
الإقتراع الغيابي صناديق اقتراع مستقلة خاصة بكل منطقة انتخابية لطرح ظروف وأوراق الاقتراع
الخاصة بتلك المناطق فيها. وبشكل عام، فإن هذه الممارسة قد تمثل أمراً مربكاً ومشوشاً
لكل من الناخبين وموظفي الإنتخابات على حد سواء.
ومع ذلك، فمن الممكن في الأماكن المعدة لإستقبال أعداد كبيرة
من الناخبين غيابياً أن يجري فيها إنشاء مناطق إقتراع منفصلة أو أماكن لإصدار أوراق
الاقتراع وصناديق لطرح الأوراق فيها خاصة بكل منطقة انتخابية.
وفي بعض الحالات الأخرى، فإنه يمكن طرح جميع أوراق الإقتراع
الخاصة بالناخبين المصوتين غيابياً في صندوق إقتراع واحد بحيث يجري فرزها بعد إقفال
الإقتراع والانتخاب. وعند اللجوء لاستخدام هذا النظام، فإنه يتعين تغليف اوراق الإقتراع
وبيان كل منطقة متعلقة بها بشكل مميز على المغلفات قبل إيداعها في صندوق الإقتراع.
كما تتطلب إجراءات المقارنة والمطابقة عند إقفال أبواب الإقتراع
والتصويت أن يتم احتساب عدد الأوراق الصادرة لكل منطقة انتخابية.
المواقع المستخدمة للإقتراع الغيابي
وعندما يعمد الناخبون الراغبون بالإقتراع الغيابي للتصويت
في محطة انتخابية أخرى في داخل دائرتهم الإنتخابية المسجلين بها، فإن توفير مرافق وتسهيلات
الإقتراع الغيابي في جميع مرافق محطات الإقتراع يمكن القيام بها ببساطة نسبية نوعاً
ما.
وأما في الأنظمة التي قد يعمد الناخبون فيها للإقتراع غيابياً
في أماكن خارج منطقتهم الانتخابية المدرجة أسماؤهم فيها، سواء كان الإقتراع الغيابي
متوفراً في جميع محطات الاقتراع العادية، أم في عدد مختار من محطات الإقتراع، أو في
مواقع إقتراع غيابي مقامة خصيصاً لذلك الغرض، فإن ذلك يتوقف على النظر بكل عناية لمدى
الفائدة المتحققة من زيادة الإقبال والمشاركة في الانتخابات بالمقارنة مع التكاليف
الإضافية والقدرات المتوفرة لضمان تحقيق النزاهة في الإنتخابات وتوفر المواد والتجهيزات
اللازمة.
إستخدام محطات الإقتراع العادية
إن العمل على توفير الاقتراع والتصويت الغيابي في جميع محطات
الإقتراع من شأنه أن يحقق ما يلي:
·
زيادة مستوى الإقبال على الإنتخابات والمشاركة فيها؛
·
استخدام فعال لإجراءات معقدة في مجال تداول المواد، وإجراءات ضبط وتحكم عبر
جميع محطات الاقتراع، ومستوى أعلى من المهارات اللازمة لموظفي إدارة الإقتراع في
الانتخابات؛
·
زيادة تعقيد العمليات الانتخابية في جميع محطات الإقتراع والتصويت.
ويتطلب الأمر أيضاً ضرورة توفير
المزيد من التدريب، والحصول على عدد إضافي من الموظفين؛ كما قد تدعو الحاجة لضرورة
توفير محطات اقتراع بمساحات أكبر لإتاحة المجال لإنشاء محطة اقتراع خاصة بالناخبين
الراغبين في الإقتراع غيابياً. كما أن تحديد وتقليل عدد المحطات التي توفر مرافق إقتراع
غيابي من شانه تلطيف وتقليل المتطلبات المتقدمة الذكر، ولكن ذلك سيكون على حساب
الإقبال على المشاركة في الإنتخابات.
استخدام
مراكز الإقتراع الخاصة
وقد يصبح الأمر أكثر فعالية من
النواحي الإدارية عند إنشاء مراكز إقتراع غيابي خاصة، مثل إنشاء مركز واحد في كل
منطقة انتخابية واحدة (إذا كانت الانتخابات مرتكزة على أساس الدوائر الانتخابية)،
أو في كل منطقة من المناطق المركزية أو الإقليمية، بدلاً من السماح بإجراء الإقتراع
الغيابي في محطات الإقتراع العادية. ولكن هذه الفعالية الإدارية يتعين تقديرها
بمقارنتها مع النتيجة المترتبة عليها من ناحية تدني الإقبال على الإنتخابات
والإحجام أو العزوف عن المشاركة فيها.
وقد يعمل استخدام هذا النمط من
مراكز الإقتراع في الانتخابات على توفيرضوابط أكثر فعالية، من خلال التركيز على
إعطاء تدريب خاص بالإقتراع الغيابي بصورة محددة، وتقليل عدد الأماكن التي تستخدم
الإجراءات الأكثر تعقيداً ويجري تزويدها بمواد إضافية للإنتخابات الغيابية. وعليه
فإن من الأفضل والأنسب اتخاذ المسار الذي تكون فيه طاقات وقدرات الإدارات
الانتخابية أقل توفراً.