الحاجة لإطلاع الناخبين
يعتبر إطلاع الناخبين
وتوفير المعلومة لهم أمر ضروري للتحقق من حصولهم على المعلومات الصحيحة لتمكينهم من
ممارسة حقهم في الاقتراع على أساس من المعرفة وبثقة. وتوفر عمليات الإطلاع الفعالة
والمتعلقة بعمليات الاقتراع ما يلي:
·
المعلومات الضرورية للناخبين لممارسة خياراتهم الانتخابية
على أساس من المعرفة والدراية.
·
تحد من ضغوطات العمل الواقعة على عاتق موظفي الاقتراع يوم
الانتخابات في مساعدة الناخبين وشرح تقاصيل العملية لهم في محطات الاقتراع. وهنا لا
بد من التفريق بين إطلاع الناخبين وتوعيتهم.
بشكل عام يتعلق
إطلاع الناخبين بتوفير المعلومات التي يحتاجها الناخبون لتحديد أين، ومتى وكيف
يقترعون.
أما توعية الناخبين،
فتوفر للناخبين معلومات تتعلق بالسياق الذي تتم الانتخابات في ظله ضمن العملية الديمقراطية
ككلن وبحقوق الناخبين ومسؤولياتهم، والمبادئ الأساسية التي ترشد العلمية الانتخابية،
والمؤشرات التي يستدل من خلالها على وجود انتخابات حرة، ونزيهة وتتمتع بالمصداقية،
وما يتعلق بمشاركة الناخبين في العملية الانتخابية الديمقراطية.
ومن الواضح بأن
بعض مواد الإطلاع للناخبين المتعلقة بطرق وإجراءات الاقتراع تشكل جزءً من مواد التوعية
الانتخابية.
وعلى العكس من
التوعية الانتخابية، والتي تعتبر أكثر فعالية ونجاعة كلما كانت ذات استمرارية أكبر،
فإن لعمليات إطلاع الناخبين تأثير أكبر كلما تمت برمجتها بأقرب ما يمكن للحظات التي
يكون فيها اهتمام الناخبين في ذروته، كأن يكون ذلك قبل البدء بعمليات الاقتراع مباشرة
وأثنائها. ويجب أن تتوقف عمليات إطلاع الناخبين مع انتهاء عمليات الاقتراع. وللإسهام
في رفع مستويات الثقة في نزاهة الانتخابات، فمن الضروري توفير نتائج الانتخابات بانفتاح
وأمام الجميع دون اسثناء، وذلك من خلال ترتيبات عدة مثل:
·
وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية/المسموعة.
·
توافر وثائق عد الأصوات لكي يطلع عليها كافة المعنيون من
الجمهور.
·
نشر كافة الوثائق والمعلومات المتعلقة بنتائج الانتخابات
من قبل الإدارة الانتخابية.
المواضيع
الثابتة في مواد إطلاع الناخبين
تشتمل مواد إطلاع الناخبين على مواضيع
ومسائل ثابتة، والتي يحتاج للاطلاع عليها كافة الناخبين ليتمكنوا من ممارسة حقهم في
الاقتراع. ومنها:
·
من
هم المؤهلون للاقتراع.
·
وسائل
الاقتراع المختلفة المتوفرة.
·
مواقع
محطات الاقتراع ومواعيده.
·
الإجراءات
الأساسية التي يجب اتباعها في محطة الاقتراع، كالأوراق الثبوتية التي يجب على الناخب
إحضارها معته إلى محطة الاقتراع مثلاً.
·
كيفية
الإدلاء بالصوت (الاقتراع).
·
نزاهة
عمليات الاقتراع وعد الأصوات، بما في ذلك المعايير المرتقبة من موظفي الانتخابات والأحزاب
السياسية في تصرفاتهم.
·
الحزاب
والمرشحين المشاركين في الانتخابات.
·
نتائج
الانتخابات.
يجب أن تهدف حملات إطلاع الناخبين إلى
توفير معلومات دقيقة وصحيحة لكافة الناخبين حول مجمل هذه المواضيع والمسائل.
مواضيع ومعلومات إضافية في حالات محددة
بالنسبة للاستفتاءات وبعض عمليات طرق
الاقتراع الخاصة بشكل خاص، كالانتخابات التي تتم عبر البريد بمجملها مثلاً، فإن الإدارة
الانتخابية هي أفضل من يمكنه توفير المعلومات المحددة والدقيقة للناخبين حول ذلك، بما
فيه:
·
في
حالة الاستفتاء، الخيارات المطروحة أمام الناخبين (سؤال الاستفتاء).
·
مواقف
المرشحين وبرامجهم.
وفي بعض البلدان يفرض القانون على الإدارة
الانتخابية توفير تلك المعلومات لكافة الناخبين وإيصالها لهم في بيوتهم.
الوصول إلى الجمهور المستهدف
يجب تقييم أفضل وأنجع السبل التي تمكن
الإدارة الانتخابية من الوصول إلى أكبر عدد ممكن من جمهور الناخبين وإيصال المعلومات
الانتخابية لهم. فمن غير المعتاد تحقيق ذلك باتباع طريقة أو وسيلة واحدة فقط لإيصال
المعلومات. أما السبل الأساسية لذلك فتشتمل على ما يلي:
·
وسائل
الإعلام العامة، من خلال الاستعانة بوسائل الإعلام المختلفة، العامة والخاصة، ونشر
الملصقات وتوزيعها وعرضها في الأماكن العامة (راجع
وسائل الإعلام).
·
الاتصال
المباشر مع الناخبين فردياً، من خلال توزيع المواد البريدية، وتوزيع المواد الإعلامية
المختلفة في الأماكن العامة، وتنظيم اللقاءات، وعبر الهاتف، وعبر افتتاح مكاتب الاستعلامات،
أو استخدام الوسائل الإلكترونية الحديثة (راجع الاتصال
المباشر بالناخبين).
·
توفير
المعلومات في مواقع الاقتراع من خلال الملصقات، والنشرات والمساعدات التي يوفرها موظفو
الاقتراع للناخبين.
·
توفير
المواد والمعلومات من خلال صفحات الإنترنت الخاصة بالإدارة الانتخابية حيثما توفرت
تلك التقنيات.
أما مجموعة الوسائل التي يتم استخدامها
في كل حالة فتعتمد على البيئة والسياق المحليين، وهي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار العديد
من المسائل، منها:
·
مستويات
التعلم والأمية.
·
اللغات
المعمول بها محلياً.
·
مستويات
انتشار وتوافر وسائل الإعلام الجماهيرية والإلكترونية.
·
الفروقات
الثقافية والمتعلقة بالنوع (الجندر).
·
مستويات
استخدام تقنيات الملعومات الحديثة وإمكانية الصول إليها.
·
التضاريس
والواقع الجغرافي.
·
ظروف
المواصلات والنقل وتنفيذ التجمعات الجماهيرية.
يجب تصميم المواد والمعلومات الانتخابية
بحذر وبحيث نتحقق من فعاليتها في توفير المعلومة لكل من الناخبين بشكل عام، ولبعض المجموعات
المستهدفة بشكل خاص.
فقد نحتاج إلى مواد أو معلومات خاصة
إضافية لمجموعات من الناخبين التي يتم استهدافها بشكل خاص، وذلك لتحقيق العدل والمساواة
بين مختلف المجموعات، بما فيها:
·
المرأة.
·
المجموعات
اللغوية المختلفة
·
المجموعات
العمرية المختلفة، كالناخبين الشباب.
·
الناخبين
الأميين.
·
ذوي
الإعاقات البصرية أو السمعية.
·
ذوي
الإعاقات الجسدية.
·
الناخبون
المتواجدون خارج البلاد أثناء الانتخابات.
استراتيجيات الإطلاع المستندة إلى تقييم
للاحتياجات
لا يمكن لاستراتيجيات الإطلاع الفعالة
والتي تستجيب لكافة المسائل المطروحة هنا أن تحقق النجاح إلا إذا استندت إلى تقييم
جدي للاحتياجات، حيث أن ذلك التقييم من قبل القائمين على برامج الإطلاع والتوعية يوفر
مصدراً جيداً للتحديد المعلومات المطلوبة وصيغها.
ويمكن الحصول على تلك المعلومات المتعلقة
بتحديد الاحتياجات كذلك من خلال مصادر أخرى تخص إدارة الانتخابات كالتقارير المتعلقة
بالانتخابات السابقة ونسب المشاركة فيها وتوزيعاتها المختلفة، وأعداد الأصوات غير الصالحة
فيها، أو الأخطاء الحاصلة في التعرف على محطة الاقتراع الخاصة بكل ناخب، أو من مصادر
أخرى مثل التقارير الإحصائية المنشورة في وسائل الإعلام، أو البيانات المستقاة من وسائل
النقل أو البريد، إلخ.
توقيت حملات الإطلاع الانتخابية
يعتمد توقيت هذه الحملات على مدة العملية
الانتخابية والجدول الزمني الخاص بالفعاليات المحددة التي تتم ضمنها.
أما المعلومات المتعلقة بعمليات الاقتراع
فعادة ما يتم تركيزها في الشهر الأخير قبل موعد الاقتراع. وللتحقق من تحقيق أكبر فائدة
ممكنة من المعلومات، يجب برمجتها بحيث يتم الانتقال من معلومات عامة إلى أخرى أكثر
تحديداً كلما اقتربنا من يوم الاقتراع.
وذلك مهم بشكل خاص عند استخدام وسائل
الإعلام الجماهيرية. فقد يكون هتاك أكثير من فترة ذروة واحدة في العملية، خاصةً عندما
يسمح النظام بممارسة الاقتراع بعدة طرق قبل يوم الاقتراع. وفي الحالات التي يمكن فيها
تسجيل الناخبين بشكل متزامن مع عمليات الاقتراع فإن ذلك سيشكل ذروةً أخرى فيما يتعلق
بتوفير المعلومات والإرشادات.
لا يمكن تحقيق فاعلية المعلومات الهادفة
لإطلاع الناخبين إلا من خلال التخطيط السليم والمسبق. أما استراتيجيات الحملات الفعالة،
وبرمجة نشر المعلومات في وسائل الإعلام، وتصميم المواد الإعلامية فتحتاج جميعها إلى
البحث والتقصي والاختبار.
مساعدة وسائل الإعلام
وسائل الإعلام هي أحد أهم القنوات التي
يمكن استخدامها لإيصال المعلومة للناخبين. وذلك يتضمن:
·
تطوير
وإعداد مواد إعلامية وإرشادية خاصة بوسائل الإعلام.
·
تنظيم
لقاءات صحفية وإرشادية خاصة للصحفيين، وإصدار البيانات الصحفية بشكل اعتيادي خلال عمليات
الاقتراع، مما قد يسهم في تحقيق المزيد من الدقة في التقارير الانتخابية الصادرة عن
وسائل الإعلام المختلفة.
·
استخدام
الروايات الصحفية الناجمة عن اللقاءات الصحفية من شأنه أن يشكل وسيلة غير مكلفة للتأثير
في حملات توعية وإطلاع الناخبين.
إلا أن التواصل غير المنظم مع وسائل
الإعلام من شأنه أن يؤدي إلى ضرر أكثر من تأديته إلى أي منفعة ممكنة. لذا يجب على إدارة
الانتخابات تصميم استراتيجية إعلامية تهدف إلى تحقيق الدقة في التقارير الصحفية، وأكبر
استفادة ممكنة منها. (للمزيد راجع وسائل الإعلام).
·
خلال
يوم الاقتراع وعمليات عد الأصوات، فإن استخدام مركز صحفي واعتماده كنقطة تتركز فيها
كافة المعلومات الصادرة عن إدارة الانتخابات يعتبر أمراً جيداً لكونه يسهم في توفير
المعلومة من خلال مركز واحد تسهل إدارته. ولتحقيق أعلى مستويات الاستفادة من ذلك، يجب
التحقق من أن ذلك المركز هو الموقع الوحيد لإصدار وتلقي المعلومات الانتخابية.
وذلك من شأنه أن يحرر موظفي الانتخابات
الآخرين ويعتقهم من الالتزامات الإعلامية، خلال انشغالهم بأمور أخرى. وفي الحالات الأكثر
تطوراً، يمكن أن توفر تلك المراكز تسهيلات أخرى لصالح وسائل الإعلام، كإمكانية الاتصال
المباشر أو بث النتائج على الهواء مباشرة أولاً بأول.
·
كما
وأن إعداد أدلة إرشادية من قبل إدارة الانتخابات لوسائل ا‘لام والإعلاميين يسهم في
الحد من المعلومات الخاطئة أو غير الدقيقة، أو من التفسيرات غير الدقيقة للإجراءات
الانتخابية.
·
يمكن
للإدارة الانتخابية كذلك النظر في إمكانية إعداد أدلة للصحفيين مشابهة لأدلة المرشحين
مثلاً.
·
في
الحالات التي تنطوي فيها الانتخابات عبى عمليات تقنية معقدة، كنظم الاقتراع والعد المحوسبة،
فقد تكون هناك حاجة لإعداد أدلة إرشادية خاصة بوسائل الإعلام لتمكينها من فهم النظام
للحديث عنه للجمهور.
وسائل الإعلام الحزبية
في المجتمعات التي
تسيطر فيها الحكومات على وسائل الإعلام، الرئيسية منها على الأقل إن لم يكن كلها، أو
حيث تتبع تلك الوسائل لأحزاب سياسية، تظهر الحاجة للتحقق من إمكانية إيصال المعلومات
الحيادية والموضوعية والأخبار الانتخابية إلى الناخبين بشكل عام دون أي تدخل أو تأثير
أو انحياز لجهة سياسية دون غيرها، الأمر الذي قد يصعب تحقيقه أحياناً. وفي هذه الحالات
فقد يتطلب الأمر التعامل بحذر مع كافة المواد الإعلامية، وبخاصة المسموعة والمرئية
منها، وخاصةً عندما يشارك في إعدادها موظفو الانتخابات أنفسهم.
لذلك، فعندما يتعلق
الأمر بوسائل إعلام حزبية تصبح المعلومات الرسمية الصادرة عن إدارة الانتخابات حول
الانتخابات والمنشورة في تلك الوسائل هي الوحيدة التي يمكن الموثوق بها والتي لا يمكن
لأحد الشك في حياديتها. لكن ذلك يتطلب إشرافاً مباشراً وحثيثاً على وسائل الإعلام للتحقق
من نشرها للمواد الإعلامية الانتخابية دون أي تغيير أو تحريف فيها، وهو أمر في غاية
الأهمية في ظروف كهذه.